أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (22) سورة الزمر
أيها النصرانى العاقل هل فكرت في قول بولس :( “ فانه ان كان صدق الله قد ازداد بكذبي لمجده فلماذا أدان انا بعد كخاطئ).”(رومية 3: 7)أوقول يوحنا(هؤلا سيحاربون الخروف,والخروف يغلبهم ,لأنه رب الأرباب وملك الملوك)رؤيا يوحنا ص:17-14 ( وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان الي أبد الأبدين) رؤيا يوحنا /5/13
الجمعة، 30 سبتمبر 2011
أين العدل في صلب المسيح
يعتقد النصارى أن المسيح صلبليكفر الخطيئة الأزليةPECHE ORIGINAEL وهي التي ارتكبها آدم تحتتأثير زوجته بإغواء من الحية حينما أكل من الشجرة ، وانتقلت بطريق الوراثة إلى جميعنسله ، وكانت ستظل عالقة بهم إلى يوم القيامة ، لولا أن افتداهم المسيح بدمه كفارةعن خطاياهم . وأساس هذا الموضوع عند المسيحيين أن من صفات الله العدل والرحمة ،وبمقتضى صفة العدل كان على الله أن يعاقب ذرية آدم بسبب الخطيئة التي إرتكبها أبوهموطرد بها من الجنة واستحق هو وأبناؤه البعد عن الله بسببها ، وبمقتضى صفة الرحمةكان على الله أن يغفر سيئات البشر ، ولم يكن هناك من طريق للجمع بين العدل والرحمةإلا بتوسط ابن الله الوحيد ليموت على الصليب كفارة ونيابة عنهم ، وبهذا العمل يكونالله قد جمع بين عدله ورحمته مع الانسان وأخذ العدل حقه، وظهرت رحمة الله !! .
لا شك ان ما يدعيه المسيحيونليس مخالفاً للحق والعدل فحسب ، بل ولنصوص كتابهم المقدس أيضاً وقبل ان نذكر هذهالنصوص نقول :
1) من الواضح والمعلوم أنالمخطأ هو آدم وزوجته ، وليس الأولاد ، ومن العجيب أن المسيحيون يصفون الله بالعدل، ثم يدعون : إن خطيئة آدم تتعداه إلى نسله ، لأنهم ورثة لطبيعته الساقطة !! فأيعدل في هذا ؟!
2) أي عدل وأي رحمة في تعذيبوصلب إنسان غير مذنب ؟انمعاقبةوتعذيبشخص بريىءلم يقترفآثاماًمن أجل خطايا الآخرين إنما هو ذروة الظلم .
3) من الذي قيد الله وجعلعليه أن يلزم العدل وأن يلزم الرحمة وأن يسعى للتوفيق بينهما ؟
4) أين كان عدل الله ورحمتهمنذ خطيئة آدم وحتى قصة الصلب ؟
5) إذا كان الله سبحانه عادلوفي نفس الوقت محب ورحيم فأين كانت رحمته وابنه الوحيد يلاقي دون ذنب ألوانالتعذيب والسخرية ثم الصلب مع دق المسامير في يديه ؟
أين عدل الله ورحمته في انسان(( قَدَّمَ ِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍلِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِتَقْوَاه)) [ عبرانيين 5 : 7 ]
6) إذا كان الله عادل وفي كلالشرائع أن العقوبة تناسب الذنب ، فهل تم التوازن بين صلب المسيح على هذا النحو ،وبين الخطية التي ارتكها آدم ؟
7) لماذا ترك إله العدلوالمحبة الانسانية تتوالد تحت ناموس اللعنة والخطية وان يعم الفساد وينتشر ؟!!
8) أين عدل الله في رجل يحملخطايا اناس ظلمه قتله فجره وهو قد تعذب وقتل ، واخرين يسكرون ويرقصون مستمتعينبحياتهم .. اين العدل ؟!
هذا ويحاول المسيحيون أن يدافعوا عن هذا المبدأ قائلين أن يسوعالمسيحقدم نفسهطوعاً،وبإختيارهقاسى عذاب الموت على الصليب ليدفع الثمن من أجل خطاياالناس .
ونحن نجيب على هذا بالآتي :
أولا : إن الأمر ليس صحيح تاريخياً أن نقول أن يسوع المسيح قد جاءليموت طوعاً واختياراً عن قصد من أجل خطايا الناس . فنحن نقرأ في الأناجيل أنه لمتكن إرادته أن يموت على الصليب : (( ثُمَّذَهَبَ يَسُوعُ وَتَلاَمِيذُهُ إِلَى بُسْتَانٍ يُدْعَى جَثْسَيْمَانِي، وَقَالَلَهُمْ : اجْلِسُوا هُنَا رَيْثَمَا أَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَأُصَلِّي. وَقَدْأَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبَدِي وَبَدَأَ يَشْعُرُ بِالْحُزْنِوَالْكَآبَةِ. فَقَالَ لَهُمْ: نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ! ابْقَوْا هُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي!وَابْتَعَدَ عَنْهُمْقَلِيلاً وَارْتَمَى عَلَى وَجْهِهِ يُصَلِّي،قَائِلاً: ياأبي ، إِنْ كَانَ مُمْكِناً، فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُوَلَكِنْ، لاَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ! )) متى 26 : 39
وعندما أيقن أن أعداءه قد تآمروا على قتله وإزهاق حياته قال لهميسوع في يوحنا 8 : 40 : (( لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَإِبْرَاهِيمَ لَعَمِلْتُمْ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ. وَلكِنَّكُمْ تَسْعَوْنَ إِلَىقَتْلِي وَأَنَا إِنْسَانٌ كَلَّمْتُكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعْتُهُ مِنَاللهِ. ))
إنه يطلب من تلاميذه أن يسهروا على سلامته وحمايته من أعدائه معجسارته هذه وإيمانه الوطيد بالله حافظه ومنجيه مع هذا احتاط لنفسه لمواجهة سافرة معأعدائه فقال لتلاميذه : (( من لهكيس فليأخذه ومزود كذلك . ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفا . ))[ لوقا 22 : 36– 38 ]
ثم تقدم قليلا وخر على الأرض وكان يصلي قائلا: (( يَاأَبِي ، كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَدَيْكَ. فَأَبْعِدْعَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ، وَلكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَاتُرِيدُ أَنْتَ! )) لقد وكل المسيح أمره إلي الله بقوله : (( لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُأَنْتَ! )) [ مرقس 14 : 36 ] . فأي عاقل بعد هذا يدعي ان المسيح جاء ليقدم نفسه ويقاسي العذابطوعاً واختياراً ؟
وتحت عنوان : ويستجيب الله لدعاء يسوع ، يقول السيد أحمد ديدات :
يؤكد القديس بولس ، أن دعاء المسيح وتضرعاته لم تقع على آذان صماء ،فهو يقول في رسالته إلي العبرانيين [ 5 : 7 ] : (( الذي في أيام جسده ، إذ قدمبصراخشديدودموع طلباتوتضرعاتللقادرأن يخلصه من الموت،وسمع له منأجل تقواه))
ماذا يعني قول بولس : (( وسمع له)) ? أليس المعنى أن الله قد قبل دعاءه ؟
أيمكن بعدذلك أن نقول ان المسيح جاء ليصلب باختياره ؟!!
ومن جهةأخرى فإن النص السابق يذكر بأن المسيح قدم صراخ شديد ودموع للقادر !!
فمن هوالقادر ومن هو المقدور له وإذا كان المسيح ليست له القدره ويطلبها من اللهالقادرفلماذا يعبده النصارى ؟!
ان ما يعتقده المسيحيين من أن المسيح مات مصلوباً فداءاً للبشريةوكفارة للخطيئة الموروثــة هو اعتقاد مخالف للقواعد والنصوص الأساسية التي اشتملعليها كتابهم المقدس والتي تثبت أن كل إنسان يتحمل نتيجة فعله وإليك بعض من هذهالنصوص :
ففي سفر التثنية [ 24 : 16 ] : (( لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِالأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِيُقْتَلُ))
ألم يذكر كاتب سفر الخروج 40 : 12 أن الرب غفر لهارون خطأه ، وأمربجعله وذريته كهنة على بني اسرائيل وقد جاء في سفر اخبار الايام الثاني [ 7 : 14 ] : (( فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِيالَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْطُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُخَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ.))
أليس يسوع هو الذي علمكم أن تصلوا إلى الله قائلين : (( وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ لِلْمُذْنِبِينَإِلَيْنَا ! )) [ متى 6 : 12 ]
وقد قال داود في صلواته : ((إنْ كُنْتَ يَارَبُّ تَتَرَصَّدُ الآثَامَ، فَمَنْ يَسْتَطِيعُ الْوُقُوفَ فِي مَحْضَرِك َ؟ وَلأَنَّكَ مَصْدَرُ الْغُفْرَانِ فَإِنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَهَابُونَكَ)) [ مزمور 130 : 3 ] .
إن الغفران الذي يتم للخاطىء بالقصاص من إنسان نيابة عنه ليسبالغفران على الإطلاق . إن الله يقدر ويقضي بالمغفرة لأولئك الذين يبدو صلاحهم حقاًوأولئك الذين تنحوا كليةً عن خطاياهم وأصلحوا أنفسهم دون قصاص منهم أو من إنساننيابة عنهم إن الله يقدر ويقضي بغفران جميع سقطاتهم وذنوبهم . وهذا القضاء وتلكالقدرة ليس ضد العدالة . وفي الواقع هذا هو الغفران الحقيقي وحده .
إن فكرة الاستعاضة أو التضحية النيابية فكرة غير منطقية ولا معنىلها وهي أشبه ما تكون بطبيب يحطم رأسه ليشفي صداع المرضى لديه .
إن مبدأ الكفارة أو التضحية تجعل الأقنوم الأول في الثالوث المقدسالمكذوب متعطشاً لسفك الدم من أجل إظهار التضحية بالذات محبةً للأقنوم الثاني . وللنقد النزيه فإن تضحية الأقنوم الثاني تظهر في غير موضعها وبلا معنى كطلب الأقنومالأول الظالم والمتلذذ بالقسوة .
آرثر ويجالArthur Weigall يضع هذا التعقيب ذا المغزى على مبدأالكفارة فيقول :
نحن لا نقدر أن نقبل المبدأ اللاهوتي الذي من أجل بعض البواعثالغامضة أوجب تضحية استرضائية . إن هذا انتهاك إما لتصوراتنا عن الله بأنه الكليالقدرة وإلا ما نتصوره عنه ككلي المحبة . إن الدكتور كرودن الشهير يعتقد أنه من أجلمآرب لهذه التضحية فإن يسوع المسيح قاسى أشد العذاب أوقعها الله قصاصاً عليه . وهذابالطبع وجهة نظر يتقزز منها العقل العصري والتي قد تكون شرط لعقيدة بشعة ليستمنفصلة عن ميول التلذذ بالقسوة للطبيعة البشرية البدائية . وفي الواقع أن هذهالعقيدة دخيلة من مصدر وثني وهي حقا من آثار الوثنية . في الإيمان .
إن المنهج المسيحي للخلاص ليس فقط لا أخلاقياً ولا منطقياً ومعتلًا . بل أيضا لا سند له في كلمات يسوع المسيح . ربما قال يسوع أنه يتعذب من أجل خطاياالناس ، بمعنى أنه من أجل أن يخرجهم من الظلمات إلى النور تجشم النقمة الإلهية علىفاعلي الشر وكانوا سبب تعذيبه ولكن لا يعني هذا أن موته كان تضحية من أجل خطاياالآخرين ، وأن أولئك الذين يؤمنون فقط بدمه المسفوك عنهم ينالون غفران الخطايا .
لقد جاء يسوع المسيح لينقذ الناس من خطاياهم بتعاليمه وحياتهالمثالية في تقوى الله وليس بالموت عمداً من أجلهم على الصليب ومنحهم دمه كفارةلخطاياهم . وعندما جاء شاب إليه يسأله :
( فاحفظ الوصايا ) إنها وفقا لكلام يسوع المسيح هي الطريق إلىالحياة الأبدية . إن الخلاص يمكن الحصول عليه بالإيمان بالله ، والتنحي عن الشروفعل الخير وليس بقبول يسوع المسيح ملعوناً على الخشبة والإيمان بدمه المسفوك كفارةلخطايا الجنس البشري .
إن عقيدة الكفارة مختلة للأسباب كثيرة :
1.أن الإنسان لم يولد بالخطيئة .
2.إن الله لم يطلب ثمناً ليغفر للخطاة .
3.إن فكرة الاستعاضة أو الذبيحة العوضية ظالمة وقاسية .
4.وإن خطيئة الإنسان لا تؤذي الله بل تؤذي الإنسان ذاته وفي الحديثالقدسي يقول الرب تبارك وتعالى :
(( يا عبادي : إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا ، فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي : إنكم لم تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني .يا عبادي : لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ، ما زاد ذلك في ملكي شيئا .))
إن وصمة الخطيئة في أنفسنا يمكن محوها ليس بعذاب أو بموت أي إنسانآخر سواء كان الأخير راضيا أو غير راض ، ولكن بتوبتنا الشخصية والابتعاد كلية عنفعل الشر ، والمثابرة على فعل الخير .
وهكذا ، عندما عصى آدم ربه ، ندم وتاب وأذعن ذاته كلية لله ، فإنخطيئته قد غفرت ، فلا توريث لخطيئة آدم لأولاده ، ولا تتطلب عذاب الموت ليسوعالمسيح للمغفرة ، والحقيقة أن يسوع المسيح لم يمت على الصليب علىالإطلاق إن عقيدةالكفارة– الفداء– إنماهي انتهاك لعدالة الله ورحمته .
إن الإسلام يرفض هذه العقيدة ويدحضها . فهو يعلن أن مغفرة الخطايالا يمكن الحصول عليها بعذاب وتضحية لأي إنسان آخر . بشرياً كان أم إلهياً ، ولكنالمغفرة تتم بنعمة الله وإخلاصنا نحن ومثابرتنا ومساعينا لمقاومة الشر ولعمل الخيروالإحسان . وفي هذا يقول الله سبحانه :