غرض الإنجيل وموضوعه ( الإسلام ) و ( أحمد )
- 13 -
(ايريني) أي (الإسلام) هو الدين المبين ، وحبل الله المتين ، المكمل للإنسان جميع وسائل ترقيه المادية والمعنوية ، والكافل له سعادة الحياة والعيش الرغيد إلى الأبد .
-12-
الإســــــــلام
الإســــــــلام
الإسلام : دين أساس إدارته وحكمه
العدل المطلق الذي لا هوادة فيه ، لان الجرائم والجنايات تعاقب عليها يد العدالة ،
ولكن الأشرار والمنافقين من المسلمين لا يزالون يسعون في الأرض فساداً ، ولم يخل
زمن الخلفاء الراشدين - مثال للعدل المطلق الكامل - من مثل هذه الاختلافات والشقاق
من الحروب .
أذن فماذا كانت تقصد الملائكة ؟ هل قصدت (سلام عليكم) (شلم لحن) كما يريد أن يحيي بعضنا بعضاً ، ويؤدي له رسوم المجاملة ؟ الناس يمكنهم أن يستعملوا ما يشاءون من الكلمات الرقيقة لأجل المجاملة ، ولكن لا حكمة ولا حاجة أبداً إلى ذلك في التبشير السماوي ، ولاسيما إذا كان من قبل جيش من الملائكة يترنمون في جو الأفلاك .
أذن فماذا كانت تقصد الملائكة ؟ هل قصدت (سلام عليكم) (شلم لحن) كما يريد أن يحيي بعضنا بعضاً ، ويؤدي له رسوم المجاملة ؟ الناس يمكنهم أن يستعملوا ما يشاءون من الكلمات الرقيقة لأجل المجاملة ، ولكن لا حكمة ولا حاجة أبداً إلى ذلك في التبشير السماوي ، ولاسيما إذا كان من قبل جيش من الملائكة يترنمون في جو الأفلاك .
- 13 -
(ايريني) أي (الإسلام) هو الدين المبين ، وحبل الله المتين ، المكمل للإنسان جميع وسائل ترقيه المادية والمعنوية ، والكافل له سعادة الحياة والعيش الرغيد إلى الأبد .
مهما أكن حريصاً على التزام
الاعتدال ، وعلى سوق القلم فيما لا يجرح عواطف المسيحيين ، فلا بد أن أكون معذوراً
إذا ما تجاوزت أحياناً هذه الخطة .
رحماك ربي ! ما اكثر ما ينحي به أحرار الفكر(1) والموحدون في أوروبا وأمريكا على النصرانية من التحقير الشفهي ، والاعتداء التحريري ! ومن المعلوم بالضرورة أن مثل تلك المطاعن لا تقع في بلاد المسلمين كتركيا .
رحماك ربي ! ما اكثر ما ينحي به أحرار الفكر(1) والموحدون في أوروبا وأمريكا على النصرانية من التحقير الشفهي ، والاعتداء التحريري ! ومن المعلوم بالضرورة أن مثل تلك المطاعن لا تقع في بلاد المسلمين كتركيا .
ما كان اجدر الكنائس بخدمة
الإنسانية لو صرفت عنايتها في مجامعها الكبرى من مجمع نيقية إلى آخر مجمع
للفاتيكان(2) عن فحص الأسرار والأشياء السحرية ووجهت همتها إلى المعاني العميقة
للآية التي نحن بصدد التدقيق في معناها : كم كان للمسيح من طبيعة وإرادة ؟ هل كانت
أمه مريم إذ كان في رحمها برئيه من الذنب المغروس أم لا ؟ عندما يتحول الخبز والخمر
إلى لحم المسيح ودمه في القربان المقدس هل يفقدان جوهرهما أم أعراضهما فقط ؟ إذا
كان عقد النكاح كارتباط المسيح بعروسه للكنيسة أبدياً فيكون افتراق الزوجين وانفصال
أحدهما عن الآخر محالاً حتى الموت أم لا ؟ هل ينبثق الروح القدس من الآب وحده ، أم
من الآب والابن معاً ؟ وأسفا على الكنيسة التي تشتغل بمثل هذه المسائل ؟
أذن فالملائكة أرادت أن تقول (سيؤسس دين الإسلام على الأرض)
أذن فالملائكة أرادت أن تقول (سيؤسس دين الإسلام على الأرض)
أقول إلى رهبان البروتستانت
وواعظيهم الذين يدعون المسيح جاء بالسلام أن مدعاكم غلط محض ، وان المسيح قد قال
صريحاً وتكراراً انه لم يأت بالسلام بل بالسيف والنار ، والاختلاف والتفريق بين
الناس ، فلا مناسبة للسلام بالمسيح ولا بالمسيحية ، ودونكم هذه النصوص
.
(لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً
(ايريني) على الأرض . ما جئت لألقى سلاماً بل سيفاً) (متى 34:10) وفي موعظة أخرى للمسيح (جئت لألقي ناراً على الأرض ، أتظنون أني جئت اعطي سلاماً على الأرض ،
كلا أقول لكم ، بل انقساماً) (لوقا 12 : 49-53)
أن تدقيقاتنا ومطالعاتنا العميقة
في هذا الموضوع مندرجة في الفصل العاشر ولكن اضطررت هاهنا عند تحقيق معنى الإنجيل
إلى تدقيق في المعاني المهمة التي تتضمنها الآية المذكورة لا غير ، فأن الملائكة في
هذه الآية تخبر وتعلن صريحاً بأنه سيظهر دين بأسم (الإسلام) و (السلم)
.
فإذا كانت هذه الفكرة التي
بيناها باطلة ، فالآية المذكورة ليست إلا نغمة لا معنى لها (حاشا) فما دامت
النصرانية تعتقد أن الآية المذكورة وحي والهام من قبل الملائكة حقيقة ، فيجب علينا
أن نقبلها مثلهم ، ونضطر إلى الاعتقاد بأنها أهم واعظم شأناً من أية آية في الكتب
السماوية ، لان هذا الإلهام ليس من قبل نبي أو رسول أو ملك واحد بل هو الهام من قبل
جمهور من الجنود السماوية يهللون ويترنمون بالذات ، فنحن على هذا مضطرون إلى قبول
أن محتوياتها أيضاً عبارة عن تظاهرات كبيرة وتجليات مهمة جداً تتعلق بمنافع البشر
وبنجاتهم في المستقبل .
ولنبين أن أنبياء الله قد
استعملوا من قبل في أسفار التوراة (العهد العتيق) هذا المعنى اللغوي لكلمة (إسلام)
بمادة هذا المصدر نفسه ومشتقاته وهي (سلم ، تسليم ، إسلام) العربية و (شلم ، شلوم)
العبرانية ، و (شلم) السريانية ، على الوجه آلاتي :
(اشعيا 44 : 26 و
28) إتمام ، إكمال ، إكمال النقص ، الذهاب
به إلى مكانه .(اشعيا 12:38)
الإنهاء ، الإيصال إلى المنتهى
.(أمثال سليمان 7:16) المصالحة ، الصلح مع .(يشوع 10 : 1 : 4) عقد الصلح
والمصالحة ، التسليم والضبط .
فالإسلام عبارة عن الدين المتمم
والمكمل للأديان السابقة والحاكم في الاختلافات الكائنة بين اليهودية والمسيحية
والمصلح بينهما ، ومدخلهما في ضمن دينه المكامل المتمم ليكون الجميع سوية مسلمين
لله ، مسلمين ومؤمنين .
أليس لهذه الآية رابطة بصورة
بليغة بآية القرآن المجيد التي نزلت على حضرة خاتم الأنبياء في حجة الوداع ؟ وبلغها
لأكبر مجتمع في عصره { اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم
الإسلام ديناً }(*)
وللحديث بقية ان شاء الله وقدر