كلوا جسدي واشربوا بروحي:
1- عن عيسى قوله: "الخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم". (يوحنا 6/51).
2- وقوله: "من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبديه وأنا أقيمه في اليوم الأخير. لأن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق. من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه". (يوحنا 6/54-56). فقال تلاميذه: "إن هذا الكلام صعب". (يوحنا 6/60).
نلاحظ هنا ما يلي:
أ- هذه النصوص الغريبة في معناها غير موجودة في الأناجيل الأخرى.
ب- كيف يكون الخبر الذي يعطيه شخص ما جسده ؟!! كلام غير مفهوم إطلاقاً.
ج- لم نسمع أن أحداً من الأنبياء أو المصلحين أو سواهم قال للناس كلوا جسدي واشربوا دمي !!! دعوة غريبة لأكل لحوم البشر وشرب دمائهم!!!
د- كيف بذل المسيح جسده من أجل حياة العالم ؟ وما علاقة صلبه (حتى لو صلب جدلاً) بحياة سواه ؟!! كل فرد مسؤول عن أفعاله.
هـ- كيف يمكن أن يأكل الناس لحم المسيح ويشربوا دمه ؟! لم نسمع أن أحداً فعل ذلك !!!
و- تلاميذه أنفسهم علقوا على هذا تعليقاً فريداً لم يقولوه في أية مناسبة أخرى. قالوا: "هذا الكلام صعب" أي غير مفهوم.
ز- إذا كان المقصود بأكل جسده وشرب دمه "الإيمان" فإن استخدام عبارات من مثل شرب دمه وأكل لحمه لا تناسب معنى (الإيمان)، وهناك لا شك تشبيهات لغوية أفضل من تقطيع اللحم وسفك الدم!!!
ح- هل وضع المسيح دمه في قوارير ودعا الناس ليشربوا منها ؟!! أم هل قطع من جسمه قطعاً من اللحم ودعا الناس لأكلها ؟!!!
ط- ما علاقة أكل جسده وشرب دمه بالحياة الأبدية ؟! من المعروف أن شرب الدم محرم في التوراة والإنجيل فكيف يدعو عيسى إلى شربه ؟!!
إن هذه النصوص عجيبة غريبة لم يوردها سوى يوحنا !!
هارب خائف:
هرب عيسى إلى الجليل، "لأنه لم يرد أن يتردد في اليهودية (منطقة أورشليم) لأن اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه". (يوحنا 7/1).
إذاً عيسى هرب من أورشليم إلى الجليل. لماذا ؟ كان خائفاً من اليهود الذين يريدون قتله. إذاً هو يخاف مثل سائر البشر ويهرب!! هذا يثبت أنه بشر وليس إلهاً، لأن الإله يخاف ولا يهرب. وهذا يثبت أيضاً أنه لا يريد تسليم نفسه للصلب (كما يزعمون).
وعندما حضر إلى العيد، "لا ظاهراً بل كأنه في الخفاء" (يوحنا 7/10). لماذا ليس ظاهراً ؟! لماذا في الخفاء ؟! وهل يتخفى الإله ؟!! هذا يثبت أنه بشر يخاف كسائر الناس.
تعليمي ليس لي:
عيسى رجل لم يتعلم. وقد قال عنه قومه: "كيف هذا يعرف الكتب وهو لم يتعلم. أجابهم يسوع وقال تعليمي ليس لي بل للذي أرسلني" (يوحنا 7/15-16). ثم قال: "من يتكلم من نفسه يطلب مجد نفسه. وأما من يطلب مجد الذي أرسله فهو صادق وليس فيه ظلم". (يوحنا 7/18).
نلاحظ هنا ما يلي:
1- وعظه وعلمه ليس له وليس من عنده، بل من عند الله.
2- ما عيسى إلاّ رسول أرسله الله.
3- لا يتكلم عيسى من عند ذاته، بل يوحي إليه من الله.
4- لا يطلب لنفسه شيئاً، بل هو يبلغ رسالة الله الذي أرسله.
هذا النص يدل بوضوح (وباعتراف عيسى نفسه) أنه إن هو إلاّ رسول الله وناقل لكلمته، وأنه لا يقول شيئاً من عند نفسه ولا يفعل شيئاً من المعجزات من عند نفسه. هو عبدالله ورسوله فقط لا غير.
وقد قال عيسى في نفس المعنى: "من نفسي لم آت، بل الذي أرسلني هو حق". (يوحنا 7/28). وهذا دليل آخر يقدمه عيسى نفسه على أنه رسول أرسله الله، ليس إلاّ.
نجاته من الصلب:
قال عيسى لقوم من اليهود: "أنا معكم زماناً يسيراً بعد ثم أمضي إلى الذي أرسلني. ستطلبونني ولا تجدونني وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا". (يوحنا 7/33-34).
النص يدل على ما يلي:
1- مدة بعثة عيسى ستكون قصيرة. وهكذا كان فإن عيسى لم يَدْعُ بعد نزول الوحي عليه إلاّ لمدة ثلاث سنوات فقط. ولعله أقصر الرسل عمراً ورسالته أقصر الرسالات زمناً، إذ رفع وعمره ثلاث وثلاثون سنة فقط.
2- سيمضي بعد انتهاء رسالته إلى الله الذي أرسله، وهكذا كان فعلاً.
3- عندما يحاول اليهود إلقاء القبض عليه ليلة المداهمة الشهيرة يرفعه الله ولا يجدونه ولا يقدرون على ملاحقته. وهكذا كان فعلاً، فنجا المسيح منهم وأمسكوا بالخائن يهوذا بدلاً منه.
4- النص ينسجم تماماً مع نجاة المسيح من القبض والصلب. والغريب أن النص الذي لا يعجبهم إما أن يحذفوه وإما أن يتجاهلوه وإمّا أن يحرفوه وإما أن يؤولوا تفسيره!! وهذا النص مما يتجاهلونه. يعتبرونه كأنه غير موجود.