الأحد، 7 يونيو 2020

شُبْهَـةُ صَلْـبِ المسيــحِ.... وماذا حـدث؟ 1

الأستاذأشرف-عبد-المنعم-يكتب
شُبْهَـةُ صَلْـبِ المسيــحِ.... وماذا حـدث؟ 1 
آية كريمة من آيات الله, في غاية العجب, تدهشني جدا وأراها معجزة عظيمة بحد ذاتها, ولو لم ينزل من القرآن الا إياها, لكفتنا إيمانا وتصديقا, هذه الآية الكريمة وحدها, تقضي بإذن الله على الديانة اليهودية والديانة النصرانية بطوائفهما الكثيرة!
يقول تعالى في سورة النساء آية 157 " وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا "
المتأمل في هذه الآية الكريمة, يجد إنه برغم العداء والكراهية والإختلافات الكثيرة بين اليهود والنصارى, إلا أنهم متفقون في مسألة صلب المسيح عليه السلام!
فعندما يأتي القرآن الكريم, ويثبت أن عيسى بن مريم نبيا ورسولا كريما من رسل الله وأنه قد وُلِدَ بأمر الله بدون أب, فهنا يعرف اليهود أنهم على خطأ وقد كفروا برسول الله الذي أرسله الله إليهم, وما يخدع اليهود به أبناءهم هو القول بأن سيدنا عيسى كان ساحرا كذابا ومُدَّعِي للنبوة, وما يؤكد لهم هذه الأكاذيب هو إدعاء النصارى بأن المسيح قد تم صلبه أي قتله على الصليب أو الخشبة كما مذكور في العهد الجديد! ولأن في كتب اليهود نَصُّ يقول " ملعون كل من عُلِّقَ على خشبة" فإن الموت صَلْبَا يعني عند اليهود إن صاحبه ملعون وكذاب وهذه الميتة هي ميتة العار ودليل على كذب المصلوب وصحة الديانة اليهودية! لذا فتأكيد القرآن الكريم إن المسيح لم يُصلب ولم يقتل بأي طريقة كانت, يعد هدما لليهودية كديانة, وأتباعها ضالون قد كفروا بنبي الله عيسى وبكتابه الإنجيل, إضافة الى كفرهم بخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم وكفرهم بكتاب الله الخاتم أي القرآن الكريم, وبالنسبة للنصارى, نجد أول من دعى الى ألوهية المسيح هو الكذاب بولس, ثم هو كان أول من دعى الى فكرة "المسيح المصلوب"! فمن ناحية ,كان يروج لأكاذيبه وسط الوثنيين, الذين يؤمنون بتجسد الآلهة وموت الآلهة ووجود ذرية للآلهة!! ففكرته لم تكن غريبة عليهم, فقد استبدل الأسماء القديمة باسم المسيح عليه السلام!! ولمعرفته بالديانة اليهودية لكونه يهوديا, فقد ذكر في رسالته الى أهل غلاطية 13:3 "اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ»! ومن ناحية أخرى يخدع الجهلاء من اليهود, ويحور المعاني ويلعب بالألفاظ, ليقنعهم بأن المصلوب قد حمل عنهم أوزارهم, وكل ما عليهم الإيمان بهذا الكفر البواح, لينالوا الخلاص!!
ثم ننظر الى كلام بولس لنجد الخبث والمكر والتدليس وخلط الحق بالباطل في رسالته الى أهل كورنثوس الأولى 15: 12- 17
" ولكن إنْ كانَ المَسيحُ يُكرَزُ بهِ أنَّهُ قامَ مِنَ الأمواتِ، فكيفَ يَقولُ قَوْمٌ بَينَكُمْ: "إنْ ليْسَ قيامَةُ أمواتً"؟ فإنْ لمْ تَكُنْ قيامَةُ أمواتٍ فلا يَكُونُ المَسيحُ قد قامَ! وإنْ لم يَكُنِ المَسيحُ قد قامَ، فباطِلَةٌ كرازَتُنَا وباطِلٌ أيْضاً إيمانُكُمْ، ونُوجَد نَحْنُ أيضاً شُهودَ زورٍ لله، لأنَّنا شَهِدنا مِنْ جِهَةِ اللهِ أنَّهُ أقامَ المَسيحَ وهو لم يُقِمهُ ، إنْ كانَ الموتَى لا يَقومونَ، لأنَّهُ إنْ كانَ المَوتَى لا يَقومونَ، فلا يكونُ المَسيحُ قد قامَ. وإنْ لم يَكُنِ المَسيحُ قد قامَ، فباطِلٌ إيمانُكُم. أنتُمْ بَعدُ في خطاياكُمْ!" نلاحظ إنه ليثبت وجود قيامة للأموات (يوم القيامة) فإن دليله على ذلك صلب المسيح ثم قيامته من الأموات وأن الله أقامه أي بعثه من الموت! وطبعا سينسى النصارى إيمانهم بأن المسيح هو الله تعالى!! ثم يضع بولس الكذاب كل إفكه وأكاذيبه وإيمان من تبعه, كمن يضع كل البيض في سلة واحدة! ويقول إن لم تؤمنوا بأن المسيح قد صُلِبَ فلا قيامة من الأموات!! وهذا خطأ منطقي بل وخطل وهرتلة, ثم يخبرهم بأنه لو لم يصلب المسيح فلا قيامة له من الأموات وهذا يعني أن إيمانهم باطل! هذه الحقيقة وعاها وفهمها المدلس بولس, وعليه فالقرآن الكريم قد أثبت نبوة عيسى عليه السلام ونفى صلبه أو قتله, وعليه فالنصرانية باطلة وكذلك اليهودية, لأن الذي أخبرنا هو الله تعالى في كتابه الحكيم, وكل جهود الكافرين منذ نزول القرآن الكريم, للتشويش والمشاغبة وإثبات وجود ولو خطأ واحد قد باءت بالفشل, فليس أمامهم إلا الإذعان للحق أو العناد وبالبقاء على كفرهم.
أما للإجابة عن ماذا حدث ومن الذي شبه لهم, ففي المقال القادم بإذن الله.
ودمتم.

المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات

 المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات وأول المسائل المسكتات أنا نسأل النصارى عن هذ ا التوحيد ) 1 ( الذي شرحته والإيمان الذي وصفته ، ه...