معنى إله:
في الإسلام:
الإله: هو المألوه الذي تألهه القلوب، وكونه يستحق الإلهية مستلزم لصفات الكمال، فلا يستحق أن يكون معبوداً محبوباً لذاته إلا هو, وكل عمل لا يراد به وجهه فهو باطل، وعبادة غيره وحب غيره يوجب الفساد.[1]
ومعنى لا إله إلا الله وحده لا شريك له , لا معبود بحق إلا الله ..(وحده) تأكيد للإثبات (لا شريك له) تأكيد للنفى. قال الحافظ: كما قال تعالى وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة : 163] وقال وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء : 25].[2]
في المسيحية: لفظ إله يعني (من يستحق العبادة) أو (سيد- قاضي- نبي).
"إن اسم الإله يُطلق على غيره تعالى، إذا كان مضافاً، أو نكرة. فقال الله لموسى: أجعلك إلهاً لفرعون فخصّصه بفرعون ليوقع عليه الضربات بأمر الله، فيقع الرعب في قلب منه. ويكون هارون نبيَّك يعني يبلّغ عنك كل ما تخبره به.[3]
والأمثلة من الكتاب المقدس:
1- موسى دُعي إلها" (خروج 7 :1 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلَهاً لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ أَخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ).
2- الشيطان دُعي إلهاً لهذا الدهر (2كو4: 4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ ( الشيطان) قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ ).
3- اليهود آلهة حسب الكتاب المقدس (مز82: 6 "أنا قلتُ أنتُم (أيها اليهود)آلهةٌ وبَنو العليِّ كُلُّكُم" ).
4- تأكيد السيد المسيح للنص السابق ( يوحنا 10: 34 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟).
بذلك يتضح أن لفظ إله لا يعني بالضرورة الله تعالى بل من الممكن أن يكون المقصود بها سيد أو قاضي أو نبي !!.
في اللغة الإنجليزية يتم التفرقة بين إله حقيقي "الله" و"إله غير حقيقي", بوضع الحرف الأول للكلمة كبير "كابيتال" عند الإشارة إلى "الله" God" " ووضع الحرف الأول صغير عند الإشارة إلى "إله" غير حقيقي (سيد,قاضي.) "god" .
معنى كلمة رب:
[ربب] ر ب ب: رَبَّ كل شيء مالكه و الرَّبُ اسم من أسماء الله تعالى ولا يقال في غيره إلا بالإضافة (رب البيت, رب العمل, رب الأسرة,...الخ.)وقد قالوه في الجاهلية للملك.[4]
ولا يختلف المفهوم المسيحي عما سبق:
"إذا أُطلقت كلمة «رب» على غير الله أُضيفت، فيُقال «رب كذا». وأما بالألف واللام فهي مختصَّة بالله. ويُفهم هذا من قرائن الكلام، فإذا قيل «رب المشركين» كان المراد منه معبوداتهم الباطلة.....، بخلاف ما إذا قيل «رب المؤمنين» فإنه يُفسَّر بالإله الحقيقي المعبود.[5]
معنى رب في الإنجليزية – (مصدر الترجمة) .." الكتاب المقدس تمت ترجمته من العبرية واليونانية إلى الإنجليزية ثم تمت ترجمته من الإنجليزية إلى العربية وغيرها من اللغات"
كلمة رب بالإنجليزية هي "لورد" ( Lord ) وهي لقب أو مرتبة بمعنى "سيد", فيطلق على لاعب كرة مصري مثلا" " لورد الكرة المصرية" و يمنح الإنجليز هذا اللقب " لورد " كنوع من التكريم والتعظيم, كما يطلق على المعلم أو المدرس نفس اللفظ.
وحسب الكتاب المقدس, اللفظ "ربي" أو "سيدي" هو ترجمة لنفس الكلمة بالإنجليزية(My Lord ) ومن الممكن أن توجه إلى شخص أو إلى الله تعالى .
تفرق الترجمة الانجليزية بين الكلمتين "لورد" التي تعني الله و"لورد" التي تعني سيد باستخدام الحرف الكبير في بداية الكلمة "Lord" و"lord".
والأمثلة كما يلي:.
(Psalms 110:1 The LORD said unto my Lord, .......) (KJV).
في الترجمة العربية المشتركة :
(مزمور 110: 1 " قالَ الرّبُّ لسيِّدي الملِكِ: (( إجلسْ عَنْ يَميني حتى أجعَلَ أعداءَكَ مَوطِئًا لِقدَمَيكَ))").
فكلمة لورد الأولى تم ترجمتها إلى ربي ( الله ) والثانية إلى سيدي( شخص).
بالمثل ترجمتها ترجمة الكاثوليك إلى ( قال الرب لسيدي الملك ), بينما ترجمة سميث فان دايك ترجمة الكلمتين إلى ربي فجاء العدد:
(مزمور 110 : 1.قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك.) !!.
وبالطبع باقي التراجم تفسر أن ربي الثانية المقصود بها سيدي أو سيدي الملك.
جاء أيضا" في سفر التكوين قول سارة عن إبراهيم عليه السلام ( سيدي قد شاخ ), ولفظ ( سيدي ) هو ترجمة "لورد " (lord ).
(تكوين 18: 12 فضَحِكَت سارةُ في نَفْسِها قائلةً: (( أَبَعْدَ هَرَمي أَعِرفُ اللَّذَّة، وسَيَدّي قد شاخ؟ )) ).
( Gen.18: 12 ) Sarah laughed within herself, saying, After I am waxed old shall I have pleasure, my lord being old also? ( KJV).
بذلك كلمة رب حسب الكتاب المقدس, لا تعني بالضرورة أن المقصود بها الله تعالى.
ومع هذا لم يقل السيد المسيح في أي مرة "أنا الله" أو "أنا إله" أو "أنا الرب".
معنى ابن الله وأبناء الله في الكتاب المقدس:
جاء تعبير ابن الله وأبناء الله مرات كثيرة بالعهد الجديد والعهد القديم مشيرا" إلى القرب من الله أو إلى كل عبد مخلص لله تعالى ولم يكن هذا التعبير مختصا" بأحد فقد أعطي اللقب ليعقوب وسليمان وآدم وأفرايم وعامة الناس الصالحين أيضا" ! والأمثلة:
1- يعقوب ( اسرائيل ) هو ابن الله البكر:( خروج 4: 22 وقُلْ لِفِرعَونَ هذا ما قالَ الرّبُّ: ((إِسرائيلُ اَبْني البِكْرُ)))
2- أفرايم هو ابن الله البكر: (إرميا 31: 9 أنا أبٌ لإسرائيلَ وأفرايمُ بِكْرٌ لي.).
(أيهما البكر حسب الكتاب المقدس إسرائيل أم أفرايم ؟!).
3-سليمان هو ابن الله : (صموئيل الثاني 7: 14 أنا أكونُ لَه أبًا وهوَ يكونُ لي اَبنًا.).
4- آدم هو ابن الله : آدمَ، اَبنِ اللهِ. ( لوقا 3 : 38 بن انوش بن شيت بن آدم ابن الله )
5- بنو إسرائيل آلهة ( لأنهم ينفذون شرع الله ) وأبناؤه لأنهم أحباؤه (مزامير 82: 6 أنا قلتُ أنتُم آلهةٌ وبَنو العليِّ كُلُّكُم.).
6- الصالحين (متى 5: 45 فتكونوا أبناءَ أبيكُمُ الّذي في السَّماواتِ. ).
7-(متى 5: 48 فكونوا أنتُم كاملينَ، كما أنَّ أباكُمُ السَّماويَّ كامِلٌ.).
8- (التثنية 14: 1 أنتُم أبناءُ الرّبِّ إلهِكُم ).
9- (رسالة فيلبي 2: 15 حتّى تكونوا أنقِياءَ لا لَومَ علَيكُم وأبناءَ اللهِ بِلا عَيبٍِ ....).
10-(رسالة يوحنا الأولى 3: 1-2 أنظُروا كم أحَبَّنا الآبُ حتّى نُدعى أبناءَ اللهِ، ونحنُ بِالحقيقَةِ أبناؤُهُ. إذا كانَ العالَمُ لا يَعرِفُنا، فلأنَّهُ لا يَعرِفُ اللهَ. يا أحبّائي، نَحنُ الآنَ أبناءُ اللهِ. ).
كتب شيخ الاسلام ابن تيمية: " ولفظ الابن عندهم في كتبهم يراد به من رباه الله تبارك وتعالى فلا يطلق عندهم في كلام الأنبياء لفظ الابن قط إلا على مخلوق محدث ولايطلق إلا على الناسوت دون اللاهوت فيسمى عندهم إسرائيل ابنا وداود ابنا لله والحواريون كذلك ".[6]
نخرج من ذلك بأن اللقب ابن الله, وابناء الله, وأبانا في السماء, وغيرها غير مختصة بالسيد المسيح بل جاءت بمعنى العباد الصالحين والمقربين لله تعالى.
ولكن من الذي أخرج ابن الله من المعنى المجازي الذي يعني العباد الصالحون بوجه عام, إلى معنى محدد يختص به السيد المسيح بمفرده "ابن الله الوحيد" ؟؟؟!!
بالطبع لم يكن السيد المسيح بل من أخرج المعنى من المجاز ليكون مقصودا" به كل العباد الصالحين إلى معنى يختص بفرد واحد هو يوحنا بقوله:
(يوحنا 3 : 16 لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد ... !).
فلم يقل السيد المسيح " أنا ابن الله الوحيد " أو " أنا ابن الله بالمعنى الحرفي" أو "إن أبي الله وأباكم ليس الله" أو " "أنا مولود من الله ".
ما الذي قاله السيد المسيح ؟
أقوال السيد المسيح واضحة ولا تحتاج إلى شرح بل القليل من التأمل في أقواله حسب العهد الجديد نجد أن كل أقواله تشير إلى أن هناك من هو أعظم منه وأرسله وعلمه ويؤيده بالمعجزات ويستجيب له في الدعاء وأعطاه القدرة على المعجزات ولا يستطيع أن يفعل شيئا" بدون مساعدته.
1- ( لوقا 18 : 19 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. )
2- (مرقس 12 : 29 فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.)
3- ( يوحنا 7 : 16 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «تَعْلِيمِي لَيْسَ لِي بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِي. )
4-( يوحنا 5 : 30 أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. )
5-( يوحنا 5 : 37 وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. .....).
6- ( يوحنا 13 : 16 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
7- ( لوقا 4 : 43 فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».)
8- ( يوحنا 14 : 28 لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي. )
9-( يوحنا 8 : 40 وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. )
10- ( مرقس 7 : 7 وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. )
11- ( يوحنا 20 : 17 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ». )
12-( متى 7 : 21 «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.(
13-( مرقس 13 : 32 وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ إلاَّ الآبُ. )
14-وقال لله وهو يناجيه: ( يوحنا 17 : 3 وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
15- وقال لله (( يوحنا 17 : 4 ..... الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ.)
16- وقال لله ((( يوحنا 17 : 8 لأَنَّ الْكلاَمَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي. )
17-وقال لله وهو يناجيه: ( يوحنا 11 : 41-42 وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي , وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
18-وقال لله وهو يناجيه وهو يصلي ( لمن يصلي ؟):( متى 26 : 39 ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ»....42 وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ»)
19-وقال لله وهو على الصليب (حسب العهد الجديد ):
( مرقس 15 : 34 وَفِي السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِلُوِي إِلُوِي لَمَا شَبَقْتَنِي؟» (اَلَّذِي تَفْسِيرُهُ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)
هل الكلمات السابقة كلمات رسول من عند الله تعالى أم كلمات إله ؟
ما الذي كان يجب أن يقوله السيد المسيح أكثر من هذا لينفي ألوهيته ؟
لقد قال أنا إنسان كلمكم بما سمعه من الله وأنا رسول وهناك من أرسلني ولا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا" ولا أعلم عن الساعة شيئا" وصلي وخر على وجهه ساجدا" لله وشكر الله لأنه استجاب لدعائه وأنه أيده بالمعجزات ليؤمنوا أنه رسول من عند الله وقال أنا صاعد إلى أبي وأبيكم إلهي وإلهكم !!؟ فمن إله المسيح ومن ربه الذي كان يصلي ويسجد له ؟؟.
إن التبرير بالصفات الإنسانية والإلهية لا يصلح, فلم يقل السيد المسيح أنا لاهوت وناسوت !؟ أو أنا أملك طبيعيتين غير ممتزجتين ولامنفصلتين ؟.
إن القضية التي سنناقشها في هذا الفصل , هي قضية ألوهية السيد المسيح , والسؤال الموجه للنصارى أو الذي يجب أن يوجهوه لقساوستهم هو "كيف عرفتم بألوهية السيد المسيح ؟؟".
من خلال هذا الفصل لن نتحدث عن صحة الكتاب المقدس بل سنجعله مصدرا" موثوقا" به, وذلك لأننا على ثقة كبيرة من أن السيد المسيح لم يقل أنا إله أو أنا الله, ولم يجرؤ أحد أن ينسب له هذا القول !, لأنه لم تتبلور فكرة الألوهية ويتم اكتمالها إلا في أوقات متأخرة بعد كتابة الأناجيل ولم يتم الاعتراف بألوهية السيد المسيح إلا في القرن الرابع الميلادي في مؤتمر "نيقية" كما سبق التوضيح.
كيف عرفتم بألوهية السيد المسيح ؟؟؟
ننتظر الإجابة لتكون: " لقد عرفنا ألوهية السيد المسيح عن طريق" :
أ- أقواله الصريحة.
ب- أقواله المجازية.
ج- أفعاله ومعجزاته.
د- أقوال وأفعال من حوله.
أ- أقواله الصريحة:
س : هل قال السيد المسيح أنا الرب أو أنا الله أو أنا الإله !؟.
ج : لا لم يقل ...
س : لماذا لم يقل أنا الله إن كان هو الله كما تدعون ؟
الجواب المسيحي: إعلان السيد المسيح أنه الله كان سيؤخر عملية الفداء!.
إجابة أخرى مسيحية: هل كان اليهود سيصدقونه إن قال لهم أنا الله ؟ وهل كانوا سيعبدونه ؟ بالطبع لا ولكنهم كانوا سيرجمونه !!.[7]
أي أن الجواب عند النصارى أنه كان خائفا" من أن يعلن أنه هو الله فيتم رجمه بالحجارة فيقتلوه ولا يتم الفداء أو تتعطل عملية الفداء وتخسر البشرية. وهذا المبرر لا داعي للتعليق عليه.
ب- أقواله المجازية.
يقول الجانب المسيحي , لقد عبر السيد المسيح عن لاهوته (ألوهيته) بالعديد من الأماكن تعبيرا" مجازيا" أو تعبيرا" غير صريح وهذه أهم أقواله التي عرفنا منها ألوهيته !!:
1 – يقول النصارى: الدليل على الألوهية قول السيد المسيح ( يوحنا 10 : 30 أَنَا وَالآبُ وَاحِد)
ولذلك فهم منها اليهود أنه يدعي الألوهية فحاولوا أن يرجموه.
كذلك القول ( يوحنا 10 : 38 .. فآمنوا بالأعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب فيّ وأنا فيه ).
( يوحنا10 : 30 أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».31فَتَنَاوَلَ الْيَهُودُ أَيْضاً حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. 32فَقَالَ يَسُوعُ: «أَعْمَالاً كَثِيرَةً حَسَنَةً أَرَيْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَبِي - بِسَبَبِ أَيِّ عَمَلٍ مِنْهَا تَرْجُمُونَنِي؟» 33أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَلٍ حَسَنٍ بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَهاً» 34أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟ 35إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لِأُولَئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللَّهِ وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ 36فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ لأَنِّي قُلْتُ إِنِّي ابْنُ اللَّهِ؟ 37 إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فلاَ تُؤْمِنُوا بِي. 38وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ».
الرد :
أ- التعبير " أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ»." يعني الوحدة في الهدف وسبق أن أطلقه السيد المسيح على الحواريين أثناء دعاء السيد المسيح مع الله فقال:
( يوحنا 17 : 21 لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. 22 وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. 23 أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي.).
فالوحدة لا تتعدى وحدة مجازية في الهدف, وإلا كان جميع الحواريين مع السيد المسيح مع الله أقانيم !!.
ب-نلاحظ أيضا من النص أن الله أرسل السيد المسيح, وأعطاه المجد, وأن السيد المسيح يتوجه لله بالدعاء.
ج- أما القول (وتؤمنوا أن الآب فيّ وأنا فيه) فقد قال السيد المسيح في الأعداد السابقة عن الحواريين: (لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا ) وقال: (أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ ).
د-اليهود قالوا له نرجمك لأنك إنسان وجعلت نفسك إلها" وقد رد عليهم السيد المسيح موضحا لهم ومذكرا" (أن من يحملون كلمة الله من أنبياء ورسل يطلق عليهم آلهة , فقال لهم :ألم يقل عنكم الله أنكم (أيها اليهود ) آلهة وأولاد الله كلكم !!؟).
وهو يقصد, ما جاء في العهد القديم , (مز82: 6"أنا قلتُ أنتُم (أيها اليهود)آلهةٌ وبَنو العليِّ كُلُّكُم").
2- يقول النصارى: الدليل على الألوهية قول السيد المسيح (يوحنا 14 : 9 اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ)
( يوحنا 14 : 8 قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: «يَا سَيِّدُ أَرِنَا الآبَ وَكَفَانَا». 9 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً هَذِهِ مُدَّتُهُ وَلَمْ تَعْرِفْنِي يَا فِيلُبُّسُ! اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ أَرِنَا الآبَ؟ ).
الرد :
أصر أحد الحواريين على رؤية الآب ( الآب حسب العهد الجديد هو الله الذي أرسل السيد المسيح ) والسيد المسيح يعلم أن الله لا يراه أحد كما جاء في قول الله حسب العهد القديم (خروج 33: 20- أمَّا وجهي فلا تقدِرُ أنْ تراهُ، لأنَّ الذي يراني لا يعيشُ.). والذي أكده يوحنا فقال: ( يوحنا 1 : 18 اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ ).
فجاء رد السيد المسيح ردا" مجازيا" مثل أقواله التالية:
أ-( لوقا 10 : 16 اَلَّذِي يَسْمَعُ مِنْكُمْ يَسْمَعُ مِنِّي وَالَّذِي يُرْذِلُكُمْ يُرْذِلُنِي وَالَّذِي يُرْذِلُنِي يُرْذِلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي»)
ب-( يوحنا 13 : 20 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمُ: الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».)
ج- ( يوحنا 12 : 44 فَنَادَى يَسُوعُ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي. 45 وَالَّذِي يَرَانِي يَرَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. ).
والأقوال كلها لا تحتمل الوحدة أبدا والرؤية من الألفاظ التي تأتي بمعنى الإيمان, مثل "رأيت الحق" و"رأيت الطريق الصواب", ولفظ من أرسلني الذي كرره السيد المسيح في العهد الجديد 34 مرة يغني عن الشرح والتفسير, فالمُرسل غير الرسول.
كذلك جاء في ( رسالة يوحنا الثالثة 1 : 11 لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ الْخَيْرَ هُوَ مِنَ اللهِ، وَمَنْ يَصْنَعُ الشَّرَّ فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ. ) ومن المعروف أن المقصود بالعبارة "فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ " المجاز وليس الحقيقة.
هل كان الحواريون وكتبة الأناجيل يريدون أن يخفوا كل مايشير إلى ألوهية السيد المسيح أم إنهم لم يتبينوا أو يلاحظوا أو يفهموا ألوهيته وهو معهم !!؟؟.
يقول السيد توم هاربر في كتابه "من أجل المسيح":
"في الحقيقة، إن قرأت الإنجيل الذي كتبه مرقس كاملاً وبعناية فإنك ستجد أن التلاميذ كانوا بعيدين كل البعد عن إدراك الألوهية التي نسبت إلى عيسى لاحقاً. إن الأشخاص الذين يفترض أن يكونوا الأكثر قدرة على التمييز في هذا "الالتباس" قد وُصفوا بأنهم بليدي الذهن وأغبياء بكل معنى الكلمة... يعتقد العلماء أن مرقس قد حرص على إظهار التلاميذ في مظهر سيء نوعاً ما لأنه كان مدركاً لوجود مشكلة خطيرة. إن كان عيسى هو ابن الله في نهاية المطاف, فكيف كان أصحابه المقربون – وهم شهود معجزاته وأمناء أعمق تعاليمه – غير مدركين أبداً من هو حتى وقت متأخر من قيامته؟"[8]
3- يقول النصارى: الدليل على الألوهية قول السيد المسيح: («مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ )
( يوحنا 18 : 36 أَجَابَ يَسُوعُ: «مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هَذَا الْعَالَمِ لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلَكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا».
الرد :
أنبياء الله تعالى وعباده الصالحون ينتظرون جزاء الله تعالى في الآخرة ولا يبحثون عن ملك الدنيا, ولقد قال السيد المسيح نفس القول على الحواريين فقال: ( يوحنا 15 : 19 لَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ. وَلَكِنْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ مِنَ الْعَالَمِ لِذَلِكَ يُبْغِضُكُمُ الْعَالَمُ.)
( يوحنا : 17 : 16 لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ. )
4- يقول النصارى: الدليل على الألوهية قول السيد المسيح : قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ».
( يوحنا 8 : 56 أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ». 57 فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟» 58 قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ».)
الرد :
أ- تكلم العهد الجديد عن " ملكي صادق " بأنه ليس له نهاية ولا بداية وبدون أب وبدون أم وقدم له إبراهيم الزكاة: (عبرانيين 7 : 1 لأَنَّ مَلْكِي صَادِقَ هَذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِي اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ رَاجِعاً مِنْ كَسْرَةِ الْمُلُوكِ وَبَارَكَهُ، 2 الَّذِي قَسَمَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ عُشْراً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. الْمُتَرْجَمَ أَوَّلاً «مَلِكَ الْبِرِّ» ثُمَّ أَيْضاً «مَلِكَ سَالِيمَ» أَيْ مَلِكَ السَّلاَمِ 3 بِلاَ أَبٍ بِلاَ أُمٍّ بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هَذَا يَبْقَى كَاهِناً إِلَى الأَبَدِ. )
فهل ملكي صادق إله ؟ حسب المقياس السابق فهو أحق بالألوهية .
ب- سليمان عليه السلام جاء عنه بالعهد القديم أنه منذ الأزل !!, ( أمثال 8 : 22 «اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ مُنْذُ الْقِدَمِ. 23 مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ مُنْذُ الْبَدْءِ مُنْذُ أَوَائِلِ الأَرْضِ. ).
قال شيخ الإسلام بن تيمية :
فإن قلتم إن كلام سليمان بن داود متأول لأنهما من ولد إسرائيل وليس يجوز أن يكونا قبل الدنيا, قلنا وكذلك قول المسيح أنا قبل الدنيا متأول لأنه من ولد إبراهيم ولا يجوز أن يكون قبل إبراهيم فإن تأولتم تأولنا وإن تعلقتم بظاهر الخبر في المسيح تعلقنا بظاهر الخبر في سليمان وداود وإلا فما الفرق ؟؟.[9]
ج- إذن المقصود بالعبارة السابقة إن صحت !, أن الله تعالى أخبر إبراهيم بمن يأتون من نسله من أنبياء ومنهم السيد المسيح. فهل لو كان السيد المسيح إلها" كما يدعون كان إبراهيم الذي هو نبي الله سيتهلل بأن يرى يومه !؟.
د- الفظ "أنا موجود" ليس غريبا" فجميعنا منذ الأزل موجودون في علم الله تعالى وقد جاء في )إرمياء 1 : 5 [قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ. جَعَلْتُكَ نَبِيّاً لِلشُّعُوبِ].
هـ- بعد قول السيد المسيح " قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن " أراد اليهود رجمه فهرب منهم !, فإن كان عنده هذه القدرة على الهرب, لماذا لم يقل لهم أنا الله ؟ أو أنا أقنوم من أقانيم الثالوث ؟! فلم يكن هذا القول ليعطل عملية الفداء بزعمهم, فكل ما كان عليه أن يهرب كما فعل, أو يسوقونه إلى الصليب وتكتمل التضحية والفداء كما يقولون أن هذا سبب نزوله وتجسده !!؟؟.
5 – يقول النصارى: الدليل على الألوهية قول السيد المسيح :«يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ».
يقول مرقس( 2: 5فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «يَا بُنَيَّ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». 6وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ هُنَاكَ جَالِسِينَ يُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِهِمْ: 7«لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هَذَا هَكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ؟»).
الرد:
أ- حسب العهد القديم, لقد أعطى الله للكهنة غفران الذنوب, ولا يزال هذا الأمر ساريا عند آباء الاعتراف في بعض الكنائس, فبعد الاعتراف يصرح الكاهن للمعترف أن ذنبه مغفور!.
( لاويين 4 : 35 وَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ مِنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي اخْطَا فَيُصْفَحُ عَنْهُ.)
(سفر العدد 15 : 25 فَيُكَفِّرُ الكَاهِنُ عَنْ كُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيل فَيُصْفَحُ عَنْهُمْ لأَنَّهُ كَانَ سَهْواً. )
ولقد غفر أشعياء لجميع الشعب فقال( إشعياء 33 : 24 وَلاَ يَقُولُ سَاكِنٌ: «أَنَا مَرِضْتُ». الشَّعْبُ السَّاكِنُ فِيهَا مَغْفُورُ الإِثْمِ. )
ملاحظة: الأفعال ( يغفر ويكفر ويصفح ) هي ترجمة لكلمة واحدة بالإنجليزية (Forgive ), وبالترجمة العربية يتم ترجمتها (غفر) حينما تنسب لله تعالى أو للسيد المسيح بينما يتم ترجمتها (يصفح أو يعفو) حينما تنسب للكهنة. ويمكن مراجعة أي نسخة أجنبية للتحقق من وحدة مصدر الكلمة (Forgive ) والانتقاء في الترجمة !.
ب- السيد المسيح لم يقل ( أنا غفرت لك ), بل قال مَغْفُورَةٌ فلا يوجد فاعل في الجملة, بل الفاعل يعود على الله تعالى. فقد كان يكلم جماعة من المؤمنين، ولم تكن له حاجة أن يثبت لهم أن غفَّار الذنوب هو الله, ولكن تصيَّدَ له بعض اليهود هذه الجملة وقالوا في أنفسهم («لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ هَذَا هَكَذَا بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ؟») فلم يكن هناك اتفاق بين اليهود على أنه يدعي غفران الذنوب. فضلا عن إنه كان في الهيكل يُعلمهم دينهم، ويصحِّح لهم عقيدتهم، فهو لم يأت بدين جديد: (متى 5: 17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ.).
ج- توجه السيد المسيح بالدعاء إلى الله في أوقات آخرى طالبا" من الله أن يغفر الخطايا فقال:
(متى 6 : 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.)
د- دعى السيد المسيح لليهود بالمغفرة حسب العهد الجديد وقت الصلب المزعوم فقال:
( لوقا 23 : 34 فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ»)
فلم يقل أنا غفرت لهم, بل طلب من الله أن يغفر لهم!!.
سؤال: (إن كان اعتقاد النصارى أن المصلوب هو الله, فهل يعتقدون أن الله (عندهم) استجاب لنفسه عندما دعى نفسه أن يغفر لليهود!!؟ فيصبح اليهود الذين صلبوه في الجنة !؟).
6- يقول النصارى: الدليل على الألوهية قول السيد المسيح:(«أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ)
( يوحنا 14 : 5 قَالَ لَهُ تُومَا: «يَا سَيِّدُ لَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ تَذْهَبُ فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّرِيقَ؟» 6 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.)
الرد:
إن أي نبي مرسل من الله هو الطريق إلى الله تعالى, لقد كرر السيد المسيح تعبير "الذي أرسلني" 34 مرة في الأربعة أناجيل, ولم يذكر مرة واحدة أي لفظ يميزه عن باقي الأنبياء.
إن الطريق والحياة والقيامة ليسوا من أسماء الله تعالى, وإن الطريق ليس نهاية المطاف بل هو وسيلة للوصول إلى الله تعالى, ولقد بين السيد المسيح أنه هو الطريق إلى الآب فقال " لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي", فالسيد المسيح هو الطريق لمن أرسله.
وقد قال السيد المسيح: ( يوحنا 8 : 40 وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ.)
7 – يقول النصارى: الدليل على الألوهية قول السيد المسيح:( ابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضا)ً.
( مرقس 2 : 27 ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ. 28 إِذاً ابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضاً».)
الرد:
علمنا أن كلمة رب تعني "سيد" أو "معلم" أو "صاحب", وهي ترجمة "لورد" بالإنجليزية ( Lord).
ولقد استنكر اليهود من أن تلامذة السيد المسيح يعملون في السبت المحرم العمل فيه, فقال السيد المسيح
( ابن الإنسان هو رب السبت أيضا), ولقب "ابن الإنسان" تكرر على لسان السيد المسيح في الأربعة أناجيل 80 مرة, وهو التعبير المعتاد عن البشرية ونفي الألوهية, فلماذا كررها السيد المسيح كل هذا التكرار ؟, كررها لأنه يعلم من الله تعالى أنهم سيعبدونه باطلا" !! فقد قال:
( مرقس 7 : 7 وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. )
هل عجز السيد المسيح طوال وقته ودعوته لمدة ثلاث سنوات من أن يصرح تصريحا" واضحا", حتى ولو كان على الصليب كما يدعون, أو بعد قيامته كما يزعمون ؟
هل عجز في أي موضع أو وقت أن يقول "أنا الله وسأصعد إلى الله لأننا أقنومان وثالثنا الروح القدس"!؟
هل عجز أن يقول "أنا رب العالمين"؟ أو " أنا كلمة الله المتجسدة" ؟
هل عجز أن يقول "أنا أتيت من أجل خطيئة آدم" ؟
ما الذي كان المطلوب أن يقوله أكثر من هذا لينفي الألوهية ؟؟
( انا إنسان كلمكم بالحق الذي سمعه, وباطلا" يعبدونني, وإني أصعد إلى أبي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ, وأَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. ولاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. ).
بسم الله الرحمن الرحيم "وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)" المائدة.
ج - أفعال السيد المسيح ومعجزاته:
يقول الجانب المسيحي: إن ألوهية السيد المسيح واضحة من أفعاله ومعجزاته فلقد قام بشفاء العديد من المرضى وإكثار الطعام القليل ليكفي الكثير من الناس وقام بإحياء الموتى.
وللرد سنتعرض لثلاثة جوانب:
الأول: هل سبق لبعض الأنبياء عمل معجزات مشابهة ؟
الثاني: هل نسب السيد المسيح هذه المعجزات لنفسه أم قال إن الله هو الذي مكنه منها ؟
الثالث: هل هناك مواقف للسيد المسيح تؤكد عجزه وقصور قدرته ؟.
الجانب الأول:
يرسل الله تعالى الرسل ويؤيدهم بالمعجزات الدالة على صدق رسالتهم وقد تم بالعهد القديم ذكر العديد من الأنبياء أصحاب معجزات مشابهة لمعجزات السيد المسيح ولم تكن هذه المعجزات دليلا على ألوهيتهم, وكمثال لذلك:
أ- صبي كان ميتا" وأحياه أحد أنبياء العهد القديم ( أليشع ) بإذن الله تعالى:
( الملوك الثاني 4: 32 وَدَخَلَ أَلِيشَعُ الْبَيْتَ وَإِذَا بِالصَّبِيِّ مَيِّتٌ وَمُضْطَجِعٌ عَلَى سَرِيرِهِ...35 ثُمَ قامَ وتمَشَّى في الغُرفَةِ، ذهابًا وإيابًا، وصَعِدَ السَّريرَ وتمَدَّدَ على الصَّبيِّ فعَطَسَ الصَّبيُّ سَبعَ مرَّاتٍ وفتَحَ عينَيهِ).
ب- دعى أليشع لأعمى فشفاه الله:
(الملوك الثاني 6: 11 وصلَّى أليشَعُ وقالَ:(يا ربُّ فَتِّحْ عينَيهِ لِيَرى) ففَتَحَ الرّبُّ عَينَي خادِمِ أليشَعَ فرَأى).
ج- نبي أخر من أنبياء العهد القديم "إيليا" أحيا الموتى بإذن الله تعالى:
(الملوك الأول 17: 21-22 وتمَدَّدَ على الصَّبيِّ ثَلاثَ مرَّاتٍ وصرَخ إلى الرّبِّ وقالَ: ((أيُّها الرّبُّ إلهي، لِتَعُدْ رُوحُ الصَّبيِّ إليهِ)). فاَستَجابَ الرّبُّ لَه، فعادَت روحُ الصَّبيِّ إليهِ وعاشَ.).
د- جعل "إيليا" قصعة دقيق وخابية من الزيت لا ينفدان لأيام عديدة:
(الملوك الأول 17: 14 فالرّبُّ إلهُ إِسرائيلَ قالَ: قَصعَةُ الدَّقيقِ عِندَكِ لا تفرَغُ، وخابيَةُ الزَّيتِ لا تَنقُصُ إلى أنْ يُرسِلَ الرّبَّ مطَرًا.)
هـ- جاء عن "إيليا" و"اليشع" في ( الملوك الثاني 2 : 7 ووقف كلاهما بجانب الأردن ، وأخذ إيليا رداءه ولفه وضرب الماء ، فانفلق إلي هنا وهناك فعبر كلاهما في اليبس ).
و- جاء عن أحد أنبياء العهد القديم "حزقيال" أنه أحيا جيشا" كاملا" ( حزقيال 37 : 1 كانت عليّ يد الرب فأخرجني بروح الرب وأنزلني في وسط البقعة وهي ملآنة عظاما. 10 فتنبأت كما امرني فدخل فيهم الروح فحيوا وقاموا على أقدامهم جيش عظيم جدا جدا ).
ز- نبي الله موسى عليه السلام من معجزاته شق البحر وتحويله العصى إلى ثعبان .....الخ.
ما سبق جزء صغير من الأمثلة الموجودة بالعهد القديم عن المعجزات التي قام بها الأنبياء, ولم يدع أتباعهم من بعدها أن هذه المعجزات هي دليل على الألوهية.
الجانب الثاني:
هل نسب السيد المسيح هذه الأفعال إلى نفسه وسلطته وقوته أم نسبها إلى الله تعالى !؟.
أ- في الموقف الوراد بإنجيل يوحنا, عندما أخبروا السيد المسيح عن الميت ( الذي أحياه بإذن الله تعالى ), ما الذي فعله ؟ هل قال له قم من الموت ؟؟, أم توجه إلى السماء ليدعو الله ؟
الإجابة في النص التالي:
( يوحنا 11 : 41 فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42 وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي». 43 وَلَمَّا قَالَ هَذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ هَلُمَّ خَارِجاً» 44 فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ».)
إلى أين توجه ببصره ؟ ومن كان يدعو ؟ ولماذا كانت المعجزة ؟.. راجع الفقرة السابقة ستجد ( لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي) .أي ليؤمنوا أنه رسول الله إليهم.
ب- نسب السيد المسيح سلطته و قوته لله تعالى فقال:
1- ( متى 28 : 18 فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ )
فمن الذي أعطاه السلطان ؟.
2- ( يوحنا 5 : 30 أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً..)
3- ( متى 12 : 28 وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ! )
4- ( لوقا 11 : 20 وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ. )
5- ( يوحنا 5 : 19 فَقَالَ يَسُوعُ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الاِبْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئاً إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ.).
ج- شهادة الحواري بطرس فقد قال إنه رجلا" أيده الله بالمعجزات وليس إلها" يقوم بالمعجزات:
( أعمال الرسل 2: 22 يا بَني إِسرائيلَ اَسمَعوا هذا الكلامَ: كانَ يَسوعُ النـاصِريُّ رَجُلاً أيَّدَهُ اللهُ بَينكُم بِما أجرى على يَدِهِ مِنَ العجائِبِ والمُعجِزاتِ والآياتِ كما أنتُم تَعرِفونَ.).
الجانب الثالث:
سنذكر ثلاثة مواقف من العهد الجديد ينفيان ألوهية السيد المسيح عن طريق بيان ضعف قدرته البشرية وعجزه المنافي لادعاء الألوهية:
1- استولى الشيطان على السيد المسيح وأخذه ليجربه لمدة أربعين يوما", ليتأكد من أنه ابن الله أم لا !!, وقال له اسجد لي فأعطيك ممالك الأرض, فقال السيد المسيح للشيطان: لا ...لله وحده يكون السجود !!.
والنص يوضح كيف أن الشيطان جربه وأخذه وأقامه وأقعده وأراه وطلب منه السجود ثم تركه !!.
( متى 4 : 1ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. 2فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَاراً وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً جَاعَ أَخِيراً. 3فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْمُجَرِّبُ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هَذِهِ الْحِجَارَةُ خُبْزاً». 4فَأَجَابَ: «مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ اللَّهِ». 5ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّسَةِ وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ 6وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللَّهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 7قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَيْضاً: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 8ثُمَّ أَخَذَهُ أَيْضاً إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ جِدّاً وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْعَالَمِ وَمَجْدَهَا 9وَقَالَ لَهُ: «أُعْطِيكَ هَذِهِ جَمِيعَهَا إِنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي». 10حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 11ثُمَّ تَرَكَهُ إِبْلِيسُ وَإِذَا مَلاَئِكَةٌ قَدْ جَاءَتْ فَصَارَتْ تَخْدِمُهُ. )!!.
2- جاع السيد المسيح وهو في الطريق فرأى شجرة تين فذهب ليأكل منها هو والتلاميذ فوجدها فارغة لا ثمار فيها لأنه لم يكن أوان التين ( كان يجهل الأوان ولم يرها جيدا" من بعيد !!!), فما الذي فعله ؟ قال لها لتكوني مثمرة طوال العام ؟؟ ...لا بل قال لها لا يكون منك ثمر أبدا" فيبست الشجرة !!.
فلو كانت عنده المقدرة وصحت الرواية لماذا لم يجعلها مثمرة ويحول المكان إلى حديقة لينعم تلامذته! ؟. ولماذا لم يتركها ليستظل بها من يريد !؟؟.
تعليقات االنصارى على هذا الموضوع ( لأن السيد المسيح لا يستخدم لاهوته لصالح ناسوته ولكن يستخدمه للجميع , مثل موضوع إكثار الطعام !!!).
والرد ولماذا لم يجعلها مثمرة للتلاميذ ؟ ولماذا مشى قبلها على الماء واستعمل لاهوته من أجل ناسوته في ذلك! ؟ ومن الذي قال لكم هذا التبرير ؟ ومن الذي ذكر لاهوته وناسوته وفي أي انجيل وردت ؟.
( مرقس 11 : 12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُونَ.)
3- السيد المسيح ترك الحواريين وذهب ليصلي (لمن كان يصلي المسيح ؟) ويتضرع إلى الله, وامتلأ عرقا" فأرسل الله له ملاكا ليقويه (هل يرسل الله إلى الله ملاكا" من مخلوقاته ليقويه ؟).
( لوقا 22 : 41 وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42 قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43 وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. 44 وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ.)
د . أقوال وأفعال من هم حول السيد المسيح:
بالرغم من كافة الأدلة والبراهين السابقة, أحيانا" تجد من يقدم أسبابا" للألوهية مناقضة لجميع أقوال وأفعال السيد المسيح ويعطي هذه الأقوال أهمية أكثر من أقوال المسيح نفسه:
1- يقول النصارى : ظهر السيد المسيح بعد حادثة الصلب, وأصر توما على التأكد من شخصيته, وعندما تأكد صرخ "ربي وإلهي" مما يؤكد ألوهيته.
( يوحنا 20 : 28 27ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِناً». 28أَجَابَ تُومَا: «رَبِّي وَإِلَهِي». 29قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا».030وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. 31وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ.)
الرد:
أ- الصيحة "ربي وإلهي" هي صيحة تعجب ودهشة وليست نداء, فهذه الصيحة من المعتاد قولها تعبيرا" عن الدهشة ( الله, يا رب, يا الله ), والتعبير باللغة الإنجليزية أصل الترجمة مشهور جدا"" My God" بمعنى "يا إلهي" , ويقال عند اكتشاف شيء غريب غير متوقع.
ب- هل من المنطقي أن يكون الله أو الرب قضى معهم ثلاث سنوات ولم يتبينوا أنه هو الرب, هل هذا منطقي؟؟.
لقد بدأ السيد المسيح الدعوة عندما كان عمره ثلاثون عاما" وقبل أن يصل لهذا العمر لم يلاحظوا شيئا" غريبا" عليه ولا ندري ما الذي كان يفعله قبل أن يبدأ الدعوة ؟ (لوقا3: 23وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً...) وبالنسخ الإنجليزية ( ابتدأ يعلم ....Start teaching ). واستمر معهم يعلمهم ما يزيد عن ثلاثة سنوات وفي أخر الثلاث سنوات يكتشفون أنه إله!!.
ج- في النص "أجاب توما", أجاب عن ماذا ولم يكن هناك سؤال ؟! أم كان هناك سؤال محذوف ؟؟.
د- كلمة رب وإله لا يختصان بالله تعالى وحده حسب مفهوم العهد القديم والجديد كما ذكرنا من قبل.
هـ- صرح بطرس الحواري بعدها قائلا": ( أعمال الرسل 2: 22.. كانَ يَسوعُ النـاصِريُّ رَجُلاً أيَّدَهُ اللهُ بَينكُم بِما أجرى على يَدِهِ مِنَ العجائِبِ والمُعجِزاتِ والآياتِ كما أنتُم تَعرِفونَ.)
و- سنفترض جدلا" أن توما والتلاميذ اكتشفوا أخيرا" أن السيد المسيح هو الله !!, وذلك بعد عدة سنوات قضوها معه, ما الذي كان سيتم عمله بعد هذا الاكتشاف العظيم ؟.
بالطبع كان على كاتب الإنجيل أن يبرز ويبين هذه اللحظة, فقد اكتشفوا أن من معهم هو الله ( حسب قولهم ), فما الذي كتبه في الفقرة التالية كاتب الإنجيل ( المجهول ) بعد القول "ربي وإلهي" !؟ ( يوحنا 20 : 30وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. 31وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ.), لقد قال إنه كتب هذه لتؤمنوا أن يسوع هو ابن الله ( التي تحدثنا عن معناها رجل صالح بار, نبي.), فلم يكن هناك أي اهتمام بذكر أن الحواريين اكتشفوا شيئا" جديدا" أو أن من كان معهم يشرب ويأكل ويهرب هو الإله! ولم يكتب يوحنا لتعلموا أن المسيح هو الله المتجسد ليكفر عن الخطيئة وهو أقنوم من الثالوث وهو إله والروح القدس إله و...الخ.
أما الذي فعله التلميذ الذي صرخ قائلا" ""ربي وإلهي"" ( ويحاولون إظهار الموقف كما لو كان رأى الله أو اكتشف أن من كان معه هو الله !!), هو انه ذهب ليصطاد سمك مع باقي التلاميذ !!.
فهل هذا معناه اكتشاف شيء غريب غير معتاد !!؟؟.
( يوحنا 21 : 1 بَعْدَ هَذَا أَظْهَرَ أَيْضاً يَسُوعُ نَفْسَهُ لِلتّلاَمِيذِ عَلَى بَحْرِ طَبَرِيَّةَ. ظَهَرَ هَكَذَا: 2كَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَتُومَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ وَنَثَنَائِيلُ الَّذِي مِنْ قَانَا الْجَلِيلِ وَابْنَا زَبْدِي وَاثْنَانِ آخَرَانِ مِنْ تلاَمِيذِهِ مَعَ بَعْضِهِمْ. 3قَالَ لَهُمْ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «أَنَا أَذْهَبُ لأَتَصَيَّدَ». قَالُوا لَهُ: «نَذْهَبُ نَحْنُ أَيْضاً مَعَكَ». فَخَرَجُوا وَدَخَلُوا السَّفِينَةَ لِلْوَقْتِ. وَفِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ لَمْ يُمْسِكُوا شَيْئاً.).
الملاحظ أن كتبة الأناجيل لم يكونوا من التلاميذ (الحواريين), ونلاحظ عند قراءة أحداث الصلب حسب العهد الجديد أن التلاميذ هربوا فور القبض عليه حتى أن احدهم جرى عاريا" !!.
أ- ( متى 26 : 56 ....حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا ).
ب- ( مرقس 15 : 50 فتركه الجميع وهربوا. 51 وتبعه شاب لابسا أزارا على عريه فامسكه الشبان.
52 فترك الإزار وهرب منهم عريانا).
2- يقول النصارى: لقد تقبل السيد المسيح العبادة بأن سمح للبعض أن يسجدوا له, مما يعني أنه إله !!.
( متى 14 : 33وَالَّذِينَ فِي السَّفِينَةِ جَاءُوا وَسَجَدُوا لَهُ قَائِلِينَ: «بِالْحَقِيقَةِ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ!».)
( متى 15 : 25 25فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: «يَا سَيِّدُ أَعِنِّي!»)
الرد:
أ- هناك سجود عبادة وسجود تحية وتعظيم وهذا النوع كان شائعا" عند اليهود وكان موجودا" بكثرة في العهد القديم ومن أمثلته:
- أخوة يوسف سجدوا له: ( تكوين 42 : 6 وكان يوسف هو المسلّط على الأرض وهو البائع لكل شعب الأرض.فأتى أخوة يوسف وسجدوا له بوجوههم إلى الأرض).
- النبي لوط يسجد لملاكين ويقول لهما عبدكما: ( تكوين 19 : 1 فجاء الملاكان إلى سدوم مساء وكان لوط جالسا في باب سدوم.فلما رآهما لوط قام لاستقبالهما وسجد بوجهه إلى الأرض 2 وقال يا سيّديّ ميلا الى بيت عبدكما وبيتا واغسلا ارجلكما..)
- النبي سليمان يسجد لامرأة( ملوك الأول 2 : 19 فدخلت بثشبع إلى الملك سليمان لتكلمه عن ادونيا.فقام الملك للقائها وسجد لها وجلس على كرسيه.).
- النبي إبراهيم يسجد للشعب: ( تكوين 23 : 7 فقام إبراهيم وسجد لشعب الأرض ...).
- اولاد يعقوب يسجدون لعيسو (عمهم): ( تكوين 33 : 7 ثم اقتربت ليئة أيضا وأولادها وسجدوا.وبعد ذلك اقترب يوسف وراحيل وسجدا. ).
ب- إن كان السجود سجود احترام وعبادة فما معنى هذا ؟!:
- ( مرقس 15 : 19وَكَانُوا يَضْرِبُونَهُ عَلَى رَأْسِهِ بِقَصَبَةٍ وَيَبْصُقُونَ عَلَيْهِ ثُمَّ يَسْجُدُونَ لَهُ جَاثِينَ عَلَى رُكَبِهِمْ.).
- ( مرقس 14 : 65فَابْتَدَأَ قَوْمٌ يَبْصُقُونَ عَلَيْهِ وَيُغَطُّونَ وَجْهَهُ وَيَلْكُمُونَهُ وَيَقُولُونَ لَهُ: «تَنَبَّأْ». وَكَانَ الْخُدَّامُ يَلْطِمُونَهُ.)
ج- حسب إنجيل متى لقد سجد له المجوس, ولم يعتبروه إلها" ( متى 2 : 2...إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ.)
د- لمن كان يسجد ويصلي السيد المسيح !!؟
( متى 26 : 39 ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي.)
3- يقول النصارى: جاء في رؤيا يوحنا أن يوحنا اللاهوتي سمع في رؤيته السيد المسيح يقول ما يثبت ألوهيته فقال: ( رؤيا 22 : 13 أنا الألف والياء.البداية والنهاية.الأول والآخر.).
الرد:
سفر الرؤيا هو عبارة عن رؤيا رآها يوحنا, أثناء وجوده في جزيرة منعزلة, في الفترة من 100 إلى 110 ميلادية, وخلال هذه الرؤيا وصف أشياء غريبة منها أنه وجد حيوانات لها سبعة رؤوس وخروف له سبعة أعين وغيرها من الأشياء الغريبة, وتأتي الطامة الكبرى في أنه رأى خروف بجوار العرش وعرف أن هذا الخروف ( حسب الرؤيا), هو رب الأرباب وملك الملوك وهو المستحق للعبادة وهو الذي يرعى المؤمنين.
(رؤيا 17 : 14 هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم لأنه رب الأرباب وملك الملوك والذين معه مدعوون ومختارون ومؤمنون.)
( رؤيا 22 : 3 ولا تكون لعنة ما في ما بعد.وعرش الله والخروف يكون فيها وعبيده يخدمونه.)
فمن يقتنع أن السيد المسيح لم يعلن أنه إله طوال السنوات التي قضاها مع الحواريين, ثم جاء في الرؤيا أو في الحلم ليوحنا المجهول بعد واقعة الصلب بحوالي 70 عاما", ليخبره أنه هو الإله في هذا النوع من الرؤى !! فليفعل ولا يلومن إلا نفسه.
4- يقول النصارى: لقد كتب يوحنا في بداية الإنجيل "في البدء كان الكلمة والكلمة هو الله ".
( يوحنا 1 : 1فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ.)
حيث أن لفظ " الكلمة " أو "اللوجوس" بمعنى "العقل" يطلق على السيد المسيح.
الرد:
أ- العبارة غير مفهومة فإذا كانت الكلمة عند الله كيف تكون هي الله !!؟
بالتعويض في العبارة بوضع الكلمة مكان الله ( طالما الكلمة هي الله ) نحصل على النص التالي:
في البدء كان الله وكان الله عند الله وكان الله الله!!..ولا تعليق.
ب- هذه العبارة نسبت إلى يوحنا, ولم تكن من أقوال السيد المسيح.
ج- أين الروح القدس ؟ وهو حسب الاعتقاد وقانون الإيمان إله متساو معهم وله نفس القدرة.
د- إن كان يقصد يوحنا بهذا العدد أن يقول لنا إن (عيسى والله هم واحد متساوٍ), فما الذي نفهمه من قول السيد المسيح في نفس الإنجيل: ( يوحنا 20 : 17 … إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ». )
وقوله: (يوحنا8 :40 .... وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ.).
هـ-من أين أتى يوحنا بهذا القول الفلسفي غير المفهوم ؟؟.. الإجابة من فيلسوف يهودي ينسب له هذا القول عاش في القرن الأول الميلادي في الإسكندرية ( يسمى فيليو السكندري ), وقاله متأثرا" بالفلسفة الأفلاطونية القائلة بأن الله أول خلق قام به هو خلق الحكمة(اللوجوس), والحكمة هي التي خلقت الكون.
كتب وول ديورانت في موسوعة قصة الحضارة عن فيليو السكندري :
وكان فيلو فيلسوفاً أكثر مما كان رجل دين، وكان صوفياً. وكان الله في كتابات فيلو هو الكائن الجوهري في العالم، وهو كائن غير مجسّد، أزلي سرمدي.
وكان فيلو يتأرجح بين الفلسفة واللاهوت، وبين التجريد والتجسيد، ولهذا كان يفكر في العقل الإلهي مرة كأنه شخص وفي ساعة من ساعات نشوته الشعرية يسميه أول ما ولد الله"...... ويقول إنه عن طريق الكلمة كشف الله عن نفسه للإنسان.
ولقد كانت "عقيدة العقل الإلهي" التي يقول بها فيلو من الآراء ذات الأثر الأكبر في تاريخ التفكير البشري. ولرأيه هذا سابقات واضحة في فلسفة هرقليطس وأفلاطون، والرواقيين؛ وأكبر الظن أنه كان يعرف الآداب اليهودية التي نشأت في العصر القريب من عصره، والتي جعلت من حكمة الله بوصفه خالق الكون شخصاً محدداً مميزاً.
وكان فيلو معاصراً للمسيح ويلوح أنه لم يسمع قط عنه، ولكنه قد أسهم على غير علم منه في تكوين اللاهوت المسيحي.
ولقد حاول فيلو أن يوفق بين اليهودية والفلسفة الهلينية؛ فأما من وجهة النظر اليهودية فقد أخفق في مسعاه وأما من وجهة النظر التاريخية فقد أفلح، وكانت ثمرة فلاحه هي الإصحاح الأول من إنجيل يوحنا.[10]
5- يدعي النصارى أنه جاء في القرآن أن السيد المسيح هو كلمة الله وروح منه مما يعني أنه هو الله !!
أحيانا" يلجأ الجانب النصراني للادعاء أن ألوهية المسيح واضحة وجلية ومن الممكن إثباتها من القرآن!!, ومن الضلال البين أن نجد مادة تسمى "لاهوت السيد المسيح في القرآن" تدرس في بعض الكليات الأكليريكية !!!. وخلاصة المنهج الادعاء بأن القرآن في ظاهره ينفي الألوهية, ولكن في باطنه يقول بألوهية السيد المسيح !!.وكمثال للأدلة الواهية التي يقدموها:
أ- تم ذكر السيد المسيح بالقرآن الكريم ( عيسى ) 25 مرة ولم يأت اسم محمد( عليه الصلاة والسلام ) إلا 4 مرات !!, كما ورد اسم السيدة العذراء 31 مرة ولم يأت ذكر أم الرسول عليه الصلاة والسلام !.
والرد أنه لو كان القرآن من عند محمد عليه الصلاة والسلام لوضع فيه اسمه واسم من يشاء من أقاربه وأحباءه!! فهذا ليس دليلا" لكم بل هو دليل على صدق القرآن الكريم وأنه ليس من اختلاق محمد عليه الصلاة والسلام كما أن إبراهيم عليه السلام ورد اسمه 63 مرة وموسى عليه السلام ورد اسمه 131 مرة فهل يكون القرآن يخفي ألوهية موسى عليه السلام !؟.
ب- جاءت آية في القرآن تقول: إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ [آل عمران : 45] , فبذلك بين القرآن أن عيسى كلمة الله وروح من الله نفسه فيكون بذلك هو الله !!.
والرد: جاء المعنى في التفسير الميسر:
وما كنت - يا نبي الله - هناك حين قالت الملائكة: يا مريم إن الله يُبَشِّرْكِ بولد يكون وجوده بكلمة من الله , أي يقول له: "كن", فيكون, اسمه المسيح عيسى ابن مريم, له الجاه العظيم في الدنيا والآخرة, ومن المقربين عند الله يوم القيامة.
يا أهل الإنجيل لا تتجاوزوا الاعتقاد الحق في دينكم, ولا تقولوا على الله إلا الحق,. إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله أرسله الله بالحق, وخَلَقَه بالكلمة التي أرسل بها جبريل إلى مريم, وهي قوله: "كن", فكان, وهي نفخة من الله تعالى نفخها جبريل بأمر ربه( روح ), فَصدِّقوا بأن الله واحد وأسلموا له.
الأسباب التي وضعها الله في الكون للإنجاب وهي وجود الذكر والأنثى لم تكن مكتملة فجاء خلق الله تعالى لعيسى عليه السلام مثل خلقه لآدم بالأمر الإلهي بكلمة الله "كن", ثم نفخ فيه الله تعالى الروح وهي نسمة الحياة كما قال الله تعالى عن خلق آدم:
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ [الحجر : 29]
وقال تعالى:
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ [آل عمران : 59]
في تفسير ابن كثير (وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ), ليس الكلمة صارت عيسى، ولكن بالكلمة صار عيسى ( لفظ كن ).[11].
قال البخاري بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من شهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل). [12]
فقوله في الآية والحديث " وَرُوحٌ مِّنْهُ "كقوله تعالى: وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الجاثية : 13] , أي من خلقه ومن عنده ، وليست من للتبعيض.
لقد قال الله تعالى في الحديث عن المؤمنين ( ..أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ..[المجادلة : 22]. فروح منه تعني من عنده.
وأضيفت الروح إلى الله على وجه التشريف، كما أضيفت الناقة والبيت إلى الله في قوله: ( ..هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَة ... [الأعراف : 73]، وفي قوله : (...وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ ... [الحج : 26] ، أضافها إليه إضافة تشريف وتكريم .
فالكلمة هي ناتج من كل متكلم متى يشاء التكلم ولا تكون هي نفس المتكلم, كما أن كل جسم له وزن والوزن لا يكون هو الجسم بل خاصية له أو صفة له.
بذلك عند القول "كلمة الله" فقد تم نسب صفة الكلام إلى الله تعالى وعند نسب الصفة إلى الله يكون الله تعالى متصفا" بهذه الصفة مثل "رحمة الله".
وعندما يتم نسب شيء قائم بذاته ( ليس صفة ) مثل بيت أو كتاب أو روح أو ناقة يكون نسبها إلى الله تعالى, من باب التشريف والتكريم لها.
ولقد جاء لفظ الروح في القرآن الكريم بعدة معان منها:
1- الروح التي هي سبب الحياة:
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ [الحجر : 29]
2- جبريل عليه السلام:
(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ [الشعراء : 193]
(قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل : 102]
وروح القدس ( جبريل عليه السلام ), هو الذي أيد الله تعالى به عيسى عليه السلام :
(......وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ..... [البقرة : 87].
3- الوحي:
يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ [النحل : 2].
4- التأييد :
قال الله تعالى عن المؤمنين (.. أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ... [المجادلة : 22].
فالتعبير "كلمة الله" لا يعني الله أو اقنوم والتعبير "روح منه" لا يعني أنه جزء من الله تعالى.
ولقد جاءت آيات بينات محكمات تعارض أي محاولة للاستدلال بالقرآن الكريم فقد قال الله تعالى:
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة : 72].
تضارب وتناقض العلاقة بين الله والرب !!
في الإسلام: الله هو الرب. فالمسلم يعبد الله الذي هو الإله الحقيقي الخالق والمتحكم والمالك لكل شيء فهو نفسه رب العالمين , قال الله تعالى : " الحمد لله رب العالمين ."(2) الفاتحة.
{ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} (102) سورة الأنعام
في المسيحية :
أتت أقوال بولس في العهد الجديد تنسب الربوبية للسيد المسيح, وبالرغم من أنه حسب قانون الإيمان " الآب إله والابن إله", كذلك " الآب رب والابن رب", لم يتم جمع إلهين في جملة ( عند الحديث عن الله والسيد المسيح ), بمعنى أنه عندما يتم الحديث عن الله والسيد المسيح, لم يقل بولس "الإله أرسل الإله", بل جاء القول "الإله أرسل الرب", تهربا" من المعنى الذي سيفهم من أنه هناك إلهان منفصلان طالما أن إله أرسل إله !!!.
فجاءت التعبيرات "الله أرسل الرب", "الله أقام الرب من الموت .....الخ.
ومع أنه حسب مفهوم النصارى "الله "هو ثلاثة اقانيم ( آب وابن وروح قدس ) , لم يكن من الصحيح أن يأتي القول "الله أرسل الابن " أو "الله أرسل الروح القدس ", فالأصوب لهم أن يقولوا "الآب أرسل الابن ", لأن الله هو نفسه حسب مفهومهم آب وابن وروح قدس , فكيف يرسل الكل جزءا" منه ؟, في هذه الحالة يلجأون للقول أن "الله" هنا لا تعني ثالوثا" بل تعني الآب فقط !!.
لتوضيح اللبس والتناقض في العلاقة بين الله والرب:
1- الرب مات وأقامه الله من الموت !.
(رومية 10 : 9 لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ خَلَصْتَ.)
( العبرانيين 13 : 20 َإِلَهُ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ، رَبَّنَا يَسُوعَ.).
2- الله أعطى للرب سلطان ومجد وكرامة !!
( 2 بطرس 1 :17 لأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ اللَّهِ الآبِ كَرَامَةً وَمَجْداً،... )
( 1 بطرس 1 : 21 أَنْتُمُ الَّذِينَ بِهِ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَأَعْطَاهُ مَجْداً..)
3- الرب يخضع لله !!
( 1 كورنثوس 15 : 28 وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ. )
4 - الله أبو الرب!
( 2 كورنثوس 11 : 31 اَللَّهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ،..).
5- الرب جالس عن يمين الله !
( افسس 1 : 20 الَّذِي عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ،)
6- التداخل !
( أعمال 5 : 30 إِلَهُ آبَائِنَا أَقَامَ يَسُوعَ الَّذِي أَنْتُمْ قَتَلْتُمُوهُ مُعَلِّقِينَ إِيَّاهُ عَلَى خَشَبَةٍ. 31 هَذَا رَفَّعَهُ اللهُ بِيَمِينِهِ رَئِيساً وَمُخَلِّصاً لِيُعْطِيَ إِسْرَائِيلَ التَّوْبَةَ وَغُفْرَانَ الْخَطَايَا.( كما جاء ايضا" :
(1 كورنثوس 2 : 7 بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ اللهِ فِي سِرٍّ: الْحِكْمَةِ الْمَكْتُومَةِ الَّتِي سَبَقَ اللهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لِمَجْدِنَا 8الَّتِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هَذَا الدَّهْرِ- لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ.).
( 1 كورنثوس 8: 6 لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ بِهِ. ).
لذلك حسب العقيدة المسيحية من النصوص السابقة: الله الذي هو المسيح جالس عن يمين الله ولكنهم واحد, وأحدهم سيخضع للآخر ولكنهم متساويان, وقد رفع أحدهم الآخر إلى السماء ولكن لا تميز في قدراتهم, وقد أرسل أحدهما الآخر ولكن كل منهما إله كامل منفصل, وأحدهم مولود من الأخر ولكن قبل الولادة كان كلاهما موجود, ومن له المجد تم صلبه وقتله, والله أعظم من المسيح الذي هو الله, والله يعلم موعد القيامة ولكن المسيح الذي هو الله لا يعلمها, ولا يوجد إلا إله واحد ولكن الآب إله والابن إله والروح القدس إله, ولا يوجد إلا رب واحد ولكن هناك ثلاثة كل منهم رب, والإله الوحيد " الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ" أرسل الرب الوحيد " الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ ", وقال الرب عند الصلب ( مرقس 15 : 34 .. إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟) ولما لم يجد مجيبا" له قال قبل أن يموت ( لوقا 23 : 46 قال يا أبتاه في يديك استودع روحي.ولما قال هذا اسلم الروح) ومات, ولكن كان هذا من أجل خطيئة الأكل من الشجرة.
أما القاعدة الاساسية للإيمان فهي: ( فيلمون 2 : 14 اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ، 15 لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ، وَبُسَطَاءَ، أَوْلاَداً للهِ بِلاَ عَيْبٍ. (
كل الأقوال التي من الممكن تأويلها لصالح الألوهية ليست من أقوال السيد المسيح, بل أقوال نسبت إلى بولس.
كيف تم تأليه السيد المسيح ؟!
نقدم أولا" بعض الأمثلة التاريخية عن معتقد تأليه الأشخاص والملوك في التاريخ اليوناني والروماني في عهد نشوء وازدهار المسيحية:
جاء بقصة الحضارة عن "الاسكندر الاكبر":
وكان أكبر شاهد على ارتداده عن دينه أو على حسن سياسته هو جهره بألوهيته؛ وذلك أنه بعث في عام 324 (قبل الميلاد )إلى جميع الدول اليونانية, يبلغها أنه يرغب في أن يعترف به من ذلك الوقت ابناً لزيوس - أمون. وصُدعت معظم الدول بما أمرت، ولم ترَ في الأمر أكثر من لقب صوري، بل إن الإسبارطيين المعاندين أنفسهم لم يخرجوا على الأمر وقالوا في أنفسهم: "فليكن الإسكندر إلهاً إذا شاء". ولم يكن تأليه إنسان ما، بمعنى لفظ الألوهية عند اليونان، ليرفع من شأنه كثيراً؛ ذلك أن الهوة التي تفصل بين الإنسانية والألوهية لم تكن وقتئذ واسعة كما أضحت في الأديان الحديثة. ولقد جمع كثيرون من اليونان بين الصفتين، ومن هؤلاء هبوداميا، وأوديب، وأخيل، وإجينيا، وهلن. كذلك كان المصريون يحسبون فراعنتهم آلهة؛... ولقد أكد كهنة سيوة، وديديما Didyma، وبابل، وهم الذين يعتقد الناس فيهم أن لديهم مصادر خاصة يستقون منها أمثال هذه الأنباء، أنه من نسل الآلهة.[13]
جاء بقصة الحضارة عن "كاليجولا" الامبراطور الروماني, الذي حكم من 37- 41 ميلادية.
وآخر ما لجأ إليه كالجيولا من العبث أن أعلن أنه إله معبود لا يقل شأناً عن جوبتر نفسه، وحُطمت رؤوس التماثيل الشهيرة المقامة لجوف وغيره من الأرباب، ووضعت في مكانها رؤوس للإمبراطور. وكان يسره أن يجلس في هيكل كاستر وبلكس ويتلقى عبادة الناس. .... وأقام هيكلاً لعبادته، وعين له جماعة من الكهنة، وأمده بطائفة من الضحايا.[14]
جاء بقصة الحضارة عن "رسائل بولس":
وقد احتفظت بهذه الرسائل الجماعات التي وجهت إليها وكثيراً ما كانت تتلوها على الناس جهرة، ولم يكد يختتم القرن الأول حتى كان الكثير منها معروفاً واسع الانتشار، فها هو ذا كلمنت الروماني يشير إليها في عام 97، ويشير إليها أيضاً بعد قليل من ذلك الوقت كل من أجناسيوس Ignatius وبوليكارب Polycarp؛ ولم تلبث أن دخلت في أخص خصائص اللاهوت المسيحي. ولقد أنشأ بولس لاهوتاً لا نجد له إلا أسانيد غامضة أشد الغموض في أقوال المسيح. وكانت العوامل التي أوحت إليه بالأسس التي أقام عليها ذلك اللاهوت هي انقباض نفسه، وندمه، والصورة التي استحال إليها المسيح في خياله؛ ولعله قد تأثر بنبذ الأفلاطونية والرواقية للمادة والجسم واعتبارهما شراً وخبثاً؛ ولعله تذكر السنة اليهودية والوثنية سنة التضحية الفدائية للتكفير عن خطايا الناس: أما هذه الأسس فأهمها أن كل ابن أنثى يرث خطيئة آدم، وأن لا شيء ينجيه من العذاب الأبدي إلا موت ابن الله ليكفر بموته عن خطيئته . وتلك فكرة كانت أكثر قبولاً لدى الوثنيين منها لدى اليهود، ولقد كانت مصر، وآسية الصغرى، وبلاد اليونان تؤمن بالآلهة من زمن بعيد - تؤمن بأوزريس، وأتيس وديونيشس - التي ماتت لتفتدي بموتها بني الإنسان. وكانت ألقاب مثل سوتر (المنقذ) واليوثريوس Eleutherios (المنجي) تُطلق على هذه الآلهة، وكان لفظ كريوس Kyrios (الرب) الذي سمى به بولس المسيح هو اللفظ الذي تطلقه الطقوس اليونانية - السوريّة على ديونيشس الميت الُمفتدى، ولم يكن في وسع غير اليهود من أهل إنطاكية وسواها من المُدن اليونانية، الذين لم يعرفوا عيسى بجسمه، أن يؤمنوا به إلا كما آمنوا بآلهتهم المنقذين، ولهذا ناداهم بولس بقوله: "هو ذا سر أقوله لكم".
وأضاف بولس إلى هذا اللاهوت الشعبي المؤسس بعض آراء صوفية غامضة كانت قد ذاعت بين الناس بعد انتشار سفر الحكمة، وفلسفة افليمون. من ذلك قول بولس إن المسيح هو "حكمة الله" و"ابن الله الأول بكر كل خليقة، فانه فيه خلق الكل... الكل به وله قد خلق، الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل"، وليس هو المسيح المنتظر "المسيا" اليهودي، الذي سينجي إسرائيل من الأسر، بل هو الكلمة الذي سينجي الناس كلهم بموته. وقد استطاع بولس بهذه التفسيرات كلها أن يغض النظر عن حياة يسوع الواقعية وعن أقواله التي لم يسمعها منه مباشرة، واستطاع بذلك أن يقف على قدم المساواة مع الرسل الأولين، الذين لم يكونوا يجارونه في آرائه الميتافيزيقية. لقد كان في وسعه أن يخلع على حياة المسيح وعلى حياة الإنسان نفسه أدواراً عليا في مسرحية فخمة تشمل النفوس على بكرة أبيها والأبدية بأجمعها. وكان في وسعه فوق هذا أن يجيب عن الأسئلة المربكة أسئلة الذين قالوا إنه إذا كان المسيح إلهاً حقاً فلم رضي أن يُقتل؟ فقال: إن المسيح قد قُتل ليفتدي بموته العالم الذي استحوذ عليه الشيطان بسبب خطيئة آدم. فكان لابد أن يموت ليحطم أغلال الموت، ويفتح أبواب السماء لكل مَن نالوا رضوان الله.[15]
لذلك يعتبر بولس هو المؤسس الأول للديانة المسيحية بوضعها الحالي حتى أن "مايكل هارت" في كتابه (المئة الأكثر تأثيراً في التاريخ – The 100, a Ranking of the Most Influential Persons in History) يضع محمد عليه الصلاة والسلام في المرتبة الأولى، ومن ثم بولس، وعيسى (عليه السلام) بعد بولس. وكحالة أغلب العلماء في الغرب فإنه يدرك أن بولس يستحق فضلاً أكبر من "المسيح" نفسه فيما يخص "المسيحية".
الخلاصة:
أ- أمر عيسى (عليه السلام) البشرية خلال حياته التي قضاها على الأرض أن يلتزموا بدين موسى بشكل تام إلى نهاية الزمن بلا تساهل. ( متى 5 :17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. ) ولم يطلب منهم العبادة ولم يصرح إلا انه بشر رسول من عند الله تعالى.
ب- جاء بولس الذي لم يقابل السيد المسيح وادعى أن تعاليمه تلقاها بالوحي: (غلاطية 1: 11 فاعلَموا، أيُّها الإخوَةُ، أنَّ البِشارَةَ الّتي بَشَّرتُكُم بِها غَيرُ صادِرَةٍ عَنِ البَشَرِ. فأنا ما تَلقَّيتُها ولا أخَذتُها عَنْ إنسانٍ، بَلْ عَنْ وَحيٍ مِنْ يَسوعَ المَسيحِ.)
ج- اختلف بولس مع الحواريين تلاميذ السيد المسيح ووصفهم أنهم مضللين ومنافقين(غلاطية 2 : 11وَلَكِنْ لَمَّا أَتَى بُطْرُسُ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ قَاوَمْتُهُ مُواجَهَةً، لأَنَّهُ كَانَ مَلُوماً. 12لأَنَّهُ قَبْلَمَا أَتَى قَوْمٌ مِنْ عِنْدِ يَعْقُوبَ كَانَ يَأْكُلُ مَعَ الأُمَمِ، وَلَكِنْ لَمَّا أَتَوْا كَانَ يُؤَخِّرُ وَيُفْرِزُ نَفْسَهُ، خَائِفاً مِنَ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الْخِتَانِ. 13وَرَاءَى مَعَهُ بَاقِي الْيَهُودِ أَيْضاً، حَتَّى إِنَّ بَرْنَابَا أَيْضاً انْقَادَ إِلَى رِيَائِهِمْ! 14لَكِنْ لَمَّا رَأَيْتُ أَنَّهُمْ لاَ يَسْلُكُونَ بِاسْتِقَامَةٍ حَسَبَ حَقِّ الإِنْجِيلِ، قُلْتُ لِبُطْرُسَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ: «إِنْ كُنْتَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ تَعِيشُ أُمَمِيّاً لاَ يَهُودِيّاً، فَلِمَاذَا تُلْزِمُ الأُمَمَ أَنْ يَتَهَوَّدُوا؟»)
د- خالف بولس وصايا السيد المسيح مناديا" بأن المهم هو الإيمان وليس إتباع الوصايا
(رومية 3: 28 فنَحنُ نَعتَقِدُ أنَّ الإنسانَ يتبَرَّرُ بِالإيمانِ، لا بِالعَمَلِ بأحكامِ الشَّريعةِ.)
( غلاطية 2 : 16 لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.).
حتى أنه خالف السيد المسيح فقال علانية من يختتن لن ينفعه المسيح في شيء !!
( غلاطية : 5 : 2 ها انا بولس أقول لكم انه ان اختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئا.)
د- اعترف بولس أنه كان قادراً وراغباً في كسب المعتنقين الجدد لديانته بشتى الوسائل المتاحة له:
(1كورنثوس 9: 20 فَصِرتُ لليَهودِ يَهودِيّاً لأربَحَ اليَهودَ، وصِرتُ لأهلِ الشَّريعةِ مِنْ أهلِ الشَّريعةِ وإنْ كُنتُ لا أخضَعُ للشَّريعةِ لأربَحَ أهلَ الشَّريعةِ........22..وصِرتُ لِلنّاسِ كُلِّهم كُلَّ شيءٍ لأُخلِّصَ بَعضَهُم بِكُلِّ وسيلَةٍ.)
(الأولى إلى كورنثوس 6: 12 كُلُّ شَيءٍ يَحِلُّ لي، ولكِنِّي لن أَدَعَ شَيئًا يَتَسَلَّطُ عليَّ.)
هـ- خصوم بولس من الحواريين كانوا يبشرون بـ"بشارة أخرى" ويدعون للإيمان بـالسيد المسيح كنبي فكانت أقوال بولس : (2 كورنثوس 11: 3-6 لكنِّي أخافُ أنْ تَزوغَ بَصائِرُكُم عَنِ الصِّدقِ والوَلاءِ الخالِصِ للمَسيحِ، مِثلَ حَوَّاءَ الّتي أغوَتْها الحَـيَّةُ بِحيلَتِها. فلَو جاءَكُم أحَدٌ يُبَشِّركُم بِـيَسوعَ آخرَ غَيرِ الّذي بَشَّرناكُم بِه، أو يَعرُضُ علَيكُم رُوحًا غَيرَ الّذي نِلتُموهُ، وبِشارَةً غَيرَ الّتي تَلقَّيتُموها. لكُنتُم احتَملتُموهُ أحسنَ احتِمالٍ. ولا أظُنُّ أنِّي أقَلُّ شأْنًا مِنْ أُولئِكَ الرُّسُلِ العِظامِ!.) , خصوم بولس الذين كانوا يبشرون بـ"بشارة أخرى" ويدعون للإيمان بـ"يسوع آخر". من الواضح أنهم كانوا على درجة عالية من الثقة عند الناس فقد اشار إلى هويتهم بكلمات ((ولا أظُنُّ أنِّي أقَلُّ شأْنًا مِنْ أُولئِكَ الرُّسُلِ العِظامِ)) فالواضح أنهم كانوا تلاميذ السيد المسيح.
و- عندما حصل أتباع بولس على السلطة والتأثير في روما قاموا بإدانة كل المخالفين في الرأي, كما تم اختيار رسائل بولس والأناجيل المتوافقة معها لتكون أساس العهد الجديد في القرن الرابع الميلادي.
تحتل أقوال بولس المكانة الأولى في التشريع المسيحي بالرغم من أن عيسى عليه السلام لم "يعرف" بولس أبداً, ومعلومات بولس عن عيسى كانت شحيحةً جداً لدرجة أنه لم يستشهد بأقواله مباشرة إلا مرة واحدة [الأولى إلى كورنثوس 11: 26].
نبوة السيد المسيح:
قال السيد المسيح:
1-( لوقا 4 : 24 : «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لَيْسَ نَبِيٌّ مَقْبُولاً فِي وَطَنِهِ. )
2-( يوحنا 5 : 37 وَالآبُ نَفْسُهُ الَّذِي أَرْسَلَنِي يَشْهَدُ لِي. .....).
3-( يوحنا 7 : 16 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «تَعْلِيمِي لَيْسَ لِي بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِي. )
4-( يوحنا 13 : 16 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. )
5ـ-( لوقا 4 : 43 فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».)
6-( يوحنا 14 : 28 لَوْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لَكُنْتُمْ تَفْرَحُونَ لأَنِّي قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي. )
7-( يوحنا 8 : 40 وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. )
8-( مرقس 7 : 7 وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. )
9-( يوحنا 20 : 17 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ». )
10-( يوحنا 17 : 3 وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
11-( يوحنا 11 : 41-42 وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي , وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».)
12-( متى 26 : 39 ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ»....42 وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ». )
13- جاء في إنجيل لوقا أن المسيح بعدما أحيا الميت بإذن الله, قالوا ( لوقا 7 : 16فَأَخَذَ الْجَمِيعَ خَوْفٌ وَمَجَّدُوا اللهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ) .
14-جاء في( متى 21 : 10 10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ». )
فهذه شهادة المسيح عن نفسه وشهادة من حوله عنه عليه الصلاة والسلام, ولا ندري ما الذي كان عليه أن يقوله أكثر مما قال ؟! فأقوال السيد المسيح في العهد الجديد لا تخرج عن المعنى:
لا إله إلا الله, عيسى نبي الله ورسوله, أرسله الله تعالى رسولا" إلى بني إسرائيل وأظهر المعجزات على يديه ليؤمنوا بصدق نبوته.
قال الله تعالى: في سورة "مريم" عن "عيسى" عليه السلام:
قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً (31) وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً (33) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (36).
لا