حول رسائل بولس
بولس ليس من الحواريين ولا من التلاميذ . بل هو تلميذ التلميذ برنابا . كان بولس يهويداً من ألد أعداء أتباع عيسى المسيح وكان باعترافه هو يؤذيهم ويجنهم ويجلدهم.
وقال (حسب زعمه) أنه بينما كان سائراً إلى دمشق ، إذا به يسمع صوت عيسى (بعد رفع عيسى) يناديه ويعاتبه ويحثه على نشر تعاليم المسيح بين الأمم . وزعم أنه يوحي إليه من عيسى .
وكتب بولس رسائله المشهورة التي تسمى رسائل بولس . كتب رسالة إلى كل من رومية وغلاطية وأفسس وفيلبي وكولوسي وتيطس وفليمون والعبرانيين . وكتب رسالتين إلى كل من أهل كونثوس وأهل تسالونيكي وتيموثاوس . كتب أربع عشرة رسالة ضمنها أفكاره ومعتقداته .
كما أن بولس كان استاذاً للوقا الذي كتب إنجيل لوقا . ويلاحظ في رسائل بولس أنها لا تشير إلى أي من الأناجيل الأربعة ، مما يدل على أنها كتبت قبل الأناجيل. ويرى البعض أن بولس له تأثير كبير على كتابه الأناجيل قد كتبت في 63م وبعدها . ويرى البعض أن الأناجيل الأربعة كتبت في اطار بولس نفسه .
ولقد كان بولس ذا أثر كبير في النصرانية ، فقد أراد أن يعدل تعاليم عيسى ليرضي الرومان واليونان . فأدخل على النصرانية عقيدة التثليث وجعل الله ثلاثة ليرضي الناس هناك، وألغى الختان، وأدخل عقيدة الصلب للفداء، وجعل النصرانية عالمية، وأباح مل الأطعمة المحرمة. فعل كل ذلك مخالفاً الإنجيل والتوراة ومخالفاً عيسى نفسه .
وسنرى في هذا الفصل كيف تتناقض رسائل بولس مع نفسها ومع الأناجيل الأربعة ومع التوراة .
ورغم أن الرسائل الأربع عشرة تنسب إلى بولس إلا ان الرسائل التي كتبها وحده ي ست فقط . وهي رسائله إلى رومية وفيلبي وتيموثاوس (الأولى والثانية) وتطيس وفليمون . وهناك الرسالة إلى العبرانيين التي لم يظهر في أولها مرسلها خلافاً للرسائل الأخرى . وأما الرسائل اسبع الأخرى فقد كتبها بالاشتراك مع آخرين كما يذكر هو في بداية كل رسالة منها .
عن رسالة بولس إلى أهل رومية :
عبد لعيسى :
قال بولس في أول رسالته (رومية 1/1) إنه عبد ليسوع المسيح . وهذا يناقض ما يلي:
1- نادى بولس مع برنابا بكلمة الله (أعمال 13/5) فكيف ينادي بكلمة الله ويكون عبداً لعيسى ؟! الأولى أن يكون عبداً لله ما دام ينادي لكلمة الله .
2- كان بولس يقنع الناس "أن يثبتوا في نعمة الله " (أعمال 13/12) ما دامت النعمة من الله فالعبودية لله ، وليست لعيسى.
3- وعظ بولس الناس وقال: " الإله الذي خلق العالم وكل ما في " (أعمال 17/24) . إذاً الأولى أن يكون بولس عبد للإله الذي خلق العالم ، وليس عبداً لعيسى الذي خلقه الإله .
4- قال بولس : " أولاً أشكر إلهي بيسوع المسيح" (رومية 1/8) بما أن الشكر لله فالعبودية لله ، وليست لعيسى .
وهكذا نرى أن بولس أخطأ في الجملة الأولى من رسالته .
اليهودي أولاً :
قال بولس: "لست استحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي أولاً ثم اليوناني" (رومية 1/16) .
نلاحظ هنا ما يلي :
1- أين هو إنجيل المسيح الذي يذكره بولس ؟! عندنا إنجيل مرقس وإنجيل لوقا وإنجيل يوحنا . هذه هي الأناجيل المعروفة والمتداولة . فأين إنجيل المسيح الذي يتكلم عنه بولس ؟! هل حرقوه كما حرقوا سواه من الأناجيل التي لم تعجب الامبراطور والكنيسة ؟!!
2- قول بولس إن الخلاص بالإنجيل لليهودي أولاً يؤكد أن عيسى أرسل لليهود فقط .
1- قول بولس " ثم لليوناني " يجعل الخلاص درجات وطبقات . ولمك يذكر بولس بقية الشعوب ؟! لماذا اليهودي واليوناني فقط ؟! ونلاحظ أن " اليوناني " هذه من عند بولس لأنها لم ترد في الأناجيل الأربعة ! " الخلاص لليهودي ثم اليوناني " من اختراعات بولس !! وما نصيب الإيطالي والفرنسي والأسباني على سبيل المثال ؟! ألا يشملهم الخلاص ؟!!! عدم الدقة في التعبير دليل التأليف البشري ودليل على أن كلام بولس من رأسه وليس بوحي من الله (كما يزعمون) .