الجسد :
يقول بولس: " لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله " (رومية 8/7) .
هذا القول يخالف الصواب . ألم يأكل بولس ويشرب ويستحم ؟ ألم ينم ؟ ألم يسترح ؟ الأكل والشرب والاستحمام واللبس والنوم والاستراحة كلها اهتمام بالجسد . من طبيعة الإنسان أن يهتم بجسده . لا بد من ذلك . هذه طبيعة الإنسان وفطرته التي لا يمكن تغييرها . فكيف يكون ذلك عداوة لله ؟!!
من الممكن ، بل من الواجب ، أن يهتم الإنسان بجسده وأن يعطي جسمه حقه من العناية والرعاية دون أن ينسى واجباته نحو عقله وروحه وخالقه . العداوة لله في معصية الله وليست العناية بالجسد الذي خلقه الله .
الأبناء والأولاد:
قال بولس: " روح الذي أقام يسوع من الأموات " (رومية 8/11) واضح هنا أن الذي أقام عيسى من الأموات (حسب اعتقادهم ) هو الله. وهذا يدل على عجز عيسى وبشريته ، إذا لو كان عيسى إلهاً (كما يزعمون) لما مات أساساً لوما احتاج إلى من يقيمه من الأموات، أي لأقام نفسه بنفسه . أما وأن عيسى قد مات ثم احتاج إلى من يقيمه من الأموات، فهذا ينفي عنه صفة الألوهية. فالإله لا يموت ولا يحتاج إلهاً آخر يعيده إلى الحياة.
ويقول بولس عن المناقدين بروح الله " هم أبناء الله " (رومية 8/14) وأن الله يشهد بأننا "أولاد الله" (رومية 8/16) وحرية مجد أولاد الله (رومية 8/21) " واستعلان ابناء الله " (رومية 8/19) كلها بصيغة الجمع "أبناء الله" منهم الأبرار ومنهم الأشرار . وهكذا يؤكد أن عبارة " المسيح ابن الله " هي من نوع " أبناء الله " وإذا كان لله (أبناء) وهم المؤمنون به فعيسى واحد من هؤلاء اأبناء ، بهذا المعنى ، ليس إلا . النصوص هنا تؤكد استخدام (ابن) و(ابناء) بالمعنى المجازي وليس بالمعنى الحرفي . وهناك فرق كبير جداً بين المعنيين !!
لأجلنا أجمعين :
يقول بولس : " الذي لم يشفق على ابنه بل بذله لأجلنا أجمعين " (رومية 8/32). نلاحظ هنا ما يلي :
1- نسب بولس إلى الله عدم الشفقة ، أي القسوة . والقسوة شكل من أشكال الظلم . وهذا لا يجوز في حق الله . فالله عادل رحيم .
2- صلب عيسى من أجل غيره ظلم لعيسى . والظلم ليس من صفات الله .
3- بولس يقول هنا إن صلب عيسى كان من أجل الناس أجمعين . ولكن هذا يناقض قوله إن الله قدم عيسة " من أجل اصفح عن الخطايا السالفة " (رومية 3/25) .
بولس يناقض نفسه : مرة يقول الصلب من أجل الخطايا السالفة (أي الخطايا التي قبل الصلب) ومرة يقول من أجلنا أجمعين !!! سبب التناقض هو أن بولس يكتب من رأسه ، لا بوحي من الله .
صار إلهاً :
يقول بولس: " ومنهم ( أي اليهود ) المسيح حسب الجسد الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد آمين " (رومية 9/5).
في (رومية 8/22) كان المسيح ابن الله (حسب بولس) وبعد عدة سطور ، صمار المسيح (إلهاً ) !!
كيف يكون عيسى الله وابن الله في الوقت ذاته ؟!! وكيف يموت الإله وكيف يلطمونه ويبصقون عليه ويلكمونه ويصلبونه كما تذكر الأناجيل ؟!!! ما هذا الإله الذي يهان ويدان ويصلب ويموت ويدفن ؟!!! كيف هذا ؟!!! إن العقل البشري لا يقبل هذه المتناقضات.
وهناك نقطة أخرى . لم يكن عيسى إلهاً إلى الأبد ، لأنه مات لمدة ثلاثة أيام (حسب الأناجيل) !! وهذا يناقض قول بولس ذاته .
طريق الخلاص :
يقول بولس: " إنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت " (رومية 10/9).
شروط الخلاص هنا هي الاعتراف بيسوع وأن الله أقامه من الأموات .
وهنا نلاحظ ما يلي :
1- قول بولس هنا يناقض قوله في (رومية 10/5) " إن الإنسان الذي يفعلها سيحيا بها " هنا الخلاص ، وليس كقول بولس السابق .
2- قوله يناقض قولاً آخراً " لأن كل مت يدعو باسم الرب يخلص " (رومية 10/13) هنا الخلاص بالدعاء باسم عيسى فقط .
3- ما قيمة إيمان بلا عمل ؟!! المهم هو الأعمال الصالحة وليس الكلام بالفم .
4- حسب بولس ، طريق الخلاص سهل . اقترف جميع المعاصي وما عليك إلا أن تؤمن بعيسى وأنه قام من الأموات وإذاً أنت خالص !! طريق سهل جداً للخلاص لا يحتاج جهداً ولا عناء .
5- إذا كان هذا هو طريق الخلاص ، فلماذا صلب عيسى ؟! لا نرى لصلبه أثراً في طريق الخلاص .
6- إن هذا الطريق للخلاص يشجع على اقتراف الجرائم والمعاصي إذ ما على العاصي إلا أن يذكر جملة واحدة فإذا هو من الخالصين !!!
7- قول بولس يناقض قولاً آخر له " الذين يعملون بالناموس هم يبررون " (رومية 2/13) هنا الخلاص بالأعمال. وهناك بالاعتراف. وهنالك بالدعاء باسم عيسى.
وهكذا نرى أن طريق الخلاص غامض ليهم: مرة إنك خلصت لأن عيسى افتداك، ومرة عليك أن تؤمن بعيسى لتخلص، ومرة الخلاص بالعمل، ومرة الخلاص بالدعاء باسم عيسى فقط، ومرة الخلاص بالنعمة، ومرة بالرحمة.
الله أم الرب :
يقول بولس: "عابدين الرب" (رومية 12/11) ، أي المعبودة عنده هنا (الرب) ثم يقول " لكي تمجدوا الله أبا ربنا يسوع المسيح " (رومية 15/6) الرب في النص الثاني هو عيسى. إذا حسب بولس العبادة والتمجيد لله. فكيف تكون العبادة للابن والتمجيد لأبيه ؟! الأب أولى بالعبادة ( من ابنه !!) أم يقصد في (الرب) الأولى (الله) وفي (الرب) الثانية (عيسى) ؟! إذا كانت كلمة الرب في رسائله لها معنيان ، فهذه كارثة من الكوارث . كيف تكون رسائله مفهومة إذا كانت كلمة الرب لها معنيان: مرة (عيسى) ومرة (الله)؟!!!
لقد وصف بولس الذين يعبدون المخلوق دون الخالق بالنجاسة (رومية 1/25) فكيف يقول هنا "عابدين الرب أي عيسى" ؟!! تناقض وفوضي في استخدام الكلمات. فكيف يستخدم بولس كلمة (الرب) لتعني (الله) مرة وتعني (عيسى) مرة ؟!!!