تاريخ المسيحية وعصمة الكتاب المقدس
نعالج هنا بنظرة دقيقه وفاحصه أصول الكتاب المقدس، لنرى مدى صحة ما فيه
من نصوص، ونظره أهل الدين المسيحي له.
أولا:حديث
الكتاب المقدس عن نفسه
في الإسلام نجد أن القرآن الكريم تحدث عن نفسه كثيراٌ واخبرنا بمدى
أهميه وعظمه هذا الكتاب وقد ذكر لفظ القرآن في أكثر من 50 آية نذكر منها قول الله
تعالى (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاٌ
متصدعا من خشيه الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون) الحشر:
21
(
الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ
خَبِيرٍ [هود : 1]، كما
أنه (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ
وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت :
42]
لَوْ أَنزَلْنَا
هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ
خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ
يَتَفَكَّرُونَ [الحشر : 21]
أما في الكتاب المقدس فهناك شيء غريب جدا .. ألا وهو ... لا توجد كلمة
( الكتاب المقدس
) في العهدين القديم والحديث وإنما نجد فيه
كلمات (الأنبياء -المزامير-المخطوطات -الكتب -العهد
الجديد-العهد العتيق ) لكن كلمة الكتاب المقدس كلفظه ومصطلح غير موجودة
أبدا, وهذا الكلام يبين لنا مدى خطأ هذه الديانة ومدى التحريف الذي وصل إليه
الإنجيل لان الله سبحانه وتعالى لا يترك للناس العبث أو أن يقترحوا أو يعدلوا من
اسم الكتاب المفترض انه البشارة والوحي المرسل من عند الله، وهذا يوضح لنا الوهم
الذين يعيشون فيه عامة المسبحين وحتى رجال الدين منهم الباباوات والكهان والقساوسة
ز
وإذا
دققت نظرك في معتنقي هذه الديانة وخاصة رجال الدين منهم الذين درسوا اللاهوت لوجدت
أن أكثر من 90% منهم بعد دراسته يصلون إلى مرحله الإلحاد، وهذا ليس كلامنا نحن
بل كلام المسبحين أنفسهم وإذا بحثنا في سبب الحاد هؤلاء نجد أن دراسة الكتاب المقدس
دراسة منطقيه توصل إلى إما الإلحاد أو اعتناق ديانة أخرى .
ولذلك سوف نقوم بدراسة هذا الكتاب من حيث (المخطوطات - والترجمات - والأصول - وكتابات
الآباء........الخ) وسوف نصل سوياٌ فى نهاية هذه الدراسة إلى مرحله الاندهاش
والذهول حينما نكتشف انه لا يوجد شي اسمه الكتاب
المقدس ونندهش أكثر حينما نجد أن الملايين من البشر يتبعون شيئا لا وجود
ولا اصل له ثابت.
ولنعرف .. فلنبدأ بهذا السؤال ما هو الكتاب
المقدس ؟أو هل الكتاب المقدس كتاب ثابت ومعلن لجميع الطوائف المسيحية والمنحرفة
منها ولا يختلفون فيه ولا يتناقضون فيه ولا يتحاربون من اجله؟ للإجابه على
هذا السؤال لابد أن نرى موقف الكنائس في جميع أنحاء العالم من هذا
الكتاب
ثانياٌ:موقف الكنائس من الكتاب المقدس
أولا:الكنيسة المصرية من بداية الفتح
الإسلامي لمصر حتى هذه اللحظة وبعد مرور مئات السنين لا يوجد للكنيسة المصرية
ترجمه للكتاب المقدس رغم عظم هذه الكنيسة وتاريخها العريق ويبرر رئيس الكنيسة
المصرية البابا شنودة هذا الأمر بأنه لا توجد أموال كافيه للصرف على تكاليف
الترجمة!!! رغم ما تحصل عليه هذه الكنيسة من أموال ومساعدات ، وقد ذكر المستشار
طارق البشري وهو احد أهم رجال السياسة في مصر أن الكنيسة المصرية تحصل على مليار
دولار سنويا من الخارج ، وهذا أيضا ما اقره الأنبا موسى أسقف الشباب، فكيف تحصل على
مليار دولار سنويا ولا تستطيع ترجمه الكتاب المقدس؟؟ ويبرر البابا شنودة تبرير آخر
بعدم ترجمه الكتاب المقدس ( وهذا الكلام مسجل وموثق ) بأنه جميع التراجم للكتاب
المقدس انتقدت مثل ترجمه البروتستانت والكاثوليك وهو لا يريد أن ينتقد احد الكنيسة
المصرية ولذلك هو لا يريد أن يترجمه!!! وهذا الكلام أن دل على شيء فهو يدل على عدم
احترام كلام الله والاستهتار بكتابهم المسمى مقدسا ويدل أيضا على المشكلة الأزلية
المدهشة فعلا بأن لابد أن تكون لكل كنيسة كتاب مقدس خاص بها بمعنى انه لا يوجد كتاب
مقدس واحد يتفق عليه جميع الطوائف المسيحية .
ثانياٌ:كنائس الطوائف الأخرى نجد أن الكنيسة
الكاثوليكية تعتمد كتاب مقدس ، والكنيسة البروتستانتية تحذف سبع أسفار كاملة من
الكتاب المقدس، والكنيسة اليونانية الأرثوذكسيه لها كتاب مقدس يختلف عن الكنيستين
(البروتستانت لديهم 66 سفر ) (الكاثوليك
تضيف سبعه أسفار تصبح73) ( الكنيسة الأرثوذوكسيه
تضيف 4 +73=77)
فى هذا الموقع نجد الآتي
http://www.bible.ca/b-canon-orthodox-catholic-christian-bible-books.htm
وهو الكتاب
christian's
bible فى أسفل الصفحة نجد
جدول مقسم إلى ثلاث أقسام ، أول قسم نجد فيه كلمه
المقدس للبروتستانت
وهو الكتاب المقدس فى الكنيسة الكاثوليكيةroman catholic bible ، في
القسم2
وهو الكتاب المقدس للكنيسة الكاثوليكية Greek orthodox bible في القسم الثالث نجد
كلمه
إذا نظرنا إلى معطيات الجدول نجد الآتي :
(1Esdras-tobi-judith..............................) نجد هذه
الأسفار
ونجد تحت كل كنيسة إما علامة صح أو علامة خطأ أمام كل سفر من الأسفار ،
علامة صح تعني أن هذه الكنيسة تعترف بهذا السفر وعلامة خطأ تعني أن هذه الكنيسة لا
تعترف بهذا السفر وانه غير موجود في كتابها ، ونجد أن الكنيسة البروتستنتينيه حذفت
سبع أسفار ، وبالعكس الكنيسيتن الكاثوليك والأرثوذكس تعترف بهم ، هذا التغير
الخارجي ، أما الداخلي نجد أن في الأسفار المشتركة بين هذه الكنائس توجد بعض
الأعداد في أسفار كنيسة ولا توجد هذه الأعداد في نفس الأسفار في كنيسة أخرى ، ونجد
مقاطع كاملة محذوفة من بعض الأسفار في كنيسة البروتستانت ولكنها توجد في كنيسة
الأرثوذكس، كما حذف 12 عدد من نهاية انجيل مرقص ومضاف مقطع آخر ، وهذا الكلام ليس
كلامنا نحن بل كلام المراجع والمصادر المسيحية والأصول وكلام آباء الكنائس .....هذا
الكلام ردا كافيا على كل من يقول لماذا المسلمون يتهمون الكتاب المقدس انه
محرف.
--------------------------------------------------
الكنيسة
الأثيوبيه الارثوذكسيه: هذا الموقع يبين لنا
الاختلافات بين الكنيسة الأثيوبيه الارثوذكسيه والكنيسة الكاثوليكية
الكنيسة الأثيوبيه تعتمد أسفار لا توجد في أي كنائس ونجد جدول مقسم إلى
قسمين يوضح عدد الأسفار الموجودة في الكنيستين
نجد أن الكنيسة الكاثوليكية تعتمد في العهد القديم 46 سفراٌ والكنيسة
الأثيوبيه تعتمد أيضا في العهد القديم فقط 52 سفراٌ بأضافه 6 أسفار عن الكنيسة
الكاثوليكية !!!
(sinodos-7part of clement-book of covanant-didascalia)كما تضيف هذه الأسفار
إلى العهد الجديد
-----------------------------------------
الكنيسة
الأرمانيه: نجد أن الكنسية الأرمانيه أوجدت شيء جديد عن باقي الكنائس وهو سفر يسمى
رسالة بولس الثالثة، ونحن نعرف أنهم اثنان فقط ! ....أخيرا نجد أن كل كنيسة تنفرد
بكتاب خاص بها وأسفار خاصة بها تختلف عن باقي الكنائس!!!
والغريب أيضا أننا نجد أن هذا الانقسام ليس في الكنائس فقط ولكن نجد أن
الكنسية نفسها منقسمة على نفسها !!! مثل الكنيسة اليوناينه الارثوذكسيه في كنيستها
السيلفانيه الارثوذكسيه تضيف رسالة اسمها رسالة اذرس الثانية وبعض الكنائس تضيف سفر
مكابين الرابع!!!
التراجم
تعريف
الترجمة السبعينية:قبل بدأ الحديث عن التراجم لابد أن نعرف الترجمة السبيعنيه لأنها من أهم
التراجم التي تعتمد عليها التراجم ، والترجمة السبعينية هي ترجمه العهد القديم
المعروف عندنا باسم التوراة الى اللغة اليونانية فى القرن الثالث قبل الميلاد فى
عهد بطليموس الثاني ، وسميت سبعينية لان اشترك في هذا العمل سبعين حاخام من حاخامات
اليهود
وترجمت للغة اليونانية لأن اللغة اليونانية كانت منتشرة بين اليهود ،
ولكي تسهل دراسة العهد القديم تم ترجمته للغة اليونانية لأن اللغة العبرية كانت في
اضمحلال
ومن ضمن الخرافات التي ذكرت فى هذا الأمر انه يقال ان من قام بهذه
الترجمة ( قاموا بها عن طريق وحي الهي ) ، بل والبعض عدهم من الأنبياء !! وأهميه
هذه الترجمة ترجع الى ان كتبته العهد القديم متى
ومرقص ولوقا ويوحنا استعانوا بهذه الترجمه ولم يرجعوا للأصل العبري واخذوا النبوات
المتحققه فى شخصيه يسوع منها رغم أنها تختلف عن الأصل العبري ، وأكبر
دليل على هذا الاقتباس ما نراه فى انجيل متى فى حديثه عن نبوه يسوع (ولكن يعطيكم السيد نفسه آيه:هاالعذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو
((عمانوئيل)) في اشيعا17:14
(BBE) For this cause the Lord himself will give you a sign; a young
woman is now with child, and she will give birth to a son, and she will give him
the name Immanuel.
(ASV) Therefore the Lord himself will give you a sign: behold, a virgin
shall conceive, and bear a son, and shall call his name
Immanuel.
والمشكلة التي وقع فيها كاتب هذا الإنجيل ووقع فيها العالم من بعده انه
اخذ ترجمه هذا النص من الترجمة اليونانية ، لان في النسخة العبرية لا توجد كلمه
عذراء إنما وجدت كلمة فتاه صغيره ( وتنطق
بالعبري باتولا ) ولكن الترجمة اليونانية ترجمتها على كلمه عذراء ....وقد اعترض على
هذه الترجمة الخاطئة كثير من أهل الدين اليهودي منذ قديم الازل .
تعريف
ترجمه الفاجليت: وهي ترجمه العهد القديم والعهد الجديد الى اللغة اللاتينة فى أواخر
القرن الرابع عن طريق القديس جيروم ( راجع باب مقدمة جيروم التي يتهم فيها اليهود بالتحريف )
.
ترجمه
البيشيتا: أو البسيطة التى تعتمد عليها الكنائس السريانية ، ومحذوف من هذه الترجمة
فى العهد الجديد (رسالة بطرس الثانية-رسالة يوحنا
الثالثة -يهوذا-رؤيا يوحنا) وللعلم ان هذه الرسائل قد اختلف عليها كثير من
الكهان والباباوات على إضافتها أم حذفها!!رغم أنها تحتوي على نصوص مهمة جدا تتعلق
بالوحي وبأصل الدين المسيحي .
ترجمه
مارتن لوثر : قام بترجمة الكتاب المقدس الى اللغة الألمانية ، وهي تعتبر من أوائل
الترجمات فى أوروبا ، ثم وضع أربع رسائل وهم ( رسالة يهوذا - ورسالة العبرانيين
الذي قال فيها انه لا يعلم من الذي كتبها وليس فيها صبغه رسائل بولس ال13 الأخرى -
ورسالة يعقوب التي قال أنها لا تصلح إلا كالتبن للحمير وهي تناقض رسالة روميه -
وأيضا رؤيا يوحنا التي قال انه لا يرى فيها صبغه نبوئيه وقد وضعهم في نهاية الكتاب
لأنهم اقل قانونيه واقل أهميه من باقي الكتاب!!!
)
نجد بعض التراجم للكتاب المقدس وهي التراجم القبطية وتسمى البحيرية ،
والترجمة الصعيدية ، وتضيف هذه التراجم رسالتين فى العهد الجديد وهما رسالة كليمينت
الأولى ورسالة كليمينت الثانية وهما غير موجودين أساسا من ضمن الكتاب المقدس
!
والتراجم هي اساس الاختلاف بين الكنائس لان كل كنيسة تعتمد على ترجمه
غير التي تعتمد عليها الكنائس الأخرى ، مثل الكنيسة اليونانية التى تلقت ترجمه
العهد القديم الذي هو عند اليهود والعهد القديم الذي عند اليهود غير موجود فيه
الأسفار السبعة التي وجدت فى الترجمة السبعينية التى تعترف بها بعض الكنائس الأخرى
... وتعتمد الكنائس الكاثوليكية على مجمع
ترينت الذي عقد فى القرن السادس عشر وقام بتصفية الترجمة السبعينية
واختصرها ، لذلك لا نجد أن كل ما ورد فى الترجمة السبعينية تعترف به الكنيسة
الكاثوليكية ، وقد رفضت الكنيسة الكاثوليكية بعض مقاطع وردت فى الترجمة السبعينية
مثل (رسالة ايزدرس الأولى وصلاه منسا ) ، وتوجد ترجمه ثالثه يعتمد عليها وهي ترجمه
الفالجيت وقد اعترفت بأسفار أبوكريفا.
وأخيرا لابد أن نلاحظ أن العهد القديم يعتمد على أكثر من اصل
:
أولا: الأصل الموجد عند اليهود ...
ثانيا اصل الترجمة السبعينية التي تعترف بالأسفار السبعة وهذا الرابط
يوضح الاختلاف بين الأصول التي ذكرناها
(Hebrew
bible-Greek septuagint-latin vulgate-king jemes version)نجد جدول به هذه
الاقسام وهي :
أولا: في القسم الأول العهد القديم العبري بمعنى العهد القديم الذي هو عند
اليهود ...
ثانيا: القسم الثاني الترجمة السبعينية
ثالثا: فى القسم الثالث ترجمه الفالجيت للقديس جيروم ، وهي تمت فى أواخر القرن
الرابع ، وهي من اهم الترجمات التاريخية وتعتمد عليها الكنائس الكاثوليكية
....
رابعا: فى اخر قسم ترجمه الكنائس البروتستانتية .
إذا نظرنا الى هذه الترجمات وما تحتويها من أسفار نلاحظ الاختلاف المدهش
بين كل ترجمه والاخرى ، وعدد الاسفار الموجود فى احدى الترجمات وغير موجودة فى
الأخرى ، ونلاحظ ان القسم الرابع وهو ترجمه البروتستانت تتفق مع القسم الاول وهو
العهد القديم الذي عند اليهود ولكنها تزيد عليه أسفار أخرى ....وبهذا نجد أكثر من
اصل للعهد القديم وليس هذه الأصول فقط ، ولكن هناك أيضا أصول أخرى للعهد القديم
مثل الترجمة السامرية عند السامريين ويوجد عندهم الأسفار الخمس الأولى وسفر القضاة
، ونجد ترجمه اكيلا ، وسيماخوث سايدوسيوم ونجد اختلافات رهيبة بين كل هذه الترجمات
وقد فقدت هذه الترجمات معظمها ولم يصل لنا سوى بعض المزامير .
سؤال:هل
الكتاب المقدس الذي بين أيدينا موجود منذ القرون الأولى ومتعارف عليه بهذه الصورة
منذ 2000 سنه؟؟
وهل رجال
الدين المسيحي القدماء كانوا يؤمنون بهذه الأسفار التي نراها الآن؟
أم أن
الكتاب المقدس تم جمعه فى زمن من أزمنة المجامع عن طريق احد
الأشخاص؟
رجال الديني المسيحي القدماء مثل إريناوس او اورجن الذي يدرس اللاهوت وهو فى عمر18عام وبعد ذلك قام بتدريسه هل كانوا
يؤمنون بهذه الأسفار التي بين أيدينا ؟ وهل عندهم نفس التصور عن الدين المسيحي الذي
يؤمن به أهل هذا العصر؟
نجد
شيئا
مهما جدا وملفتا فى اصل هذا الكتاب وهو ان المسيح لم يترك كتب باعترافهم ولم يشر ان
هناك كتب سوف تكتب من بعده ولم يقل ان شخص يدعى بطرس أو مرقص أو يوحنا سوف يأتي
ويكتب كتب ورسائل من وحي الله بل ان كل كلامه كان على العهد القديم وقصص الأمم
السابقة والأنبياء
السؤال هو : ماهية الكتاب المقدس
فكل كنيسة مسيحية لها ما هياتها الخاصة بها
،
وبالتالى أيضا لها كتبها الخاصة
بها.
وسنتكلم عن أصول العهد الجديد وبشهادات أباء الكنائس ذاتهم ،
فكما بينا أعلاه فيما يعرف بالأسفار
(الأبوكريفا) وقلنا أنه يوجد سبعة أسفار أبوكريفا والتي حذفها
البروتستانت ....وأيضا كتابات أخرى تم حذفها !!
إذن الأمر لم يكن مقتصرا على السبعة أسفار الأبوكريفا
فقط
.وهكذا نرى الاختلافات الجوهرية بين الترجمة السبعينية والأصل العبري.
ويوجد هناك ترجمة تسمى ( ترجمة
القديروم )
فى القرن الخامس ومترجم فيه العهد القديم
والعهد الجديد...من الأصول إلى اللغة اللاتينية .
إذن المشكلة الراجعة لاختلافات الكتاب المقدس إنما هى راجعة إلى اختلاف
الأصول التي تمت من خلالها الترجمة
.
فمثلا البروتستانت اعتمدوا على الأصل العبري لذلك لم يجدوا الأسفار السبعة
الابوكريفية لان اليهود ليست
عندهم هذه الأسفار أمثال سفر يهوذا وسفر طوبيا ...الخ.
أما والأرثوذوكسية أوجبت هذه الأسفار الابوكريفيا وغيرها من الكتب
،
أما الكاثوليك لم يلتزموا بالترجمة السبعينية
والفالجيت ....وإنما التزموا بقرارات المجمع
فى القرن السادس عشر التي اهتمت بالكتب
المعهودة الآن وغيرها من الكتب، ومن هنا نرجع مرة اخرى الى نفس النتيجة آلا
وهى اختلافات الكتاب ترجع الى اختلافات
الأصول التى تمت بها الترجمة .
سنبدأ بطرح شهادات الآباء
...(تاريخية الكتاب
المقدس ..) سنبدأ بطرح سؤال هل الكتاب المقدس هذا موجود فى القرن الثاني ؟؟!هل هذه الشهادات
التى يستشهد بها للدلالة على أصالة الكتاب المقدس
وإيمانهم بلاهوت المسيح
صحيحة ومعترف بها ؟! ... هل هم شخصيا هؤلاء الآباء مقتنعين حقا
بكتابهم المقدس أم كان لهم رأى آخر ؟؟؟...!!!! هذا ما سنعرفه الآن ...
سنركز فى حديثنا اليوم من كتاب تاريخ الكنيسة ...ليسبليوس
القيصرى
وهو من
إصدار مكتبة المحبة وترجمة القس
مرقص
داود ...
من هو ليسبليوس
القيصري
هذا
؟؟!!
لقد كان يكتب ما يحدث فى مجمع نيقية الذي تم
عقده عام 325 بأمر من الإمبراطور قسطنطين ويقول عنة
الأنبا ايريبيوس
انة كان اعلم من فى هذا المجمع
وله
الكثير
من التعليقات على المزامير وغيرها ...
فى هذا الكتاب فى صفحة 71يقول (اذن فقد
بدأت
أسفار العهد
الجديد باعتبارها رسائل خاصة بكل كنيسة ، ثم تنقلتها
الكنائس فيما بينها فكونت منها مجموعات غير كاملة وذلك قبل
ان تتجمع
فى
النهاية لدى كل كنيسة كمجموعة كاملة لمجموعة الأسفار الغير
معترف بها اذ
ان الوضع
النهائى استغرق
زمنا طويلا للوصول إليه حتى
أنه لم يتم
إلا
فى
أواخر القرن
السادس الميلادي )
وحيث
انه قال إن أسفار العهد الجديد كانت عبارة عن رسائل وأنها تناولتها الكنائس
فيما بينها إذن رجعنا لنفس النقطة الأولى ...ونستطيع هنا
ان نلمح لمحة تاريخية لنقول أن المسيح عندما رفع
لم يترك كتبا حسب المفهوم المسيحي ولم يترك
أناجيل ولم يذكر أن سوف يكون
له كتب من بعدة على أيدي كتبة لتصبح موحى
له بها ولم يبشر بذلك
إطلاقا...!!
ومن هذا نخرج بنتيجة واحدة آلا وهى أن الكتاب المقدس هو
كتاب بشرى ولا يفوتنا أن نذكر إن الكتابات
بدأت فى شكل سرد لأفعال المسيح للتأريخ وتذكير الناس به، ثم تطور
الأمر لتصبح صلوات فى الكنائس وكتب موحى بها ..!!عجيب
أمرهم
فعلا
..!!!
نبدأ من كتاب تاريخ الكنيسة
ص96
الكتاب الثاني :
الفصل الثاني
والثالث يقول
(ان رسالة
بطرس الأولى معترف
بصحتها وقد استخدمها الشيوخ الأوائل
فى
كتاباتهم كسفر لا يقبل النزاع على أننا علمنا
ان
رسالاتة
الموجودة الآن بين
أيدنا ليست
ضمن الأسفار
القانونية ولكنها مع ذلك
أتضح
منافعها للآخرين
فاستخدمت مع باقي
الأسفار
)
إذن من هذا الكلام نعرف أن رسالة بطرس الثانية
كانت غير معترف بها وغير معدة بين الأسفار القانونية ولكن ما
إن أتضح منافع لها للآخرين أعدت بين الأسفار وهناك شهادة
أخرى ..
فى الفقرة الرابعة تقول .. الأسفار التى تحمل اسم بطرس
..
الذي
أعرفة أن رسالة واحدة فقط لبطرس هى المعترف بها من قبل
الشيوخ الأقدمون ومن هنا نفهم
أن رسالته الأولى فقط معترف بها أما الثانية والثالثة
فلا وبالرغم من هذا نجد الرسائل الثلاث موجودين فى الكتاب
المقدس
..!!
ومن سياق الكلام نعرف ان الكتاب المقدس لم
يكن لة
ماهية حتى لدى الآباء الأوائل أنفسهم كما هى موجودة الآن .
اكلايمندس فى الفصل السادس من
الكتاب الثاني يقول انه بين أيدينا كتاب عن رسالة اكلايمندس معترف بصحتها وهى
طويلة جدا وهنا شهادة انها قانونية
فى هذا الوقت ..ونجد ان مخطوطة
الإسكندرية
بالإضافة إلى أنها تحتوى على
الأسفار تحتوى أيضا الى رسالة اكلايمندس
الأولى والثانية غير موجودين فى الكتاب المقدس
فهناك التراجم القبطية والبحيرية والصعيدية
أيضا يحتوون على الرسالتين
وهنا
يجب ان نسال هل كانوا معترف بهم فى هذا الوقت ثم تم
حذفها بعد ذلك؟؟
فى الفصل الرابع والعشرين عن لسان اكلايمندس نقطة 17فيقول عن كتابات يوحنا ( ان
لة
رسالتين الأخريتين
متنازع عليهم إلا
أنهم
موجودين فى
الكتاب المقدس !!
أما عن سفر الرؤيا فان آراء بعض الناس منقسمة وغير مقبول بها لدى
الكثيرين
.....
فى الكتاب الثالث فصل 25 النقطة الثالثة (أما
الأسفار
المتنازع عليها المعترف بها لدى الكثيرين بالرغم من هذا فان بين أيدينا
الآن
الرسالة التي تسمى
رسالة يعقوب ويهوذا وبطرس الثانية ويوحنا الثانية والثالثة وغيرها من الأسفار
المتنازع عليها والمشكوك فى
صحتها ...)
اذن كيف يكون هناك تنازع والمفروض ان الامر محسوم لكونها رسائل
موحى بها
ننتقل آلان لرسالة ايريدواس
من
الكتاب الخامس الفصل الثامن التى ذكر فيها رسالة
يوحنا الأولى وبطرس الأولى ، وكان يؤمن بكتاب
أسمة الراعي
لهيرماس ، وأهمية هذا الكتاب اكتشفت
بعد اكتشاف المخطوطة الثنائية وهى من أعظم مخطوطات الكتاب
المقدس فى عهدية الجديد والقديم ؟علما بان هذة المخطوطة تحتوى على
كتاب الراعي لهيرماس ورسالة برنابا .
فى ص 72 (لقد
كتب القديس ايليتنئس...بين
180 _182اقر بوجود رسائل بطرس ويوحنا الأولى
والثانية والثالثة واعترف بسفر الرؤيا وكتاب الراعى
والذي لا يوجد
الآن ضمن
أسفار العهد
الجديد )
الكتاب السادس فصل 14 نكمل مع اكلايمندس فيقول (فى كتاب
اسمه
وصف المناظر
....وصف
وتكلم بشكل موجز عن الأسفار
القانونية دون حذف الأسفار
المتنازع عليها وهذا دليل آخر أنة كان
يعترف أيضا
بالكتب أو
الأسفار
المتنازع عليها .
فى فصل
20 من الكتاب السادس تكلم عن
البدعة الفيرجية ...فرفض
رسالة للعبرانيين
وأيضا
في العصر
الحديث أمثال
مارتن لوثر
قال انها اقل
قانونيه وحتى أنة لا
يعرف من كتبها
...!!!واختلفوا فيما
بينهم فى
ذلك ...!!!!
نأتي لشهادة اورجن ...فى الكتاب السادس فصل 25 وقبل أن نستطرد
فى ما قاله نلمح عنة لمحة شخصية فقد كان اورجن مدير مدرسة اللاهوت فى سن 18 سنة وكان
علامة لة أعمال ومؤلفات يقـــــــال أنة لا يقدر
أن يقوم بها احد غيرة .....يقول اورجن ..(ترك
بطرس رسالة واحدة معترف بها ولعلة ترك رسالة ثانية ولكن هذا امر
مشكوك فية ...) وقال عن يوحنا أنة ترك رسالة قصيرة
جدا وربما ترك ثانية وثالثة ولكن هذا أمر مشكوك فيه وغير معترف
بة من قبل الجميع ....
من هنا لا أستطيع إلا أن أتعجب من كون
أنهم كيف يكونوا غير متأكدين من كتبة هذه الكتب ومن المصادر والأصول التي أوتيت بها هذه الكتب وكيف
أنهم يؤمنون بها ؟؟ّ!!!!
شهادة أخرى عن سفر يوحنا .. فهم إلى الآن لا يعرفون من يوحنا
المقصود هنا هل هو القديس يوحنا أم
التلميذ
يوحنا ....
وهنا السؤال يطرح ذاته إذا كانت هذه الأسفار موحى بها ومن الله لما التنازع فيما بينهم على
كتابــها ..؟؟؟؟
سنطرح لكم رابط لموقع موضح
فيه قوائم من أسماء الكتبة وما
يقرونه من الأسفار وما يرفضونه لنلحظ مدى الاختلافات الكثيرة فيما بينهم وأنه لا يوجد اتفاق موحد
على كينونة هذه الأسفار وكتباتها ومحتواها
..
سنجد عندما نفتح هذا الموقع
أعمدة
توضح الكتبة وتحته ما يقرونة ، أما ما كتب بلون الأحمر
فهذا
ما يرفضونة ...وسنرى أن مجمع نقيه
فى القرن الرابع اى بعد 300سنة من رفع
المسيح قد اقر بعض الأسفار وألزمت الناس بها ، أي أن من لا يؤمن بها
تنتفي مسيحيتة ..والى آخرة ولكن قبل مجمع نقيه كان الأمر غير ذلك تماما ، فقد كانت
تعبث الاختلافات بينهم واستشرت بهم المتناقضات إلى حد الإنكار ...فى بعض الأحيان ...ومن هنا
سنتأكد أن قضية الكتاب المقدس لم تتبلور إلا بعد رفع المسيح ب
300 سنة الى 350 سنة اى ان الكتاب لم يكن موجودة بهيئتة هذه في السابق
أو القرون الأولى
وسنختم هنا
باهم شهادة آلا وهى شهادة هيلبوتس فيقول فى ص 75 ( انة كان
معاصر رجل من رجال الكنيسة اسمو
هيلوبتس
الذى قبل
فقط 22 سفر من العهد الجديد اذا لم
يعرف
من
كتبها ولم يقبل منة رسالة يوحنا الأولى
والثانية وبطرس
الأولى
إلا
أنة اقر
ببعض الكتابات الأخرى كان
يعتبرها البعض قانونيا فى
ذلك الوقت
ولكنة لم يقر برسالة للعبرانيين
ويهوذا
ويعقوب ويوحنا الثالثة وبطرس
الثانية )
فى ص 73 ينقل أن
الكنيسة فى
ديلون
بفرنسا وشمال أفريقيا وروما
بايطاليا لم يكونوا
على اتفاق فيما
بينهم على الرسائل
..
ولا
يفوتنا ذكر
أن
الكنيسة السريانية ولها ترجمة البيسيتا كانت
ترفض أيضا رسائل
يهوذا ويعقوب وبطرس الثانية ويوحنا الثالثة ومن هنا نقول أنة حتى
التراجم لم تكن على اتفاق فيما بينها
.
ويقول فى الكتاب أيضا جملة استوقفتني لأفكر بها مليا
(ظلت قانونية
باقي
الأسفار تنتظر
حكم الكنيسة العام..)
ووصلت
لنهاية واحدة أن
الكتاب كتب بيد بشرية وأقرة بشر
ووصل لنا بيد بشرية
إذن فهو
منتج بشرى مئة
بالمئة
...
خرافة الأصل اليوناني
مما سبق: تطرقنا لماهية الكتاب المقدس و اتفقنا أنه لا يوجد ماهية محددة
للكتاب المقدس لاختلاف الأصول التي يعول عليها في الترجمات فاختلف في الترجمات لكل
كنيسة و أصبح لكل كنيسة كتابها المحدد لها ، كما تطرقنا لأصول العهد القديم وعرفنا
أنه لا يوجد أصل واحد للعهد القديم بل عدة أصول فهناك الأصل العبري اليهودي و هناك
أصل للترجمة السبعينية و هناك أصل لترجمة الفالجيت و هناك أصول أخري مثل ترجمة
أكيلا و مناخوس و التي كانت فيما يعرف
بالتابليت أوريجين و شرحنا عن الأوريجين
كما تحدثنا عن أباء
الكنيسة و شهادات أباء الكنيسة فيما يخص الكتاب المقدس, نزاعاتهم و قبولهم و رفضهم
لكثير من أسفار العهد الجديد الموجودة الآن ، كما تحدثنا عن الأسفار المتنازع عليها
في العهد الجديد و من أشهرها رسالة بطرس الثانية و رسالة يهوذا و يعقوب و رؤيا
يوحنا و الرسالة إلى العبرانيين ، و كانت مراجعنا مراجع تاريخية معتمدة ككتاب تاريخ الكنيسة و كتابات دار مجلة مرقص و كتابات الرهبان و
الباحثين و لهذه الشهادات وجاهتها لأن أصالة نصوص الكتاب المقدس تحددها
ثلاثة معايير:
أولا : المخطوطات
ثانيا: الترجمات القديمة كالتراجم السريانية و
القبطية
ثالثا: اقتباسات أباء الكنيسة ، حتى أن النصارى يزعمون أن
الكتاب المقدس يمكن إعادة كتابته من خلال الاقتباس من آباء الكنيسة و بالتالي
اقتبسنا من كتابات آباء الكنيسة بدورنا و عرفنا أن حتى القرن الرابع لم يكن هناك
كتاب مقدس بل كان هناك مجموعة من الأسفار البعض رفضها و البعض قبلها
و من
الجدير بالذكر أن الحكم على قانونية الأسفار خضع لمدى انتشارها و ما تحظاه من قبول,
فالسفر ذو الانتشار هو في الغالب السفر القانوني و بالتالي فالقضية ليست قضية وحي
بل قضية قبول و إحساس نفسي و تقبل عاطفي, حتى أننا لا نعرف ما هي الشروط التي
وضعت للحكم على قانونية أسفار المقدس و المسيح عليه السلام لم يبشر بكتاب أو
بقانونية أسفار معينة دون غيرها ما يضعنا أمام عمل قائم على التحزبية و خاضع
للأهواء البشرية
الأصل
اليوناني عبارة عن خرااافة ...
غالبا ما تتردد جملة
الأصل اليوناني عند السؤال عن نصوص الكتاب المقدس و لكن عند البحث يتضح أن الاعتقاد بوجود
ما يسمى بالأصل اليوناني ما هو إلا وهم, إذ أن الواقع يقول أن ترجمات الكتاب المقدس
لا تعتمد على أصل يوناني واحد يستطيع المترجم الاعتماد و الرجوع إليه دون غيره
أثناء عملية الترجمة, بل على العكس تعتمد على عدد من النصوص اليونانية ما يوضح
أن وجود أصل يوناني ثابت ما هو إلا خرافة.
و للوقوف على هذه
المسألة يجب أولا أن نتفهم قضية ما يعرف بالنص المستلم ماهيته و علاقته بالترجمات و
تاريخيته.
الكتاب المقدس حتى
القرن السادس عشر لم يكن منتشرا و بيعه لم يكن مطروحا حتى قامت ثورة الإصلاح أو ما
يعرف بالنهضة منادية بترك التقليد و التراكمات التاريخية و المعتقدات المسلم بها و
الرجوع للأصول, و ظهر رجل يدعى اراسموس
Erasmus و هو قسيس هولندي
كاثوليكي عالم باللغة اليونانية , خرج
علينا بنص يوناني مستقى من المخطوطات اليونانية و كان أول نص يوناني ينشر و كانت الطبعة الأولى منه سنة 1516 و استمرت طباعته
وتنقيحه حتى وصل في سنة 1530 إلى الطبعة الخامسة , هذا
النص هو ما يعرف بالنص المستلم و هو عبارة عن العهد الجديد بأصوله اليونانية
اعتمد اراسموس فيه على مخطوطات أقدمها راجع للقرن العاشر..
في القرن السابع عشر
ظهر ما يعرف بنسخة الملك جيمس kjv و ظهرت بأمر من
الملك جيمس ملك إنجلترا و هي ترجمة عالمية و اعتمدت على النص المستلم و أصبحت
النسخة المعتمدة Authorized
Version حتى القرن التاسع عشر و بدأ ما يعرف بثورة اكتشاف المخطوطات حيث ظهرت
العديد من المخطوطات التي لم تكن معروفة من قبل كالمخطوطة
السينائية و
المخطوطة الفاتيكانية و مخطوطة
الإسكندرية, فبدأ الباحثين في التعامل مع هذه المعطيات الجديدة و من أبرزهم
الطبيبين ويست كوت و
هورت
Westcott and
Hort الذين اعتمدوا على
هذه المخطوطات المكتشفة بصورة أكثر دقة على المخطوطة السينائية و المخطوطة
الفاتيكانية و بعض التراجم
القبطية القديمة و بعض التراجم السريانية في إنتاج أصل يوناني جديد, و كما ذكرنا من
قبل أن النص Text أو الأصل اليوناني
هو استخلاص العلماء أو الباحثين لنصوص تكتب باللغة اليونانية من المخطوطات للاعتماد
عليها في عمليات الترجمة اللاحقة , و كان نتيجة بحثهم ما يعرف بنص وست كوت و
هورت Westcott and Hort Text
.
و بذلك أصبح هناك أصليين يونانيين و هما الأصل أو النص
المستلم و نص وست كوت و هورت, و لكنهما مختلفين و متناقضين في مواضع كثيرة ما دفعهم لاستخلاص أو
كتبة نص جديد في محاولة للوصول لنص خالي من هذه التناقضات و الاختلافات ما
يوضح أن مصطلح اختلاف التراجم هو ليس اختلاف في طريقة و أسلوب ترجمة النصوص الأصلية
بل بالأحرى هو اختلاف بين الأصول التي يتم الاعتماد عليها في عملية
الترجمة.
و من هذه الاختلافات
عدم احتواء نص وست كوت على الإثنى عشر عدد الأخيرة من
إنجيل مرقص !!! نتيجة لعدم تواجد هذه الأعداد في كل من المخطوطة السينائية و الفاتيكانية التي اعتمد
عليهما في عملية استخلاص النص, حتى أن أحد رؤوس
الكنيسة الأرثوذكسية في مصر و هو الأب متى المسكين ذكر أنه
مرتاح
الضمير لعدم تفسيره هذه الآيات من إنجيل مرقص لأنه يرى أنها إضافة لاحقة و ليست من
أصل هذا الإنجيل و توقف عند العدد التاسع !! ما يعد تصريحا خطيرا, و من العجيب أيضا
أن يخرج علينا البابا شنودة في كتاب في سلسلة
اللاهوت المقارن, السلسلة السادسة و هي سلسلة النقد الكتابي, و يرد على الأب متى
المسكين و يسأله عن دوافعه لتجاهل هذه الآيات بالرغم مما تتعرض له من موضوعات دون أي إشارة
للمخطوطات أو النصوص!! , و ليس الأب متى المسكين هو الوحيد الذي تعرض لهذه المسألة
بل تعرض لها أيضا مجموعة اللاهوتيين المؤلفين لكتاب تفسير
الحديث و المنشور في دار الثقافة و ذكروا أن هذه الآيات مفقودة فعلا من أقدم
النسخ.
يوساديوس
القيصري في كتاب له بعنوان الرد على مارينو , الموسوعة الكاثوليكية تحت عنوان إنجيل مرقص Gosple of Markتحت عنوان
:
The context and
integrity of Gosple of Mark , أقر أن المخطوطات
التي كانت في عهده لم يرد فيها هذه الأعداد ، كذلك القديس جيروم jerome صاحب ترجمة
الفالجيت Vulgate. ذكر
العلماء أن عدد الاختلافات بين هذين النصيين وصل إلى ما يقرب من أربعة آلاف
اختلاف
و مما يجدر الإشارة إليه وجود
عدد من النصوص الأخرى ، إلا أنها ليست بنفس
انتشار النصوص السابق ذكرها
النزاع الشهير:
يوحنا1 : 5
: 7 "فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء
الثلاثة هم واحد."
عند الحديث عن النص
المستلم لابد من ذكر هذا النص و الذي يعتبر محل نزاع شهير حتى أن إسحاق نيوتن عالم
الفيزياء تحدث عنه, و المسألة أن أول و ثاني طبعة للنص المستلم لم يحو هذه الآية و
لم تظهر إلا في الطبعة الثالثة بعد تعرض ايراسموس Erasmus لضغط شديد من رؤوس
الكنيسة لإضافته, و بالتالي فان بعض الترجمات التي تعتمد على الطبعة الأولى و
الثانية و من أشهرها الترجمة الألمانية لم تحتو على هذا النص, و السؤال الآن يطرح نفسه, هل كلام الله يضاف إليه و يحذف منه
حسب مقتضى الحال؟
و من الجدير بالذكر أن كل المخطوطات المكتشفة لم يرد فيها هذا النص على
الإطلاق و لذلك تم حذفه من الترجمات الحديثة كالترجمة العربية المشتركة و كل
الترجمات الإنجليزية الحديثة. و المعلقون على تواجد هذا النص كثر, و من ذلك تفسير الكاتب يوسف... في كتابه "وحي الكتاب
المقدس" وجود هذا النص بأنه تعليق من النساخ على هامش الكتاب المقدس و من ثم
أدخل ضمن النص الأصلي.
Majority Text :
و هو عبارة عن مقارنة بين مخطوطات العهد الجديد و النسخ القديمة
لاستخلاص ما هو شائع و الخروج بنص جديد, محرر هذا النص هما الباحثين.... و ظهروا في
1982, وحذى حذوهما بيير بونت آند
رينسون عام 1991 و عند مقارنة هذه النصوص بالنص المستلم وجدوا أن عدد الاختلافات قارب
البضعة آلاف.
الترجمة العربية وهي ترجمة الفاندايك يدعى أنها تعتمد على الأصول
العبرية للعهد القديم و اليونانية و هي في حقيقة الأمر تعتمد على نسخة الملك جيمس
أو King James Version مع بعض التنقيحات في
العهد القديم و العهد الجديد, و من أمثلة ذلك نص النبوءة في أشعياء 42 :1 :
"هو ذا عبدي الذي اعضده
مختاري الذي
سرّت به نفسي. وضعت روحي عليه فيخرج الحق للامم." في النسخة العربية يترجمون كلمة عبدي servant إلى فتاي فيصبح
النص: "هوذا فتاي
الذي اعضده
مختاري الذي
سرّت به نفسي. وضعت روحي عليه فيخرج الحق للامم." إذ لاحظوا التناقض الذي تحدثه اللفظة إذ كيف يكون الكلمة المتجسدة و في
نفس الوقت عبد فاستبدلوها بلفظة مائعة و كذلك هو الحال في سفر أعمال الرسل في كلام
لوقا.
و من الترجمات
الحديثة الترجمة العربية المشتركة و هي أول ترجمة تظهر فيها أسفار الأبوكريفا و اعتمدت في
الترجمة على نخب من الطوائف المختلفة كالكاثوليك و البروتستانت و الأرثوذكس كما
اعتمدت على الترجمة السبعينية مع حذف أشياء كثيرة, الترجمة الكاثوليكية
قضية أخطاء
النساخ و المترجمين و منها الأخطاء الرقمية في العهد القديم و من ذلك التناقض
في عمر أخزيا في سفر أخبار الملوك و سفر الأيام و أن هذا خطأ الناسخ و من أمثلة
الأخطاء هو تكرار نسخ سطر بعينه أو التغاضي
عن سطر
أثناء النسخ, حتى أن بعض النساخ كانوا لا ينسخون ما
أمامهم فقط بل ما هو مؤمن به, ما يدفعنا للتساؤل إذا كان
الله لم يحفظ رقم ، فلماذا يصر النصارى على أن الله حفظ كتابهم من التحريف و
التبديل.
و
الشاهد مما
سبق أن وجود أصل يوناني تعتمد عليه الترجمات ما هو إلا خرافة و الحقيقة أنها أصول
مختلفة و متناقضة فيما بينها. ANTI
المرجع :
كتاب البيان للشيخ أيوب