حول إنجيل مرقس
مرقس ليس من تلاميذ عيسى. إنه من تلاميذ بطرس أحد الحواريين. كتب مرقس إنجيله سنة 61م، أي بعد رفع عيسى بنحو ثمانية وعشرين عاماً. كتبه باللغة اليونانية. والأصل مفقود، أي لا توجد المخطوطة التي كتبها مرقس.
ونلاحظ هنا ما يلي:
1- مرقس لم يرد المسيح ولم يسمعه. بل هو تلميذ لأحد تلاميذ عيسى. إنه تلميذ بطرس. إن مرقس ليس شاهداً من الدرجة الأولى لأنه لم يسمع المسيح مباشرة ولم يره ولم يرافقه. إنه تلميذ التلميذ.
2- لم يكتب مرقس إنجيله في حياة عيسى، بل بعد رفع عيسى بنحو ثلاثين عاماً. ومن المعروف أنه كلما زادت المسافة الزمنية بين الأحداث وتسجيلها، قلت درجة الموثوقية.
3- لم يذكر مرقس الأشخاص الذين استقى منهم الأحداث، حيث إنه لم يكن شاهداً ولا مرافقاً لعيسى. لم يذكر مرقس سند رواياته.
4- النسخة التي كتبها مرقس نفسه لا ووجود لها.
وسوف نرى كيف يختلف إنجيل مرقس عن الأناجيل الأخرى وكيف يختلف عن التوراة وكيف يتناقض مع ذاته أيضاً.
البداية:
أول جملة في أنجيل مرقس هي "بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله" (1/1). هنا نلاحظ ما يلي:
1- أول جملة في متى هي : "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم."
2- وأول جملة في لوقا هي: "إذ كانوا كثيرين قد أخذوا بتأليف قصة...".
3- وأول جملة في يوحنا هي: "في البدء كان الكلمة...".
4- نلاحظ اختلاف الأناجيل حتى في الجملة الأولى.
5- لم يذكر أحد سوف مرقس إن إنجيله هو إنجيل عيسى. كلهم كتبوا قصة حياة المسيح ولم يذكر أي منهم أن هذا هو إنجيل عيسى. الاستثناء الوحيد هو مرقس.
6- التناقض واضح بين مرقس ومتّى. مرقس يقول إن المسيح ابن الله، ومتّى يقول إن المسيح ابن داود. هل لعيسى أبوان اثنان؟! وهل لأحد أبوان؟!
7- رغم أن مرقس يقول في أول جملة في أنجيله "بدء إنجيل يسوع" إلاّ إن عنوان إنجيله هو "إنجيل مرقس". فكيف يكون إنجيل يسوع وإنجيل مرقس في وقت واحد ؟!
يحيـى:
لم يورد مرقس نسب عيسى ولا ميلاده ولا طفولته كما فعل متّى. بل بدأ مباشرة بيحيى يعمِّد في نهر الأردن ويعمد عيسى أيضاً، علماً بأن ميلاد عيسى من أكبر المعجزات وأهمها. ومع ذلك لم يذكرها مرقس، ربما لأنه يريد أن يجعل عيسى ابن الله وليس ابن مريم، فأخفى ولادة مريم لعيسى.
الجراد والعسل:
يحيى (يوحنا المعمدان) كان "يأكل جراداً وعسلاً برياً" (مرقس1/6). هذا يناقض متّى الذي يقول: "جاء يوحنا لا يأكل ولا يشرب فيقولون فيه شيطان." (11/18).
يحيى يبشر بمحمد:
"كان يكرز قائلاً يأتي بعدي من هو أقوى مني." (مرقس 1/7). هذه بشارة من يحيى بمحمد عليه السلام. ولا يمكن أن تدل على عيسى لأن عيسى كان في زمان يحيى، وليس بعده. فالنبوءة لا تنطبق على عيسى، بل على محمد (e)، لأن محمداً هو النبي الوحيد الذي جاء بعد يحيى.