من أنا ؟
عندما سأل عيسى تلاميذه عمن هو عندهم. "أجاب بطرس وقال له أنت المسيح. فانتهزهم كي لا يقولوا لأحد عنه" (مرقس 8/29).
نلاحظ هنا ما يلي:
1- هذا النص يناقض متى 16/16 الذي يقول "أجاب سمعان بطرس وقالت أنت هو المسيح ابن الله الحي." هناك "المسيح" وهنا "المسيح ابن الله الحي" لماذا الزيادات والاختلافات بين الأناجيل ؟! أين الحقيقة ؟! لماذا أضاف متّى "ابن الله" بعد كلمة "المسيح" ولم يضفها مرقس؟!
2- لماذا انتهز عيسى تلاميذه وحذرهم من أن يقولوا لأحد عنه ؟ إنه أمر غريب من رسول الله. هل كان خائفاً أن يلقى القبض عليه؟! هل كان خائفاً من الناس؟! هل العبارة صحيحة عنه؟!
لم يفهموا:
قال عيسى لتلاميذه: "إن ابن الإنسان (أي عيسى) يسلَّم إلى أيدي الناس فيقتلونه. وبعد أن يقتل يقوم في اليوم الثالث. وأما هم فلم يفهموا القول وخافوا أن يسألوه." (مرقس 9/31-32).
نلاحظ هنا ما يلي:
1- عيسى دعا نفسه "ابن الإنسان" وليس "ابن الله".
2- لم يقم في اليوم الثالث، بل حسب الأناجيل ذاتها دفن مساء الجمعة وخرج من القبر ليلة الأحد. وهذا يجعل مدة بقائه في القبر على أقصى تقدير ليلة السبت ونهار السبت وليلة الأحد. وهناك احتمال نظري أنه خرج قبل ذلك لأن القبر زير صباح الأحد ولم يزر القبر أحد صباح السبت.
3- لماذا لم يفهموا ؟! لماذا فهم التلاميذ كل ما قاله عيسى إلاّ هذه الجملة ؟! كلامه واضح مفهوم. التفسير الوحيد أنه لم يخبر تلاميذه أساساً بمسألة قتله. ولو أخبرهم لفهموا.
الذي أرسلني:
قال عيسى: "من قبلني فليس يقبلني أنا بل الذي أرسلني" (مرقس 9/37).
إذاً عيسى نفسه يصرح بكل وضوح ودون التباس أن المهم أن يؤمن الإنسان بالذي أرسل عيسى، أي بالله. إذا صدقت المسيحَ فإنك تصدق الله. "الذي أرسلني" تتضمن أن المسيح رسول الله من عند الله خاضع لله وليس مساوياً له أو متفوقاً عليه. إن المسيح يقول بوضوح – لمن شاء أن يسمع ويفهم – إنه رسول من عند الله، وليس شريكاً لله. من شاء أن يهتدي فالطريق واضح. ومن شاء الضلالة فالطرق أيضاً واضحة وعديدة!!!
من ليس علينا:
قال عيسى لتلاميذه: "من ليس علينا فهو معنا." (مرقس 9/40). إذا لم تكن ضد المسيح فأنت معه. هذا هو المعنى.
ذاك النص يناقض هذا: "من ليس معي فهو علي" (متى 12/30). النص الثاني يعني إذا لم تكن مع المسيح فأنت ضده (مرقس 10/11-12).
النصان متناقضان. النص الأول يكتفي بألا يكون ضد المسيح. النص الثاني يشترط أن تكون معه كيلا تكون ضده.
تحريم الطلاق:
1- قال عيسى لتلاميذه: "من طلق امرأته وتزوج بأخرى يزني عليها. وإن طلقت امرأة زوجها وتزوجت بآخر تزني" (مرقس 10/11-12).
2- "من طلق امرأته إلا بسبب الزنى وتزوج بأخرى يزني. والذي يتزوج بمطلقة يزني. قال له تلاميذه إن كان هكذا أمر الرجل مع المرأة فلا يوافق أن يتزوج" (متى 19/9-10).
نلاحظ هنا ما يلي:
أ- في النص الأول منع للطلاق بشكل كامل. ولكن النص الثاني يرخص الطلاق في حالة زنى المرأة. مرقس يناقض متى.
ب- النص الأول (في مرقس) يمنع تطليق المرأة لزوجها. ولكن النص الثاني (في متى) يا يورد ذلك.
ج- النص الثاني يمنع الزواج من مطلقة. ولكن النص الأول لا يورد ذلك.
د- تحريم الطلاق (حسب متى) لم يعجب حتى تلاميذ عيسى، لأنه غير عملي ويجعل الزواج أسراً أو سجناً مؤبداً لا فكاك منه!! فتحريم الطلاق غير مناسب، فكما أن الزواج تم باختيار الزوجين فاستمراره مشروط باختيارهم أيضاً.
هـ- النصان يناقضان الناموس (أي التوراة) التي جاء عيسى ليكملها، لا لينقضها، لأن التوراة أباحت الطلاق دون قيود.