أبا الآب:
روى مرقس أن عيسى قال وهو يدعو الله ليخلصه من أعدائه قبل مداهمة الجنود: "يا أبها الآب كل شيء مستطاع لك" (مرقس 14/36).
نلاحظ هنا ما يلي:
1- عيسى دعا الله "أبا الآب". وفي المواقف ذاته روى متّى أنه دعاه "يا أبتاه" (متى 26/39). ويروي لوقا "يا أبتاه" أيضاً (لوقا 22/42). ويروي يوحنا "أيها الأب" (يوحنا 12/27). "أبا الآب" هذه غريبة حقاً. نعرف أن الأناجيل والنصارى يدعون الله "الآب" فكيف صار الله "أبا الأب". لقد تعقدت المسألة: الآب هو الله عندهم، وعيسى ابنه، والروح القدس هو ثالث الثالوث. والآن أبا الآب معنى هذا أنهم جعلوا لله أباً بعد أن جعلوا له أبناً. ما هذا ؟ إذاً صاروا أربعة وليس ثلاثة فقط. أبا الآب، والآب، والابن، والروح. ما هذا الشرك الرباعي ؟! ومن هو أبا الآب ؟ ومن أين جاء ؟ وكيف ؟ ولماذا ؟ وأين الثالوث ؟! وكيف صار "رابوع" ؟!! شرك واضح، رغم أن عيسى يقول لهم "الرب إلهنا رب واحد" (مرقس 12/29). ولكنهم جعلوا للرب الواحد أباً وأبناً!!! وأغرب ما في الأمر أنهم أوردوا الشرك في كتاب يزعمون أنه كلام الله. أي أنهم لم يكتفوا بالشرك بل أخذوا ترخيصاً به من الله إذ نسبوه إليه في كتاب كتبوه بأيديهم ثم زعموا أنه من عند الله!! يعني شرك بالله وكذب على الله في آن واحد!!! والله هو المستعان وهو الهادي.
2- يدل هذا الدعاء الذي في النص والمتبوع بـ "فأجر عني هذه الكأس" (مرقس 14/36) على توسل عيسى إلى الله أن يزيح عنه المحنة ويرد كيد عدوه إلى نحره. صلى كثيراً ودعا كثيراً. وهذا يثبت بشرية عيسى وحاجته إلى عونه الله.
3- كيف يكون الله الآب وأبا الآب في الوقت ذاته ؟! ألغاز!!