سلام أم سيف ؟
قال عيسى: "لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض. ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً. فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه والابنة ضد أمها والكنة ضد حماتها. وأعداء الإنسان أهل بيته". (متى 10/34-36).
نلاحظ هنا ما يلي:
1- حسب النص جاء المسيح ليلقي سيفاً (أي حرباً) لا سلاماً. ولكن هذا النص يناقض قوله: "طوبي لصانعي السلام". (متى 5/9). كيف جاء للحرب وهو يبارك صانعي السلام ؟!! الإنجيل يناقض نفسه!!
2- حسب النص جاء عيسى ليفرق الإنسان عن أبيه وأمه لأن أعداء الإنسان أهل بيته (هكذا على الإطلاق). ولكن هذا النص معناه الدعوة إلى هدم الأسرة، كما أنه يخالف قول عيسى: "أحبوا أعداءَكم". (متى 5/44). إذا كان الإنسان عليه أن يحب أعداءه فكيف يطلب منه أن يعادي أهل بيته ؟! كما أنه يخالف التوراة والوصايا العشر التي منها "أكرم أباك وأمك". (خروج 20/13). الإنجيل هنا يعارض نفسه ويعارض التوراة!!
الذي أرسلني:
يقول عيسى لتلاميذه: "من يَقْبَلكم يقبلني ومن يقبلني الذي أرسلني. من يقبل نبياً باسم نبي فأجر نبي يأخذ" (متى 10/40-41).
هنا يقر عيسى بصراحة بأن هناك من أرسله وأن من يقبل رسالة عيسى يكون قد قبل الله الذي أرسل عيسى. إذاً عيسى رسول أرسله الله لهداية قومه. ويقر عيسى بأنه نبي لأنه يقول من يقبل نبياً يأخذ أجر نبيّ. هذا إقرار واضح من المسيح بأنه نبي أرسله الله. ومع ذلك فلا يعجب هذا بعض الناس الذين يزعمون أنه ابن الله وأنه ثاني ثلاثة (الأب والابن والروح القدس)!! عيسى نفسه يقول إنه رسول من عند الله. وهم يقولون لا، بل هو ابن الله!!! سبحان الله!!!
هل أنت هو ؟
عندما سمع يوحنا المعمدان (يحيى عليه السلام) وهو أن السجن "بأعمال المسيح أرسل اثنين من تلاميذه. وقال له أنت هو الآتي أم ننتظر آخر. فأجاب يسوع وقال لهما اذهبا وأخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران". (متى 11/2-4).
نلاحظ هنا ما يلي:
1- يوحنا لم يعرف عيسى حتى وهو في السجن. وهذا يناقض (متى 3/13-6) الذي روى أن يوحنا يعرف عيسى حتى قبل أن يعمده. وهذا تناقض في الإنجيل الواحد. كما أن إنجيل يوحنا يذكر أن يوحنا لم يعرف عيسى إلاّ عندما نزلت الحمامة عليه (يوحنا 1/32). وهذا تناقض بين الأناجيل. هناك
ثلاث روايات: يوحنا لم يعرف عيسى قط، عرفه حتى قبل أن يعمده، عرفه بعد نزول الحمامة عليه!! لماذا هذه التناقضات؟!!!
2- لماذا سأل يحيى سؤاله: أنت هو الآتي أم ننتظر آخر ؟ لأن الأنبياء جميعاً كانوا مبلغين بخاتم الأنبياء والمرسلين محمد e. وسؤال يحيى لعيسى يتضمن استفساره عن محمد (e). والدليل على ذلك أنه لم يظهر في النص جواب واضح عن سؤال يحيى، ليس تهرباً من عيسى، بل عبثاً من الكاتبين والمترجمين وسواهم.