رفع عيسى:
في الإنجيل إشارات تطابق القرآن الكريم إلى حد ما ولكن النصارى لا يلتفون إليها. قال عيسى: "ولكن ستأتي أيام حين يُرْفَعُ العريس عنهم فحينئذ يصومون". (متى 9/15).
نلاحظ هنا ما يلي:
1- عيسى يشبه نفسه "بالعريس"!
2- يقر أنه سيرفع. وهذا مطابق للقرآن الكريم.
3- كانت المناسبة أن اليهود استغربوا كيف لا يصوم تلاميذ عيسى وهم معه. فأجابهم بقوله الذي سبق. والسؤال هو: هل وجود التلاميذ مع عيسى يعفيهم من الخضوع لأمر الله والصوم المفروض عليهم؟! طبعاً، لا. هل كان عيسى غافلاً عن عدم صيامهم ؟ لا. هل كانوا غير راغبين في طاعة الله ؟! هل النص كله إلحاقي؟!
ابن داود:
أعميان يصرخان ويقولان لعيسى: "ارحمنا يا ابن داود". (متى 9/27).
كما ذكرنا، إن عيسى ليس ابن داود ولا هو من نسل داود ولا أمه من نسل داود. وأما يوسف خطيب مريم أم عيسى فهو ليس أباً لعيسى. وبالتالي فإن مناداة عيسى على أنه ابن داود، أي من نسله، إصرار من اليهود على عدم الاعتراف بمعجزة ميلاد عيسى، وإصرارهم على الاعتقاد بأنه ابن يوسف من الزنى، إذ كانوا يعتقدون أن يوسف زنى بمريم قبل زواجه منها (حاشاء الله).
ومن ناحية أخرى، (لوقا 18/35) يتحدث في الموقف ذاته عن (أعمى واحد) وليس اثنين!!
الخوف:
بعد أن شفى عيسى الأعميين، "انتهزهما يسوع قائلاً انظرا لا يعلم أحد". (متى 9/30). لماذا يريد عيسى ألاّ يعلم أحد أنه شفاهما من العمى؟! أليست معجزته شفاء المرضى؟! لماذا يخجل من معجزته؟! وهل يحق له إخفاء المعجزة التي أعطاه إياها الله من أجل إثبات رسالته وصلته بالله ؟! لم يذكر سابقاً أو لاحقاً أن رسولاً خجل من معجزته أو أراد إخفاءها. هناك تفسيران لهذه القصة: إما أن عيسى كان خائفاً ولا يريد أن يعرف أحد مكانه ولا يريد أن يواجه غضب اليهود عليه وإمّا أن القصة لا أساس لها من الصحة. فالاحتمال الأول يدل على بشرية عيسى (لخوفه). والاحتمال الثاني يدل على التحريف.
الخراف الضالة:
أوصى عيسى الحواريين الاثنى عشر عندما أرسلهم قائلاً: "إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامرين لا تدخلو. بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة... اشفوا مرضى. طهروا برصاً. أقيموا موتى. أخرجوا شياطين... لا تقتنوا ذهباً ولا فضة ولا نحاساً... ولا مزوداً للطريق ولا ثوبين ولا أحذية ولا عصاً" (متى 10/5-10).
نلاحظ هنا ما يلي:
1- ينهى عيسى الحواريين عن دعوة غير بني إسرائيل، ولا حتى جيرانهم السامريين. فقط دعوته مقصورة على خراف بيت إسرائيل الضالة. عيسى لبني إسرائيل فقط. ولذلك فإن نشر المسيحية خارج شعب إسرائيل (في الماضي أو الحاضر) مخالف لوصايا المسيح نفسه. كل أعمال التبشير المسيحي في أنحاء العالم مخالفة لوصايا المسيح حسبما يدل النص صراحة.
2- يدل النص على أن المسيح نقل معجزاته إلى تلاميذه فقال لهم اشفوا مرضى وأقيموا موتى. وهذا غير معقول إطلاقاً، لأن المعجزة لعيسى وحده وليست لتلاميذه. والتفسير الوحيد لهذا النص هو إما أن يكون المعنى مجازياً (أي أعيدوا الضالين إلى الطريق المستقيم فهذا شفاؤهم وحياتهم) وإما أن يكون النص مختلفاً لم يقله المسيح.
3- ينهى المسيح تلاميذه عن اقتناء الذهب والفضة ولا حتى الزاد ولا الحذاء ولا عصا. لا مال ولا طعام ولا حذاء ولا عصا. هل هذا ممكن ؟! هل هذا في مقدور البشر ؟ ولماذا النهي عن كل هذا ؟ ألا يحتاج المرء بعض المال وبعض الطعام وبعض اللباس ؟! مبالغة في الزهد لا يقبلها السواد الأعظم من الناس.