غــايــة الإنـجـيــل
- 21 -
(غاية الإنجيل الشريف عبارة عن ملكوت الله)
(غاية الإنجيل الشريف عبارة عن ملكوت الله)
إن مقصودي من هذا العنوان (الإنجيل الشريف) ليس عبارة عن كتاب أو جملة كتب مرقومة ، بل هو عبارة عن الآيات والوحي الذي نزل من عند الله تعالى على حضرة المسيح عليه السلام ، الذي بلغه النبي المشار إليه شفاها إلى تلاميذه وأصحابه في شأن (ملكوت الله وكلام الملكوت) ومن المحقق انه لم تكتب آية واحدة من الآيات والإلهامات الربانية النازلة على المسيح عليه السلام في بحر السنة أو السنتين سواء أكان فيما يخص ملكوت الله وكلامه أو فيما خاطب به بني إسرائيل ، وإنما بلغها المسيح بصورة المشافهة وتنوقلت عنه كذلك بالشفاه .
فالمسيح عليه السلام بلغ الإنجيل لتلاميذه وسامعيه ، والحواريون بلغوه مضمون ذلك الإنجيل ومعانيه إلى أخلافهم ، ولكننا لا نراهم قد كتبوا شيئاً من ذلك ، على أنه لم يكن من ضرورة للكتابة ، لان الملكوت قد اقترب ، وكان من المحتمل أن يتأسس الملكوت والتلاميذ في قيد الحياة ، وحينئذ تظهر أسرار الملكوت بكل نورها ماثلة ساطعة ، فالان اصبح من البديهي أن اكثر من ثمانين في المئة من أقوال المسيح عليه السلام المروي إلقاؤها وسماعها من فمه المبارك في الأناجيل الثلاثة عائدً إلى ملكوت الله ، مثال ذلك ، إننا إذا طالعنا باختصار كتاب مرقس المتقدم تاريخاً على غيره ، نرى أن المقصود والغاية من جميع التعاليم والكلمات المعزوة إلى المسيح عليه السلام في أبوابه الستة عشر التي يشتمل عليها الكتاب المذكورهو (ملكوت الله) .
ولنذكر من الخمسة والأربعين آية التي يشتمل عليها الباب الأول من مرقس ما يعود إلى المسيح نفسه على الوجه الآتي :
الآية 15 - يعظ بإنجيل الملكوت قائلاً قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل (بالبشارة) .
الآية 25- قوله للروح النجس (اسكت واخرج منه) .
الآية 38 - قوله للتلاميذ (لنذهب إلى القرى المجاورة لأعظ هناك أيضاً لأني لهذا خرجت) .
الآية 42 - قوله للأجذم (أريد فاطهر) .
الآية 44 - قوله له أيضاً ( أحذر أن تقول لأحد شيئاً لكن اذهب أر نفسك للكاهن وقدم عن تطهيرك ما أمر به موسى شهادة لهم) .
الآية 25- قوله للروح النجس (اسكت واخرج منه) .
الآية 38 - قوله للتلاميذ (لنذهب إلى القرى المجاورة لأعظ هناك أيضاً لأني لهذا خرجت) .
الآية 42 - قوله للأجذم (أريد فاطهر) .
الآية 44 - قوله له أيضاً ( أحذر أن تقول لأحد شيئاً لكن اذهب أر نفسك للكاهن وقدم عن تطهيرك ما أمر به موسى شهادة لهم) .
فالروح في هذه الآيات الخمس العائدة للمسيح الصادرة من فمه من الخمسة وأربعين آية والمقصود بها عبارة عن (ملكوت الله) وعن تعليم وجوب الطهارة القلبية والبدنية .
أي ان الإيمان والتوبة من الشروط التي لابد منها للذين يرجون أن يكونوا أهلاً لدخول الملكوت .
ومما يلفت النظر أن المسيح عليه السلام يقول للأجذم الذي أبرأه (اذهب أر نفسك للكاهن وقدم عن تطهيرك ما أمر به موسى شهادة لهم) وان قانون الجذام مفصل في أول الباب الربع عشر من السفر الثالث من التوراة المسمى (سفر اللاويين) من الآية الأولى إلى 32 فاجدر بالمسيح الذي في مخيلة الكنيسة أن يأمر الأجذم الذي طهره بدلاً من العمل بشريعة موسى الثقيلة ذات النفقات والإخلال بالكرامة أن يذهب إلى بطرس ويعقوب ، بل إلى وكيل خرجه (يهوذا الاسخريوطي(1)) ولكن عيسى المسيح عليه السلام أمر بتنفيذ جميع مواد قانون الجذام المذكور على التفصيل في البابين الثالث عشر والرابع عشر الطويلين من سفر اللاويين ولم ير حاجة إلى إضافة سطر واحد إلى كتب العهد القديم ، وهو يقرر بوضوح وصراحة ان شريعة موسى باقية وواجبة التنفيذ حرفياً إلى حين تأسيس ملكوت الله .
وإذا فرضنا أن المسيح شبهه الجذام بالذنب والخطيئة فلماذا يرسل الخاطئ - الذي طهره من خطيئة بإذن الله - إلى الكاهن ؟ ولماذا يقول (ليكون شهادة لهم) فالمسيح عليه السلام يريد بذلك أن الشريعة التي أنت عليها كلها جسمانية مادية ، وأن شريعة الملكوت التي هي عبارة عن القرآن المجيد ستلتزم وتعني بتعليم الأخلاق الحسنة - الطهارة القلبية ، إخلاص القلب والواجدان والإيمان الخالص - اكثر مما تعني بتعليم الأحكام البدنية . فان مطالعة كل كتاب مرقس من هذه الوجهة تؤدي إلى الخروج عن الصدد ، ولكن لنحلل الباب المذكور ليكون دليلاً مرشداً للقارئ المحترم فان ثلاث عشرة آية من الباب الثاني من الكتاب المذكور الذي هو عبارة عن ثماني عشرة آية عائدة إلى المسيح عليه السلام .
الآية 5 - قوله للمقعد (ابني قد غُفرت لك خطاياك) .
الآية 9 - 11 (لماذا تفكرون هكذا في داخلكم ؟ أيما أيسر : أن يقال للمقعد غفرت لك خطاياك ، أم أن يقال احمل فراشك وسر ؟ ولكن لتعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا قال للمقعد : لك أقول قم واحمل فراشك واذهب)(1) .
وكانت نظرية اليهود (من يقدر على أن يغفر الخطايا إلا الله وحده) وهي نظرية صحيحة جداً ولكن إذا ورد عن الخاطئ نظرية (من يقدر على إبراء المقعد إلا الله وحده) فمن يقدر على رفع الفالج وإزالته من الجسد - وقد عجز علم الطب عن شفائه - يقدر أيضاً على ان يداوي المريض بداء الخطيئة وأن يغفر الذنب ويمحوه من روح المقعد في الحال ، ويمكن فعل كليهما بإذن الله وقدرته فقط . فالحقيقة التي كان يريد المسيح عليه السلام تعليمهم وتفهيمهم هي أن المأمور بالتبشير باقتراب ظهور ملكوت الله كما انه يملك صلاحية وقدرة على شفاء المرضى وأصحاب العاهات فانه بالطبع مأذون بان يغفر ذنوب الخطاة أيضاً . ولكن على أن القدرة على عمل كليهما قد وهبت من الله تعالى . وفي اليونانية ( ) بمعنى قدرة، حرية ، صلاحية ، وكذلك مثلها في السريانية (مارا ماريا) بمعنى (ابن آدم أي إنسان كان ابن الإنسان) ولكن المترجمين يتلاعبون ويراوغون في الترجمة ، فان كانت هذه الكلمة تعود إلى المسيح جعلوا معناها ابن الإنسان وإن كانت إلى غيره جعلوا معناها إنسان ، ابن آدم ، بشر. وكذلك كلمة (مار ) فان كان المقصود بها المسيح جعلوا معناها (الرب الإله) وان كان غيره جعلوا معناها (سيد) فيا أسفا على المترجمين بتلك التعبيرات المختلفة ! وإذ كان يمر من الطريق رأى الجاني فقال له .
الآية 14 - (تعال ورائي) بمعنى اتبعني .
الآية 17 - (ليس الأصحاء محتاجين إلى طبيب بل ذوو الملل ، لم آت لادعوا أبراراً بل خطاة ( إلى التوبة) .
تصدى الفريسيون والكهنة لتخطئة المسيح إذ رأوه يأكل مع الجباة والخطاة ، وكان الجواب الذي سمعوه منه (انه قد جاء لأجل تهيئة الخطاة المحتاجين للتوبة وإعدادهم إلى ملكوت الله ، لا لأجل الذين يعرفون أنفسهم انهم أبرار) .
لم تكن الكهنة عالمة بعظيم ذنبها ومسئوليتها عند الله بسبب تركها الجباة والخاطئين على ما هم عليه . أولئك الكهنة الشرايون للخمورالآكلون للأرز على موائد الخطاة من الأغنياء كانوا قد تركوا الفقراء قائلين انهم خطاة ، أما ذنب الجابي الذي جعله ممقوتاً في نظر الكاهن فهو اضطراره إلى جمع النقود وإيصالها إلى حكومة رومية . وأما الملكوت الذي قد بشر به وانه سيتأسس فانه يجعل الخطاة دائماً مجرمين ومسئولين في نظر الشريعة وان كلاً منهم يناله العقاب القانوني الذي يستحقه سواء كان غنياً أو فقيراً ، سوقة كان أو ملكاً .
ولكي يبين أنموذجاً لكيفية العدل والإنصاف في مؤسسة الملكوت الذي يبشر به قال عليه السلام لشاب يمتدح بالبر والتقوى (اذهب بعّ كل مالك وأعطه الفقراء وتعال اتبعني) (مرقس 21:10) فأمر كهذا لا يرتضيه كاهن يهودي ولا راهب مسيحي ، لأنهم يرون الأنسب أن لا يوزع الغني صدقاته بيده بل يبذلها للفقراء على أيدي الرؤساء الروحانيين .
ثم تأتى إلى الآيات 19-22 هل يستطيع بنو العرس أن يصوموا والعريس معهم ؟ مادام العريس معهم لا يستطيعون أن يصوموا ، ولكن ستأتي أيام حين يرفع العريس عنهم فحينئذ يصومون في تلك الأيام ، ليس أحد بخيط رقعة من قطعة جديدة على ثوب عتيق ، وإلا فذلك الملء الجديد يأخذ من العتيق فيصير الخرق أردأ ، وليس أحد يضع خمراً جديدة في زقاق عتيقة وإلا فتشق الخمر الجديدة الزقاق ، والخمر تنصب والزقاق تتلف ، بل يقتضي أن توضع خمر جديدة في زقاق جديد .
كيف يمكن أن تشرح وتفسر هذه الآيات المشكلة التي حيرت كل مفسري المسيحيين وأغلقت أبواب فهمها عنهم وأعمت استعدادهم الفكري ؟ الكنيسة تعتقد أن المقصود بالعريس هو المسيح ، ومهما كانت العقدة ومهما كان المعنى فليس لنا وقت للاشتغال بتفاسير الكنيسة.
يبين المسيح عليه السلام في هذه الآيات المغلقة عين الحقيقة في ثلاثة أمثال ، كما أن الصيام ممنوع في أيام العيد ، كذلك يكون في أيام سرور العرس أضحوكة .
وإذ كان المسيح عليه السلام هو المرسل المبشر بملكوت الله ، فبالطبع يجب أن تنقضي أيام البشارة بالمسرة والفرح لا بالصيام ، وكان يجب على رؤساء الشريعة أن يتقبلوه عليه السلام بالرضا والسرور وحسن القبول بكونه سفيراً ممتازاً ومبشراً باقتراب ملكوت الله المخبر عنه سابقاً من قبل أنبياء الله ، ولكنهم كانوا يتهمون تلاميذه بعدم الصيام ، وكانت شريعة موسى قد أمرت بصوم ثلاثة أيام في السنة وكثرت بعد ذلك أيام الصيام ، وهنا لا ينسخ المسيح الصيام، بل يبين ما يؤيده ويؤكده ، يريد أن يقول لعلماء اليهود (صوموا وصلوا واكثروا صلواتكم وصيامكم بقد ما تشاؤن ، ونفذوا أحكام الشريعة الحرفية الضيقة بقدر ما تشتهون ، ولكن صلواتكم وصيامكم لا تنفعكم ولا تغني عنكم شيئاً ما دمتم لا تؤمنون بي وبالذي أرسلني ، إنما انتم ثوب بال وزقاق قديمة ، قلوبكم قد ران عليها الصدأ والظلمة ، وأدمغتكم قد تبلدت بأبخرة الخمور ، أنا أقول لكم انه قد اقترب ملكوت الله الذي مات آباؤكم وأجدادكم في أمله وانتظاره ، فآمنوا وافرحوا ، وطهروا قلوبكم بالتوبة ، واعدوا أدمغتكم القديمة لفكرة لتجدد ولإصلاح ، ولعلكم لا تكونون في قيد الحياة عند ما يتأسس ملكوت الله ، فعلى كل حال تجدون النجاة وتنالون الحياة الأبدية لأنكم آمنتم برسالتي وبشارتي ، ولا يتم الأمر بذلك ، هو ليس بتوبتكم فقط ، بل أنا أقول لكم : لا يبطل حرف ولا حركة من الشريعة حتى تزول الأرض والسماء لان صاحب الشريعة هو الله تعالى ، ولن تغير يد إنسان اصغر حكم من الشريعة المذكورة إلا بإذنه .
بيد أن الله سيؤسس ملكوتاً واسعاً أبدياً ، وهذا الملك الإلهي لا يتأسس لليهود خاصة ، بل هو لجميع البشر عامة ، بناء عليه ستنسخ بعض الأحكام المتعلقة بطائفة بني إسرائيل ، فافهموا هذه النقطة واستعدوا لها ، لا تخافوا مني ، لا تكونوا حمقى وأغبياء ، لست بمعتد على شريعتكم ، ولا جئت لتأسيس دين أو ملكوت ، إنما أنا بشر ، وبعد إكمال التبليغ على ما أمرت به أغيب عنكم واذهب راجعاً إلى الله ربي .
إن الأمثال التي في الآيات المذكورة تحتوي على معان بعيدة الغور لم يتمكن من الغوص عليها وإدراكها حتى اكبر الأعزة من معلمي الكنيسة ، وهنا يضرب المسيح عليه السلام الأمثال بأحب الأشياء وأشهاها إلى علماء الدهر ، بالكسوة والخمر ، بالخمر الجديدة ، وقطع الجوخ الجديدة ، بالزقاق القديمة والملابس الخلقة ، جديد ، عتيق، متين وبال . الجديد سيحيا والبالي محكوم عليه بالفناء والزوال وبكتابة هذه التشبيهات يريد المسيح عليه السلام أن يقول جئتكم ببشارة جديدة ، ولكن مع الأسف لا أتمكن ان أسعفكم بما تشتهون ، كروشكم وبطونكم قد انتفخت بالشراب والمسكر ، ومعدكم أفسدتها البطنة ، أجسادكم كجلد الخنزير كزقاق الشراب ، وروائحكم الكريهة كبراميل الخمر الملقاة في فناء الحانات تنفر العالم ، أما شراب الملكوت فشراب جديد ، ليس من عصارة العنب ، ولكنه علم الشريعة الاحمدية الغراء ، الذي يسكر أبناء الملكوت بالعشق الإلهي ، لأن طالبي الحقيقة الظامئين للنهل منها ليس الشراب بالذي يرضيهم ويسكرهم ، بل ماء الحياة المتفجر من آيات القرآن الجليلة ، وأما الذين لهم أبدان تشابه كوؤس الشراب فلا يتسنى لهم أن يظهروا بالفكر السالم وحسن العبودية الضروريين لعبادة الله والسجود له .
فيأيها العلماء والفريسيون الدنيويون ، السكارى المراؤن ، ويا محي الجلوس في صدور محافل الضيافات والأعراس ، أنتم أيها المراؤن مرتدو الجبب الواسعة والملابس السابغة ، لا تنفعكم كسوتكم العلمية ، لان الله يريد منك كسوة الصدق والصلاح ، ثياب الأخلاق الحميدة ، عمائم نور الإيمان ، أردية الأدب والحشمة . لأنه يأمر بكسوة الحياء والعفة ، بقلانس الجهاد والشرف ، بحزام العمل والوعظ ، بحذاء العدل والشفقة، بكيس القناعة والاقتصاد ، بجبب الحلال والكد ، بمنديل الطهارة والنظافة ، والتختم بخاتم الأمانة والثقة ، وهاأنتم هؤلاء تلبسون مثل هذه الكسوة المقدسة ، تسترون أجسامكم ورؤوسكم بشفوف الرياء ، فالصوم مهما يكن من عمل الخير والصلاح ، وشبيها بالخز والديباج ، فانه لا يمكن أن يرقع كسوتكم البالية المحرقة ، بل يتم تمزيقها فيجعلكم عراة مكشوفي العورة مشهرين ، يجب عليكم أن تتداركوا لكم ملابس جديدة وإلا بقيتم على شر حالكم إلى أن تصلوا إلى جهنم وتصلوا جحيمها .
الآيات 25-28 فحواها (أن يوم السبت إنما جعل لأجل الإنسان ، لا الإنسان لأجل يوم السبت ، إذن فابن الإنسان هو رب السبت أيضاً) .
هذا القياس مخالف للمنطق تماماً ، فلو قال (مادام يوم السبت قد جعل لأجل الإنسان إذن فصاحب يوم السبت هو الإنسان) لكان الكلام منطقياً .
أنى يكون لابن الإنسان شيء لم يملكه أبوه ؟ ولكن يأتي يوم فيه يكون ابن الإنسان (أبا ابن الإنسان) كأبيه أيضاً ، وحينئذ تنتقل مالكية يوم السبت إلى ابن الإنسان الثاني وهلم جرا .
يفهم من سوء تأويل مثل هذه العبارات السريانية أن هذه الكتب الأربعة قد استقت معلوماتها من المنابع الآرامية ( بارنشا) انسان ، ابن آدم الذي جمعه بنو آدم يطلق على كل إنسان.
واليوم يستعمل الأثوريون هذه العبارة وليس لها علاقة خاصة بالمسيح قطعاً فإذا قرأتم أي كتاب من هذه الثلاثة المعنونة باسم الإنجيل ترون أن الآيات المروي صدورها من فم المسيح المبارك تخبر بان المسيح عليه السلام لم يسع لتأسيس كنيسة أو دين ، وكان يكتفي بتفسير كل أقسام الشريعة ويشرح ما تشتمل عليه من المعاني الحقيقية . وإنما غاية أمله الوحيد إعداد كل شيء لمجيء ملكوت الله الذي أرسل هو بصورة خاصة لأجل التبليغ والبشارة به ، وان سعيه واجتهاده كان لأجل أن تقبله اليهود وتعتنقه .
وللحديث بقية ان شاء الله وقدر.