ابـن النجـار:
قال القوم عن عيسى: "أليس هذا ابن النجار. أليست أمه تدعى مريم وإخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا... وأما يسوع فقال لهم: ليس نبي بلا كرامة إلاّ في وطنه وفي بيته". (متى 13/55-57).
نلاحظ هنا ما يلي:
1- وصفه قومه بأنه "ابن النجار" بعد أن وعظهم. وفي هذا محاولة منهم للإقلال من شأنه وإشارة إلى خطيب أمه يوسف النجار وتكرار لاتهامهم لأمه بالزنى. كما أنهم لم يقولوا عنه "ابن الله" ولم يؤلهوه. ولم يكن عيسى ابن النجار إلاّ بالتبني، حيث إن يوسف النجار تزوج من مريم بعد ولادة عيسى الميلاد العذراوي المعجز ويرى البعض أن مريم لم تتزوج من يوسف ولا من سواه.
2- ذكروا أم عيسى وإخوته وأسماءَهم تأكيداً لصفته البشرية.
3- أقر عيسى رداً على استهزاء قومه به بأنه نبي والنبي لا يلقى الاحترام بين قومه. إذاً المسيح نبي بإقراره هو وبإقرار إنجيلهم ذاته. المسيح يقول بأعلى صوته إنه نبي. والزاعمون يقولون بل هو ابن الله !! سبحان الله!! نسأل الله لهم الهداية. نرجو من الزاعمين أن يقرأوا إنجيلهم بعناية. اقرأوا (متى 13/55-57).
مثل نبـي:
"لما أراد "هيرودس" أن يقتله (أي يحيى) خاف من الشعب لأنه كان عندهم مثل نبي". (متى 14/5).
الكلام هنا عن يوحنا المعمدان (يحيى) والشعب هو بنو إسرائيل. كيف يكون شخص ما مثل نبي ؟! إما أن يكون نبياً وإما ألاّ يكون. كما أن يحيى كان فعلاً نبياً وليس مثل نبي.
خمسة أرغفـة:
من معجزات عيسى في إنجيلهم أنه "أخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك وكسر... فأكل الجميع وشبعوا... والآكلون كانوا نحو خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد...." (متى 14/19-21). "وبعدما صرف الجموع صعد إلى الجبل منفرداص ليصلي". (متى 14/23). "مضى إليهم يسوع ماشياً على البحر" (متى 14/25). "فأجاب بطرس وقال يا سيد... فنزل بطرس من السفينة ومشى على الماء... ابتدأ يغرق... فقال له (عيسى) يا قليل الإيمان لماذا شككت. والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين بالحقيقة أنت ابن". (متى 14/25-33).
هذه النصوص تدل على ما يلي:
1- عندما بارك عيسى الأرغفة نظر نحو السماء. لماذا ؟ ليستمد العون من الله. هذا يدل على بشرية عيسى وأن معجزاته من عند الله وليست من عند نفسه، وإلاّ لما نظر إلى السماء طالباً عون الله.
2- ليس عيسى وحده الذي جاء بالمعجزات. إبراهيم ألقي في النار ولم تحرقه. موسى بعصاه فجر الماء من الصحراء وبعصاه حول اليابسة إلى بحر غمر جنود فرعون. ومع ذلك معجزاتهم لم تجلعهم آلهة أو أبناء الله.
3- صعد عيسى إلى الجيل ليصلي. يصلي لمن ؟ الله. لو كان عيسى إلهاً فكيف يصلي لنفسه أو لإله مثله ؟! (يصلي) تعني أنه بشر يصلي لربه، لخالقه، لله جل جلاله.
4- بطرس – أحد الحواريين – نادى عيسى بقوله "يا سيد" كما في النص. ولم يناده "يارب" أو "يا ابن الله". أقرب تلاميذه إليه الذي هو بطرس يناديه يا سيدي. ألا يعرف بطرس حقيقة عيسى ؟!!
5- إذا كان بطرس كبير الحواريين قليل الإيمان فما شأن سائر الحواريين والتلاميذه وعامة الناس ؟! وإذا كان بطرس قليل الإيمان ولم يستطع أن يمشى على الماء، فكيف كان بطرس يحيي الموتى ويشفي المرضى (متى 10/8) ؟! هذا تناقض بين قلة إيمانه وشفائه للمرضى وإحيائه للموتى !!!
البنون والكلاب:
قرب صور وصيدا صرخت امرأة كنعانية ونادت عيسى قائلة: "ارحمني يا سيد يا ابن داود. ابنتي مجنونة جداً.... فأجاب وقال: لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة... ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب. فقالت نعم يا سيد والكلاب تأكل من الفتات.." (متى 15/22-27). فشفى ابنتها.
يدل النص هنا على ما يلي:
1- نادت المرأة عيسى "يا سيد" و "يا ابن داود". وهذا يؤكد بشرية عيسى وينفي عنه الألوهية التي يزعمها النصارى أو بعضهم، رغم أنه ليس ابن داود ولا من نسله كما ذكرنا سابقاً.
2- رفض عيسى شفاء ابنه الكنعانية لأنه – كما ذكر – لم يرسل إلاّ إلى نبي إسرائيل (الخراف الضالة). عيسى نفسه يقر ويصرح في إنجيلهم بأنه أرسل لبني إسرائيل فقط، أي أن رسالته ليست عامة إلى الناس.
3- يذكر النص أن عيسى "أُرسِل". ومعنى هذا أنه مُرْسَل أو رسول. فمن أرسله سوى الله ؟ إذاً هو رسول الله كسائر الرسل الذين قبله وبعده، وليس ابن الله أو ثاني الثالوث أو إلهاً.
4- لو كان عيسى ابن الله فابن الله لعباد الله جميعاً، وليس لنبي إسرائيل فقط. لو كان ابن الله لما رفض معالجة ابنة الكنعانية لأنها ليست من بني إسرائيل. إذاً هو رسول أرسله الله لبني إسرائيل فقط.
5- البنون في النص هم بنو إسرائيل والكلاب سائر الناس!! ولذلك يقول عيسى لا يجوز أخذ الخبز من البنين وطرحه للكلاب!! ولذلك يقول عيسى لا يجوز أخذ الخبز من البنين وطرحه للكلاب!! لو كان عيسى ابن الله أو إلهاً لما شَبَّه سائر الناس بالكلاب كما يروي إنجيلهم!