ان عقيدة الفداء والصلب رغم مخالفتها للعقل والمنطق فهي مخالفة لقواعد أساسية ونصوص رئيسة اشتمل عليها كتاب النصارى المقدس وقبل ان نذكر هذه القواعد الاساسية يقول بولس في رسالته إلى العبرانيين [ 9 : 22 ] : (( وكل شئ تقريبا يتطهر حسب الناموس بالدم وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة )) ولسنا نعرف من أين أتى بولس بهذا الكلام ؟ وعلى العكس من كلام بولس نجد ان الكتاب المقدس يورد العديد من الايات التي تقول ان الله يفضل التوبه و الندم، لا الكفارات و المحرقات للتكفير عن الخطايا:
هوشع 6 : 6 : (( إِنِّي أَطْلُبُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، وَمَعْرِفَتِي أَكْثَرَ مِنَ الْمُحْرَقَاتِ. 7وَلَكِنَّكُمْ مِثْلُ آدَمَ، نَقَضْتُمْ عَهْدِي )) [ ترجمة كتاب الحياة ]
هوشع 14 : 1-3 : (( ارْجِعْ تَائِباً يَاإِسْرَائِيلُ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِكَ، لأَنَّكَ قَدْ تَعَثَّرْتَ بِخَطِيئَتِكَ. 2احْمِلُوا مَعَكُمْ كَلاَمَ ابْتِهَالٍ وَارْجِعُوا إِلَى الرَّبِّ قَائِلِينَ لَهُ: انْزِعْ إِثْمَنَا، وَتَقَبَّلْنَا بِفَائِقِ رَحْمَتِكَ، فَنُزْجِيَ إِلَيْكَ حَمْدَ شِفَاهِنَا كَالْقَرَابِينِ. 3إِنَّ أَشُّورَ لَنْ تُخَلِّصَنَا، وَلَنْ نَعْتَمِدَ عَلَى خُيُولِ مِصْرَ لإِنْقَاذِنَا، وَلَنْ نَقُولَ لِلأَوْثَانِ صَنْعَةِ أَيْدِينَا: «أَنْتُمْ آلِهَتُنَا» لأَنَّ فِيكَ وَحْدَكَ يَجِدُ الْيَتِيمُ رَحْمَةً ))
ميخا 6 : 6-8 : (( يَارَبُّ: بِمَاذَا أَتَقَدَّمُ عِنْدَمَا أَمْثُلُ أَمَامَ الرَّبِّ وَأَسْجُدُ فِي حَضْرَةِ اللهِ الْعَلِيِّ؟ هَلْ أَتَقَدَّمُ مِنْهُ بِمُحْرَقَاتٍ وَبِعُجُولٍ حَوْلِيَّةٍ ؟ هَلْ يُسَرُّ الرَّبُّ بِأُلُوفِ أَنْهَارِ زَيْتٍ ؟ هَلْ أُقَرِّبُ بِكْرِي فِدَاءَ إِثْمِي وَثَمَرَةَ جَسَدِي تَكْفِيراً عَنْ خَطِيئَةِ نَفْسِي؟ لَقَدْ أَوْضَحَ لَكَ الرَّبُّ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ. وَمَاذَا يَبْتَغِي مِنْكَ سِوَى أَنْ تَتَوَخَّى الْعَدْلَ، وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ، وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعاً مَعَ إِلَهِكَ )).
مزمور 40: 6 : (( لَمْ تُرِدْ أَوْ تَطْلُبْ ذَبَائِحَ وَمُحْرَقَاتٍ عَنِ الْخَطِيئَةِ، لَكِنَّكَ وَهَبْتَنِي أُذُنَيْنِ صَاغِيَتَيْنِ مُطِيعَتَيْنِ ))
مزمور 51 : 16 –17 : (( فَإِنَّكَ لاَ تُسَرُّ بِذَبِيحَةٍ، وَإِلاَّ كُنْتُ أُقَدِّمُهَا. بِمُحْرَقَةٍ لاَ تَرْضَى. 17إِنَّ الذَّبَائِحَ الَّتِي يَطْلُبُهَا اللهُ هِيَ رُوحٌ مُنْكَسِرَةٌ. فَلاَ تَحْتَقِرَنَّ الْقَلْبَ الْمُنْكَسِرَ وَالْمُنْسَحِقَ يَااللهُ ))
مزمور 69 : 30 –31 : (( أُسَبِّحُ اسْمَ اللهِ بِنَشِيدٍ وَأُعَظِّمُهُ بِحَمْدٍ. 31فَيَطِيبُ ذَلِكَ لَدَى الرَّبِّ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَةٍ: ثَوْرٍ أَوْ عِجْلٍ ))
ألم يقل الرب في سفر إرمياء [ 7 : 22 ] : (( هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل : ضموا محارقكم إلى ذبائحكم وكلوا لحماً ، لأني لم أكلم آبائكم ولا أوصيتكم يوم أخرجتهم من أرض مصر بشأن محرقة وذبيحة ، بل إنما أوصيتهم بهذا الأمر قائلاً : إطيعوا صوتي فأكون لكم إلهاً وأنتم تكونون لي شعباً ، وسيروا في الطريق الذي أوصيتكم به ليحسن إليكم )) .
لذلك فان ادعاء النصارى انه " بِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لا تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ " ليس الا بدعة وثنية، نقلها بولس من الديانات الوثنية الى العقيدة النصرانية.
ألم يقل الرب في إشعيا [ 55 : 7 ] : (( لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَالأَثِيمُ أَفْكَارَهُ، وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ، وَلْيَرْجِعْ إِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.))
ألم يقل الرب في حزقيال [ 33 : 11 ] : (( حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أَبْتَهِجُ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ بَلْ بِأَنْ يَرْتَدِعَ عَنْ غِيِّهِ وَيَحْيَا. ))
ألم يقل الرب في حزقيال [ 18 : 21 ] : (( وَلَكِنْ إِنْ رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ خَطَايَاهُ كُلِّهَا الَّتِي ارْتَكَبَهَا، وَمَارَسَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَصَنَعَ مَا هُوَ عَدْلٌ وَحَقٌّ فَإِنَّهُ حَتْماً يَحْيَا، لاَ يَمُوتُ. 22وَلاَ تُذْكَرُ لَهُ جَمِيعُ آثَامِهِ الَّتِي ارْتَكَبَهَا. إِنَّمَا يَحْيَا بِبِرِّهِ الَّذِي عَمِلَهُ.))
وبناء عليه لماذا لم يعفو هذا الإله عن آدم وقت ارتكابه للمعصية لينقذ ابنه من الصلب بدلاً من أن يتركه يتضرع بالصلاة والصراخ له كي يبعد عنه كأس الموت [ عبرانيين 5 : 7 ] ؟
ألم يقل المسيح لتلاميذه : (( نفسى حزينة جداً حتى الموت )) [ متى 26 : 37،38] ؟
أليس المسيح هو الذي خر على وجهه ساجداً ومنادياً الله قائلاً (( يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عنِّى هذه الكأس ، ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت )) متى [ 26 : 39 ] ؟
ألم يكن عرقه يتصبب مثل قطرات دم نازلة من شدة خوفه من كأس الموت حتى ان ملاكاً ظهر له من السماء ليقويه . لوقا [ 22 : 44 ] أين الرحمة وأين العدل في تعذيب إنسان لم يذنب وكانت هذه حاله ؟
وقبل أن نشرع فى الكلام عن عقيدة الصلب والفداء أود أن أنوِّه على أهمية العهد القديم بالنسبة للعهد الجديد ، فالمسيحيين يقدسون كلا العهدين ويضمونهما في كتاب واحد ويطلقون عليه اسم الكتاب المقدس.
وقد قال المسيح : (( لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. )) متى [ 5 : 17 ]
وقال أيضاً: (( حِينَئِذٍ خَاطَبَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَتَلاَمِيذَهُ قَائِلاً: «عَلَى كُرْسِيِّ مُوسَى جَلَسَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ وَلَكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ.)) متى [ 23 : 1 ]
ان هذه النصوص فيها الدليل الواضح على تمسك المسيح بناموس ( شريعة ) موسى وبتفاسير وشروح الكتبة والفريسيين.
وكيف لا يكون المسيح متمسك بشريعة موسى والانبياء وهو الذي قال للسائل : (( إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ فَاحْفَظِ الْوَصَايَا.)) متى [ 19 : 16 ] أى اتبع تعاليم التوراة واعمل بها.
ولم يبدل دين المسيح ويأمر بترك التمسك بشريعة موسى والعمل بها إلا بولس فهو القائل : (( إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.)) غلاطية [ 2 : 16 ]
واليك ايها القارىء الكريم الأدلة النقلية والعقلية على فساد مبدأ الصلب والفداء :
( 1 ) قال موسى وهارون لله : (( اللهُمَّ إِلهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ البَشَرِ هَل يُخْطِئُ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَسْخَطَ عَلى كُلِّ الجَمَاعَةِ ؟ )) [ العدد 16 : 22]
ونحن نقول كما قال موسى وهارون للرب : اللهم إله أرواح جميع البشر هل يخطىء آدم فتسخط على كل البشر ؟
( 2 ) جاء في سفر التثنية [ 24 : 16 ] : (( لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.))
ونحن نسأل :
هل غش الله خلقه وأوهمهم أنه لا يقتل الآباء عن الأولاد ولا يقتل الأولاد عن الآباء ، ثم فاجئهم أنهم لا يحملون خطأ أبيهم بل خطأ أول رجل وإمراة خلقا ؟!!
( 3 ) جاء في سفر الامثال ان الاشرار يكونوا كفارةً للأبرار : (( الشرير فدية الصديق )) [ امثال 21 : 18 ] فهل كان المسيح من الاشرار ؟
( 4 ) جاء في سفر اخبار الايام الثاني [ 7 : 14 ] : (( فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ الرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ.))
ونحن نسأل :
أليس هذا هو قانون الله الذي يقبله العقل وترتاح إليه النفس ؟
فمن أين جاء بولس _ الذي لم يرى المسيح يوماً قط _ بفرية الصلب والفداء ؟
( 5 ) جاء في المزمور [ 89 : 26 ] : (( إِلَهِي وَصَخْرَةُ خَلاَصِي. * إِلَى الدَّهْرِ أَحْفَظُ لَهُ رَحْمَتِي.)) وجاء في المزمور [ 109 : 26 ] : (( أعِنِّي يَا رَبُّ إِلَهِي. خَلِّصْنِي حَسَبَ رَحْمَتِكَ.))
ونحن نسأل :
أين رحمة هذا الاله الذي أضمر انتقامه طوال مئات السنين، وأنهى هذه المسرحية بقتل ابنه دون ذنب !!
( 6 ) جاء في سفر التكوين [ 3 : 21 ] : (( وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا.))
الرب بنفسه صنع لهما هذه الأقمصة !!
ألا يدل ذلك على غفران الله لذنبهما ؟
فلو لم يغفر لهما لتركهما يصطادا ويعالجا الجلد ثم يصنعان لأنفسهما هذه الأقمصة ، إمعانا فى إجهادهما وتنفيذاً لوعيده لهما بأن يشقيا فى الأرض :
(( وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَا قُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ». وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. وَشَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ.)) تكوين [ 3: 16-19 ]
( 7 ) ألم يأمر الرب في سفر الخروج [ 15 : 32 _ 36 ] بالعقاب الفورى لمن خالف تعاليمه ، ولم يعظم السبت ؟
فإذا كان هذا حاله مع عباده ، فما الذى غير حاله مع آدم ولم يعاقبه من فوره ؟ وإن كان ما فعله مع آدم هو المألوف ، فلماذا تعجَّلَ بقتل هذا الرجل الذى خالف السبت ، ولم ينتظر حتى يجىء هو نفسه ليُصلَب ؟ (( َلمَّا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيل فِي البَرِّيَّةِ وَجَدُوا رَجُلاً يَحْتَطِبُ حَطَباً فِي يَوْمِ السَّبْتِ. فَقَدَّمَهُ الذِينَ وَجَدُوهُ يَحْتَطِبُ حَطَباً إِلى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ الجَمَاعَةِ. فَوَضَعُوهُ فِي المَحْرَسِ لأَنَّهُ لمْ يُعْلنْ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ. فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الجَمَاعَةِ خَارِجَ المَحَلةِ». فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الجَمَاعَةِ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى.)) خروج [ 15: 32 – 36 ]
( 8 ) جاء في سفر [ إشعياء 55 : 7] : (( لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ.))
( 9 ) وجاء في سفر [ إرمياء31: 29 –30] : (( فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لاَ يَقُولُونَ بَعْدُ: [الآبَاءُ أَكَلُوا حِصْرِماً وَأَسْنَانُ الأَبْنَاءِ ضَرِسَتْ] بَلْ : [ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ بِذَنْبِهِ ]. كُلُّ إِنْسَانٍ يَأْكُلُ الْحِصْرِمَ تَضْرَسُ أَسْنَانُهُ.))
( 10 ) وجاء في سفر [ حزقيال 18 : 19- 23] : (( وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْمِلُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا ؟ ))
فلماذا لم يغفر لآدم وحواء إذن ذنبهما ؟ وكيف يصلب نفسه أقصد ابنه وهو يقول. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ ؟
فىأى دين كان وحى الله كاذب ؟
أم إنه إله ذو نزوات ليوحى هنا بعقيد ويفسدها بعقيدة أخرى مع نبى آخر؟
( 11 ) وجاء في سفر [حزقيال 33 :11-16] : (( قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أَبْتَهِجُ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ بَلْ بِأَنْ يَرْتَدِعَ عَنْ غِيِّهِ وَيَحْيَا. ارْجِعُوا، ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمِ الرَّدِيئَةِ! لِمَاذَا تَمُوتُونَ يَاشَعْبَ إِسْرَائِيلَ؟ وَأَنْتَ يَاابْنَ آدَمَ، قُلْ لأَبْنَاءِ شَعْبِكَ: لاَ يَنْجُو الْبَارُّ بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ مَعْصِيَتِهِ، وَلاَ يَعْثُرُ الشِّرِّيرُ بِشَرِّهِ فِي يَوْمِ تَوْبَتِهِ. كَذَلِكَ لاَ يَسْتَطِيعُ الْبَارُّ أَنْ يَحْيَا بِبِرِّهِ فِي يَوْمِ اقْتِرَافِهِ لِخَطِيئَتِهِ. وَإِنْ قُلْتَ لِلْبَارِّ إِنَّكَ لاَ مَحَالَةَ تَحْيَا، فَاعْتَمَدَ عَلَى بِرِّهِ وَأَثِمَ، فَإِنَّ بِرَّهُ كُلَّهُ لاَ يُذْكَرُ لَهُ، بَلْ يَمُوتُ بِمَا ارْتَكَبَ مِنْ إِثْمٍ. وَإِذَا قُلْتَ لِلشِّرِّيرِ إِنَّكَ لاَ مَحَالَةَ مَائِتٌ: فَارْتَدَعَ عَنْ خَطِيئَتِهِ وَمَارَسَ الْعَدْلَ وَالْحَقَّ، وَرَدَّ الرَّهْنَ، وَعَوَّضَ عَمَّا اغْتَصَبَهُ، وَسَلَكَ فِي الْفَرَائِضِ الَّتِي تُؤَمِّنُ لَهُ الْحَيَاةَ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَرْتَكِبَ إِثْماً، فَإِنَّهُ لاَ مَحَالَةَ يَحْيَا وَلاَ يَمُوتُ فِي خَطَايَاهُ، وَلاَ تُذْكَرُ كُلُّ خَطِيئَةٍ ارْتَكَبَهَا، لأَنَّهُ عَادَ فَمَارَسَ الْعَدْلَ وَالْحَقَّ. إِنَّهُ حَيَاةً يَحْيَا!.))
فلماذا يدعوا الله خلقه للتوبة وعمل الصالحات لو كان هناك فداء عن طريق الصلب؟
ولماذا يدعو الله الأبرار بعدم الاعتماد على برهم الذى عملوه بل يُحثهم على الزيادة ، إن كان البر ودخول الجنة فقط عن طريق الصلب والفداء؟
( 12 ) : (( فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة )) [متى 3 : 8]
هذا كلام يوحنا ( يحيى عليه السلام ) أثناء وجود المسيح عليه السلام مما يبطل القول بأن المسيح عليه السلام جاء ليفدي العالم. فمن غير المعقول ألا يعرف نبى إلاهه أويُخالِف رسالة ربه. فهل ينزل الله نفسه ويقول بالصلب والفداء لغفران الخطايا ثم يقول نبيه لآ تسمعوا له ، أنا أضمن لكم الجنة إذا فعلتم أثماراً تليق بالتوبة ؟!!
إذن فقد كانت هناك توبة ، وأن الله غفور رحيم ، يقبل التوبة من عبده العاصى. فلماذا لم يقبل بالذات توبة عبده آدم وزوجته حواء؟
( 13 ) قال المسيح : (( لأنكم بالدينونة التي تدينون تُدانون )) [متى 7 : 1]
أي أن الإنسان يحاسب بنوع أعماله إن خيراً فخير وإن شراً فشر .
( 14 ) وقال : (( ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات )) [متى 7 : 21]
أي أن طاعة الله سبحانه وتعالى مقدمة على اتباع المسيح عليه السلام ، وهى السبيل لدخول الجنة، وليس كما قال بولس إن خلاصك ودخولك الجنة يتوقف على إيمانك بالصلب والفداء.
كذلك تدل هذه الفقرة على عدم إمكانية الإتحاد بين الخالق ونبيه إلا فى التعاليم وصُلْبِ الرسالة. إذ أنه لا يتحد الراسل والمرسل إليه وإلا لقلنا أنه أرسل لنفسه. وإلا لقلنا كيف يكون الاتحاد إذا كان واحد على الأرض والآخر فى السماء؟!! كيف يتم الاتحاد بين صاحب السيادة رب البيت وخادمه الذى ليس له فى أمر فى الموضوع إلا إبلاغ أوامر سيده؟!!
( 15 ) لماذا قال المسيح : (( ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً )) [متى10 : 34 ] ولماذا قال : (( جئت لألقي ناراً على الأرض )) [ لوقا 12 : 49 – 51 ] لو كان صحيح قد أتى ليفدي الناس؟
( 16 ) لقد أرسل يوحنا المعمدان للمسيح ليسأله : (( أنت هو الآتي أم ننتظر آخر)) [ متى 11 : 3 ]
ألم يعرف يوحنا إلهه الذي أرسله!؟
وما الهدف من إرسال يوحنا إذا جاء المسيح عليه السلام لخلاص البشر؟
من " الآتي" ؟ هل فيه إله آخر كان من المتوقع أن يأتى على الأرض؟
أم هل الآلهة الثلاثة غير متحدة ويأتون فرادى للصلب ؟
ولو صلب الإله عن خطيئة آدم فلماذا لم تصلب مريم زوجة الإله وأمه لفدية البشر من خطيئة حواء ؟
ولماذا يأتي (الآتى) إذا كان الإله قد جاء لخلاص البشر؟
ولماذا لم يسأل يوحنا الإله هل أنت الكلمة ؟ [ يوحنا 1: 1 ]
ولماذا عمَّدَ يوحنا البشر المحمَّل بالخطيئة الأزلية إلهه؟ [ متى 3: 13 ]
( 17 ) جاء في متى [ 12 : 32 ] قول المسيح : (( وأما من قال على الروح القدس فلن يغفر له لا فى هذا العالم ولا فى الآخر ))
إذن فما أهمية الفداء إذا كان هناك حساب فى العالم الآخر على أقوالنا وأفعالنا؟
( 18 ) جاء في متى [ 23 : 35 ] : (( لكى يأتى عليكم كل دم زكى سُفِكَ على الأرض من دم هابيل الصّدِّيق إلى دم زكريا بن برخيا الذى قتلتموه بين الهيكل والمذبح ))
فعيسى اعترف إذن ببر الأنبياء وعباد الله من أول خلق البشرية إلى زمانه! فما حاجة الله إلى الصلب والفداء ؟
ألم تتفكروا أية خطيئة أكبر: الأكل من شجرة معرفة الخير من الشر أم قتل الأخ لأخيه؟ فما بالكم بقتل الإله نفسه أو ابنه ؟
( 19 ) : سُئلَ عيسى عليه السلام (( وَإِذَا شَابٌّ يَتَقَدَّمُ إِلَيْهِ وَيَسْأَلُ: «أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، أَيَّ صَلاَحٍ أَعْمَلُ لأَحْصُلَ عَلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ؟ فَأَجَابَهُ : لِمَاذَا تَسْأَلُنِي عَنِ الصَّالِحِ؟ وَاحِدٌ هُوَ الصَّالِحُ. وَلكِنْ، إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَدْخُلَ الْحَيَاةَ، فَاعْمَلْ بِالْوَصَايَا. 18فَسَأَلَ: «أَيَّةِ وَصَايَا؟» أَجَابَهُ يَسُوعُ: «لاَ تَقْتُلْ؛ لاَ تَزْنِ؛ لاَ تَسْرِقْ؛ لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ؛ 19أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ؛ وَأَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ...)) [ متى 19 : 16 ] ، [ لوقا 18 : 18 ]
ماذا قال المسيح للسائل ؟
هل قال له : تؤمن بعقيدة الصلب والفداء؟ لا قال له تشهد أنه واحد فقط هو الإله الصالح(أى توحِّد الله) ثم تأتى بالأعمال الصالحة.
فأين هنا عقيدة الصلب والفداء؟ وما أهمية حفظ الوصايا هنا لو كان الخلاص بالصلب؟
وأين هذا من أقوال بولس الذي حرف دين المسيح ؟ ألم يقل بولس:
(( إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَيَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.)) غلاطية [ 2: 16 ]
(( لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ بِرُّ اللهِ بِالإِيمَانِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ إِلَى كُلِّ وَعَلَى كُلِّ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ. لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ. 23إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ 24مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ لإِظْهَارِ بِرِّهِ مِنْ أَجْلِ الصَّفْحِ عَنِ الْخَطَايَا السَّالِفَةِ بِإِمْهَالِ اللهِ.)) رومية [ 3: 20-25 ]
(( فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.)) عبرانيين [ 7: 18-19 ]
( 20 ) : سئل عيسى عليه السلام: (( يَا مُعَلِّمُ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ الْعُظْمَى فِي النَّامُوسِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ )). [متى 22 : 36-40]
فلماذا لم يَقُل إنه عليك أن تؤمن بعقيدة الصلب والفداء؟ وأين عقيدة الفداء والصلب هنا؟ ولماذا الفداء هنا؟ وأين هذا من أقوال بولس المذكورة أعلاه؟
( 21 ) : من صفات الله التى لا يختلف عليها العقلاء (العدل والرحمة والغفران).
فأين الرحمة لو صُلِبَ برىء تكفيراً عن شخص آخر؟
وهل يُصلب إله تكفيراً عن خطيئة بشر؟ ولو قلتم إن الذى صُلِبَ كان بشر أيضاً ، لقلنا لقد انفصل وقتئذ إذن لاهوته عن ناسوته ، وبذلك ينتفى الاتحاد التام والكامل فى القول والعمل الذى تنادون به.
فما بالك إذا كان الآخر ابن الإله؟
هل كان يريد أن يتخلص من ابنه؟
أم هل كان عاجزاً عن الغفران بدون هذه المسرحية؟
وكيف يثق خلقه به إذا كان قد ضحى بالبار البرىء من أجل غفران خطيئة مذنب آخر؟
وكيف نصدق أنه إله عادل إذا كان هذا هو عدله _ يدخل أنبياءه ورسله وعباده الصالحين النار في انتظار صلب ابنه ثم ينزل إلي الجحيم ليخلصهم ؟!!
أليس هذا هو ما تؤمن به الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية ؟
هل هو قاسي القلب لهذه الدرجة : يحب آدم وحواء وذريتهما أكثر من ابنه؟
ولماذا لم ينتقم من يعقوب عندما ضحك عليه وسرق النبوة من أبيه؟ (تكوين 27)
ولماذا لم ينتقم الله (فى زعمكم)من يعقوب الذى تصارع معه وقهره؟(تكوين32: 22-30)
ولو كان الصلب والفداء لغفران خطيئة آدم وحواء – فكيف يكفر عن خطيئة الشيطان ؟
وهل سيضطر إلى النزول مرة أخرى والزواج من شيطانة لينجب شيطاناً يصلب عن الشياطين؟
أليست خطيئة الشيطان أعظم وأجل؟
أم كان صَلب ابنه (أقصد نفسه) هذا نيابة عن الجن والإنس؟
ولماذا لم ينتقم من نبيه يهوذا الذى زنا بزوجة ابنه (تكوين 38: 12- 26)
ولماذا لم ينتقم من لوط الذى تقولون إن زنى بابنتيه؟ (تكوين 19: 30-38)
ولماذا لم ينتقم من أمنون الذى تقولون عنه إنه زنى بأخته؟ (صموئيل الثانى 13)
ولماذا لم ينتقم من داود الذى تتهمونه بالزنا مع امرأة جاره بعد ارتكابه خيانة عظمى فى حق جيشه وجنوده ليقتل زوجها ؟ (صموئيل الثانى 11)
ولماذا لم ينتقم من سليمان الذى عبد الأوثان؟ (ملوك الأول 11: 9-10)
ولماذا لم ينتقم من بنى اسرائيل الذين عبدوا العجل بعد أن أنقذهم وأخرجهم من مصر؟ ( خروج 32: 1-6)
ولماذا لم ينزل مرة أخرى ليصلب ليكفر عن خطيئة من قتلوا ابنه وحرفوا دينه؟
ولماذا تعجَّلَ وأمر بقتل و رجم المرتد ، لو كان فى نيته أن يفديه ويغفر له خطاياه بموت ابنه على الصليب؟ (تثنية 13: 6-10) وهل من العدل أن يتساوى الكافر والمؤمن لمجرد صلب إنسان برىء ؟
وهل بهذا قد تعلم شعب الصليب تحمل مسؤولية أعمالهم؟ لا.
إنهم يحملون ظهر إلاههم بأثقال من الذنوب والإثام، لا بد معها من ارسال ابنه مرة أخرى وربما ابنته وزوجته وكل أقربائه مرات ومرات حتى يرضيه منظر الدماء والضحايا ليتوب عليهم ويغفر لهم!!
أليس من الأسهل لو أنه انتقم من الشيطان وأراح واستراح؟
ولماذا لم ينتقم من بنى إسرائيل على سرقتهم حلى المصريين؟ (خروج 12: 35-36)
ولماذا لم ينتقم ممن أوقدوا نيران الحرب وقتلوا الأبرياء فى صبرا وشاتيلا وفى جنين؟
أيهما أهم عند هذا الإله: الأكل من شجرة معرفة الخير والشر أم قتل النفس؟
كيف يكون إله بار رحيم حنّان منّان وهو يُضمر كل هذا الشر فى نفسه؟ كل هذا العمر لينتقم من فلذة كبده؟ ثم تقولون الله محبة؟!!!
ألم يقل : (( إنه إله غيور يتفقد ذنوب الآباء فى الأبناء فى الجيل الثالث والرابع من مبغضيه؟ )) فلماذا كذب وانتظر كل هذه الأجيال؟ (خروج 20: 5)
وإذا كان هذا حاله مع من أحب - مع ابنه – فماذا يكون حاله معنا نحن؟
ولماذا لم ينتقم من الشيطان الذى قهره أربعين يوما يجربه فى البرية؟ (متى 4: 1-11)
ولماذا لم ينتقم من الشيطان الذى وسوس لآدم وحواء وتسبب فى هذه الخطيئة؟
هل يُعجبه أن يصفه أحد خلقه بالقسوة وعدم الرحمة؟ (( إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا!اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ )) رومية [ 8: 31-32.]
أم نزل هو ليصلب ليظل خلقه يلعنوه إلى يوم الدين ثم يخلدهم فى الجنة بهذا العمل الأسطورى الذى راح هو ضحيته؟ (( اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَة. )) [غلاطية 3: 13]
كيف ترك إلهكم لاهوته ورضي أن يعيش في رحم إمرأة بين دم الحيض والنفاس ثم خرج من فرجها في صورة طفل يحبو ويتبول ويرضع من صدر امه مع ان ذلك يمثل جانباً مهماً من جوانب الله الذي له الكمال المطلق . إن ذلك لأمر عجاب.
هل هذه هى صورة الإله العظيم القدوس المنزه؟ لا. فما الذى يدفعنى لعبادته؟
نحن نقول الله أكبر من كل شىء ، نحن نقول الله العليم. ولا يمكن لإلاهكم أن تكون له نفس هذه الصفات. فقد كانت بطن أمه التى حوته أكبر منه ، وكانت أكبر منه ناهيك عن الكهف الذى ولدته فيه. فلماذا أعبد الضعيف؟ ولماذا أعبد الصغير؟
لماذا قبل إلهكم أن يتحد جسده ودمه فى البشر عندما تأكلون الخبز المقدس وتشربون الخمر؟ ألم يعلم أن مصير هذا التحول سيؤول بعد الهضم إلى المجارى؟ هل رضى لنفسه هذه الصورة المهينة؟
هل لم يعرف رئيس الكهنة قيافا إلاهه؟ وهل قبل الإله أن يحكم عليه أحد خلقه بالموت؟
أإله لم يعرفه أنبياؤه ولا رسله؟ (( فَقَالَ لَهُمْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَهُوَ قَيَافَا كَانَ رَئِيساً لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ: «أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ شَيْئاً ولاَ تُفَكِّرُونَ أَنَّهُ خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ وَلاَ تَهْلِكَ الأُمَّةُ كُلُّهَا»وَلَمْ يَقُلْ هَذَا مِنْ نَفْسِهِ بَلْ إِذْ كَانَ رَئِيساً لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ تَنَبَّأَ أَنَّ يَسُوعَ مُزْمِعٌ أَنْ يَمُوتَ عَنِ الأُمَّةِ )) [ يوحنا 11: 49-50] أنظر النبى أعلم من الإله!! النبى تنبأ بموت الإله!! انظر نبى الله العادل الذى يحكم على إلاهه بالموت ويرى فى ذلك الخير للأمة!! فما حاجتى أن أصدق نبياً أو إلاهاً بعد؟ أليس هذا هو الدافع لخروج الناس من الكنيسة ورفض تعاليمها؟ أليس هذا هو الدافع لإنكار وجود الله ؟ أليست فكرة الصلب والفداء دافع لإكثار الخطايا والآثام واللامبالاة باقترافها ؟
أإله يسلمه للصلب نبيه يهوذا الأسخريوطى؟ أتصدقون أنه رضى بتسليم إلهه ورجح منفعة ثلاثين درهما على إلهه ووعوده؟ [ متى 26: 14-16 ]
أإله لا يساوى ثمنه ثمن حذاء رخيص؟ ثلاثين درهما؟!!
لماذا لم يرحم باقى خلقه القادمين إلى العالم عندما يُفقِدَهم الثقة فى رحمته؟
ماذا سيقولون عنه عندما يعلمون أنه ضحَّى بابنه؟ ألن يساورهم الشك ويحبطهم التشكك والأمل فى رحمته ؟
ألا يفقدهم ذلك الأمل فى أنه من الممكن ألا يعدل بينهم أو يحكم بالصلب على أحد منهم بسبب خطيئة شخص آخر؟
ما بالكم لو اتبع أحد القضاة هذا النهج البولسى وحكم بقتل شخص برىء بذنب آخر؟
أأكل أنا وأسرتى فى أحد المطاعم وتُجْبَر أنت على دفع فاتورة الطعام؟
قولوا لى بالله عليكم : ما هو الذنب الذى ارتكبه آدم وحواء؟ أن أكلا من شجرة معرفة الخير والشر؟
هل كان عليهما ألا يعرفا طريق الخير فينتهجاه وألا يعرفا طريق الشرفيتجنباه؟
قد تقول لى إن ذنبهما هو عصيان أمر الله. أقول لك وما الحكمة أن يمنع الله
خلقه من معرفة الخير من الشر؟
هل كان يريد أن يتركهما فى ظلام الجهل وعدم معرفة الخير من الشر ثم يحاسبهما فى الآخرة ؟
ألست معى فى أنهما لو كانا قد عرفا ذلك لاقتضى علمهم بالخير أن يتبعا طريق الله القويم ؟
ألست معى أنه في جميع الشرائع لابد أن تتناسب العقوبة مع الجريمة نفسها؟
فهل يتناسب الصلب ، مع خطيئة آدم؟
وهل كفَّ الشيطان عن محاربة الله بعد أن وسوس لآدم وحواء؟
فلماذا يترك هذا الإله الحلول الجذرية فلا ينتقم من آدم وحواء ، ولا ينتقم من الشيطان ، بل ينتقم من ابنه البرىء الذى سُرَّت به نفسه؟
ألا تقولون إن الأنبياء السابقين عصوا الله وزنوا ؟
ألا تقولون إن سليمان ضلَّ عن طريق الله القويم وعبد الأوثان؟
ألا تقولون إن إبراهيم رضى بعبث فرعون بزوجته فى مقابل دراهم معدودة ؟
هل كان كل هذا طاعة لأوامر الله أم عصيان له وإفسادٌ فى الأرض؟
فلو كان طاعة ، لقلنا سبحان الله. كيف ترضون بإله ديوث لا يرضى إلا بالزنا والدياثة ؟
وإن قلتم عصيان ، لقلنا كيف تتهمون الله سبحانه وتعالى بالجهل فى اختيار أنبيائه ولحكمتم على كتابكم بأنه ليس من عند الله. فهذا إلاه يستحق الصلب فعلاً ولكن ليس من أجل خطيئة عبدين من عباده أكلا من شجرة.
أليس هذا ذنب الله الذى لم يترك لآدم وحواء الإكثار من الأكل من شجرة معرفة الخيروالشر؟
فلماذ أراد منعهم من معرفة الخير؟
( 22 ) قال المسيح : (( فكونوا أنتم رحماء كما أن أباكم أيضاً رحيم )) لوقا [ 6: 36] لك أن تتخيل أن نصارى العالم يرون فى قتل الأب لابنه رحمة وغفران ؟
لك أن تتخيل أن نصارى العالم يرضون بقتل الآب لابنه من أجل خطية آدم وخطاياهم؟ أليس هذا باعث للإستمرار فى الخطايا ؟
وما قيمة قوله (( من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده )) لوقا [ 5: 21 ] ؟
فإذا كان هو إله غفَّار فلماذا لم يغفر خطيئة آدم وحواء ؟
ألا يريد أن يكون قدوة يقتدى به خلقه؟
( 23 ) (( وتبتهج روحي بالله مخلصي )) [ لوقا1 : 47]
فإذا كان الله يغفر الذنوب فلماذا لم يغفر لآدم وحواء؟ لماذا يعذب ابنه؟ أم إنه فى حاجة إلى أن يُرسل أحد أبنائه فى كل مرة يريد أن يغفر فيها للبشر؟