س237- متى هاجر ابراهيم (أبرام) من حاران إلى كنعان ؟
كان عمر إبراهيم وقتها (75) عاماً ( تكوين 12 : 4) ومعنى ذلك أن أبيه كان عمره حينئذ (145) عاماً وكان يعيش معه آنذاك. لأن تارح ولدَ إبراهيم عندما كان عمره (70) عاماً.
إلا أن (أعمال الرسل 7 : 4) تؤكد أن إبراهيم قد خرج مهاجراً من حاران إلى كنعان بعد موت أبيه ، أى عندما كان تارح عمره 205 سنوات.
س238- لماذا ترك سيدنا لوط مصر وهاجر إلى الأردن؟
يقول الكتاب المقدس: كان أبرام غنياً جداً وكذلك كان لوط عليهما السلام ، فحتى لا تحدث بينهما مشاحنات: (8فَقَالَ أَبْرَامُ لِلُوطٍ: «لاَ تَكُنْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ رُعَاتِي وَرُعَاتِكَ لأَنَّنَا نَحْنُ أَخَوَانِ. 9أَلَيْسَتْ كُلُّ الأَرْضِ أَمَامَكَ؟ اعْتَزِلْ عَنِّي. إِنْ ذَهَبْتَ شِمَالاً فَأَنَا يَمِيناً وَإِنْ يَمِيناً فَأَنَا شِمَالاً». ... ... 11فَاخْتَارَ لُوطٌ لِنَفْسِهِ كُلَّ دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ وَارْتَحَلَ لُوطٌ شَرْقاً. فَاعْتَزَلَ الْوَاحِدُ عَنِ الْآخَرِ. 12أَبْرَامُ سَكَنَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ وَلُوطٌ سَكَنَ فِي مُدُنِ الدَّائِرَةِ وَنَقَلَ خِيَامَهُ إِلَى سَدُومَ. 13وَكَانَ أَهْلُ سَدُومَ أَشْرَاراً وَخُطَاةً لَدَى الرَّبِّ جِدّاً.) تكوين 13: 8-13
أى إن السبب دنيوى تماماً ، خوفاً من المشاحنات على الرزق! هل هذا يليق بصورة نبى؟ فما بالكم إن كان الإثنان هكذا؟ لمصلحة من تُشَوَّه صورة النبى ، صورة القدوة ، نموذج التقوى، قالب الورع؟
ولو كان هذا السبب لبقى إبراهيم فى مصر بعد أن غادرها لوط ، ولما انتقل بعدها مباشرة إلى حبرون ، ثم استمر فى التنقل والعيش بين أقوام غرباء عنه ، ولما اختار لوط مكان غير آمن، وسكانه من الأشرار والخطاة جداً! فهذا خطر جداً على تجارته على الأقل! وإنما كان لكل من لوط وإبراهيم عليهما السلام رسالة هى دعوة الكفار والأشرار والخطاة إلى عبادة الله.
وهل يتنقل أنبياء الله بمحض إرادتهم للعيش فى المكان الذى يرغبون فيه؟ ألم تدروا ماذا فعل الله بنبيه ذى النون (يونس) عندما ذهب مغاضباً؟
س239- يحكى الإصحاح الرابع عشر من سفر التكوين حرباً قامت بين مجموعتين، كانت المجموعة الثانية ومنها ملك سدوم وعمورة خاضعة لمدة 13 سنة للمجموعة الأولى وفيها ملك شنعار وملك عيلام ، ثم تمردت المجموعة الأولى على الثانية فى عمق السديم فى البحر الميت ، وانتصرت عليها ، فاستولت على كل ممتلكات المهزومين ومعهم لوط وأمواله.
ولما علم (أبرام العبرانى) أخذ غلمانه (318 غلاماً) وحلفاءه (أشكول وعاثر) ولاحق المجموعة المنتصرة إلى (دان) فانقض عليهم ليلاً وهزمهم ، ثم لاحقهم إلى (حوبة) شمال دمشق واسترجع كل الأملاك والشعب ومعهم لوط ابن أخيه.
الغريب أن اسم هذه المدينة (دان) كان إلى عصر القضاة (لايش) حتى استولى عليها سبط دان وضربوا أهلها بحد السيف وأحرقوا المدينة ، ثم بنوها وسكنوا بها ودعوها باسم (دان) ( قضاة 18: 27-29 ) , فكيف كتب موسى هذا وهو لم يحدث إلا بعده بسنوات عديدة؟
س240- يقول سفر التكوين (18وَمَلْكِي صَادِقُ مَلِكُ شَالِيمَ أَخْرَجَ خُبْزاً وَخَمْراً. وَكَانَ كَاهِناً لِلَّهِ الْعَلِيِّ. 19وَبَارَكَهُ وَقَالَ: «مُبَارَكٌ أَبْرَامُ مِنَ اللهِ الْعَلِيِّ مَالِكِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ 20وَمُبَارَكٌ اللهُ الْعَلِيُّ الَّذِي أَسْلَمَ أَعْدَاءَكَ فِي يَدِكَ». فَأَعْطَاهُ عُشْراً مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. 21وَقَالَ مَلِكُ سَدُومَ لأَبْرَامَ: «أَعْطِنِي النُّفُوسَ وَأَمَّا الأَمْلاَكَ فَخُذْهَا لِنَفْسِكَ». 22فَقَالَ أَبْرَامُ لِمَلِكِ سَدُومَ: «رَفَعْتُ يَدِي إِلَى الرَّبِّ الإِلَهِ الْعَلِيِّ مَالِكِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ 23لاَ آخُذَنَّ لاَ خَيْطاً وَلاَ شِرَاكَ نَعْلٍ وَلاَ مِنْ كُلِّ مَا هُوَ لَكَ فَلاَ تَقُولُ: أَنَا أَغْنَيْتُ أَبْرَامَ. 24لَيْسَ لِي غَيْرَ الَّذِي أَكَلَهُ الْغِلْمَانُ. وَأَمَّا نَصِيبُ الرِّجَالِ الَّذِينَ ذَهَبُوا مَعِي: عَانِرَ وَأَشْكُولَ وَمَمْرَا فَهُمْ يَأْخُذُونَ نَصِيبَهُمْ».) تكوين 14: 18-24
فهل رفض إبراهيم أن يغتنى عن طريق رجل شرير مثل ملك سدوم ، ووافق على أن يغتنى عن طريق بيع زوجته لفرعون؟
وهل خاف إبراهيم على سمعته أن يقول ملك سدوم أنه أغنى إبراهيم ، ولم يخف إبراهيم أن يقول الله والناس أنه اغتنى عن طريق زوجته العجوز الجميلة؟
س241- (12لَمَّا صَارَتِ الشَّمْسُ إِلَى الْمَغِيبِ وَقَعَ عَلَى أَبْرَامَ سُبَاتٌ وَإِذَا رُعْبَةٌ مُظْلِمَةٌ عَظِيمَةٌ وَاقِعَةٌ عَلَيْهِ. 13فَقَالَ لأَبْرَامَ: «اعْلَمْ يَقِيناً أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيباً فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ. 14ثُمَّ الأُمَّةُ الَّتِي يُسْتَعْبَدُونَ لَهَا أَنَا أَدِينُهَا. وَبَعْدَ ذَلِكَ يَخْرُجُونَ بِأَمْلاَكٍ جَزِيلَةٍ. 15وَأَمَّا أَنْتَ فَتَمْضِي إِلَى آبَائِكَ بِسَلاَمٍ وَتُدْفَنُ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ. 16وَفِي الْجِيلِ الرَّابِعِ يَرْجِعُونَ إِلَى هَهُنَا لأَنَّ ذَنْبَ الأَمُورِيِّينَ لَيْسَ إِلَى الْآنَ كَامِلاً») تكوين 15: 12-16
ويقول سفر الخروج 12: 40-41 (40وَأَمَّا إِقَامَةُ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّتِي أَقَامُوهَا فِي مِصْرَ فَكَانَتْ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً. 41وَكَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ أَرْبَعِ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَنَّ جَمِيعَ أَجْنَادِ الرَّبِّ خَرَجَتْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ.)
وهنا قد تناقضت المدتين الزمنيتين مع بعضهما البعض ! ففى سفر التكوين 400 سنة ، وفى سفر الخروج 430 سنة. وقد اتفق المؤرخون والمفسرون المسيحيون أن مدة إقامة بنى إسرائيل فى مصر كانت 215 سنة ، وهو المدة الزمنية الواقعة بين دخول أخوة يوسف وأبيه مصر (عام 1706) وعبور الإسرائيليين بحر القلزم وغرق فرعون (عام 1491).
فهل عاش بنو إسرائيل فى مصر 400 سنة (تكوين) أو 430 سنة (خروج) أو 215 سنة (المفسرون)؟
الغريب هنا أنه قال: وفى الجيل الرابع يتم الخروج ، فهو بذلك جعل الجيل 100 سنة ، ولا يقل أحد بذلك. وجعل عمر موسى أكثر من 460 سنة ، وهذا يخالف أيضاً المعطيات التوراتية ، حيث يظن كثير من الناس أن أعمار جيل موسى عليه السلام وفرعون هو مثل أعمار آدم ونوح. وفى الحقيقة أن أكثر الناس المعمرين فى بنى إسرائيل عاش 137 سنة (عمرام / عمران) والد موسى ، وأن الأعمار بعد ذلك كانت فى تناقص مستمر حتى أن نبى الله داود قبل أن يبلغ السبعين قيل عنه أنه شاخ جداً وتقدم فى الأيام (ملوك الأول 1: 1).
س242- يقول سفر التكوين: (17ثُمَّ غَابَتِ الشَّمْسُ فَصَارَتِ الْعَتَمَةُ وَإِذَا تَنُّورُ دُخَانٍ وَمِصْبَاحُ نَارٍ يَجُوزُ بَيْنَ تِلْكَ الْقِطَعِ. 18فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ قَطَعَ الرَّبُّ مَعَ أَبْرَامَ مِيثَاقاً قَائِلاً: «لِنَسْلِكَ أُعْطِي هَذِهِ الأَرْضَ مِنْ نَهْرِ مِصْرَ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ نَهْرِ الْفُرَاتِ. 19الْقِينِيِّينَ وَالْقَنِزِّيِّينَ وَالْقَدْمُونِيِّينَ 20وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالرَّفَائِيِّينَ 21وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ».) تكوين 15: 17-21
وبناء على هذه النبوءة يعتقد اليهود أن أرضهم كما وعد الله ستكون من النيل إلى الفرات، وهذا فهم خاطىء للأسباب الآتية :
النبوءة السابقة عليها تقول: (13فَقَالَ لأَبْرَامَ: «اعْلَمْ يَقِيناً أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيباً فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ.) تكوين 15: 13 ، وقد استُعبِدَ بنو إسرائيل فى أرض جاسان شرقى النيل ، أى أن هذه الأرض الواقعة شرق النيل التى استُعبِدوا فيها لن تكون لهم.
وقد ذكرت النبوءة أن من بين الشعوب التى سيمتلكون أرضهم (الكنعانيين). ومن المعلوم أن الكنعانيين لم تصل تخومهم أبداً إلى نهر النيل.
ولو كان (من نهر مصر) صحيحاً لذكر المصريين ضمن الأمم التى يطردها من أمام بنى إسرائيل ورغم ذلك نجد إسرائيل ترسم خريطة أرض الميعاد من النيل إلى الفرات!
س243- ظهر الرب لإبراهيم وهو جالس فى باب خيمته عند بلوطات ممرا (فى حبرون) فى حر النهار ، فرفع إبراهيم عينيه فرأى ثلاثة رجال ، فاستقبلهم ودعاهم ليستريحوا ويتناولوا الطعام ، وصنع لهم وليمة (وَإِذْ كَانَ هُوَ وَاقِفاً لَدَيْهِمْ تَحْتَ الشَّجَرَةِ أَكَلُوا.) (تكوين 18: 1-9) وستلاحظ عقب ذلك مباشرة أن أحد الثلاثة هم الرب نفسه. فكيف يأكل الرب؟ وفى السامرية (ثلاثة رسل).
وكيف يكون الرب هو الأكبر، إذا كان يجلس تحت الشجرة، وهى أكبر منه! والأَمر من ذلك أنهم ناموا بعد ذلك (تكوين 19: 4)
س244- يقول سفر التكوين (11وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ وَسَارَةُ شَيْخَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ فِي الأَيَّامِ وَقَدِ انْقَطَعَ أَنْ يَكُونَ لِسَارَةَ عَادَةٌ كَالنِّسَاءِ.) تكوين 18: 11 ، لاحظ هنا أن التوراة تقول عن سارة أنها وإبراهيم متقدمان فى العمر، ومع ذلك سيذكر فيما بعد أن أبيمالك أراد أن يتخذ سارة خليلة له. فأى القصتين نصدِّق؟
س245- (12فَضَحِكَتْ سَارَةُ فِي بَاطِنِهَا قَائِلَةً: «أَبَعْدَ فَنَائِي يَكُونُ لِي تَنَعُّمٌ وَسَيِّدِي قَدْ شَاخَ!» 13فَقَالَ الرَّبُّ لإِبْرَاهِيمَ: «لِمَاذَا ضَحِكَتْ سَارَةُ قَائِلَةً: أَفَبِالْحَقِيقَةِ أَلِدُ وَأَنَا قَدْ شِخْتُ؟) تكوين 18: 12-13
كيف تعجبت سارة من هذه البشرى وقد أخبرها الرب قبل ذلك مرتين عن طريق زوجها؟ فقد أخبرها فى المرة الأولى عند عهد الختان: (15وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «سَارَايُ امْرَأَتُكَ لاَ تَدْعُو اسْمَهَا سَارَايَ بَلِ اسْمُهَا سَارَةُ. 16وَأُبَارِكُهَا وَأُعْطِيكَ أَيْضاً مِنْهَا ابْناً. أُبَارِكُهَا فَتَكُونُ أُمَماً وَمُلُوكُ شُعُوبٍ مِنْهَا يَكُونُونَ». 17فَسَقَطَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى وَجْهِهِ وَضَحِكَ وَقَالَ فِي قَلْبِهِ: «هَلْ يُولَدُ لِابْنِ مِئَةِ سَنَةٍ؟ وَهَلْ تَلِدُ سَارَةُ وَهِيَ بِنْتُ تِسْعِينَ سَنَةً؟».) تكوين 17: 15-17 ، تلاحظ هنا أيضاً ضحك إبراهيم ، وعدم تعليق الرب على ضحكه. أما عندما ضحكت سارة ، أنكر الرب ضحكها ، وكذبت عليه قائلة إنها لم تضحك. فلم؟
كما أخبرها المرة الثانية فى مباركة إسماعيل: (18وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِلَّهِ: «لَيْتَ إِسْمَاعِيلَ يَعِيشُ أَمَامَكَ!» 19فَقَالَ اللهُ بَلْ سَارَةُ امْرَأَتُكَ تَلِدُ لَكَ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ إِسْحَاقَ. وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ عَهْداً أَبَدِيّاً لِنَسْلِهِ مِنْ بَعْدِهِ. 20وَأَمَّا إِسْمَاعِيلُ فَقَدْ سَمِعْتُ لَكَ فِيهِ. هَا أَنَا أُبَارِكُهُ وَأُثْمِرُهُ وَأُكَثِّرُهُ كَثِيراً جِدّاً. اثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً يَلِدُ وَأَجْعَلُهُ أُمَّةً كَبِيرَةً. 21وَلَكِنْ عَهْدِي أُقِيمُهُ مَعَ إِسْحَاقَ الَّذِي تَلِدُهُ لَكَ سَارَةُ فِي هَذَا الْوَقْتِ فِي السَّنَةِ الْآتِيَةِ».) تكوين 18: 18-21
فمعنى هذا أن البشارتين الأوليين أقحمتا فى النص ، للتشويش على الفضل الذى ناله إسماعيل، والأقرب إلى الصحة أنه عندما ضحك إبراهيم فرحاً ، ضحكت وفرحت معه سارة.
س246- يقول سفر التكوين: (12وَقَالَ الرَّجُلاَنِ لِلُوطٍ: «مَنْ لَكَ أَيْضاً هَهُنَا؟ أَصْهَارَكَ وَبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ وَكُلَّ مَنْ لَكَ فِي الْمَدِينَةِ أَخْرِجْ مِنَ الْمَكَانِ 13لأَنَّنَا مُهْلِكَانِ هَذَا الْمَكَانَ إِذْ قَدْ عَظُمَ صُرَاخُهُمْ أَمَامَ الرَّبِّ فَأَرْسَلَنَا الرَّبُّ لِنُهْلِكَهُ». 14فَخَرَجَ لُوطٌ وَكَلَّمَ أَصْهَارَهُ الْآخِذِينَ بَنَاتِهِ وَقَالَ: «قُومُوا اخْرُجُوا مِنْ هَذَا الْمَكَانِ لأَنَّ الرَّبَّ مُهْلِكٌ الْمَدِينَةَ». فَكَانَ كَمَازِحٍ فِي أَعْيُنِ أَصْهَارِهِ. 15وَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ كَانَ الْمَلاَكَانِ يُعَجِّلاَنِ لُوطاً قَائِلَيْنِ: «قُمْ خُذِ امْرَأَتَكَ وَابْنَتَيْكَ الْمَوْجُودَتَيْنِ لِئَلَّا تَهْلَِكَ بِإِثْمِ الْمَدِينَةِ».) تكوين 19: 12-15
ومعنى ذلك أن لوطاً عليه السلام كان له أبناء ذكور قبل تدمير سدوم وعمورة وأن له بنات متزوجات. وأنهم هلكوا أيضاً مع الآثمين. أنبى الله يزوج بناته لأناس يكذبوه ويتهكموا بوعد الله؟ بل الكل كذبه حتى بناته، لأن الملاكين أمراه بعد ذلك أن يأخذ امرأته وابنتيه (العذراوتين)
س247- (وَأَخْرَجَاهُ وَوَضَعَاهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ. 17وَكَانَ لَمَّا أَخْرَجَاهُمْ إِلَى خَارِجٍ أَنَّهُ قَالَ: «اهْرُبْ لِحَيَاتِكَ. لاَ تَنْظُرْ إِلَى وَرَائِكَ وَلاَ تَقِفْ فِي كُلِّ الدَّائِرَةِ. اهْرُبْ إِلَى الْجَبَلِ لِئَلَّا تَهْلَِكَ». 18فَقَالَ لَهُمَا لُوطٌ: «لاَ يَا سَيِّدُ. 19هُوَذَا عَبْدُكَ قَدْ وَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ وَعَظَّمْتَ لُطْفَكَ الَّذِي صَنَعْتَ إِلَيَّ بِاسْتِبْقَاءِ نَفْسِي وَأَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَهْرُبَ إِلَى الْجَبَلِ لَعَلَّ الشَّرَّ يُدْرِكُنِي فَأَمُوتَ. 20هُوَذَا الْمَدِينَةُ هَذِهِ قَرِيبَةٌ لِلْهَرَبِ إِلَيْهَا وَهِيَ صَغِيرَةٌ. أَهْرُبُ إِلَى هُنَاكَ. (أَلَيْسَتْ هِيَ صَغِيرَةً؟) فَتَحْيَا نَفْسِي». 21فَقَالَ لَهُ: «إِنِّي قَدْ رَفَعْتُ وَجْهَكَ فِي هَذَا الأَمْرِ أَيْضاً أَنْ لاَ أَقْلِبَ الْمَدِينَةَ الَّتِي تَكَلَّمْتَ عَنْهَا. 22أَسْرِعِ اهْرُبْ إِلَى هُنَاكَ لأَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَفْعَلَ شَيْئاً حَتَّى تَجِيءَ إِلَى هُنَاكَ». لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُ الْمَدِينَةِ «صُوغَرَ». 23وَإِذْ أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ عَلَى الأَرْضِ دَخَلَ لُوطٌ إِلَى صُوغَرَ 24فَأَمْطَرَ الرَّبُّ عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتاً وَنَاراً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ. 25وَقَلَبَ تِلْكَ الْمُدُنَ وَكُلَّ الدَّائِرَةِ وَجَمِيعَ سُكَّانِ الْمُدُنِ وَنَبَاتَِ الأَرْضِ. .. .. .. حِينَ قَلَبَ الْمُدُنَ الَّتِي سَكَنَ فِيهَا لُوطٌ. 30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْراً وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْراً اللَّيْلَةَ أَيْضاً فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْراً فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضاً وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» - وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.) تكوين 19: 17-38
لاحظ الاضطراب فى تدوين القصة ، ففى البداية خاف أن يسكن فى الجبل وسكن فى صوغر لأنها مدينة صغيرة ، ثم جعله كاتب هذه الأسطورة يهرب من المدينة المأهولة إلى الجبل لتهيئة المسرح لجريمة الزنى بإبنتيه.
والغرض من ذلك هو السياسة الصهيونية التى تهدف إلى استبعاد أى نسل آخر خلاف نسل يعقوب (إسرائيل) من مشاركتهم فى عهد الله مع إبراهيم والمؤمنين به ومنعهم من الحصول على أية ميزة، واعتبار أن الله قد خلق العالم من أجل أن يرث فقط بنو إسرائيل أرض الميعاد.
والدليل على كذب هذه الرواية يأتى من عدة وجوه :
1- خوف لوط أن يسكن فى الجبل لعل الشر يدركه فيموت ، وفضَّل السكن فى مدينة صوغر (تكوين 19: 19-20) ، ثم تضارب الكاتب مع نفسه فقال (30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ.) تكوين 19: 30
وقد عاش لوط فى صوغر 14 سنة - قبل مولد إسماعيل إلى أن بلغ إبراهيم من العمر 100 سنة - وهو يعرف هذه المنطقة وسكانها جيداً ، ولو كان أهلها من الأشرار لأهلكهم الله كما أهلك سدوم وعمورة ، ولما عاش معهم 14 سنة! فكيف يخاف الجبل ثم يسكن فيه ، ويترك القرية وأهلها الذين نعم بالعيش معهم 14 سنة؟ فقد سكن الجبل الذى يخاف منه لا لشىء إلا لرغبة كتبة التوراة فى ذلك لاستكمال هذه القصة المختلقة.
2- كان لسيدنا لوط عليه السلام أبناء ذكور قبل تدمير سدوم وعمورة ، وهم يعيشون فى نفس المكان ، وقد أبلغهم لوط بما سيحدث للقرية قبل تدميرها ، كما أبلغ بناته وأصهاره. ولا شك أن الكل صدقه وهرب معه. وإخفاء هذا الخبر فى التوراة كان متعمداً ، لقطع نسب لوط من أبنائه ولاستكمال القصة.
(12وَقَالَ الرَّجُلاَنِ لِلُوطٍ: «مَنْ لَكَ أَيْضاً هَهُنَا؟ أَصْهَارَكَ وَبَنِيكَ وَبَنَاتِكَ وَكُلَّ مَنْ لَكَ فِي الْمَدِينَةِ أَخْرِجْ مِنَ الْمَكَانِ 13لأَنَّنَا مُهْلِكَانِ هَذَا الْمَكَانَ إِذْ قَدْ عَظُمَ صُرَاخُهُمْ أَمَامَ الرَّبِّ فَأَرْسَلَنَا الرَّبُّ لِنُهْلِكَهُ». 14فَخَرَجَ لُوطٌ وَكَلَّمَ أَصْهَارَهُ الْآخِذِينَ بَنَاتِهِ وَقَالَ: «قُومُوا اخْرُجُوا مِنْ هَذَا الْمَكَانِ لأَنَّ الرَّبَّ مُهْلِكٌ الْمَدِينَةَ». فَكَانَ كَمَازِحٍ فِي أَعْيُنِ أَصْهَارِهِ. 15وَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ كَانَ الْمَلاَكَانِ يُعَجِّلاَنِ لُوطاً قَائِلَيْنِ: «قُمْ خُذِ امْرَأَتَكَ وَابْنَتَيْكَ الْمَوْجُودَتَيْنِ لِئَلَّا تَهْلَِكَ بِإِثْمِ الْمَدِينَةِ».) تكوين 19: 12-15
3- ولو صدقنا خبر تكذيب أصهاره، فهل لم تصدقه احدى بناته المؤمنات اللواتى تربين فى بيت النبوة؟ بالطبع حبك الكاتب هذا السيناريو لتنفرد الإبنتين العذراوتين بأبيهم.
4- كذب القول المنسوب لإبنتى لوط بأنه ليس فى الأرض رجل ليدخل عليهما كعادة كل الأرض ، فهل كانت القرية القريبة من الجبل (صوغر) ليس بها إلا رجال؟ وهل لم تتزوج ابنتاه العذراوتان لمد 14 سنة بعد هروبهم من سدوم وعمورة؟
مع العلم أنهم كانوا يسكنون فى منطقة قريبة ، لا تبعد عن المنطقة التى هربوا إليها إلا ساعتين سيراً على الأقدام ، فقد خرجوا فى الفجر ووصلوا إلى صوغر عند شروق الشمس ، وكلاً من الجبل وصوغر كانا قريبين من سدوم ، وكانت هناك مدن أخرى قريبة من صوغر كالتى وردت عندما أنقذ إبراهيم لوطاً من الأسر ، ولم يُذكَر أن الرب قد دمرها.
ومما يثبت وجود شعوب أخرى فى المنطقة التى عاش فيها لوط ما وردَ بعد ذلك فى (تثنية 9: 9-10 ، 19-20) من أن الله قد أورثَ بنى لوط أرض الإيميين والرفائيين الذين يسكنون المكان الذى أقام فيه لوط ، وعلاوة على ذلك فالمسافة بين (صوغر) و (حبرون) التى يقيم فيها إبراهيم لا تتعدى 70 كيلومتر ، وقد رأى إبراهيم بعينيه النار المشتعلة فى سدوم القيبة من صوغر وهو فى مكانه.
ولا يمكن أن يُقال بأى حال من الأحوال إن لوطاً قد عاش منفرداً هو وابنتيه بدون مخالطة شعب آخر ، فهذا مالا يطيقه الشباب فضلاً عن شيخ عجوز.
5- أما فيما يختص بحادثة الزنى فاتلفيق واضح فيها :
أ) إن المخمور الذى لا يستطيع أن يفرق بين بناته والأجنبيات لشدة سُكره ، لا يكون فى هذا الوقت قابلاً للجماع. والغريب فى باقى القصة أن الأب لم يسأل ابنتيه العذراوتين عن سبب الحمل؟ ومثل هذا الوضع لو وقع لبعض آحاد الناس لضاقت عليه الأرض بما رحُبت حزناً وغماً ، فهل لم يهتم نبى الله بابنتيه وشرفه؟
ب) (36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا. 37فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوآبَ» - وَهُوَ أَبُو الْمُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ. 38وَالصَّغِيرَةُ أَيْضاً وَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ عَمِّي» - وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.) تكوين 19: 36-38
ج) لو كان الموابيين والعمونيين من الزنى لغضب الله عليهم أو حتى أهمل شأنهم ، ولكننا نرى فى سفر التثنية أن الله قد أعطى أرض الإيميين للموآبيين ميراثاً : («فَقَال لِي الرَّبُّ: لا تُعَادِ مُوآبَ وَلا تُثِرْ عَليْهِمْ حَرْباً لأَنِّي لا أُعْطِيكَ مِنْ أَرْضِهِمْ مِيرَاثاً. لأَنِّي لِبَنِي لُوطٍَ قَدْ أَعْطَيْتُ «عَارَ» مِيرَاثاً. 10(الإِيمِيُّونَ سَكَنُوا فِيهَا قَبْلاً. شَعْبٌ كَبِيرٌ وَكَثِيرٌ وَطَوِيلٌ كَالعَنَاقِيِّينَ.) سفر التثنية 2: 9-10 ، كما أعطى أرض الرفائيين لبنى عمون ميراثاً: (19فَمَتَى قَرُبْتَ إِلى تُجَاهِ بَنِي عَمُّونَ لا تُعَادِهِمْ وَلا تَهْجِمُوا عَليْهِمْ لأَنِّي لا أُعْطِيكَ مِنْ أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ مِيرَاثاً - لأَنِّي لِبَنِي لُوطٍ قَدْ أَعْطَيْتُهَا مِيرَاثاً. 20(هِيَ أَيْضاً تُحْسَبُ أَرْضَ رَفَائِيِّينَ. سَكَنَ الرَّفَائِيُّونَ فِيهَا قَبْلاً لكِنَّ العَمُّونِيِّينَ يَدْعُونَهُمْ زَمْزُمِيِّينَ.) تثنية 2: 19-20
وقد أعطى الله الموآبيين والعمونيين ميراث الأرض قبل أن يورث بنى إسرائيل وقبل أن يدخلوا أرض الميعاد ، بل وحرَّمَ أرض الموآبيين والعمونيين على بنى إسرائيل كما ورد فى سفر (التثنية 2: 9 و 19)
ولو كان الإرث يستلزم عهداً من الرب ، فقد حصل عليه العمونيون والموابيون ، وبذلك يكونون قد دخلوا فى جماعة الرب ، لأن الرب لا يعطى عهداً لأبناء الزنى (2لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 2 وبذلك يكون الموآبيون والعمونيون ليسوا من أبناء زنى ويكون كتبة هذه القصة من الكاذبين. ويكون بنى إسرائيل قد ادعوا وجود هذا العهد من الله ويكونوا أيضاً من الكاذبين.
ولو صدقنا قول التوراة أن العمونيين والموآبيين من نسل الزنى ، وعلى الرغم من ذلك قد حصلوا على عهد من الله وعلى إرث ، يكون قد نال عهد الله أبناء الزنى والأطهار (بنى إسرائيل) ، فلا ميزة إذن للأطهار عن أبناء الزنى ، ويصبح قول التوراة بأن بنى إسرائيل شعب الله المختار لأنهم أخذوا عهداً من الله بتملك الأرض ، هو قول كذب.
وإذا كان هذا شأن الله مع أبناء الزنى وهم أبرياء مما اقترفه آباؤهم ، فكيف يكون شأنه مع النصَّابين واللصوص؟ اقرأ نبى الله يعقوب يكذب على أبيه ويسرق البركة والنبوة من أخيه عيسو وبذلك فرض على الله أن يوحى إليه أو اتهم الله بالجهل وعدم علم هذه الحادثة: (تكوين صح 27) ، وفكيف يكون شأنه مع مَن صارعوه وقهروه؟ فهل هؤلاء أيضاً لهم عهد مع الرب وميراث؟ أم أنَّ هذه القصة من وحى خيال كاتب مخمور؟ اقرأ أيضاً نبى الله يعقوب يُصارِع الرب ويغلبه! ( تكوين 32: 24- 30)
د) (2لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 2 ومعنى حتى الجيل العاشر أى للأبد. ومع ذلك فإننا نجد أن راعوث كانت موآبية وهى أم نبى الله داود الذى كان من ذريته كل ملوك يهوذا حتى السبى ، والذى قال عنه الرب: (. 14أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْناً. إِنْ تَعَوَّجَ أُؤَدِّبْهُ بِقَضِيبِ النَّاسِ وَبِضَرَبَاتِ بَنِي آدَمَ. 15وَلَكِنَّ رَحْمَتِي لاَ تُنْزَعُ مِنْهُ كَمَا نَزَعْتُهَا مِنْ شَاوُلَ الَّذِي أَزَلْتُهُ مِنْ أَمَامِكَ. 16وَيَأْمَنُ بَيْتُكَ وَمَمْلَكَتُكَ إِلَى الأَبَدِ أَمَامَكَ. كُرْسِيُّكَ يَكُونُ ثَابِتاً إِلَى الأَبَدِ») صموئيل الثانى 7: 14-16.
فلا يمكن أن من شرفه الله بهذا الشرف أن يكون من سلالة زنى. كما أن سليمان قد تزوج من نعمة العمونية وأنجب منها رحبعام (ملوك الأول 14: 21) ، ولا يمكن أن يكون رؤوس جماعة الرب من أمهات زنى ، فضلاً عن أنهم من نسل الرب (تبعاً للتشريع النصرانى) ، فلابد أن يكون هذا التشريع مدسوس على التوراة.
لكن ما أسباب ذلك؟
يقول السموال بن يحيى المغربى صاحب كتاب (إفحام اليهود) وأحد أحبار اليهود الذين هداهم الله للإسلام ، وقد كان أبوه حبراً يهودياً كبيراً وإماماً ضليعاً فى اليهودية وكذلك كانت أمه ، مما جعله قادراً على الحكم على التوراة: “وأيضاً فإن عندهم أن موسى جعل الإمامة فى الهارونيين ، فلما ولى طالوت (شاول) وثقلت وطأته على الهارونيين وقتلَ منهم مقتلة عظيمة ، ثم انتقل الأمر إلى داود ، بقى فى نفوس الهارونيين التشوق إلى الأمر الذى زال عنهم ، وكان (عزرا) هذا خادماً لملك الفرس ، حظيا لديه ، فتوصل إلى بناء بيت المقدس ، وعمل لهم هذه التوراة التى بأيديهم ، فلما كان هارونياً ، كره أن يتولى عليهم فى الدولة الثانية داودىّ ، فأضاف فى التوراة فصلين للطعن فى نسب داود ، أحدهما قصة بنات لوط والآخر قصة ثامار (مع يهوذا) ولقد بلغ - لعمرى - غرضه ، فإن الدولة الثانية كانت لهم فى بيت المقدس ، لم يملك عليها داوديون ، بل كان ملوكهم هارونيون.” صفحات 151 و 152
س248- (10فَقَالَتْ لإِبْرَاهِيمَ: «اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا لأَنَّ ابْنَ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لاَ يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ». 11فَقَبُحَ الْكَلاَمُ جِدّاً فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنِهِ. 12فَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «لاَ يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الْغُلاَمِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ. فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا لأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. 13وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضاً سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ». 14فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحاً وَأَخَذَ خُبْزاً وَقِرْبَةَ مَاءٍ وَأَعْطَاهُمَا لِهَاجَرَ وَاضِعاً إِيَّاهُمَا عَلَى كَتِفِهَا وَالْوَلَدَ وَصَرَفَهَا. فَمَضَتْ وَتَاهَتْ فِي بَرِّيَّةِ بِئْرِ سَبْعٍ. 15وَلَمَّا فَرَغَ الْمَاءُ مِنَ الْقِرْبَةِ طَرَحَتِ الْوَلَدَ تَحْتَ إِحْدَى الأَشْجَارِ 16وَمَضَتْ وَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ بَعِيداً نَحْوَ رَمْيَةِ قَوْسٍ لأَنَّهَا قَالَتْ: «لاَ أَنْظُرُ مَوْتَ الْوَلَدِ». فَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ وَرَفَعَتْ صَوْتَهَا وَبَكَتْ. 17فَسَمِعَ اللهُ صَوْتَ الْغُلاَمِ. وَنَادَى مَلاَكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: «مَا لَكِ يَا هَاجَرُ؟ لاَ تَخَافِي لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ لِصَوْتِ الْغُلاَمِ حَيْثُ هُوَ. 18قُومِي احْمِلِي الْغُلاَمَ وَشُدِّي يَدَكِ بِهِ لأَنِّي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً».) تكوين 21: 10-18
جاءت هذه الرواية بعد أن ولدت سارة ابنها إسحاق ، ورأت على قول التوراة أن لا يرث ابن هاجر مع ابنها. وقد كان عمر إسماعيل فى هذا الوقت 14 سنة على الأقل ، وهو الفرق بين سنى إسماعيل وإسحاق ، فقد أنجب إبراهيم عليه السلام إسماعيل وعمره 86 سنة ( تكوين 16: 16) ، وأنجبَ إسحاق وعمره 100 سنة ( تكوين 21: 5).
ومعنى هذا أن إسماعيل كان فتى قوياً ، فكيف كانت تحمله لتطرحه تحت احدى الأشجار أو يقول لها الرب قومى احملى الغلام؟ فهل البالغ من العمر 14 سنة كان يُعد رضيعاً وتحمله أمه فى بنى إسرائيل؟ وسنرى فى قصة يعقوب أن شمعون ولاوى حين كانا فى عُمر إسماعيل تقريباً أنهما قتلا أهل مدينة شكيم وحدهما ( تكوين 34: 25-29).
س249- متى عُرِفَ الله باسم (يهوه) ؟
(13فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكاً فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضاً عَنِ ابْنِهِ. 14فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ «يَهْوَهْ يِرْأَهْ». حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: «فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى».) تكوين 22: 13-14 , ومعنى ذلك أن إبراهيم عليه السلام كان يعرف الله باسم (يهوه).
ويقول سفر الخروج 6: 3 (3وَأَنَا ظَهَرْتُ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي «يَهْوَهْ» فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ.) أى أنه ظهر لأول مرة فى زمن موسى عليه السلام. فكيف كُتِبَ فى سفر التكوين فى زمن إبراهيم عليه السلام أن اسم الرب (يهوه)؟
ومما يدل أيضاً على أن هذا الكلام كُتِبَ بعد موسى عليه السلام بزمن طويل هو كلمة (اليوم)، لأن اسم (جبل الرب) أُطلِقَ فى أيام داود وليس قبل وفاة موسى عليهما السلام.
س250- ورد فى سفر التكوين (8وَأُعْطِي لَكَ وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ أَرْضَ غُرْبَتِكَ كُلَّ أَرْضِ كَنْعَانَ مِلْكاً أَبَدِيّاً. وَأَكُونُ إِلَهَهُمْ».) تكوين 17: 8 , وعلى الرغم من ذلك لم يمتلك إبراهيم نفسه شيئاً من الأرض غير (مغارة المكفيلة) التى دفع ثمنها هى والحقل وما فيها من شجر ليدفن فيها سارة ( تكوين الإصحاح 23).
ولأن وعد الله حق ، ولابد أن يكون صادقاً ، فيكون كتبة التوراة هم الذين يفصِّلون النبوءات التى تحقق أغراضهم.
س251- يقول سفر التكوين (1وَعَادَ إِبْرَاهِيمُ فَأَخَذَ زَوْجَةً اسْمُهَا قَطُورَةُ 2فَوَلَدَتْ لَهُ زِمْرَانَ وَيَقْشَانَ وَمَدَانَ وَمِدْيَانَ وَيِشْبَاقَ وَشُوحاً.) تكوين 25: 1-2 .
ويرى البعض أن اسم (قطورة) - والتى معناها البخور - وأسماء أبنائها ليست أسماء أشخاص بعينهم ، بل هى أسماء معروفة ومرتبطة بتجارة البخور الذى كان أحد أكبر مصادر الثروة فى شبه الجزيرة العربية ، نقلاً عن “التناقض فى تواريخ وأحداث التوراة” صفحة 61:
“Oxford bible Atlas”, Newyork, 3. Edition, 1989, P. 66 نقلا بدوره عن :
فقد رأينا من قبل أنه عندما مات إبراهيم عليه السلام دفنه ابناه إسماعيل وإسحق فى مغارة المكفيلة التى اشتراها إبراهيم ودفن فيها سارة من قبل (تكوين الإصحاح 23) ، ومعنى ذلك أن الصلة بين إبراهيم وولديه لم تنقطع أبداً، وقد ذُكِرَ من قبل أن إسماعيل سكن فى برية فاران ( تكوين 21: 21) ، وقد جاءت هذه العبارة فى التوراة السامرية طبعة 1851 أن إسماعيل (سكن فى برية فاران بالحجاز) فلماذا يحاول الكاتب إخفاء إنتساب هذه القبائل إلى إبراهيم ومكة المكرمة؟
س252- متى أمرَ الرب إبراهيم أن يخرج إلى أرض كنعان ؟
عندما كان عمر إبراهيم 75 سنة (تكوين 12: 1-5) ، وقد توفى تارح أبو إبراهيم عندما كان عمر إبراهيم 135 سنة: (26وَعَاشَ تَارَحُ سَبْعِينَ سَنَةً وَوَلَدَ أَبْرَامَ وَنَاحُورَ وَهَارَانَ.) تكوين 11: 26 و (32وَكَانَتْ أَيَّامُ تَارَحَ مِئَتَيْنِ وَخَمْسَ سِنِينَ. وَمَاتَ تَارَحُ فِي حَارَانَ.) تكوين 11: 32 ، وهذا يعنى أن تارح مات وعمر إبراهيم (205 - 70 = 135 سنة)
إلا أنه فى سفر أعمال الرسل قد نسى الوحى ما قاله من قبل فقال (ظَهَرَ إِلَهُ الْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ فِي مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ قَبْلَمَا سَكَنَ فِي حَارَانَ 3وَقَالَ لَهُ: اخْرُجْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَهَلُمَّ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ 4فَخَرَجَ حِينَئِذٍ مِنْ أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ وَسَكَنَ فِي حَارَانَ. وَمِنْ هُنَاكَ نَقَلَهُ بَعْدَ مَا مَاتَ أَبُوهُ إِلَى هَذِهِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمُ الآنَ سَاكِنُونَ فِيهَا.) أعمال الرسل 7: 2-4
س253- هل تتخيل أن النبوة وحق البكورية قد باعها عيسو ليعقوب أخيه بطبق عدس؟
(30فَقَالَ عِيسُو لِيَعْقُوبَ: «أَطْعِمْنِي مِنْ هَذَا الأَحْمَرِ لأَنِّي قَدْ أَعْيَيْتُ. (لِذَلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ أَدُومَ). 31فَقَالَ يَعْقُوبُ: «بِعْنِي الْيَوْمَ بَكُورِيَّتَكَ». 32فَقَالَ عِيسُو: «هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟» 33فَقَالَ يَعْقُوبُ: «احْلِفْ لِيَ الْيَوْمَ». فَحَلَفَ لَهُ. فَبَاعَ بَكُورِيَّتَهُ لِيَعْقُوبَ. 34فَأَعْطَى يَعْقُوبُ عِيسُوَ خُبْزاً وَطَبِيخَ عَدَسٍ فَأَكَلَ وَشَرِبَ وَقَامَ وَمَضَى. فَاحْتَقَرَ عِيسُو الْبَكُورِيَّةَ.) تكوين 25: 30-34
أنا لا أصدق هذا الهراء. فقد اخترع بنو إسرائيل هذه الروايات لإزالة البكورية عن من أرادوا. فأزالوها عن إسماعيل بطرده هو وأمه ؛ وأزالوها عن عيسو من أجل وجبة عدس ؛ وأزالوها عن راؤبين بأن جعلوه يضطجع مع سرية أبيه ؛ وأزالوها عن منسى بن يوسف بدون توضيح السبب.
ولو كان هذا صحيح ، فلماذا لجأ يعقوب أن يخدع أبيه ويسرق حق البكورية والنبوة من أخيه عيسو ، لدرجة أن فكر عيسو فى نفسه أن يقتل أخيه.
س254- يذكر سفر التكوين وعد الله لإسحاق أن يملكه أرض الفلسطينيين: (1وَكَانَ فِي الأَرْضِ جُوعٌ غَيْرُ الْجُوعِ الأَوَّلِ الَّذِي كَانَ فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ فَذَهَبَ إِسْحَاقُ إِلَى أَبِيمَالِكَ مَلِكِ الْفَلَسْطِينِيِّينَ إِلَى جَرَارَ. 2وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ وَقَالَ: «لاَ تَنْزِلْ إِلَى مِصْرَ. اسْكُنْ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَقُولُ لَكَ. 3تَغَرَّبْ فِي هَذِهِ الأَرْضِ فَأَكُونَ مَعَكَ وَأُبَارِكَكَ لأَنِّي لَكَ وَلِنَسْلِكَ أُعْطِي جَمِيعَ هَذِهِ الْبِلاَدِ وَأَفِي بِالْقَسَمِ الَّذِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ.) تكوين 26: 1-5
فهل تملك إسحاق شيئاً فى هذا البلد؟ لا. هل لا يفى الله بوعوده؟ بلى. بل لم يعد الله إسحاق بشىء من هذا، بل أقحمه بنو إسرائيل فى التوراة، ليعطوا لأنفسهم الشرعية فى الإعتداء على أرض الفلسطينيين. فلم يمتلك إسحاق شيئاً غير ما ورثه عن أبيه وهى مقبرة المكفيلة.
س255- يقول سفر التكوين إن أسحاق بارك يعقوب وقال له: (29لِيُسْتَعْبَدْ لَكَ شُعُوبٌ وَتَسْجُدْ لَكَ قَبَائِلُ. كُنْ سَيِّداً لإِخْوَتِكَ وَلْيَسْجُدْ لَكَ بَنُو أُمِّكَ. لِيَكُنْ لاَعِنُوكَ مَلْعُونِينَ وَمُبَارِكُوكَ مُبَارَكِينَ».) تكوين 27: 29
وفى الحقيقة أن يعقوب وأبناءه هم الذين استعبدوا لعيسو ، أى عكس النبوءة تماماً. (1وَرَفَعَ يَعْقُوبُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا عِيسُو مُقْبِلٌ وَمَعَهُ أَرْبَعُ مِئَةِ رَجُلٍ فَقَسَمَ الأَوْلاَدَ عَلَى لَيْئَةَ وَعَلَى رَاحِيلَ وَعَلَى الْجَارِيَتَيْنِ 2وَوَضَعَ الْجَارِيَتَيْنِ وَأَوْلاَدَهُمَا أَوَّلاً وَلَيْئَةَ وَأَوْلاَدَهَا وَرَاءَهُمْ وَرَاحِيلَ وَيُوسُفَ أَخِيراً. 3وَأَمَّا هُوَ فَاجْتَازَ قُدَّامَهُمْ وَسَجَدَ إِلَى الأَرْضِ سَبْعَ مَرَّاتٍ حَتَّى اقْتَرَبَ إِلَى أَخِيهِ. 4فَرَكَضَ عِيسُو لِلِقَائِهِ وَعَانَقَهُ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. وَبَكَيَا. 5ثُمَّ رَفَعَ عَيْنَيْهِ وَأَبْصَرَ النِّسَاءَ وَالأَوْلاَدَ وَقَالَ: «مَا هَؤُلاَءِ مِنْكَ؟» فَقَالَ: «الأَوْلاَدُ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ بِهِمْ عَلَى عَبْدِكَ». 6فَاقْتَرَبَتِ الْجَارِيَتَانِ هُمَا وَأَوْلاَدُهُمَا وَسَجَدَتَا 7ثُمَّ اقْتَرَبَتْ لَيْئَةُ أَيْضاً وَأَوْلاَدُهَا وَسَجَدُوا وَبَعْدَ ذَلِكَ اقْتَرَبَ يُوسُفُ وَرَاحِيلُ وَسَجَدَا.) تكوين 33: 1-7 , فهل أخطأ الرب؟ لا. إنه تلفيق كتبة هذا السفر لتكون البركة والنبوة فيهم ولا ينازعهم فيها أحد.
س256- يقول (41فَحَقَدَ عِيسُو عَلَى يَعْقُوبَ مِنْ أَجْلِ الْبَرَكَةِ الَّتِي بَارَكَهُ بِهَا أَبُوهُ. وَقَالَ عِيسُو فِي قَلْبِهِ: «قَرُبَتْ أَيَّامُ مَنَاحَةِ أَبِي فَأَقْتُلُ يَعْقُوبَ أَخِي». 42فَأُخْبِرَتْ رِفْقَةُ بِكَلاَمِ عِيسُوَ ابْنِهَا الأَكْبَرِ فَأَرْسَلَتْ وَدَعَتْ يَعْقُوبَ ابْنَهَا الأَصْغَرَ وَقَالَتْ لَهُ: «هُوَذَا عِيسُو أَخُوكَ مُتَسَلٍّ مِنْ جِهَتِكَ بِأَنَّهُ يَقْتُلُكَ. 43فَالْآنَ يَا ابْنِي اسْمَعْ لِقَوْلِي وَقُمِ اهْرُبْ إِلَى أَخِي لاَبَانَ إِلَى حَارَانَ 44وَأَقِمْ عِنْدَهُ أَيَّاماً قَلِيلَةً حَتَّى يَرْتَدَّ غَضَبُ أَخِيكَ عَنْكَ 45وَيَنْسَى مَا صَنَعْتَ بِهِ.) تكوين 27: 41-45
فإذا كان هذا الكلام قد حدَّثت نفس عيسو به ، فكيف عرفت رفقة به؟ وهل أولاد الأنبياء يلجأون إلى القتل مثل أولاد الشارع ليستردون حقوقهم؟ وهل يوجد من أولاد الأنبياء لصوص يسرقون اخوتهم ويسلبون آباءهم؟ فأين البر وأين حُسن الخلق بل أين الدين الذى تعلموه من أبيهم؟ بل ماذا كان يفعل أبيهم وماذا كان يغرس فيهم كل هذه السنوات؟ ما هو الدور التربوى وما هى الفائدة الأخلاقية التى نتعلمها من هذه الحكايات؟ ولالله الذى لا إله إلا هو لتجعلنا نرفض أن يكون لنا أى قدوة ، تفقدنا الثقة فى الله وفى وعوده وفى رسله.
س257- هل تتخيل أن كاتب حكاية سرقة يعقوب لبكورية أخيه عيسو والنبوة منه قد جعل يعقوب بذلك يخدع الله أيضاً ، أو قل على الأقل رضى الله بالأمر الواقع وجعل يعقوب نبياً ، ووافق على الظلم الذى وقع على عيسو؟
ولو كانت هذه الحكاية صحيحة فلماذا بارك إسحاق ولده يعقوب مرة أخرى؟ (1فَدَعَا إِسْحَاقُ يَعْقُوبَ وَبَارَكَهُ وَأَوْصَاهُ وَقَالَ لَهُ: «لاَ تَأْخُذْ زَوْجَةً مِنْ بَنَاتِ كَنْعَانَ. 2قُمِ اذْهَبْ إِلَى فَدَّانَِ أَرَامَ إِلَى بَيْتِ بَتُوئِيلَ أَبِي أُمِّكَ وَخُذْ لِنَفْسِكَ زَوْجَةً مِنْ هُنَاكَ مِنْ بَنَاتِ لاَبَانَ أَخِي أُمِّكَ. 3وَاللهُ الْقَدِيرُ يُبَارِكُكَ وَيَجْعَلُكَ مُثْمِراً وَيُكَثِّرُكَ فَتَكُونُ جُمْهُوراً مِنَ الشُّعُوبِ. 4وَيُعْطِيكَ بَرَكَةَ إِبْرَاهِيمَ لَكَ وَلِنَسْلِكَ مَعَكَ لِتَرِثَ أَرْضَ غُرْبَتِكَ الَّتِي أَعْطَاهَا اللهُ لإِبْرَاهِيمَ».) تكوين 28: 1-4
س258- انظر إلى هذا النذر! فهو من نبى الله يعقوب: (20وَنَذَرَ يَعْقُوبُ نَذْراً قَائِلاً: «إِنْ كَانَ اللهُ مَعِي وَحَفِظَنِي فِي هَذَا الطَّرِيقِ الَّذِي أَنَا سَائِرٌ فِيهِ وَأَعْطَانِي خُبْزاً لِآكُلَ وَثِيَاباً لأَلْبِسَ 21وَرَجَعْتُ بِسَلاَمٍ إِلَى بَيْتِ أَبِي يَكُونُ الرَّبُّ لِي إِلَهاً 22وَهَذَا الْحَجَرُ الَّذِي أَقَمْتُهُ عَمُوداً يَكُونُ بَيْتَ اللهِ وَكُلُّ مَا تُعْطِينِي فَإِنِّي أُعَشِّرُهُ لَكَ».) تكوين 28: 20-22
فيا ترى ماذا كان سيفعل إن لم يسلمه الله أو إن لم يعطه خبزاً أو ثياباً؟ هل كان نبى الله يبيت النية على ترك الرب وعبادة غيره؟ أم كانت نيته حسنة وكان يُجرِّب الرب؟
س259- ما اسم ابنة إسماعيل التى تزوجها عيسو؟
(9فَذَهَبَ عِيسُو إِلَى إِسْمَاعِيلَ وَأَخَذَ مَحْلَةَ بِنْتَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ أُخْتَ نَبَايُوتَ زَوْجَةً لَهُ عَلَى نِسَائِهِ.) تكوين 28: 9
(2أَخَذَ عِيسُو نِسَاءَهُ مِنْ بَنَاتِ كَنْعَانَ: عَدَا بِنْتَ إِيلُونَ الْحِثِّيِّ وَأُهُولِيبَامَةَ بِنْتَ عَنَى بِنْتِ صِبْعُونَ الْحِوِّيِّ 3وَبَسْمَةَ بِنْتَ إِسْمَاعِيلَ أُخْتَ نَبَايُوتَ.) تكوين 36: 2-3
س260- (12وَرَأَى حُلْماً وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا 13وَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا فَقَالَ: «أَنَا الرَّبُّ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ. الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ.) تكوين 28: 12-13
وهذا وعد آخر كتبه كاتب هذا السفر ليملِّك بنى إسرائيل أرض الكنعانيين ، الأمر الذى لم يتحقق ، ويجعلنا نؤكد بعدم ألوهية أو قداسة هذه الرواية. فلم يتملك يعقوب أرض كنعان.
س261- يقول سفر التكوين إن الله نزل فى صورة بشر وصارع يعقوب ، ولم يقدر عليه الله، فاضطرَّ إلى خلع فخذ يعقوب ، فأمسك يعقوب بالله ولم يرد أن يطلقه ، حتى طلع الفجر ، فرجاه الله قائلاً (26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ».) تكوين 32: 26 , فرفض يعقوب أن يترك الرب يصعد حتى يباركه: ( فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي».) تكوين 32: 26
والأغرب من ذلك أن يعقوب كان يعرف أنه يصارع إلهه ، لذلك حبسه عن الصعود لعرشه حتى يباركه. إلا أنك تراه بعد ذلك يسأله عن إسمه: (29وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».) تكوين 32: 29-30 , إنها مهزلة أن يصوَّر نبياً لله لا يعرف اسم إلهه الذى يدعوا إليه!
وكيف رأى الله وجهاً لوجه إذا كان سفر الخروج نفسه يكذب ذلك: (20وَقَالَ: «لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الْإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ».) خروج 33: 20
س262- ما حاجة الرب لأن يتجسد فى صورة بشر وينزل على الأرض؟ وما هى الدوافع التى تجعله يترك عرشه لينزل إلى الأرض؟
يقول ماكنتوش فى تفسيره لسفر التكوين (نقلاً عن التناقض فى تواريخ وأحداث التوراة صفحة 78): “الرب يتنازل ويظهر فى صور تتفق مع أسلوب الحياة البدائية البسيطة ، فلا يستخدم الأنبياء ليكلم الناس بواسطتهم ، بل يجد مسرته معهم شخصياً فى حلم أو بكلام أو بأحد الظهورات الكريمة ، فعند هبوب رياح النهار يمشى فى الجنة ، وفى الحقل يُحاجّ قايين بنفسه، وعند ثورة بابل ينزل ليرى ، كما ينزل عند صراخ سدوم وعمورة ، وفى حر النهار ينزل ضيفاً على إبراهيم يتناول طعام الضيافة كمسافر ، ومرة يظهر كإنسان يصارع غريماً له ليحطم اعتداده بنفسه”.
والله لا أعرف كيف نطق بها! “ءالله فقد اعتداده بنفسه ، وازداد عبده يعقوب اعتداد بنفسه لأنه هزم الرب”؟ ما لكم كيف تحكمون؟ ماذا بكم؟ كيف تفكرون؟
وإذا كان ماكنتوش كغيره يعتقد أن كل كلمة فى هذا الكتاب من عند الله ، فهم بذلك يسبون الله ويصفونه بما هو يتعالى عنه علواً كبيرا ، فهو فى الكتاب المقدس:
- يكل ويتعب: (3وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابِعَ وَقَدَّسَهُ لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقاً.) التكوين 2: 3
- وإله جاهل: فقد جهل مكان آدم وحواء فى الجنة: (9فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ: «أَيْنَ أَنْتَ؟».) تكوين 3: 9 و(11فَقَالَ:«مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟») تكوين 3: 11
- وعلمه محدود وقدرته محدودة عند بعض الناس: (11وَقَالُوا: [كَيْفَ يَعْلَمُ اللهُ وَهَلْ عِنْدَ الْعَلِيِّ مَعْرِفَةٌ؟]) مزامير 93: 11 ؛ (7وَيَقُولُونَ: [الرَّبُّ لاَ يُبْصِرُ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ لاَ يُلاَحِظُ].) مزامير 94: 7 ؛ كما نزل على الأرض ليتفقد المدينة والبرج (5فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو آدَمَ يَبْنُونَهُمَا.) تكوين 11: 5 ، كذلك نزل عندما كثُر صراخ سدوم وعمورة ليتأكد (20وَقَالَ الرَّبُّ: «إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدّاً. 21أَنْزِلُ وَأَرَى هَلْ فَعَلُوا بِالتَّمَامِ حَسَبَ صُرَاخِهَا الْآتِي إِلَيَّ وَإِلَّا فَأَعْلَمُ».) التكوين 18 : 20-21
- وإله ينسى: (1إِلَى مَتَى يَا رَبُّ تَنْسَانِي كُلَّ النِّسْيَانِ!) مزامير 13: 1 ، (9أَقُولُ لِلَّهِ صَخْرَتِي: لِمَاذَا نَسِيتَنِي؟ لِمَاذَا أَذْهَبُ حَزِيناً مِنْ مُضَايَقَةِ الْعَدُوِّ؟) مزامير 42: 9 ، (24لِمَاذَا تَحْجُبُ وَجْهَكَ وَتَنْسَى مَذَلَّتَنَا وَضِيقَنَا؟) مزامير 44: 24
- وإله كذّاب ويأمر بالسرقة: فقد أمر قوم موسى بالكذب على المصريين وسرقة مجوهراتهم: (1ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ضَرْبَةً وَاحِدَةً أَيْضاً أَجْلِبُ عَلَى فِرْعَوْنَ وَعَلَى مِصْرَ…. 2تَكَلَّمْ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ أَنْ يَطْلُبَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْ صَاحِبِهِ وَكُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ صَاحِبَتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ».) خروج 11: 1-2
- وإله الشيطان أصدق منه: (16وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً 17وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ».) تكوين 2: 16-17
أما الشيطان المتمثل فى صورة الحية فقال: (4فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! 5بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ».) تكوين 3: 4
وبالفعل لم يميتهما الله بل عاقبهما بأن أنزلهما إلى الأرض للعمل والشقاء: (16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ». 17وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 18وَشَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 19بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».) تكوين 3: 16-19 , وكذلك لم يميتهما الرب بل مات آدم عن عمر يناهز 930 سنة
- وإله سكِّير: (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65
- وإلهٌ يأمر بالسُّكر ( كُلُوا أَيُّهَا الأَصْحَابُ. اشْرَبُوا وَاسْكَرُوا أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ.) نشيد الإنشاد5: 1
- وإله مغلوب على أمره: («مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هَكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.)أعمال الرسل8: 32 ،(أنا لا أقدر أن أفعل من نفسى شيئاً) يوحنا5: 30
- وإله لا يغفر ولا يرحم: (لأنى أنا الرب إلهك إله غيور أفتقد ذنوب الآباء فى الأبناء فى الجيل الثالث والرابع من مبغضى) خروج 20: 5 ؛ (لا يدخل عمونى ولا موابى فى جماعة الرب حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحد فى جماعة الرب إلى الأبد) تثنية 23: 3 ، (10وَأَنَا أَيْضاً عَيْنِي لاَ تُشْفِقُ وَلاَ أَعْفُو. أَجْلِبُ طَرِيقَهُمْ عَلَى رُؤُوسِهِمْ».) حزقيال 9: 10
- وإله عنصرى: (20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.) تثنية 23: 20
- وإله يضرُ ولا ينفع: (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا) (حزقيال 20 : 25)
- وإله مخرِّب: (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُونَ.) مرقس 11: 12-14 ؛ كذلك اختار أنبياء لصوص وسراق (يوحنا 10: 8) ، يزنون مثل داود (صموئيل الثانى 11) ويعبدون الأوثان مثل سليمان (ملوك الأول 11: 9-10) ، أو عندهم عته ومجانين مثل إشعياء الذى قال الكتاب المقدس عنه أنه مشى عارياً حافياً لمدة ثلاث سنوات (إشعياء 20: 3-5)
وفى الحقيقة لا توجد أسباب تدفع الرب للنزول وترك عرشه ، وعدم استخدام أنبيائه ورسله ليكلم الناس بواسطتهم ، فعلى الرغم من أنه نزل ليرى بناء برج بابل ( تكوين 11: 5) ، ونزل ضيفاً على إبراهيم وتناول طعام الضيافة كمسافر ( تكوين 18: 1-2) ، ونزل عند صراخ سدوم وعمورة ( تكوين 18: 21) ، ونزل ليصارع يعقوب (تكوين 32: 24-30) ، ونزل لينتقم من موسى لأنه لم يختن ابنه (خروج 4: 24-26) ، إلا أنك تراه لا يحرك ساكناً عندما أراد أن ينتقم من نبيه وتحالف مع الشيطان ضده (ملوك الأول 22: 9) ، أو عند خيانة رسله له وعبادتهم الأوثان:
فهذا نبى الله سليمان يعبد الأوثان: ( 9فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، 10وَأَوْصَاهُ فِي هَذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبِعَ آلِهَةً أُخْرَى. فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ. (الملوك الأول 11: 9-10)
وهذا نبى الله هارون يعبد العجل ويدعوا لعبادته: (خروج 32: 1-6) (خروج30: 32)
وهذا نبى الله آحاز يعبد الأوثان ( ملوك الثانى16: 2-4،وأيضاً أخبارالأيام الثانى28: 2-4)
وهذا نبى الله يربعام يعبد الأوثان: (ملوك الأول 14: 9)
ويقدم يفتاح الجلعادى أضحية للأوثان (قضاة 11: 30-31)
ءإله يصطفى من البشر رسلاً ثم يتركوه ليعبدوا الأوثان؟ ءإله يقبل امرأة ليُنْجَب منها فتتركه وتتزوج باثنين آخرين يوسف بن يعقوب ( متى 1: 16) و يوسف بن هالى ( لوقا 3: 23) ؟
س263- يقول سفر أيوب: (الله صانعي. مؤتي الأغاني في اللّيل. الذي يعلّمنا أكثر من وحوش الأرض. ويجعلنا أحكم من طيور السّماء.) (أيوب 35: 10) ما الذى تعلمه لنا وحوش الأرض؟ ومن أين يأتى الرب بالأغانى فى الليل ولمن يأتى بها ولماذا؟ هل الرب مؤلف أغانى؟ وإذا أتى بكلمات الأغنية فمن أين يأتى بللحن؟ وإذا كان كلام الرب مقدساً فلماذا لم نسمع عن أغانى مقدسة أو ألحان مقدسة؟ الرب يأتى بالأغانى فى الليل؟ هل يكون عنده وقت فى الليل لذلك؟ لقد أعلمنا الكتاب المقدس أن الرب فى الليل لا يكون فى وعيه ويكون سكران. (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65