صواعق الحق في الرد على ميزان الحق المقلوب
لإثبات التحريف
بسم الله الرحمن الرحيم
) وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاؤوا ظلما وزورا
وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا (
(الفرقان 4-5)
تمهيد
من المضحكات المبكيات أن يستشهد النصاري بالقرآن الكريم لأثبات صحة كتبهم المحرفة (كما سوف نثبت في هذا البحث) وذلك بعد فشلهم في إثبات صحة كتابهم اللهم إلا بحجج واهية سوف نبرهن علي فسادها في بحثنا هذا بأمر الله وهم في هذا يحاولون في أستماته خداع أتباعهم من خراف الكنيسة والذين هم في معظمهم لم يقرأوا كتبهم ولو لمرة واحدة وحتي من قرأها منهم لم يفقه ماهو مكتوب فيها . وهم في مجملهم ممن ينطبق عليهم أيضا قوله تعالي :
) كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ( (الجمعة: من الآية5)
وهم ظالمين حقا فقد ظلموا أنفسهم باتباعهم ما يروج له رهبانهم وقساوستهم من تعاليم تخالف حتي ما جاء في كتبهم حتي أن كل من له فهم سليم يتذكر قول الله فيهم :
)اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ( (التوبة:31)
الغرض من البحث :
هو الرد علي رسالة من صديق نصراني طلب مني الرد علي كتيب منتشر علي الأنترنت بعنوان " ميزان الحق " كاتبه يدعي الدكتور فاندر يروج أن القرآن يشهد بصحة الإنجيل والتوراة الموجودة بين أيدينا الآن مستغلا جهل النصاري بالقرآن الكريم ناهيك عن ضحالة علمهم بكتبهم ويورد فيه حجج أوهي من خيوط العنكبوت سنوضحها في بحثنا هذا بحول الله وقوته وهذا البحث أهديه لصديقي النصراني ولكل نصراني أو يهودي يبحث عن الحق وكل ماعليه هو أن يسأل نفسه اين الحق أهو في الكتيب الزائف محل البحث أم في هذا البحث الذي سيكشف بأمر الله زيف ما يروج له أحبار النصاري وألباسهم الحق بالباطل كما جرت عليه العادة في كتبهم سواء التي يقدسونها أو التي يؤلفونها لتعمية وخداع أتباعهم . والله المستعان .
أقسام البحث :
1. معني ومفهوم التحريف عامة وفي كتب اليهود والنصاري خاصة .
2. الرد علي الكتيب موضوع البحث وأثبات أن القرآن لا يقول بصحة كتب اليهود والنصاري المتداولة منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام كما يدعي كاتب البحث وسأعتمد في هذه النقطة علي القرآن نفسه وعلي الآيات التي ادرجوها في غير موضعها وهم يعلمون .
3. أثبات تحريف كتبهم من كتبهم نفسها مستشهدا بأعداد وأصحاحات من كتبهم المحرفة .
4. أثبات أن كتبهم لا محل لها من العقل وأنها لا تتماشي مع الفطرة ولا النفسية السوية بحال من الأحول .
مقدمة لابد منها
معنى التحريف لغة واصطلاحاً
· التحريف لغةً
حرف الشيء: طرفه وجانبه، وتحريفه: إمالته والعدول به عن موضعه إلى طرفٍ أو جانب .
· التحريف اصطلاحاً
أمّا التحريف في الاِصطلاح فله معانٍ كثيرة منها:
التحريف الترتيبي:
أي نقل الإصحاح أو عدد من مكانه إلى مكان آخر .
مثال للتحريف الترتيبي من الإنجيل :
متي 21: 12 – 19 ]
" ودخل يسوع الى هيكل الله و اخرج جميع الذين كانوا يبيعون و يشترون في الهيكل و قلب موائد الصيارفة و كراسي باعة الحمام . و قال لهم مكتوب بيتي بيت الصلاة يدعى و انتم جعلتموه مغارة لصوص . و تقدم اليه عمي و عرج في الهيكل فشفاهم . فلما راى رؤساء الكهنة و الكتبة العجائب التي صنع و الاولاد يصرخون في الهيكل و يقولون اوصنا لابن داود غضبوا. و قالوا له اتسمع ما يقول هؤلاء فقال لهم يسوع نعم اما قراتم قط من افواه الاطفال و الرضع هيات تسبيحا . ثم تركهم و خرج خارج المدينة الى بيت عنيا و بات هناك . و في الصبح اذ كان راجعا الى المدينة جاع . فنظر شجرة تين على الطريق و جاء اليها فلم يجد فيها شيئا الا ورقا فقط فقال لها لا يكن منك ثمر بعد الى الابد فيبست التينة في الحال " .
واضح أن المسيح في النص السابق قد دخل الهيكل وطرد باعة الحمام والصيارفة قبل ذهابه إلي بيت عنيا ولعنة شجرة التين .
والآن لنري ماذا يقول مرقس 11 : 11 حول هذا الموضوع :
" فدخل يسوع اورشليم و الهيكل و لما نظر حوله الى كل شيء اذ كان الوقت قد امسى خرج الى بيت عنيا مع الاثني عشر . و في الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع . فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق و جاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء اليها لم يجد شيئا الا ورقا لانه لم يكن وقت التين . فاجاب يسوع و قال لها لا ياكل احد منك ثمرا بعد الى الابد و كان تلاميذه يسمعون . و جاءوا الى اورشليم و لما دخل يسوع الهيكل ابتدا يخرج الذين كانوا يبيعون و يشترون في الهيكل و قلب موائد الصيارفة و كراسي باعة الحمام . و لم يدع احد يجتاز الهيكل بمتاع . و كان يعلم قائلا لهم اليس مكتوبا بيتي بيت صلاة يدعى لجميع الامم و انتم جعلتموه مغارة لصوص ".
ناقض مرقس متي كما هو واضح بمقارنة النصين السابقين من إنجيلي متي ومرقس فعند متي الترتيب هو دخول المسيح الهيكل اولا ولكن عند مرقس كان دخول المسيح للهيكل في النهاية وهو تسمية أصغر محكمة إبتدائية شهادة زور يعاقب عليها مدعوها وهذا ما نسميه بالتحريف الترتيبي فمن المؤكد هنا أن إما متي اومرقس أو كلاهما كاذب .
التحريف المعنوي:
ويراد به حمل اللفظ على معانٍ بعيدة عنه لم ترتبط بظاهره، مع مخالفتها للمشهور أو المتعارف عليه من تفسيره كحالة صاحب الكتيب محل البحث والنقض والذي سوف نثبته بأمر الله في الوريقات التالية .
وكمثال علي التحريف المعنوي نورد الأعداد التالية :
من [ لوقا 22: 70 ]
فقال الجميع افانت ابن الله فقال لهم انتم تقولون اني انا هو
حيث يوهم كهنة النصاري أتباعهم بأن كلمة أنتم تقولون أني أنا هو تعني نعم بينما المتعارف عليه هو أن معناها هذا زعمكم وذلك في محاولة ميئوس منها لثبات ألوهية المسيح
التحريف اللفظي، وهو على قسمان :
1. التحريف بالزيادة:
بمعنى أنّ بعض الكتاب الذي بين أيدينا ليس من الكلام المنزل وكمثال له من الإنجيل نورد الآتي من [ مرقص 13-14 ] :
" فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة حيث لا ينبغي ليفهم القارئ فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال "
وكذلك الحال في [ متي 14-15] :
" فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس ليفهم القارئ "
ومن الواضح هنا أن النص الأصلي يقول "فمتى نظرتم رجسة الخراب فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال". أما جملة ولا أقول كلمة " التي قال عنها دانيال النبي قائمة حيث لا ينبغي ليفهم القارئ " هي مضافة للنص الأصلي .
2. التحريف بالنقص:
بمعنى أنّ بعض الكتب التي بين أيدينا منقوصة
وكمثال لهذه الحالة نورد التالي من [حزقيال 23].
" 43 فقلت عن البالية في الزنى الان يزنون زنى معها و هي ***** " .
وأيضا نجده في [الملوك الثاني 5].
" 6 واتى بالكتاب الى ملك اسرائيل يقول فيه ***** فالان عند وصول هذا الكتاب اليك هوذا قد ارسلت اليك نعمان عبدي فاشفه من برصه " .
طبعا النجوم ***** ليست من عندنا ولكنها وضعت في البايبل للتعوض عن كلمات مفقودة أو ترك مكانها فراغ .
وفي خاتمة المقدمة نقول نحن المسلمون أن كتب اليهود والنصاري محرفة ولا نقول زائفة فقد يكون فيها أجزاء ولو ضئيلة يري الإنسان فيها بعض الحق وإن كان أغلبها ضلال وسنورد في الباب الثاني المزيد من التحريفات بأنواعها بأمر الله .
_______
الكاتب ابن الفاروق