معجزات يسوع في الميزان
أولا : نبوءة المسيح في العهد القديم
مما يؤسف له التلفيق الذي ينهجه النصارى في دعواهم عن نبوءات المسيح في العهد القديم والجديد على حد سواء والتي من أبرزها ..
*(متى1 :23) "قال اشعيا(7 :14) "لأجل هذا يعطيكم الرب عينه علامه .ها العذراء تحبل و تلد ابنا يدعى اسمه عمانوئيل ..) و يفسرون عمانوئيل بأن معناها الله معنا .
التعليق :
*كلمة العذراء عند علماء اليهود في التراجم اليونانية الثلاثة تعني المرأة الشابة سواء أكانت عذراء أو غير ذلك .
*ما سمى أحد المسيح (عمانوئيل) لا أبوه يوسف ولا أمه بل سمياه يسوع . وكان الملاك قال لأبيه في الرؤيا و تدعو اسمه يسوع .كما في إنجيل متى .و كان جبريل قال لأمه (ستحبلين و تلدين ابنا تسمينه يسوع) و لم يدّعى المسيح في و قت من الأوقات أن اسمه عمانوئيل .
إليكم السياق و القصة التي ورد فيها هذا النص و لكم بعد ذلك أن تحكموا (اشعياء 7) (أن (راصين ) ملك آرام و (فقح) ملك إسرائيل جاءا إلى أورشليم لمحاربة (آحاذ بن يونام) ملك يهوذا . فخاف خوفاً شديداً من اتفاقهما عليه . فأوحى الله إلى إشعياء النبي أن يقول لتسلية آحاز :لا تخف فإنهما لن يقدرا عليك و ستزول سلطتهما و بيّن علامة لخراب ملكهما أن امرأة شابه تحبل و تلد ابنا و يدعى عمانوئيل و تصير أرض هذين الملكين خربه قبل أن يميز هذا الابن الخير من الشر" ....و قد ثبت أن أرض (فقح) قد خربت في مدة 21 سنه من هذا الخبر، ! ..فلابد و أن يولد هذا الابن قبل مدة الـ 21 سنه .و يسوع ولد بعد721 سنه من خرابها ـ و اختار البعض أن أشعياء يريد بهذه المرأة زوجته ـ و للأسف لا يزال جم غفير من آباء الكنيسه يعتقدون أن هذه نبوءة مجيء المسيح في العهد القديم، و يعلموها لشعوبهم .
* مثال آخر :
(اشعياء 53: 2) "نبت قدامه كفرخ و كعرق من أرض يابسة . لا صورة له و لا جمال فننظر إليه. و لا منظر فنشتهيه. محتقر و مخذول من الناس ،رجل أوجاع و مختبر الحزن. و كمُستر عنه وجوهنا .مُحتقر فلم نعتد به ........هل هذه نبوءة تليق بنبي معصوم اصطفاه الله من بين خلقه و فضله على كثير ممن خلق تفضيلا..فضلاً عن ابن الله مع التحفظ .الذي هو جميل يحب الجمال ..
* مثال آخر :
(الأعمال8 : 32) "مثل شاة سيق للذبح .و مثل خروف صامت أمام الذي يجزه هكذا لم يفتح فاه .في تواضعه انتزع قضاؤه و جيله من يخبر به "...ألا يوجد تشبيه أفضل .تارة مثل شاة .و تارة مثل خروف .و تارة مثل فرخ ..!!
اقرءوا هذه الأمثلة جيدا .و تعالوا بنا ننظر إلى ألآتي:
المسيح بين الإنجيل و القرآن .. و فيها خلقه . بشارته . تكريمه.معجزاته
.المسلمون يسلمون و يؤمنون بمعجزات عيسى المسيح دون جهد من أحد .و دون سوق أدله على ذلك من أحد .و بدون دعوه أو إغراء مادي أو دفع رشوه من أحد.وبدون صك غفران أو وعد بحيازة قراريط أو أفدنه في الجنة من كاهن .هم يسلمون بذلك .فقط لأن قرآنهم قال ذلك.و يعتقدون أنه المسيح. و أنه نبياً عظيماً من أنبياء الله . و واحد من أولي العزم من الرسل . و أنه ولد من عذراء بقدرة الله تعالى من غير أب .. كما خلق الله آدم بغير أب ولا أم . وكما خلق الله حّواء من أب بلا أم .. بل معجزة خلق آدم أعظم . وأيضا معجزة حلق حّواء .و كذا تتم أركان القدرة بخلق البشر جميعاً من أم وأب . و معجزة خلق حواء عظيمة فى حد ذاتها .إذ خلقت من ضلع آدم .أما خلق المسيح فجاء من طريق طبيعي (الرحم) و هو محل الولادة الطبيعية.
(إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون) ..آل عمران
و الله جل وعلا بقدرته يستطيع أن يخلق ملايين غير عيسى عليه السلام ب "كن فيكون"... و لنا شاهد فى إنجيل (متى 3 :8)"إن الله قادر على أن يقيم من هذه الحجارة أولاداً لإبراهيم" ..سبحان الله
و صدق الرسول المصطفى الكريم إذ يقول "لو أنك أهرقت ماءك على صخرة و أراد الله أن ينتج منها ولداً لأنتجه "و ذلك لما سئل عن حكم العزل .
أما النصارى فمصرون على أنه وُلد ولم يُخلق .فهم لا يسلمون بقدرة الله فى الخلق والإيجاد بهذه الطريقة ـإنما هو عندهم وُلد ولادة من الله ( بمعنى أن الله أنجبه ) ..وينسبون إلى الله أحط العمليات الحيوانية وهى الجنس ..تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا.
فى رسالة بولس إلى أهل روميه(1 :2)"عن ابنه الذي صار من نسل داود من جهة الجسد و تعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة" ..و أنا أتساءل.. البشر جميعا من لدن آدم إلى الآن أجسادهم لآبائهم مادة و وراثة. أما أرواحنا جميعا فمن الله و إلى الله تعود . إن الروح في البشر لا تورث مع الأبدان أو تنزل مع نطفة الأبوين . بل خلق الإنسان يبدأ نطفه مكونه من خليه واحده نصفها من الأب و نصفها الآخر من الأم .ثم تنقسم هذه النطفة عدة انقسامات مكونة ما يسمى (بالزيجوت) ثم عدة انقسامات مكونة أطورا أخرى لا داعى لشرحها على التفصيل الآن. المهم بعد أن يكون جنينا له من العمر نحو 120 يوما .يُؤمر الملك بأن ينفخ فيه (الروح).و كلنا كدارسين لهذا الأمر نعلم ذلك علم اليقين ومن أراد معرفة المزيد فليسأل علماء الأجنة أو حتى خريجو الكليات العملية مثل(الطب بأنواعها، العلوم ،الزراعة ،)
و أنا أسأل من أين جاءت هذه (الروح) هل من الأب ،هل من الأم ،هل من عند البقال ! بالطبع لا.بل جاءت من عند الله .
فكل البشر . حتى الأنبياء و حتى عيسى عليه السلام منسوبون إلى الله من جهة الروح ...فهل هذا يقضي بأن البشر جميعاً أبناء الله بنوة نسب لكون روحهم من عند الله . إن ألأمر كله سواء بالنسبة للمسيح و بالنسبة للبشر. يمكن أن يكون مجازاً .أننا جميعاً أطفال الله و عياله و يكون عيسى أقرب منا لله لكونه نبياً مصطفىً من الله تعالى .أما أن يكون ابناً نسباً لله فهذا حرام على من يدعيه فالله لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد .
"و يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا" صدق الله العظيم .الإسراء
إن السمو بالروح يأتي إما بإصطفاء الله لهذه الروح فيفيض عليها من رحمته فتسمو روحه و ترتفع درجته و يتعالى بروحه عن الدنايا و الصغائر و يؤهل أن يكون مُبلغا لدعوة الله رسولا أو نبيا.
و إما أن يأتي عن طريق هداية الله لعقل و قلب واعي فيأخذ العبد رشاد الله له مأخذ الجد و يتبع طريق الأنبياء في سلوك الهدى و الطهر و العفاف و صقل النفس بالطاعات وتزكيتها بحب الله و حب ما يحبه الله ..و هذه نفوس المؤمنين