العنصرية البغيضة
من الكبائر العظيمة أن ينسب لهذا النبي الرقيق هذا البغض و الحقد لبني البشر .....و دعوني أستطرد بعض الشيء في هذه المسألة الهامة ..هذا التمييز و التحيز لخلق دون خلق أو للون أو لعرق لا يصح في حق الله تعالى إذ هو خالق الإنسان من أب واحد .و لا فضل لأحد على أحد و لا لجنس على جنس ..و هو شيء تشمئز منه النفوس و العقول المنصفة ..فقد يكون رجلاً ذو تقىً و بصيرة و علم و إيمان فيؤخره نسبه أو جنسه و قد يكون مخبولٌ مفسد في الأرض مهلك للحرث و النسل يظن أن نسبه أو جنسه يرفعه .هيهات ثم هيهات!!إن رسالات الأنبياء أبعد ما تكون عن ذلك التعصب القبلي الشعوبي فالكل لآدم و آدم من تراب . هذا ما أصلته رسالة رسل الله أما الذين ادعوا رسالة لأنفسهم فهم أسرع من ألفوا و أقاموا هذه الفتنه ليختلوا بها الناس . ليرفعوا الموضوع و يقيموا الدون ...
و لم أجد كتابا أصل لقاعدة العنصرية مثلما أصل لها هذا الكتاب المدعو بالمقدس.... و إليك هذا الحقد الأعمى على الجنس العربي
(تكوين9 :20) ذكر ما ملخصه (أن نوح شرب الخمر و سكر و تعرى .فأخبر حام إبنه و كان صغيراً .أخبر أخويه الذين سترا أبوهما .فلعن نوح حام و جعله عبداً لإخوته و بارك سام) ...وحام أبو العرب(الكنعانيون ) أما القديس سام فهو أبو الجنس العالى اليهود و النصارى و الأوربيون و الأمريكان الأنجلوساكسون.
و إني لأستغرب(على الرغم أني لا أؤمن بهذا الهراء )أي بركة تُنال من رجل فقد البركة بشربه الخمر و تعريه و غياب عقله عن ربه و هو من أوائل النبيين (طبيعي نحن نؤمن أن نوح أنزه من ذلك و هو من أولي العزم من الرسل) .
(تكوين28 :6)عيسو(ابن اسحق و أخو يعقوب) يعاند أباه و يتزوج كنعانيه شريرة من بنات عمه إسماعيل ...و بالطبع حُرم بركة اسحق و كانت البركة من نصيب أخيه يعقوب و إن شئت فقل إسرائيل و حده .و ذلك بعد تمثيلية خبيثة من امرأته سوف نوردها فى باب لغة الإنجيل .
(سفر عزرا9، ،10) تحريم الزواج بالأجنبيات و اعتباره رجس و نجس و خطيه كبرى ..لاختلاط الزرع المقدس بشعوب الأراضي النجسة !! ..و الأجنبيات في نظرهم هم الأمميات من غير بني إسرائيل ..!
يكفي هذا من العهد القديم و إليك بعض ما في العهد الجديد .
(متى 15 :22ـ28) المرأة الكنعانية المستغيثة لشفاء ابنتها و سجدت له تطلب منه شفاء ابنتها فأجاب و قال"ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين و يطرح للكلاب .فقالت نعم يا سيد و الكلاب أيضا تأكل من الفتات الذى يسقط من مائدة أربابها .حينئذٍ أجاب يسوع و قال لها يا امرأة عظيم إيمانك ليكن لك كما تريدين "*
*(مرقس7 :26ـ30) "و كانت المرأة أمميه وفي جنسها فينيقيه سوريه .فسألته أن يُخرج الشيطان من ابنتها و أما يسوع فقال لها دعى البنين أولاً يشبعون.لأنه ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين و يطرح للكلاب .فأجابت و قالت له نعم يا سيد .و الكلاب أيضا تأكل تحت المائدة من فتات البنين فقال لها لأجل هذه الكلمة اذهبي قد خرج الشيطان من ابنتك " ...يسوع يقول هذا ..نعم..أما المسيح عيسى فلا و ألف لا .
كون الأممين غير بني إسرائيل كلاب في نظر يسوع هذا مستحيل في خُلق النبوة و إنه لَتأصيل لمبدأ العنصرية الممقوته .فكل ما عدا بني إسرائيل .أو كل من لم يؤمن بيسوع.يعتبرون كلاباً فهذا مرفوض شكلاً و موضوعاً و إذا كانت هذه التعاليم من أصول رسالة المسيحية فبئست التعاليم و بئس من يتبعها.
*إن أحد مفسري الإنجيل هو "باركلى "أدرك خطورة مثل هذا النص فحاول أن يلطف من وقع الأمر و لكنه زاد الطين بله إذ قال إن المسيح لم يقصد بالكلاب .كلاب الشوارع الضالة . و إنما قصد بها الكلاب اللطيفة الصغيرة كالتي توضع في السيارات (بوبى) فهل كان أيام المسيح سيارات أو كانوا يعرفون ال (بوبى)
*و هل وصف غير المؤمنين بالكلاب هو الذي يجعلهم يؤمنوا و ينقادوا للإيمان؟؟؟ هل هذا هو منطق الحكمة و الموعظة الحسنه في الدعوة ..
*في هذين النصين تسقط دعوى أن الإنجيل أو يسوع جاء ليخلص العالم بل هي رسالة محليه لا تعدو بني إسرائيل فهم المستحقون للرسالة و ما عداهم فكلاب .
*(لوقا17 :18) في قصة العشرة البرص الذين أبرأهم يسوع و أمرهم بالذهاب إلى الكهنة و رجع أحدهم و كان سامريا [ من آمن باليهودية من غير بني يهوذا ].و سجد له .فسأله أين التسعة؟ .ثم أردف و قال ألم يوجد من يرجع فيعطى مجدا لله غير هذا الغريب الجنس !!ثم قال له"قم و امض إيمانك خلصك" ...حتى لم يقل له قم و اتبعني كما قال لغيره من قبل .كل هذا لأنه كان سامري *
*صدق الله العظيم عندما قال "و قالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله و أحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق "..المائدة
*(متى 12 :30)"من ليس معي فهو علىًّ و من لم يجمع فهو يفرق"...هكذا يكون الإرهاب المعنوي .إما الإتباع بالإرهاب أو التسلط بالعنصرية*
*(رسالة بولس إلى غلاطيه 4 :28ـ31)"و أما نحن أيها الأخوة فنظير اسحق أولاد الموعد و لكن كما كان حينئذ الذى وُلد حسب الجسد يضطهد الذي حسب الروح هكذا ألآن أيضا لكن ماذا يقول الكتاب؟"اطرد الجارية و ابنها لأنه لايرث ابن الجارية مع ابن الحرة .إذاً أيها الإخوة لسنا أولاد جارية بل أولاد الحرة "...والسؤال هل كان إبراهيم عليه السلام نصرانيا؟ أو كان يهوديا؟ ,,ما كان إبراهيم يهوديا و لا نصرانيا و لكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين "..آل عمران...على مثل هذا العنصري المنافق و الكذاب تقوم دعائم العنصرية .إنه كذب على إبراهيم و نافق بني شعبه من اليهود .و أورث بكلامه هذا النظرة العنصرية الاستعلائية و الاستكباريه التي ينظرها صهاينة اليهود و الصليبيون إلى المسلمين و العرب .*
(الجارية هاجر أم إسماعيل و العرب .أما الحرة هي سارة أم إسحق أبو إسرائيل و الجنس السامي ) و (الذي ولد حسب الموعد و الروح هو اسحق ..و الذي ولد حسب الجسد هو إسماعيل )
*قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله و غفر له : إن نفخ النار في النعرة العنصرية لا يلجأ إليه إلا واحد من ثلاثة . شخص تافه يعرف من نفسه فقدان الكفاية فهو ينوه بنسبه ليستعيض بها عما فقد من رجولته و مروءته ..أو رجل فاجر أعياه الارتفاع بالناس إلى المثل الفاضلة .فرتع معهم في شهواتهم .وجاراهم في أهوائهم ليجاروه فيما يهوى ..أو رجل مغرور يحسب عن ضلال في الفهم أن جنساً أفضل من جنس و لوناً أكرم من لون فهو يملأ فمه فخراً بقومه ..و الإسلام كذب أولئك جميعاً ...
*هل يمكن أن يكون يسوع إلها رحيما عفوا كريما أو نبيا على خلق يعطى حرية الاختيار لمن يختار منهجه في الحياة .و يكون في نفس الوقت بلطجيا دمويا .جاء ليصب النقمة و العذاب و ليس الخلاص !!
(لوقا19 :27) "أما أعدائي الذين لا يريدون أن أملك عليهم أحضروهم هنا واذبحوهم قدامي "
(لوقا12 :49)"جئت لألقي نارا على الأرض و ماذا أريد لو اضطرمت "
(متى 10)"لاتظنوا أني جئت لألقي سلاما على الأرض بل سيفاًَ"
*هل يمكن أن يكون يسوع أبو الجميع و يجمع شمل أبناءه و في نفس الوقت داعية فتنه جاء ليفرق الجميع و يخرب البيوت العامره :
(متى 10 :34) "فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه و الابنة ضد أمها و الكنه ضد حماتها و أعداء الإنسان أهل بيته ..و قال أيضا (من جاء إلىّ و لم يبغض أبيه و أمه و أخيه و أخته بل نفسه أيضا فلا يمكن أن يكون تلميذا لى )
هذا بعض ما ذكره كاتبوا الأناجيل عن يسوع ربهم و إلههم ..أما صورته في القرآن و السنة فهو عيسى المسيح النبي الورع الزاهد العفيف . أعلى مثل في الرحمة و الإخلاص و الوفاء و بر الوالدة و مبارك طاهر ابن طاهرة ..
*دعونا نتفقد السنة ننظر بعض ما قرظ النبي محمد صلى الله عليه وسلم أخوه عيسى بن مريم ..
(روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :من شهد أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله .و أن عيسى عبد الله و رسوله و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ) .
*و عن ورع عيسى عليه السلام و أدبه مع الله ( روى البخاري عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :رأى عيسى ابن مريم رجل يسرق فقال له أسرقت قال كلا و الذي لا إله إلا هو .قال عيسى آمنت بالله و كذبت عيني "
"إن الذين يكفرون بالله و رسله و يريدون أن يفرقوا بين الله ورسله و يقولون نؤمن ببعض و نكفر ببعض و يريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا و أعتدنا للكافرين عذابا مهينا ""...المائدة
إن محمداً صلى الله عليه وسلم لم يكن عدواً للمسيح كما يدعي النصارى .
(روى البخاري عن ابن عباس قال .قال صلى الله عليه وسلم .تحشرون حفاة عراة غرلا أول الخلق يؤتى إبراهيم فيؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين و ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي فيقول إنهم مازالوا مرتدين على أعقابهم مذ تركتهم .فأقول مثل ما قال عيسى بن مريم إن تعذبهم فإنهم عبادك و إن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ."المائدة مما سبق نستطيع أن نؤكد إيماننا بقضية أن المسيح عيسى بن مريم النبي الرسول غير يسوع النصارى الذي هو إله أو ابن إله أو واحد من ثالوث مقدس .
و الجدول الآتي يوضح ذلك :
يسوع عند النصارى | المسيح عيسى |
*إله أو ابن إله أو واحد من ثالوث *رب ملعون من أجل النصارى . *حسب الكتب و النسب يسوع ابن زنا و من نسل زنا . *حسب الكتب لعان و شتام و بذيء *مخرب للبيئة مهلك للحرث و النسل . *محتقر و مخذول ، لا منظر له و لا جمال حسب نبوءة أشعياء . *أشبه بخروف أو شاة أو دجاجة *ألعوبة في يد الشيطان يجربه و يجوعه في البرية . *عاق لأمه و قاطع للرحم . *عنصري و يدعو إلى العنصرية البغيضة . *دموي و إرهابي يسفك الدماء . | *رسول نبي من أولي العزم من الرسل . *رسول مكرم من الله و ليس بملعون . *ابن عذراء بتول طاهرة من ذرية طاهرة اصطفاها الله تعالى . *ذو خلق رفيع جعله الله مبارك أينما كان . *مبارك و خيّر يسعى لنشر الخير بين الناس. *وجيها في الدنيا و الآخرة . *من المقربين إلى الله و الله لا يقرب خروفا و لا شاةً . *معاذاً بالله من الشيطان الرجيم . *بارا بوالدته و لم يكن جبارا شقياً *يسوي بينه و بين الخلق "و إن الله ربي و ربكم " . *يكلم الناس في المهد و كهلا و من الصالحين . |
أدلة هذا الكلام كله موجودة في هذا الباب . أدلة ذلك موجودة عندنا في كتاب الله عز و جل.