النبوءات والاقتباسات وتقييمها
إن كُتاب الأناجيل كانوا يقتبسون آيات من التوراة ويضعونها في الأناجيل ليؤكدوا كلامهم في نظر اليهود و الناس.
فمثلاً إذا أراد كُتاب الأناجيل أن يقولوا أن المسيح عيسى هو النبي الذي تنبأ عنه موسى يكتبون نص نبوءة موسى عن النبي المنتظر في التوراة و يفسرونها تفسيرا ملتويا لتنطبق على المسيح . و إذا أرادوا أن يقولوا أن عيسى صعد من القبر إلى السماوات يكتبون نصوص من نبوءات التوراة و يفسرونها بالتواء لتدل على غرضهم و هذا الموضوع معروف عندهم و يسمى (اقتباسات كتاب الأناجيل من التوراة) و غالبا ما يكتب "كما قيل بالأنبياء" و إنجيل متى على وجه الخصوص مليء بمثل هذه الجملة ..
و من أمثلة ذلك (رسالة العبرانيين 1: 6) "هو يكون لي ابنا و أكون له أبا" يقصدون بها المسيح و هي مذكورة بنفس النص عن سليمان و فيها إضافة "هو يكون لي ابنا و أكون له أبا و سليمان يكون اسمه" (سفر صموئيل الثاني 7: 34)
مثال آخر (الأعمال 15 :16) "سأرجع بعد هذا و أبني أيضا خيمة داوود الساقطة. و أبني أيضاً ردمها. و أقيمها ثانية لكي يطلب الجميع من الناس الرب و جميع الأمم الذين دعي اسمي عليهم يقول الرب الصانع كل هذا" هذا في الإنجيل.. و في العهد القديم (سفر عاموس 9: 11) "في ذلك اليوم أقيم مظلة داوود الساقطة و أقض شقوقها و أقيم ردمها و أبنيها كأيام الدهر لكي يرثوا بقية أدوم و جميع الأمم الذي دعي اسمي عليهم يقول الرب الصانع هذا"
مثال آخر نقل (متى 11 :10 و مرقس 1 :2 ولوقا 7 :27)"هأنا أٌرسل أمام
وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك" و في العهد القديم (ملاخى 3: 1) "ها أنا ذا أرسل ملاكي فيهيئ الطريق أمامي" و هكذا يوهمون الناس أنها نبوءات عن المسيح في العهد القديم و كلها على هذا النحو لا تمت إلى المسيح بصلة كما بينا في نبوءة إشعيا عن العذراء التي تحبل و تلد ابنا يدعى اسمه عمانوئيل و بينا الفرق الشاسع بين المسيح و هذه النبوءة في باب نبوءة ميلاد عيسى في العهد القديم .
*كما بينا في أمثلة سابقة اقتباسات كتاب الأناجيل من التوراة و وضحنا ذلك فهناك اقتباسات من غير التوراة أيضا ...
*إن الأخلاق الفاضلة التي توجد في الإنجيل و يفتخر بها المسيحيون على أنها تعاليم مقدسة لم يسبقهم إليها أحد و تدل على السماحة و لين الجانب و التواضع المبالغ فيه هي منقولة لفظاً لفظاً من كتاب (الأخلاق لأكتفيوشيسى) الذي كان قبل 600 سنة من ميلاد المسيح !! ...
مثلاً في الخلق 24 من كتابه "افعلوا بالآخر كما تحبون أن يفعل هو بكم و لكم حاجة إلى هذا الخلق فقط و هذا أصل جميع الأخلاق" ! ...
و في الخلق 51 يقول "لا تطلب موت عدوك لأن هذا الطلب عبث و حياته في قدرة الله" و في الخلق 53 :"أحسنوا إلى من أحسن ليكم و لا تسيئوا الى من أساء إليكم" ...
*يقول المؤرخ جيمس هنري برستد في كتابه (فجر الضمير ). إن جميع العلماء يجزمون أن فصلاً كاملاً و نصف الفصل من كتاب الأمثال في التوراة (العهد القديم ) قد أخذ معظمه بالنص من حكم الحكيم المصري القديم(أمنموبى) ...