عن رسالة بطرس الأولى:
نلاحظ في رسالة بطرس الأولى ما يلي:
1- يقول بطرس: "رش دم يسوع المسيح" (بطرس 1/2). لم يرد في الأناجيل أن المسيح ذبح وسال دمه ورُشَّ. فقول بطرس يخالف الأناجيل.
2- يقول بطرس: "تدعون أباً الذي يحكم بغير محاباة حسب عمل كل واحد". (بطرس 1/17). إذا كان الحكم حسب العمل، فهذا يناقض عقيدة الصلب لدى الكنيسة ويدحض أن الصلب فداء. بما أن الحكم حسب العمل، فالصلب صار بلا فائدة.
3- يقول بطرس: "كونوا خاضعين بكل هيبة للسادة… العنفاء أيضاً". (بطرس 2/18). يدعو بطرس هنا إلى الخضوع للظلم. وهذا يخالف المتوقع منه، إذا كان عليه تشجيع المظلومين وتحذير الظالمين، بدلاً من حث المظلومين على الخضوع.
4- يقول بطرس عن عيسى: "الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة… الذي بجلدته شفيتم". (بطرس 2/24). ويقول عن عيسى "الذي لم يفعل خطية". (بطرس 2/22). إن تعذيب عيسى وصلبه (كما يعتقدون) وهو لم يفعل خطية (كما يقول بطرس) يتناقض مع عدل الله ورحمته. ولماذا يحمل عيسى خطايا الناس؟! أليس الأولى أن يحمل كل فرد خطاياه؟! ولماذا جلدة عيسى شفت الناس؟! وكيف؟! وهل شُفوا حقاً واختفت الخطية من على وجه الأرض؟! وكيف يُجْلد واحد ويشفى آخر؟!!
5- يقول بطرس: "لا تكن زينتكن الخارجية من ضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب". (بطرس 3/3). هنا بطرس يذكر شعر المرأة على أنه حلية خارجية لها، أي رخص كشف شعرها. وهذا يخالف بولس الذي قال بتغطية شعر المرأة (كورنثوس (1) 11/6).
6- يقول بطرس: "إذ جلب طوفاناً على عالم الفجار". (بطرس 2/5). إذا كان الطوفان قد أباد الفجار، وعيسى جاء بعد الطوفان بوقت مديد، فإن الطوفان قد قضى على الأشرار. هذا يقضي على ما يسمونه "الخطية الموروثة". لقد قضى الله بالطوفان على جميع الكفار والفجار. وبذلك لا مكان للإدِّعاء بأن عيسى جاء ليخلص نسل آدم من الخطية الموروثة فقد اختفى النسل الخاطئ بالطوفان.
7- يقول بطرس: "يعلم الرب أن ينقذ الأتقياء من التجربة ويحفظ الأثمة إلى يوم الدين معاقبين". (بطرس 2/9). إذاً حسب بطرس الأتقياء تنقذهم تقواهم (وليس صلب المسيح!) والآثمون تدينهم آثامهم. وهذا ما قال به جميع الأنبياء. وهكذا فلا مكان للزعم بصلبٍ للفداء.
عن رسالة يوحنا الأولى:
نلاحظ هنا ما يلي:
1- يقول يوحنا: "ليست أكتب إليكم وصية جديدة. بل وصية قديمة". (يوحنا (1) 2/7). النص على أنه يكتب من عنده، وليس بوحي (كما يزعمون).
2- يقول يوحنا: "أيها الأولاد قد غفرت لكم الخطايا من أجل اسمه (أي عيسى)." (يوحنا (1) 2/12). وكيف عرف أن خطاياهم غفرت لهم؟! لا يعلم ذلك سوى الله.
3- يقول: "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم". (يوحنا (1) 2/15). قوله يناقض ما فطر الله الإنسان عليه. والصواب محبة الدنيا مع تقوى الله.
4- يقول : "الآن نحن أولاد الله". (يوحنا (1) 3/2). هذا يؤكد استعمال (أولاد) بالمعنى المجازي، أي (أحباء). لماذا لا ينطبق الأمر ذاته على عيسى؟! فهو من أحباء الله ورسله وكفى. ولماذا ينسبون إليه النبوة الحقيقية لله، بل والألوهية والربوبية؟!! أرادوا تعظيم عيسى، فإذا بهم يؤلهونه!! وإذا بهم يشركون بالله الواحد الأحد!!!
5- يقول يوحنا: "هو (أي عيسى) كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً". (يوحنا (1) 2/2). لكن هذا يناقض قول بولس من أن الله قدم عيسى "من أجل الصفح عن الخطايا السالفة". (رومية 3/25). بولس حصر الصفح في الخطايا السالفة وبطرس شمل كل الخطايا!!
6- يقول: "نشهد أن الآب قد أرسل الابن مخلصاً للعالم". (يوحنا (1) 4/14). لكن هذا يخالف قول عيسى نفسه "لم أرسل إلاّ إلى خراف بيت إسرائيل الضالة". (متى 15/24). يوحنا يقول عيسى للعالم وعيسى نفسه يقول إنه لنبي إسرائيل فقط!!!
7- يقول يوحنا: "من اعتراف أن يسوع هو ابن الله فالله يثبت فيه وهو في الله". (يوحنا (1) 4/15). يشترط يوحنا للخلاص الاعتراف بأن يسوع هو ابن الله. ولكن هذا يناقض بولس الذي يشترط "حفظ وصايا الله" (كورنثوس (1) 7/19). كما أنه يناقض قول بولس الذي يشترط في موقع آخر "الاعتراف بالرب يسوع وأن الله أقامه من الأموات". (رومية 10/9). لم يشترط بولس الاعتراف بالبنوة. ولكن يوحنا جعل الاعتراف بالبنوة الشرط الوحيد!!
8- يقول يوحنا: "إن الله محبة… وهو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا". (يوحنا (1) 4/8-10). إذا كان الله محبة، فأول المحبة للابن (حسب زعمهم). فكيف يعذب الله (ابنه الوحيد) دون ذنب جناه ويصلبه من أجل خطايا سواه؟!! كيف يحب الله الناس ولا يحب (ابنه!)؟!! وكيف يظلمه إذ هو لم يقترف ذنباً؟!! إن الله قادر على رحمة الناس دون أن يظلم عيسى.
9- يقول يوحنا: "إن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد". (يوحنا (1) 5/7). كيف هم ثلاثة وهم واحد؟! لم يسمع أحد بواحد هو ثلاثة أو ثلاثة هم واحد. لم يقل نبي بذلك. الأناجيل نفسها خالية من مثل هذا النص. إما ثلاثة وإما واحد. إن يوحنا نفسه لم يرو مثل هذه العبارة عن عيسى عندما كتب الإنجيل "إنجيل يوحنا". لو كانت صحيحة لقالها عيسى نفسه ولكنها لم ترد في أي من الأناجيل الأربعة. كما أن هذه العبارة لم تكن موجودة في رسالة يوحنا في النسخ التي قبل القرن السادس عشر. زيدت باعتراف المحققين النصارى لتخدم الزعم بالتثليث.