عن رؤيا يوحنا اللاهوني:
نلاحظ هنا ما يلي:
1- الرؤيا هي الحلم. حلم في سبع وعشرين صفحة مقسمة إلى أبواب صار جزءاً من كتابهم المقدس!
2- يقول عن عيسى: "غسَّلنا من خطايانا بدمه". (رؤيا 1/5). قوله يناقض الأناجيل إذ لم يسلم دم عيسى، بل صلب فقط (حسب قولهم). ثم إن قوله يناقض قول بولس "من أجل الصفح عن الخطايا السالفة" (رومية 3/25). لم يغسل خطايا كل الناس ولا كل الخطايا، بل خطايا ما قبل الصلب (حسب قول بولس).
3- ويقول ويقول يوحنا اللاهوتي: "وينوح عليه (أي على عيسى) جميع قبائل الأرض". (رؤيا 1/7). إذا كان صلبه قد خلصهم وافتداهم، فيجب أن يفرحوا بصلبه لا أن ينوحوا!!
4- ويقول عن عيسى "الرب القادر على كل شيء" (رؤيا 1/8). كيف قادر وساقوه إلى الصليب رغماً عنه؟! كيف قادر وكان يصلي لله طالباً النجاة من العسكر؟!!
5- يقول عيسى: "البكر من الأموات". (رؤيا 1/5). يقصد أن عيسى أول ميت أقامه الله من الموت وأحياه. وهذا خطأ، لأن لعازر قام من الأموات قبل أن قام عيسى (يوحنا11/44). وقد حدث إحياء لعازر كمعجزة لعيسى نفسه بأمر الله سبحانه. كما أن الله قد أحيا قوماً من اليهود بعد موتهم على يد حزقيال (حزقيال 37/10). إذاً لم يكن عيسى بكر الأموات، باعتراف الأناجيل والعهد القديم معاً.
6- يقول بلسان عيسى: "أنا هو الأول والآخر والحي وكنت ميتاً وها أنا حي إلى أبد الآبدين. آمين". (رؤيا 1/18). وهذا خطأ، لأن الأول والآخر هو الله، وليس عيسى المولود. ثم إن (الحي) معناها أنه لا يُموت. أما وقد مات عيسى فصفة الحي لا تنطبق عليه.
7- يقول يوحنا اللاهوتي: "سبعة مصابيح نار متقدة هي سبعة أرواح الله". (رؤيا 4/5). لم يقل أحد أن لله سبعة أرواح سوى يوحنا اللاهوتي!! لم يرد ذلك في توراة أو إنجيل، بعض الأناجيل قالت "الروح القدس". والروح واحد لا سبعة!! لابد أن نتذكر أن يوحنا كان يحلم وأن رسالته رؤيا!!!
8- يقول يوحنا إنه رأى "خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون وسبعة أعين هي سبعة أرواح الله المرسلة إلى الأرض". (رؤيا 5/6). ويقول "وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الآبدين". (رؤيا 5/13). حسب يوحنا اللاهوتي، صار عيسى هو الخروف الذي له المجد والسلطان. كيف يكون عيسى الرب مرة والخروف مرة؟!! يهوذا يقول المجد للإله الحكيم الوحيد (يهوذا 25)، ويوحنا يقول المجد للخروف!!! وهذه أول مرة تسمع فيها أن خروفاً له المجد والسلطان!!
9- ويقول يوحنا إنه رأى في المنام "خِتْم الله الحي" (رؤيا 7/2) وأن ملاكاً "سيختم به عبيد إلهنا على جباههم" (رؤيا7/3). وكان عدد الختومين (144) ألف من كل سبط من بني إسرائيل. وهل عبيد الله هم بنو إسرائيل فقط؟!! ويذكر يوحنا أن المختومين كانوا اثني عشر ألف من كل سبط من الأسباط الاثني عشر. وهل يصدق أحد أن عدد أفراد كل سبط يساوي عدد أفراد كل سبط آخر ويساوي (12) ألف لا زيادة ولا نقصان؟!! أم هي مجرد أحلام؟!!
10- ويقول يوحنا عن كل الأمم تصرخ وتقول: "الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف". (رؤيا 7/10). يقول يوحنا عن عيسى إنه الرب (رؤيا 4/11). وهنا يقول عنه إنه الخروف!! رب وخروف في الوقت ذاته!!!!!! وقوله يناقض بطرس الذي جعل عيسى "رئيس الرعاة" (بطرس (1) 5/4). كيف خروف وهو رئيس الرعاة؟!!!
11- يقول يوحنا: "جميع الملائكة كانوا واقفين حول العرش". (رؤيا 7/11). قوله يناقض قول يهوذا الذي جعل بعض الملائكة في القيود الأبدية تحت الظلام (يهوذا 6). يوحنا يقول جميع الملائكة حول العرش اللاهوتي، يموت بعض الأحياء (رؤيا 8/8-). وهذا يناقض قول بولس إنهم يصعدون إلى الهواء ليلاقوا ربهم.
13- يقول يوحنا اللاهوتي عن يوم القيامة "خرج جراد على الأرض... لا يضر إلاّ الناس الذين ليس لهم ختم على جباههم". (رؤيا 9/3-4). حسب يوحنا اللاهوتي (7/4). المختومون كانوا أسباط بني إسرائيل فقط وعددهم (144) ألف. إذاً الجراد سيعض الناس جميعاً، حسب يوحنا، ما عدا بني إسرائيل المختومين!!!! وما نفع الصلب للخلاص؟!! وهل كان الخلاص لبني إسرائيل فقط؟!!
14- ويقول يوحنا إنه "سمع صوتاً من السماء قائلاً لي اختم على ما تكلمت به الرعود السبعة ولا تكتبه". (رؤيا 10/4). لماذا توقفت الكتابة هنا؟!!
15- ويقول يوحنا عن إبليس "وطُرحتْ معه ملائكته". (رؤيا 12/9). وهذا خطأ لأن الملائكة لله وليست لإبليس.
16- ويقول يوحنا: "أمام الملائكة القديسين والخروف". (رؤيا 14/10). كان عيسى عندهم (ابن الله) فصار هنا الخروف!!! يوحنا اللاهوتي وحده هو الذي أطلق لفظ الخروف على عيسى!!! لقد أرسل الله عيسى رسولاً ولم يرسله خروفاً.
17- بقول يوحنا: "أنا (أي عيسى) أصل وذرية داود". (رؤيا 22/16). كيف يكون عيسى من ذرية داود وهم يقولون إنه ابن الله؟!! إذاً كان (ابن الله) كما يزعمون فلا يمكن أن يكون من نسل داود. ثم كيف يكون أحد أصلاً ونسلاً في الوقت نفسه؟!! إما أن يكون أصلاً وإما أن يكون نسلاً.
والأمر الهام في هذه الرؤيا أنه من ناحية واقعية لا يستطيع الإنسان أن يتذكر من رؤياه إلاّ لحظاتها الأخيرة وهي اللحظات الفاصلة بين النوم واليقظة. ما يتذكره المرء في حلمه هو اللقطة الأخيرة. وهذه اللقطة يمكن شرحها لفظياً في خلال دقيقة أو خمسة سطور على الأكثر. ولكن يوحنا جعل رؤياه تمتد سبعاً وعشرين صفحة. من ناحية واقعية، لا يمكن أن يمتد الحلم الذي يتذكره صاحبه إلى حد يعبر عنه في سبع وعشرين صفحة!! إن ما يحدث للإنسان في يقظته لمدة يوم كامل قد لا يستطيع أن يعبر عنه بما يتجاوز بضع صفحات، فكيف شرح يوحنا لحظات من حلمه في سبع وعشرين صفحة؟! وهل تدخل أحلام الناس العاديين، مثل يوحنا، ضمن الكتاب المقدس؟! يوحنا ذاك لم يكن رسولاًَ من الله فنكون أحلامه وحياً!! إنه رجل عادي حلم حلماً. أحلامه تبقى ضمن الأحلام ولا تدخل في دائرة الوحي الإلهي.