التراث الديني اليهودي ظل شفاهيا 8 قرون فكيف يظل نقيا؟؟
ثاني هذه الأدلة :
أن موسى – عله السلام – الذي نزلت عليه التوراة ،بالهيروغيليفية – قد عاش ومات في القرن الثالث عشر قبل الميلاد ..بينما حدث أول تدوين لأسفار العهد القديم – علىيد " عزرا" – أي في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد – بعد عودة اليهود من السبي البابلي ( 597-538ق.م)- الأمر الذي يعني أن التراث اليهودي قد ظل تراثا شفهيا لمدة ثمانية قرون – عبد أثناءها بنو إسرائيل العجل تارة ..وأوثان الكنعانيين تارة أخرى ..وانقلبوا فيها على أنبيائهم في الكثير من الأحيان .
فهل يتصور عاقل أن يظل تراث ديني في الحالة الشفهية ، على امتداد ثمانية قرون ، شهدت كل هذه الانقلابات ضد أصوله الأولى – توراة موسى عليه السلام – دون أن يصيبه التحريف والتغيير والتبديل والحذف والإضافة والنسيان ؟!
وثالث هذه الأدلة :
على حدوث التحريف في أسفار العهد القديم هو هذه التناقضات الصارخة القائمة فيها حتى الآن ..إذ لو كانت هذه الأسفار هي كلمة الله التي نزلت على موسى – عليه السلام – لاستحال أن يدخلها التناقض أو الاختلاف ، ولأن حصر التناقضات التي تمتلئ بها أسفار العهد القديم يحتاج إلى " سِِفر" فإننا سنكتفي – هنا مراعاة للمقام – بضرب الأمثلة – على سبيل المثال
1 – فاسم الله – في هذه الأسفار – أحيانا يكون " يهوه" وأحيانا يكون " إيلوهيم " الأمر الذي يشهد على اختلاف العصور ، وتعدد المواريث الدينية ، وتنوع الثقافات اللاهوتية ، وتمايز المصادر التي جمعت وأُدخلت – بعد ثمانية قرون – وعبرها في هذه الأسفار.
2 – وفي الحديث عن بدء الخلق – الذي ورد في هذه الأسفار – نجد العديد من الاختلافات والتناقضات :
ففي سفر واحد ، هو سفر التكوين نجد:
- أن النور قد خلق في اليوم الأول – تكوين 1:5.
- ثم نجد أنه قد خلق في اليوم الرابع – تكوين 1:16-19
والشمس :
- يقال –مرة – إنها خلقت في اليوم الأول – تكوين 1:5
- ومرة ثانية يقال إنها خلقت في اليوم الرابع – تكوين 1:14-19
وكذلك الحال في تاريخ خلق الكائنات الحية .
- ففي سفر التكوين 1:20-23 أن الحيوانات والطيور خُلقت أولا – في اليوم الخامس – وأن آدم خُلق في اليوم السادس
- ثم يعود نفس السفر – التكوين 2:7-19 فيقول : إن الإنسان خُلق، أولا ثم النباتات ، ثم الحيوانات والطيور.
فهل يمكن أن تكون هذه الاختلافات والتناقضات ، هي كلمة الله – التوراة – التي أوحى بها إلى موسى – عليه السلام -؟!
3 – وفي الحديث عن عمر الزمان – من آدم إلى طوفان نوح – عليهما السلام – نجده
* في التوراة العبرية 1656 عاما .
*وفي النسخة اليونانية 2262 عاما .
* وفي النسخة السامرية 1307 أعوام .
فهل يجوز أن ينسب هذا الاختلاف إلى الله ..خالق الزمان ..والعلاّم بأيامه وثوانيه ؟!
4 – وفي الحديث عن تاريخ نزول إبليس إلى الأرض نجده :
* مرة: قبل خلق آدم ودخوله الجنة – رؤيا يوحنا اللاهوتي 12:7-10-0
* ومرة بعد خلق آدم ومعصيته في الجنة – التكوين 3 :1-15-0
5 – وفي مدة طوفان نوح – عليه السلام - ..نجدها :* في سفر التكوين 7:12-أربعين يوما وأربعين ليلة .
* وفي نفس السفر – التكوين 7:24- نجد مدة الطوفان 150 يوما
فبماذا نسمي ذلك إلا أن يكون اختلافا وتحريفا وتزييفا ؟!
6 – وفي الحديث عن عدد سنين الجوع التي حكم الله بها على داود – عليه السلام – نجدها :
* سبع سنين – في صموئيل الثاني 24:13.
*وثلاث سنين- في أخبار الأيام الأول 21:11.
7 – وفي الحديث عن عدد المراكب التي قضى عليها داود – عليه السلام – في "أرام " ..نجده :
* 700 مركبة ..و40.000 فارس – في صموئيل الثاني 10 -18
* و7.000 مركبة و 40.000 رجل – في أخبار الأيام الأول 19:18.
8 – وفي الحديث عن عدد اليهود الذين أطلقوا من سبي " بابل ..نجده :
* 6.377- في عزرا (2)
* و7.265 – في نحميا ( 7).
9 – وفي الحديث عن دخول بني إسرائيل أورشليم واستيلائهم عليها :
* يقال إنهم دخلوها واستولوا عليها وقتلوا ملكها – في يشوع 10 :23-42
* بينما يقال إنهم لم يستطيعوا الاستيلاء عليها – في نفس السفر – يشوع 15:63.
10 – وفي الحديث عن تحريم زواج الإسرائيليين من غير الإسرائيليات ..نجد
* في سفر التثنية 7:3: " ولا تصاهرهم ، بنتك لا تعط لابنه ، وبنته لا تأخذ لابنك".
بينما نجد في سفر الملوك الأول 3:1-12 : وصاهر سليمان فرعون مصر ،وأخذ بنت فرعون ..هوذا أعطيتك قلبا حكيما ومميزا حتى أنه لم يكن مثلك قبلك ولا يقوم بعدك نظير "
* ثم نجد – في نحميا 13: 26-27" تم لوم سليمان لزواجه من الأجنبيات ".
11 – وفي الحديث عن تسبيح الأرض وحمدها لله – سبحانه وتعالى – نجد :
* الأرض تسبح وتحمد الله – في المزمور 66.
* بينما نجد الأرض لا تسبح الله ولا تحمده – في المزمور 30:9.
12 – كما نجد التوراة السامرية – التي ترجع إلى القرن الرابع ق.م تختلف عن النص الماسوري في أكثر من 6000 موضع !
13 ونسخة التوراة السامرية تتفق مع الترجمة الستعينية ( 250 – 130 ق.م ) في الثلث فقط!
14 – وسفر إرميا – في الترجمة السبعينية – ينقص عن النص العبري نحو السبع !
15 – وسفر أيوب – في الترجمة السبعينية ينقص عن النص العبري نحو الربع !.
16 – كما نجد أسفار العهد القديم لا تتحدث عن موسى – عليه السلام – بلسان المخاطب – أي أنها لم تنزل عليه – وإنما تتحدث عنه – كثيرا – بضمير الغائب – أي أنها تراث جُمع ودون بعد وفاته - ..ومن ذلك – على سبيل المثال :
* " وكلم يهوه موسى ..وكلم يهوه موسى وجها لوجه " – الخروج 33:11.
* " وأما الرجل موسى فكان حليما جدا أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض " – العدد 12:3
* فسخط موسى على وكلاء الجيش " – العدد 31:4
* " موسى رجل الله " التثنية 31:1
* " ومات هناك موسى عبد الرب " – التثنية 34:35
* "فقال الرب لموسى "- الخروج 6:1
*" فتكلم موسى أمام الرب "- الخروج 6:13
* "فقال موسى للرب"- العدد 11:11
* "وقال الرب لموسى " – التثنية 31:14
*"فمات هناك موسى ..ودفنه ( الرب) ..وكان موسى ابن مئة وعشرين سنة حين مات ..ولم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى "- التثنية 34:5-10
وفي الآية 6 – من نفس السفر ونفس الإصحاح – إشارة إلى وفاة موسى ، تقول :
* "ولا يعرف شخص قبره حتى يومنا هذا"
فهل هذا الكلام " نزل على موسى – في التوراة – أم إضافات وتأليفات أدخلت في هذا التراث ،بعد وفاة موسى – عليه السلام – بقرون ؟!
17 – ثم هناك اختلافات الكنائس النصرانية في عدد أسفار العهد القديم التي تؤمن بها هذه الكنائس :
* فالبروتستانت يؤمنون بستة وستين سفرا .
* والكاثوليك يؤمنون بثلاثة وسبعين سفرا .
* والأرثوذكس يؤمنون بستة وستين سفرا.
* وأخيرا ..شهد البابا شنودة – الثالث – بابا الأرثوذكس المصريين – في عظته الأسبوعية – بأن أسفار العهد القديم الحالية قد حذفت منها الأسفار القانونية ، التي تؤمن الكنيسة الأرثوذكسية بأنها جزء من العهد القديم.
تلك أمثلة – مجرد أمثلة – على التناقضات ..والاختلافات ، التي تزخر بها أسفار العهد القديم ..والشاهدة على تحريف هذه الأسفار ..والقاطعة بأنها لا يمكن أن تكون هي كلمة الله التي أنزلها على موسى – عليه السلام -.