بسم الله الرحمن الرحيم
“ مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها
كمـثل الحمــار يحمـــل أسفــــــــــــــارا”
صدق الله العظيم
سورة الجمعة الآية رقم ( 5 )
من الناس من يعيش في الجهل ولا يعلم ذلك
ومن الناس من يعلم ولا يقدر على قول ذلك
وبينهـم نـاس لا نـاس ولكــــن بـين ذلـــــك
إليهـــــم نهـــــدى لهـــــم جميعـــــا ذلـــــك
عبد العزيز المراغى
منهج البحث
قصدنا فى بحثنا هذا البعد عن الإستناد الى أى دليل من الأصول لإسلامية لبيان الزيف والخداع الذى يعيشه المؤصلين للمنهج المسيحى . وان يكون هذا البيان من كلام النصارى أنفسهم وما كتبه أنصارهم سواء كانوا فى الشرق او الغرب.
وما قصدنا ذلك إلا إتباعا للقاعدة الغالية التى أسسها السيد المسيح – عليه السلام- وهى:
(" من فمك أدينك ")
أولاً : الكتاب المقدس
الكتاب المقدس مكون من جزئين رئيسين
أولهما :العهد القديم وهو فى عرف أهل الكتاب : التوراة
ثانيهما: العهد الجديد وهو فى عرف أهل الكتاب الأناجيل والرسائل
وهناك عدد من الملاحظات يجب وضعها فى الاعتبار :
أولاً : أختلف اليهود والنصارى على أسفار العهد القديم وانضمت إحدى الطوائف المسيحية إلى موقف اليهود وهى الطائفة البروتستانتينية .
ثانياً : تم حذف الأسفار المختلف عليها وسميت الأسفار المدسوسة ( الابوكريفا ) .
ثالثاً : يتعبد المسيحيون الشرقيون بأسفار زائدة عما فى الكتاب المقدس وتسمى الأسفار المنزوعة وطبعت فى كتاب مستقل سميت الأسفار القانونية .
رابعاً : تم جمع أسفار التوراة سنة 534 ق.م بعد غارة أهل بابل وكتبت بيد عزير (كما يدعون).
خامساً: هذه الأسفار اختفت مرة أخرى فى حادثة إنطاكية .
سادساً: اليهود لا يعترفون إلا بالنص العبرى ، والنسخة العبرية نسخة حديثة لا ترجع لأكثر من القرن العاشر قبل الميلاد وقد حافظوا عليها بعناية تامة .
وإذا نظرنا إلى كتاب الحياة الطبعة الثالثة فإن ناشروا الكتاب يقولون :
إن ما ورد فى أسفار العهد القديم من شرائع وسير وتواريخ وأحداث ونبوءات كانت كلها تسير وفق خطة إلهية يوجهها هذا الخالق الأزلى بناء على عدله وقداسته و رحمته ، لهذا فالعهد القديم بل الكتاب المقدس بكامله يتحدث عن جذور الحقد والغضب والفشل والخوف والخيبة والذنب والتهور والفوضى والإهانة والغيرة والوحدة والألم والمرض والعذاب والموت والتجربة والقلق . كما يتحدث عن الأصدقاء و الظلم ، والمحبة والزواج والعلاقات العائلية والأيمان .
وأكثر من ذلك كله يشرع أمامنا طريق الخلاص والتوبة والغفران ومعرفة الله ، واختيار معنى الحياة الأبدية .
فالعهد القديم هو كتاب وثيقة الخليقة ، وسجل تاريخ ونبوءات وأسفار حمد وتسبيح ، وكله يتمركز حول الله الأزلى وأعماله العظيمة .
يتألف العهد القديم من 39 كتابا ( سفرا ) أوحى الله بها إلى أنبيائه عبر حقبة طويلة من العصور ، ولكنها جاءت جميعا متماسكة تحمل رسالة واحدة لأن الذى أوحى بها هو الله. أهـ
وإذا نظرنا إلى نفس الكتاب فإننا نجده يقول عن العهد الجديد : "الإنجيل هو كلمة الله التى أوحى بها للرسل بواسطة روح القدس ، وفيه يعلن لجميع البشر بشارة المحبة والنعمة والخلاص والحياة الأبدية . وقد شاء الله العلى أن يدون الإنجيل باللغة اليونانية التى كانت سائدة آنذاك فى جميع نواحى الإمبراطورية الرومانية .
وهذا دليل واضح على أن الله يريد أن تكون كلمته واضحة ومفهومة من الجميع . خاصة وأن لغة الإنجيل جاءت بسيطة يفهمها كل إنسان ". أهـ
وكما ذكرنا فإن اليهود لا يعترفون إلا بالنص العبرى وهى الأسفار التى كان نصها بين أيديهم فى القرن الأول قبل المسيح .
وهم على ذلك لا يعترفون بالترجمة الإغريقية والمسماة بالترجمة السبعينية ، وهذه الترجمة ترجمت إلى الإغريقية ليسهل على المصريين الذين لا يعرفون العبرية معرفتها . والعهد القديم ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
أولها ، القانون: وهو أسم الأسفار الخمسة التى يعترف بها اليهود أنها نزلت على موسى وهو التكوين ، والخروج ، والعدد ، واللاويين ، والتثنيه .
ثانيها ، الأنبياء: وهذه الطبقة كانت أقوى طبقة استطاعت أن تكون لها نفوذا على الناس وهم يشبهون دراويش هذه الأيام .
ثالثها ، بقية الكتب الأخرى : وهى تحتوى على المزامير والأشعار الدينية والأمثال وغيرها .
ويجب أن يكون معلوما أيضا أن بعض حاخامات اليهود ينكرون التوراة المتداولة بينهم . وبالنظر إلى العهد الجديد فإن الكثيرين من قراء الأناجيل يشعرون بالحرج الشديد بل بالحيرة عندما يتأملون بعض الروايات ، أو عندما يقارنون روايات مختلفة لحدث واحد مروى فى كثير من الأناجيل .
ويقول الأب ر.ب. روجيه فى كتابه مقدمة إلى الأناجيل :
"فى عصور ليست بعيدة تماما كانت أغلبية المسيحيين لا تعرف من الأناجيل إلا مقاطع مختارة تقرأ عند القداس أو المواعظ . وإذا وضعنا حالة البروتستانت جانبا فإنه لم تكن قراءة الأناجيل فى كتبها أمرا سائغا فيما عدا بعض المناسبات . إن كتب التعليم الدينى لم تكن تحوى إلا مقاطع مختارة من الأناجيل ولم يكن هناك تداول للنص بأكمله . وفى أثناء دراساتى الثانوية بإحدى المدارس الكاثوليكية وقعت يدى على مؤلفات لفرجيل وأفلاطون ، ولكن لم يحدث أبدا أن وقعت يدى على العهد الجديد،ومع ذلك فالنص اليونانى للعهد الجديد كان يمكن أن يكون مفيدا . و بعد ذلك بفترة طويلة أدركت لم لم يعطنا مدرسونا واجبات ترجمة من الكتب المقدسة المسيحية؟ فقد كان يمكن أن تقودنا هذه الكتب إلى أن نطرح على أساتذتنا أسئلة الرد عليها محرج . أهـ