نظرات في الكتاب المقدس
سابعاً : قضايا من العهد الجديد
فى البدء كانت الكلمة ، هذا العهد كله يحمل التناقض وقبل أن ندخل فى مناقشة إلى قضية نرجع إلى أنجيل متى الأصحاح الثانى فقرة 1 إلى 3 .
"لما ولد يسوع فى بيت لحم اليهودية فى أيام هيرودس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم قائلين أين هو المولود ملك اليهود فإننا رأينا نجمة فى المشرق وآتينا لنسجد له. فلما سمع هيرودس الملك أضطرب وجمع أورشليم معه ".
أى أن هيرودس الملك كان وقت ولادة المسيح عليه السلام .
ثم أن اليهود جاءوا للإيمان بالمسيح فلماذا كذبوه بعدها وصلبوه .
وفى نفس الأصحاح 19-20
"فلما مات هيرودس إذا ملاك الرب قد ظهر فى حلم ليوسف فى مصر قائلا قم وخذ الصبى وأمه وأذهب إلى أرض اسرائيل لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبى ".
أى أن هيرودس مات ومازال المسيح صبيا .
ثم فى 14/6-13
"ثم لما صار مولد هيرودس رقصت أبنة هيروديا فى الوسط فسرت هيرودس ، ومن ثم وعد بقسم أنه مهما طلبت يعطيها . فهى إذ كانت قد تلقنت من أمها قالت: أعطنى ههنا على طبق رأس يوحنا المعمدان . فأغتنم الملك ولكن من أجل الأقسام والمتكئين معه أمر أن يعطى فأرسل وقطع رأس يوحنا فى السجن فأحضر رأسه على طبق ودفع إلى الصبية فجاءت به إلى أمها فتقدم تلاميذه ودفنوا الجسد دفنوه ثم أتوا وأخبروا يسوع .فلما سمع يسوع أنصرف هناك فى سفينة إلى موضع خلاء منفردا فسمع الجموع وتبعوه مشاة من المدن" .
أى كلام هذا هيرودس كان وقت الميلاد. ثم مات وهو صبى .ثم أحتفل بعيد ميلاده بعد ما بعث المسيح أى فى الثلاثين من عمره . كيف نصدق مثل هذا القول ؟!!!.
عموما بدأنا هذا لنسرد بعض ا لقضايا المختلف عليها :
أولاً : تحديد النسل ثانياً : زينة المرأة
ثالثاً : تعدد الزوجات رابعاً : حجاب المرأة
خامساً: عمل المرأة سادساً: الرق
سابعاً: الطلاق ثامناً : الختان
وسنجد من خلال متابعتنا نصوص كتابنا الذى بين أيدينا الذى هو ما يسمونه الكتاب المقدس أن كل ما طعنوا به على المسلمين أنما هم المقصودون ونحن منهم ومن تلك القضايا براء.
أولاً : تحديد النسل
فكرة تحديد النسل عن طريق العزل هى اختراع يهودى بحت فإذا نظرنا فى سفر التكوين نجد 38/6-11
"وأخذ يهوذا زوجة لعير بكره اسمها ثامار ، وكان عير بكر يهوذا شريرا فى عينى الرب فأماته الرب فقال يهوذا لأونان أدخل على أمرأة أخيك وتزوج بها وأقم نسلا لأخيك. فعلم أونان أن النسل لا يكون له . فكان إذا دخل على أمرأته أنه أفسد على الأرض لكى لا يعطى نسلا لأخيه . فقبح فى عينى الرب ما فعله فأماته أيضا فقال يهوذا لثامار كنته أقعدى أرملة فى بيت أبيك حتى يكبر شيلة ابنى ، لأنه قال لعله يموت هو أيضا كأخويه فمضت ثامار وقعدت فى بيت أبيها" .
أى أن اليهود لا ينادون بتحديد النسل وهم أصحاب ابتكار العزوة الذى يتمسك به البدو والأعراب فأبناء يعقوب على سبيل المثال ثلاثة عشر .
وأبناء داود أيضا ثلاثة عشر وكل أبن منهم كان له على الأقل ثمانية أبناء .
أما فى العهد الجديد ففى رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس يقول 5/14
"فأريد أن الحدثات يتزوجن ويلدن الأولاد ويدبرن البيوت ولا يعطين علة للمقاوم من أجل الشتم" .
وهكذا فإدعاء أن المسلمين وحدهم هم المنادين بكثرة الإنجاب هو إدعاء باطل تدحضه نصوص الكتاب المقدس بكتابيه القديم والجديد .
ثانياً : التبرج
نجد أنه فى العهد الجديد رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس 2/9-15
"وكذلك إن النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعقل لا بضفائر أو ذهب أو لآلئ أو ملابس كثيرة الثمن . بل كما يليق بنساء متعاهدات بتقوى الله بأعمال صالحة ، ولتتعلم المرأة بسكوت فى كل خضوع ولكن لست أذن للمرأة أن تعلم وتتسلط على الرجل بل تكون فى سكوت لأن أدم جبل أولاً ثم حواء . وأدم لم يقو ولكن المرأة اغويت فى التعدى ولكنها ستخلص بولادة الأولاد إن ثبتن الإيمان والقداسة مع العقل" .
هنا قضيتان الأولى أن المرأة لابد لها من الأحتشام أمام الرجل أما الثانية فهو عدم مساواة المرأة بالرجل فى حقوق التعلم وحق العمل .
فطلب الإسلام بحشمة المرأة لم يكن جديدا بل كان تقريرا لأمم سبقتنا فيها ولكن مع أحترامنا لمن سبقونا فقد سبقهم الإسلام بالمساواة الكاملة للمرأة مع الرجل مع عدم جور النساء على الرجال فى حقوقهم .
ثالثاً : تعدد الزوجات
يعيبون على نبى الأسلام كثرة زوجاته وعلى الإسلام فى إباحة تعدد الزوجات مع أن أنبياء بنى أسرائيل كلهم دون استثناء كانوا متعددى الزوجات .
فقد تزوج يعقوب من أربعة هن: ليئة ، وراحيل ، وزلفة ، وبلهة
وداود كان له من الزوجات وملك اليمين ما زاد عن المائة .
أما فى الأنجيل ففى رسالة بولس الأولى إلى تيموثاوس 3/2
"فيجب أن يكون الأسقف بلا لوم بعل أمرأة واحدة صاحيا عاقلا محتشما مضيفا للغرباء".
من هنا نصل إلى نفس الأصحاح آية 12
"ليكن الشمامسة كل بعل أمرأة واحدة مدبرين أولادهم وبيوتهم حسنا" .
فمن يدعى بعد ذلك أن هناك تقييد للزواج فى اليهودية أو النصرانية والنصوص قاطعة فى إمكانية تعدد الزوجات إلا على من يدبرون أمر الكنيسة لئلا تشغلهم مطالب حياة أولادهم عن الكنيسة .
رابعأً : حجاب المرأة
وحجاب المرأة ليس حكرا على نساء المسلمين كما يدعون ويحاربون نساء المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها ففى سفر التثنية 22/5
"لا يكن متاع رجل على أمرأة ، ولا يلبس رجل ثوب أمرأة لأن كل من يعمل ذلك مكروه لدى الرب إلهك" .
وفى سفر التكوين 24/65،66
"وسألت العبد من هذا الرجل الماشى فى الحقل للقائنا؟ فقال العبد: هو سيدى ، فتناولت الحجاب وتغطت ، ثم حدث العبد أسحق بكل الأمور التى قام بها ، فأدخل أسحق رفقة إلى خيمة أمه سارة وتزوجها وأحبها وتعزى بها بعد موت أمه" .
وإذا رجعنا للعهد الجديد رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثيوس 11/6-10
"إذا كانت المرأة لا تتغطى ليقص شعرها . وإن كان قبيحا بالمرأة أن تقص أو أن تحلق فلتتعظ فإن الرجل لا يجب أن يغطى رأسه لكونه صورة الله ومجده . وأما المرأة فهى مجد الرجل ، لأن الرجل ليس من المرأة بل المرأة من الرجل ، ولأن الرجل لم يخلق من أجل المرأة ، بل المرأة من أجل الرجل ، لهذا ينبغى أن يكون لها سلطان على رأسها من أجل الملائكة" .
أى أن حجاب المرأة المسلمة ليس بدعة وأنما إذا فهموا منهجهم لسبقونا فى أرتداء الحجاب والإلتزام برداء العفه والطهارة .
خامساً : عمل المرأة
فى العهد الجديد رسالة بولس إلى تيماوثاوس 11-19 الأصحاح الثانى:
"لتتعلم المرأة بسكوت فى كل خضوع ، لكنى لست آذن للمرأة أن تعلم وتتسلط على الرجل بل تكون فى سكوت" .
أى أن المرأة لها أن تتعلم ولكن لا تزاحم الرجال فى العمل .
وفى نفس الرسالة 5/14
"فأريد أن الحدثات يتزوجن ويلدن الأولاد ويدبرن البيوت ولا يعطين علة للمقاوم من أجل الشتم" .
أى أن المرأة وظيفتها إنجاب الأولاد وطاعة الزوج وإدارة البيوت .
هل تعرفون ما هى هذه الدعوة ، أنها دعوة متطرفى الإسلام الذين تحاربهم الأمم كافة بحجة الإرهاب مع أن هذا الفكر فكر مسيحى قلبا وقالبا ولم يذكر الأسلام أبدا أن المرأة مكانها المنزل وإدارته وأنجاب الأولاد وخير مثال لنا فى ذلك السيدة خديجة عندما كانت تدير تجارتها وعندما كانت تدقق فى أختيار وكلاء عنها لإدارة هذه التجارة وكيف كانت تحاسبهم رضوان الله عليها والإسلام برئ من هذه الدعوة ولكنها دعوى جاهلية جاءت من نص مسيحى .
سادساً :ا الرق
إلى من يعيبون على الإسلام تشجيعه للرق مع كذب دعواهم فلم يدع الإسلام يوما إلى إستغلال الإنسان لحقوق أخيه الإنسان .
إلى من يعيبون على الإسلام نهدى إليهم هذه النصوص من كتبهم .
الخروج 21/2
"إذا اشتريت عبدا عبرانيا فست سنين يخدم وفى السابعة يخرج حرا مجانا ، ولكن إن قال العبد أحب سيدى لا أخرج حرا يقدمه سيده إلى الله ويقربه إلى الباب أو إلى القائمة ويثقب سيده أذنه بالمثقب" .
الخروج 21/20
"فالآن ملعونون أنتم فلا ينقطع منكم العبيد ومحتطبوا الحطب ومستقوا الماء لبيت إلهى".
أما العهد الجديد ففى رسالة بولس إلى أهل أفسس 6/5 يقول :
"أيها العبيد اطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورهبة ورعدة فى بساطة قلوبكم كما للمسيح" .
تبا لكم . من يدعو إلى الرق وتنظيم سلوكيات العبيد الإسلام أم الكتاب المقدس وهل سيظل المسلمون فى غفلة من أمرهم ولا يتبصرون بالأمور ويرحبونها إلى نصابها .
سابعاً : الطلاق
إلى السادة الذين يذكرون أنه لا طلاق فى الملل الأخرى ويعيبون على الأسلام إباحته للطلاق نذكر له ما ورد فى سفر التثنية 24/1،2
"إذا أخذ رجل امرأة وتزوج بها فإن لم تجد نعمة فى عينيه لأنه وجد فيها عيب شئ وكتب لها طلاق ودفعه إلى يدها وأطلقه من بيتها ، ومتى خرجت من بيته ، وذهبت وصارت لرجل أخر" .
وفى العهد الجديد لم يذكر إلا فى أنجيل مرقس 10/9 :
"فالذى جمعه الله لا يفرقه إنسان" .( أى أن من ارتبط بشرع الله لا يفترق إلا بشرع الله ) . فلو كانت هذه شريعة لوجدت فى كل الأناجيل أو حتى رسائل بولس الرسول الذى كتب التشريع المسيحى الأول .
ولكن لأن هذه النقطة مبهمة فقد تداركها قانون الأحوال الشخصية للأقباط الأرثوذكس فى المادة 57 من لائحة الأقباط الأرثوذكس والتى أقرها المجلس الملى العام سنة 1938.
"يجوز طلب الطلاق إذا أساء أحد الزوجين معاشرة الأخر ، أو أخل بواجباته إخلالا جسيما نحوه ، مما أدى إلى استحكام النفور بينهما …….. وأنتهى الأمر بافتراقهما عن بعضهما وأستمرت الفرقة ثلاثة أعوام متوالية" .
أى أن الطلاق موجود فى الديانات الأخرى ولكن من نظم اجراءاته فيها هم البشر الذين قد تطغى أهواءهم على الصالح العام ولكن فى الإسلام فالله هو الذى نظم الطلاق ولم يترك فى يد البشر إلا تنظيم اجراءاته تبعا لتطور الزمن فقط ولكنه حذرهم اشد التحذير بتعدى حدود الله .
ثامناً : الختان
إذا رجعنا لسفر التكوين 17/23-27
"فأخذ إبراهيم اسماعيل إبنه وجميع ولدان بيته وجميع المبتاعين بفضته كل ذكر من أهل بيته وختن لحم غرلتهم فى ذلك اليوم عينه ، كما كلمه الله ، وكان ابن إبراهيم ابن تسع وتسعين سنة حين ختن فى لحم غرلته وكان اسماعيل ابن ثلاث عشرة سنة حين ختن فى لحم غرلته . وفى ذلك اليوم عينه ختن إبراهيم واسماعيل ابنه وكل رجال بيته ولدان البيت والمبتاعين بالفضة من الغريب ختنوا معه.
وفى أعمال الرسل 7/7،8 :
"والأمة التى يستعبدون لها سأدينها أنا يقول الله . وبعد ذلك يخرجون ويعبدوننى فى هذا المكان وأعطاه عهد الختان وهكذا ولد أسحق وختنه فى اليوم الثامن" .
وفى العهد الجديد نجد أنجيل لوقا 2/21
"ولما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبى سمى يسوع كما تسمى من الملاك من قبل أن حبل به فى البطن" .
ولكى نزيد الأمر وضوحا نقول أنتبهوا لأمرين :
أولهما : المسيح تم ختنه وعاد بولس فنقضه والتزموا بكلام بولس رغم عدم تطرق المسيح عليه السلام لهذه المسألة فالتزموا بكلام بولس . وكان الأولى بهم سماع كلام الههم و اتباعه ، الم يقولوا أن المسيح هو الله فلماذا سمعوا لبولس وألقوا بكلام المسيح ( الههم ) جانبا .
ثانيهما: المسيح منع الطلاق وأقره بولس وألتزم المسيحيون بكلام المسيح .
أهذا هو المعيار الثابت فى رأيهم عند النظر للأمور؟ ما نفهمه هو الثبات على كلام النبى المرسل أو صاحب الرسالة أى المسيح ، أما إذا كان بولس نبى ناقض لما جاء به من قبله فكان يجب الإلتزام به وبكلامه كله .
ذكرنا ثمان قضايا متشابكة بين الإسلام وأهل الديانات الأخرى وكل هذه القضايا الإسلام منها برئ والكلام مردود عليهم بأن هذه نصوصكم ولم نأت بنص واحد من كتاب الله عندنا وهو القرآن العظيم ولا بكلمة واحدة من كلام رسولنا محمد صلوات الله وسلامه عليه ، فقضاياكم خاسرة وإلى الأبد بإذن الله .
وأذكر المسلمين بقول الله :
"(ود كثير من أهل الكتاب لـو يردونكم من بعـد ايمانكـم كفـارا
حسدا من عند انفسهم مـن بعـد ما تبين لهـم الحـق فاعــنوا
واصفحوا حتى يأتى الله بأمره إن الله على كل شئ قدير)".
سورة البقرة – الأية-109