بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد.........
الرد على الحلقة الثالثة.
عنوان الحلقة الثالثة.. شهادة الإسلام لعقيدة الثالوث ؟؟
تبدأ المذيعة ناهد متولي بالقول:
تكلمنا فى الحلقات الماضية عن تعبير الثالوث وإيمان المسيحية بإله واحد وعقيدة الثالوث ليست شركاً بالله وكيف أنها إله واحد وليست ثلاثة آلهة .. وهناك سؤال جديد يقول : يقولون أن عقيدة الثالوث لم ترد فى أى دين آخر ما رأيكم فى ذلك ؟
قانون الإيمان يقول أنهم ثلاثة آلهة فكل منهم إله كامل ومجموعهم كلهم إله كامل واحد وهذا ماليس له نص كما بينا ولا مفهوم كما اقتبسنا من أقوال القساوسة والآباء.
فحسب قانون الإيمان الآب إله والابن إله والروح القدس إله ولكنهم ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحد فلا تقولوا واحد فقط فبداية قانون الإيمان الأثانسي تقول توحيد في تثليث وتثليث في توحيد.
قال زكريا بطرس :
... خطأ أن نقول أن الثالوث موجود فى ديانات وثنية .. خطأ أى فكرته خطأ مثل وجوده فى تاريخ قدمائنا المصريين مثل إيزيس وأوزوريس وحورس ولكنه ثالوث خطأ . ...
قالت المذيعة ناهد متولي :
وهل ثالوث القدماء المصريين هو الذى ذُكر فى القرآن أم غيره ؟
قال زكريا بطرس :
بالطبع لا ، فما ذُكر فى القرآن ثالوث آخر .
وهذا موضوع لا نؤمن به نهائى وإخواننا المسلمين يعتقدوا عندما يقول القرآن لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاثة ويقول أيضاً كيف يكون لله ولد ولم تكن له صاحبة ففى ذهنهم شيئاً بهذا الشكل.
ثم يكمل زكريا بطرس فيقول :
وفكرة الثالوث موجودة منذ القديم بالفطرة عند البشر منذ آدم.....
تعبير الله الواحد فى ثالوث موجود بذاته .. حكيم بعقله .. حى بروحه ، وهذه الصفات ذاتية كما تكلمنا سابقاً وهذه الصفات لا يمكن أن تنقص منها واحدة .
...... الإسلام يؤمن بالثالوث والقرآن يتحدث عن ثالوث .
أولا" : الفطرة كانت دائما" توحيد الله تعالى الخالص كما جاء في العهد القديم وكما كانت أقوال السيد المسيح , فلم يتم تعريف الثالوث إلا بعد السيد المسيح بعشرات أو مئات السنين ولم يذكره أي من أنبياء العهد القديم .
ثانيا" : ذكرنا أن الله تعالى لا يعتمد على الصفات الروح من أجل الحياة ولا على عقل لكي يكون حكيما , سبحانه ليس كمثله شيء, وما يضاف لله تعالى أما صفات لا تتجسد وتكون كيانا" مستقلا" مثل الأقانيم ولا تخلق ولا تتحاور ,والحالة الأخرى تكون الإضافة إضافة تخصيص أو تشريف مثل روح الله, بيت الله, ....الخ , ونحن لا نقول أن الصفات تنقص بل نثبت الصفات التي أثبتها الله تعالى لنفسه مثل الحكمة والرحمة والحياة ولكننا لا نقول أن الصفات تجسدت فمنها ما ذهب ليخلق ومنها وما تجسد في حمامة والأخر في إنسان والذات كلمت الصفات !!.
ثالثا" : قوله إن الإسلام يؤمن بالثالوث والقرآن يتحدث عن الثالوث, أما يعبر عن كذب واضح وصريح وأما عن جهل تام, فمن المعلوم والواضح والجلي لكل من يعرف الإسلام أن الإسلام يعارض ألوهية المسيح ويكفر من يقولون بألوهية المسيح, ويعارض الثالوث ويكفر من يؤمنون بالثالوث ويكفر من يقولون اتخذ الله ولدا ( بصرف النظر عن أن البنوة مجازية أو جسدية ), جاء هذا عن الإسلام بأدلة كثيرة جدا" من القرآن ومن الأحاديث ومن كتب التفسير ومن إجماع علماء المسلمين, فالقول أن القرآن يؤمن بالثالوث والإسلام يؤمن بالثالوث مثل القول أن المسيحية تقول أن يهوذا هو الله !!, وهو قول لن يناقشني فيه نصراني لغرابته وبعده عن معتقدهم فكذلك قولهم أن القرآن يدعم ويؤمن بالثالوث وأن الإسلام يؤيد الثالوث!!.
رابعا" : نعود فنذكر ما هو القرآن بالنسبة لك (( القاعدة الأولى )) , هل هناك أقوال صريحة واضحة تبين كفر القائلين بالثالوث وبألوهية المسيح (( القاعدة الثانية))ومجرد مراجعة القاعدة الأولى والثانية بطل استدلاله .
خامسا" : فرضا" سنصدق أن القرآن يقول بالثالوث !!, هل من جاء بالقرآن وهو محمد عليه الصلاة والسلام جاء به ولم يكن يعرف أن به ثالوث وقال لقد كفر من يقولون بالثالوث وحاربهم وفرض عليهم الجزية وهو يوافقهم في الرأي !!! أم لم يكن يعلم ما الذي جاء به ؟؟.
سادسا" : عندما يقول القرآن : لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [المائدة : 73]
فهو يقصدكم بإجماع مفسرين المسلمين والآية التي قبلها هي :
لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة : 72]
فالقرآن القريم بهذا القول يقصدكم نقلا" وعقلا".
- نقلا" : بما تواتر بالنقل عن المسلمين جميعا" وبما تأكد في مواضع أخرى من القرآن والسنة ومن التشريع الإسلامي.
وعقلا"حيث أنكم في قانون الإيمان تقولون نعبد واحد في تثليث وثالوث في توحيد, وتقولون بسم الثالوث الأقدس وتقولون بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد وتقولون الآب إله والابن إله والروح القدس إله وتقولون إن الله مثلث الأقانيم واحد الجوهر.
سابعا" : القول أن هذا الثالوث ربما يعني المريميين وهي الطائفة التي كانت تقول بألوهية السيدة مريم, فالقرآن جاء بإنكار نسب الولد إلى الله تعالى على المطلق, سواء نسب مجازي أو جسدي, ومن أساليب الإعجاز القرآني الأدلة العقلية التي يسوقها بقوله تعالى أنى يكون لله ولد ولم تكن له صاحبة ؟
وأنتم في قانون الإيمان تقولون ( أن الابن مولود من الله قبل كل العصور وتقولون مولود غير مخلوق , إله حق من إله حق ...إلى أخره) , فأنكر القرآن هذا متسائلا" سؤالا" استنكاريا" (( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الأنعام : 101])) , وأنكر القرآن هذا بالقول (( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4) سورة الأخلاص )). وأنكر الله تعالى هذا بالقول ((قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [يونس : 68] )).
أنهىزكريا بطرس الفقرة السابقة بالقول:(الإسلام يؤمن بالثالوث والقرآن يتحدث عن ثالوث).
فعلقت المذيعة ناهد متولي قائلة :
ولكن هذا غير واضح يا أبونا .
وطبعا" هذا غير واضح في المسيحية ومستحيل في الإسلام !!.
فقال زكريا بطرس :
فكرة الثالوث موجودة فى القرآن ولكن أحباؤنا فى الإسلام لا يريدون أن يفهموها ويمرون عليها مرور الكرام....
وأعاد استشهادة بالآية 171 من سورة النساء والتي تم الرد عليها في الحلقة الثانية .
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً [النساء : 171]
ويكفينا هنا بعد ان بينا الرد بوضوح سابقا" أن نسأل ما هو مصدر القرآن بالنسبة لكم ؟ ونسأل هل هناك آيات واضحة تنفي وتنكر ما تشابه عليكم في هذه الآية ؟ ونسأل هل غفل الرسول عليه الصلاة والسلام وغفل جميع المسلمون عن هذا حتى آتى زكريا ليبين أن الإسلام ديانة تؤمن بالثالوث ؟؟ ونطلب من القارئ المنصف أن يقرأ الآية كاملة والحقيقة واضحة بينة لا يلزم الكثير من الجهد للوصول إليها.
ثم قال زكريا بطرس :
وهنا أريد أن أتكلم كيف أن المسيح كلمة الله والقرآن يشهد بأكثر وضوح أن المسيح كلمه الله
.... الإمام أبو السـعود محمد ابن محمد العمادى صفحة 233: ماذا قال : مصدقاً لكلمة الله يفسرها أى بعيسى عليه السلام ...
أولا" : لا نعترض على أن الإسلام يسمي عيسى عليه السلام كلمة الله والآية الكريمة :
فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ [آل عمران : 39]
وفي التفسير الميسر:
فنادته الملائكة وهو واقف بين يدي الله في مكان صلاته يدعوه: أن الله يخبرك بخبر يسرُّك, وهو أنك سترزق بولد اسمه يحيى, يُصَدِّق بكلمة من الله -وهو عيسى ابن مريم عليه السلام-، ويكون يحيى سيدًا في قومه, له المكانة والمنزلة العالية, وحصورًا لا يأتي الذنوب والشهوات الضارة, ويكون نبيّاً من الصالحين الذين بلغوا في الصَّلاح ذروته.
ثانيا" : هذا قول الأمام أبو السعود الذي اقتطع منه أجزاء وألغى الباقي فما كتبه أبو السعود في تفسيره الجزء الأول طبعة دار الفكر صفحة 356 :
" بكلمة من الله " أى بعيسى عليه السلام و أنما سمى كلمة لأنه وجد بكلمة كن من غير أب فشابه البديعيات التي هي عالم الأمر و من لابتداء الغاية متعلقة بمحذوف وقع صفة لكلمة أى بكلمة كائنة منه تعالى : قيل هو أول من امن به و صدق بأنه كلمة الله و روح منه .
ولقد بينا في الرد على الحلقة الثانية معنى أن عيسى عليه السلام كلمة الله.
فإن كان يقول إن القرآن يشهد بأن المسيح هو كلمة الله, نعم ... كلمة الله لأنه أتى بالكلمة من الله تعالى وهي كلمة ( كن ) كما وضحنا سابقا", وإن كان يعجبه قول القرآن أن المسيح كلمة الله, فالقرآن يقول أن الله ليس هو المسيح وأن المسيح بشر رسول وأن محمد عليه الصلاة والسلام رسول وأنه لا يوجد نبي بين المسيح وبين محمد عليه الصلاة والسلام وأن القرآن من عند الله تعالى, فهل يوافق على هذا كله ؟
وإن كان يستشهد بأي من أقوال المفسرين نسأل وبوضوح, هل من المفسرين الإسلاميين الذين يستشهد بهم, هل قال أي واحد منهم أن المسيح هو الله ؟ أو أن هناك ثالوث؟ أو قال أي واحد منهم أن الإسلام لا يكفر من يقولون بألوهية المسيح ومن يدعون الثالوث ؟...بالطبع لا .. فقد أجمع المفسرون على الأسس السابقة الواضحة فكيف يستشهد النصارى بجزء من أقوالهم ويدعون أنهم يقولون بالألوهية أو بالثالوث ؟.
يقول زكريا بطرس :
وهناك تفسير أخر للسندى يستشهد به فى نفس المرجع فماذا يقول ؟.
لقيت أم يحيى أم عيسى، بمعنى أنهما تقابلتا فقالت يا مريم أشعرتِ بحبلى وقالت مريم وأنا أيضاً حبلى فقالت أم يحيى إنى وجدت ما فى بطنى يسجد لما فى بطنك وذلك قوله تعالى مصدقاً لكلمة الله .
أولا" : هل هذا قول القرآن الكريم أو قول الصحيح من الأحاديث ؟؟... الاجابة بالطبع لا.. فهذه رواية قالها أحد المفسرين , وهي في الغالب من الروايات التي بدون سند, فالمفسر في أغلب الأحيان ينقل الكثير من الروايات ويكتب بعدها وهذه الرواية ضعيفة أو هذه الرواية بدون سند وغيره من التعليقات على الروايات.
والروايات التي بدون سند في كتب التفسير ليست مصدرا" من مصادر التشريع أو مصدرا" من مصادر المعرفة بل هي في الغالب للتأنس.
ثانيا" : في كتب التفسير من الممكن أن يقول المفسر جاءتنا هذه الرواية من كتب بني إسرائيل أو قال واحد قس هذا القول أو موجود في كتاب النصارى كذا, فكتب التفسير تنقل وجهات نظر مختلفة وغالبا" المؤلف يميل إلى إحدى الآراء ويستبعد الكثير في النهاية وأنا أتحدى أن يكون أي تفسير مسلم تبنى هذا الرأي, بل الحقيقة أنك ستجده ذكر الرواية من باب المنقول كتب أهل الكتاب ولم يقل بصحتها.
ثالثا" : هذه الرواية في الكتاب المقدس لم تصل إلى هذه المرحلة ففي إنجيل لوقا تقول إلياصابت للسيدة مريم عندما زارتها...( لوقا 1 : 44 فهوذا حين صار صوت سلامك في أذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني.).
مما يعني أن الجنين عندما سمع صوتك تحرك في بطني !!, ففي كتابكم لم تتم كتابة أنه سجد !!, فهل يريد القس أن يستخرج من رواية بدون سند أن يحيي علي السلام وهو جنين عرف المسيح عليه السلام وهو جنين وسجد له !!.
رابعا" : إن كان عندما رآه رأي العين وهم رجال لم يعرفه حسب الكتاب المقدس فكيف يكون عرفه وكلاهما جنين في بطن أمه !!!, فقد سأله هل أنت من ننتظره أم ننتظر غيرك؟! (( متى 11 : 3 وقال له انت هو الآتي ام ننتظر آخر. ))
وفي رواية أخرى في لوقا لم يسأله وجها" لوجه بل أرسل له من يسأله !!( لوقا 17 : 19 فدعا يوحنا اثنين من تلاميذه وارسل الى يسوع قائلا انت هو الآتي ام ننتظر آخر).
خامسا" : بفرض أن يحيي عليه السلام عرف المسيح وسجد له وهو جنين ( سنتناسى أنه لم يعرفه عندما كانا رجالا" ولم يسجد له !!).
يقول زكريا بطرس:
فمن إذن الذي يسجد لمن فبالطبع يوحنا يسجد للمسيح وهو فى بطن مريم … والسجود هنا لله وحده. لله وحده تسجد وإياه وحده تعبد وهذا فى القرآن
السجود حسب الكتاب المقدس له أنواع منها سجود التحية ومن أمثلته:
- أخوة يوسف سجدوا له: ( تكوين 42 : 6 وكان يوسف هو المسلّط على الأرض وهو البائع لكل شعب الأرض.فأتى أخوة يوسف وسجدوا له بوجوههم إلى الأرض).
- النبي لوط يسجد لملاكين ويقول لهما عبدكما: ( تكوين 19 : 1 فجاء الملاكان إلى سدوم مساء وكان لوط جالسا في باب سدوم.فلما رآهما لوط قام لاستقبالهما وسجد بوجهه إلى الأرض 2 وقال يا سيّديّ ميلا الى بيت عبدكما وبيتا واغسلا ارجلكما.).
- النبي سليمان يسجد لامرأة( ملوك الأول 2 : 19 فدخلت بثشبع إلى الملك سليمان لتكلمه عن ادونيا.فقام الملك للقائها وسجد لها وجلس على كرسيه.).
- النبي إبراهيم يسجد للشعب: ( تكوين 23 : 7 فقام إبراهيم وسجد لشعب الأرض...).
- اولاد يعقوب يسجدون لعيسو (عمهم): ( تكوين 33 : 7 ثم اقتربت ليئة أيضا وأولادها وسجدوا.وبعد ذلك اقترب يوسف وراحيل وسجدا. ).
- حسب إنجيل متى لقد سجد له المجوس, ولم يعتبروه إلها" ( متى 2 : 2..إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 2قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ.)
فالسجود ( إن حدث) ليس إثباتا" للألوهية حسب عادات ومفاهيم العهد القديم والجديد.
ونريد أن نعلم لمن كان يسجد ويصلي السيد المسيح عليه السلام !!؟؟
( متى 26 : 39 ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ ُصَلِّي.)
فإن كان يخر على وجه ساجدا" يصلي لله فمن هو ؟؟!!
لماذا لا نجد في كتابكم أي شيء واضح يبين ألوهية المسيح, بل كل ما نجده يقول إن المسيح عليه السلام بشر رسول من عند الله تعالى !!؟؟
يقول زكريا بطرس:
وفى سورة آل عمران آية 45 " وإذا قالت الملائكة يا مريم أن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم طبعاً..
وهنا نقول أن الكلمة ليست كلمة عادية أو بشرية فهى كلمة مذكرة وهى كلمة الله وهى عقل الله، الكلمة فى اللغة اليونانية أسمها لوغوس يعنى عقل الله الناطق والله مذكر وعقله مذكر وعلى هذا قال كلمة إسمه وليس إسمها لأنه عقل الله زرع فى جسد المسيح .
أولا" : لا نعترض على أن المسيح عليه السلام كلمة الله وقد بينا معنى كلمة الله مرات عديدة خاصة في الرد على الحلقة الأولى.
ثانيا" : القول أن معنى الكلمة هو اللوجس أي العقل في اليونانية وأن معنى هذا أن الابن هو العقل أو العلم أو الحكمة قول لا يعنينا , فهذه الأقوال نشأت في الفلسفة اليونانية قبل المسيحية بقرون وللأسف عندما انتشرت المسيحية أوروبا في عهد قسطنطين في القرن الرابع الميلادي اصطبغت المسيحية بالفلسفة اليونانية التي كان من ضمنها أن أول ما خلقه الله هو الحكمة (( اللوجوس )) وقامت الحكمة بإكمال الخلق!.
حتى أنه يقال عندما دخلت المسيحية روما لم تصبح روما مسيحية بل أصبحت المسيحية رومية !!.
فتم أكل الخنزير وتم منع تعدد الزوجات وتم ترك الختان وتم الانفصال عن اليهود في أماكن العبادة وتم اختيار العطلة يوم الأحد بدلا" من السبت وتم الاحتفال بأم الإله التي لم يذكرها الكتاب المقدس أي ذكر بعد السيد المسيح ولم تتعرض لها أعمال الرسل ولا الرسائل .
ثالثا" : لا توجد أي نصوص على ما ذكره زكريا بطرس من العهد القديم أو العهد الجديد , فلم يقل السيد المسيح هذا أبدا".
يكمل زكريا بطرس فيقول:
وهناك عالم آخر اسمه الشيخ محيى الدين العربى فى كتاب فصوص الحكم الجزء الثانى صفحة 35 يقول عن الكلمة هى الله متجلياً .
أولا" : محي الدين ابن عربي وليس العربي.
ثانيا" : محي الدين ابن عربي خارج عن الإسلام وكافر بشهادة كل علماء المسلمين.
ثالثا" : محي الدين ابن عربي يقول في كتابه ( فصوص الحكم ) الذي يستدل منه زكريا بطرس بغرض التدليس على أتباعه (( كل هذه الموجودات القائمة من السماء والأرض والجن والإنس والملائكة والحيوان والنبات ما هي إلا الله وأن هذه الموجودات هي عين وجوده، وأنه لا يوجد خالق ومخلوق ولا رب ولا عبد، بل الخالق هو عين المخلوق، والعبد هو عين الرب، والرب هو عين العبد، وأن الملك والشيطان، والجنة والنار، والطهر والنجاسة وكل المتناقضات والمتضادات ما هي إلا عين واحدة تتصف بكل صفات الموجودات، وهي عين الله الواحد الذي ليس معه غيره )).
يكمل زكريا بطرس استدلاله بأقوال محي الدين ابن عربي ولا داعي لإكمال استدلالاته فيما يقوله من أن ابن عربي يقول أن الكلمة لاهوت وغيرها, فقد قال ابن عربي أن كل ما على الأرض لاهوت !!, واستدلال زكريا بطرس بشخص مثل ابن عربي يفضحه من حيث انه
أولا" : لم يجد من العلماء من يستدل بأقوالهم.
ثانيا" : حتى ابن عربي الذي يستدل بأقواله لم يقل إن المسيح هو الله ولم يقل أن هناك ثالوث هو واحد في جوهر ومتمايز في الخواص الأقنومية !!.
يقول زكريا بطرس:
إذن الله الأب موجود وكلمته ناطقة إذن هى عقل الله يبقى معنا الروح القدس :
هل الروح القدس هو الله ؟ نرى من القرآن ... فى سورة البقرة آية 87 ، 253 من نفس السورة . يقول وآتينا عيسى مريم بالبينات وأيدناه بالروح القدس وفى سورة المائدة 110 إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أذكر نعمتى عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بالروح القدس تكلم الناس فى المهد وكهلا .
أولا" : نقول أن الله تعالى له صفات أثبتها لنفسه سبحانه وتعالى مثل العلم والكلام والقدرة والحكمة والحياة والصفات لا تكون الشخص ولا تكون شخصا" أخر منفصلا" عنه, فلا يرسل الشخص صفته لتقابل شخصا" أخر ويجلس في انتظارها ثم يرسل لها الصفة الأخرى لتقويها أو تأتي بها !! , وقلنا على نفس المنوال الذي يتبعه إن الله تعالى رحيم برحمته, قادر بقدرته .... فهل معنى هذا أن القدرة أقنوم أخر والرحمة أقنوم خامس !!؟؟, فإن أنكر زكريا وأتباعه هذا وقالوا "هذه ليست أقانيم " نسألهم نفس السؤال الذي يسألونه, هل تريدون التخلي عن صفة القدرة والرحمة ؟؟؟!!.
نكرر نحن لا نتخلى عن الصفات التي أثبتها الله تعالى لنفسه ولكننا لا نقول أن الصفات عبارة عن كيانات مستقلة تتعامل مع بعضها تسمى بالإنجليزية أشخاص وبالعربية أقانيم.
ثانيا" : انقل للحديث بالسؤال هل الروح القدس هو الله ؟؟ , ونذكر بالقاعدة الأولى والثانية , ما هو مصدر القرآن بالنسبة لك لتستدل به, وهل هناك أقوال واضحة تبين لك ما اختلط عليك من فهم ؟؟
ويكفينا للإجابة عن السؤال الثاني هو إكمال الآية !!!!, فالقمص زكريا بطرس عندما تكون الآية أمامه كاملة ويأخذ منها جزء بسيط ليبين وجهة نظره في حين أنه لو ذكر الآية كلها بطل استدلاله فهذا يسمى تدليس يخدع به أتباعه !!.
ثالثا" : الآيات التي استدل بها زكريا بطرس كاملة كما يلي:
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ [البقرة : 87]
تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ...الآية [البقرة : 253]
ومن الواضح أن عيسى عليه السلام رسول من الله تعالى والروح القدس هو جبريل عليه السلام كما سيتبين من المزيد من الآيات والأحاديث.
أما الآية الثالثة التي يستدل بها على الثالوث أو على ألوهية الروح القدس من القرآن فهي تبطل كل حجته الواهية فهي كاملة كما يلي:
ِإذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ [المائدة : 110]
فهل الجملة "قال الله يا عيسى " , تعني أن الله هو عيسى عليه السلام ؟؟.
هل من هذه الآية السابقة يمكن فهم أن الله ثالوث هو الله المتكلم في الآية وعيسى والروح القدس الذي أرسله الله ليؤيده !!؟؟.
بالطبع لا ولذلك لم يأت زكريا بطرس بالآية كاملة.
تقول المذيعة ناهد متولي :
هناك اعتراض من إخوتنا فى الإسلام، يقولون أن الروح القدس هو الذى كان ينزل القرآن على نبى الإسلام محمد فنريد التوضيح وهل هناك فرق
يجيب زكريا بطرس فيقول:
فى القرآن يُشار إلى جبريل بأنه الروح القدس بمعنى روح آتٍ من عند الله .
ولكن فى القرآن أيضاً : الروح القدس هو روح الله ويشهد على ذلك الشيخ محمد الحريرى البيومى فى كتاب الروح وما هيتها صفحة 53 يقول : الروح القدس هو روح الله وفى القرآن يقول لا تكذبوا على الله وروحه فالروح القدس هو روح الله لأنه هل نتصور الله بدون روح .
أولا" : لا يهمنا اعترافه ولكنه اعترف بأنه يشار إلى جبريل عليه السلام بالروح القدس, وبذلك يتضح تفسير قول الله تعالى أيدتك بالروح القدس أي بجبريل, وسيتم وضع العديد من الأدلة من القرآن والحديث والكتاب المقدس أن الروح القدس تعني جبريل عليه السلام.
ثانيا" : يقول أن الشيخ محمد الحريري البيومي , كتب كتابا" قال فيه أن الروح القدس هو الله ولا نعلم من هو الحريري ولا من هو البيومي ونحن لا نأخذ الدين من الحريري أو الصوفي و فالدين يؤخذ من الله تعالى ومن الرسول عليه الصلاة والسلام وغير ما قاله الله وما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام هو اجتهاد يصيب صاحبه أو يخطئ ولقد بحثت عن ما سماه بمحمد الحريري فلم أجد له أي ذكر إلا في المواقع التي تنقل كلمات زكريا بطرس كما لو كانت وحيا" من الله.
ثالثا" : المعنى الروح القدس هو روح الله لا تعني أكثر من أن الكلمة كلمة الله , أي من عند الله, فلا تكون هي الله .
رابعا" : يقول زكريا بطرس الله في القرآن يقول
لا تكذبوا على الله وروحه
ونحن نقول له كذبت !!
فلا يوجد هذا اللفظ في القرآن الكريم أبدا"...
ولا يوجد في السنة الشريفة ....
ولكنك تخاطب من لا يبحثون وراءك ويصفقون على التدليس الذي تتبعه !!.
خامسا" : قفز زكريا بطرس للاستنتاج بدون أي أدلة وهو أن الروح القدس هو الله !!!, ثم بين أن استنتاجه معقول فتسائل وهل الله بدون روح ؟؟
ومن الذي أخبركم أن الله تعالى له روح يعتمد عليها للحياة وأنها هي الروح القدس وأن الروح القدس إله ولكنها تشترك في الجوهر الواحد مع الله وأنها منبثقة من الآب أو من الآب والابن كما يقول الكاثوليك والبروتستانت و.......!!؟؟؟
من الذي أخبركم بهذه الاعتقادات وبعد ذلك تحاولون أن تجدوا عليها أدلة في كتب الغير لأن كتبكم لم تبين هذا ولم تقل ثالوث ولا أقنيم ولا أن الروح القدس هو الله !!!؟؟
أين أدلتكم على ذلك ؟؟
هل قال لكم السيد المسيح و ثالوث – أقنوم – الروح القدس هو إله – أنا إله – نحن ثلاثة آلهة – أنا مولود من الآب قبل كل العصور – الروح القدس منبثق – واحد في ثالوث وثالوث في توحيد – أنا أتيت من أجل خطيئة آدم – من يريد الحياة الأبدية فيكفيه الإيمان بموتي على الصليب !!؟؟.
لم يقل المسيح أي من هذا بل قال.( يوحنا 8 : 40 .. وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. )
وقال : ( يوحنا 20 : 17 ....: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ». )
فمن أين أتيتم باعتقادكم الذي لا تجدون عليه أي دليل كتابي, ثم يأتي العباقرة لاستخراج الدليل من الإسلام !! ؟؟.
يكمل زكريا بطرس :
والسؤال الآن هل الله بدون روح بصرف النظر عن جبريل ؟ لا يمكن أن نقول الله بدون روح …… حاشا، فإذن الله له روح وروحه قدوس وهذه صفة أيضاً واسماً من أسماء الله الحسنى . فهذا إيماننا بالثالوث الآب موجود والكلمة هى عقل الله الذى تجلى فى جسد بشر وروحه القدس الذى يحيا به .
أولا" : ما معنى بصرف النظر عن جبريل ؟؟
ثانيا" : نحن لا نقول أن الله تعالى انبثقت منه الروح والروح هي التي يعتمد عليها للحياة , فالله تعالى حي كما تليق به الحياة بدون أن يعتمد على شيء.
ثالثا" : بينا أن روح الله ليس هو الله , وبيت الله ليس هو الله , وحكمة الله ليست هي الله وكلمة الله ليست هي الله , فما يضاف أما صفات أو إضافات تشريف وتخصيص.
رابعا" : يقول ...الله له روح ...لا دليل كتابي على هذا فيما يقصده , ثم أعطى صفة للروح أنها قدوس ... وقال القدوس أسم من أسماء الله الحسنى !!,
عندما أقول عندي صديق وهو كريم ورحيم, هل هذا يعني أن صديقي هو الله لأن من أسماء الله الحسنى الرحيم والكريم ؟؟
ما علاقة الصفة بأن يقول هذه أسم من أسماء الله الحسنى !!!؟
خامسا" : الرد على قوله هذا إيماننا بالثالوث (الآب موجود والكلمة هى عقل الله الذى تجلى فى جسد بشر وروحه القدس الذى يحيا به .) وقد سبق أن ذكرنا الرد من قبل :
1- القول أن الله يتكون من الآب والابن والروح القدس وكل منهم إله كامل, ومجموعهم معا" إله كامل واحد غير مقبول ولا مفهوم باعتراف علماء النصارى.
2 -إن الله سبحانه وتعالى حي بما يليق به أن يحيا فلا نقول أنه حي بروحه أو يعتمد على شيء ما ليحيا أو يعتمد على الكلمة ليتكلم أو يدبر.
3 -حسب المثال السابق: ذات الله ( الإله ) يحتاج إلى روح الله ( الروح القدس الإله الأخر), ليحيا به, كما أنه يحتاج كلمة الله أو العقل (الكلمة أو اللوجوس وهو الإله الأخر ) ليتكلم أو ليعقل!, حسب هذا المنطق لا يصير أي منهم إلها" لأنه يحتاج الأخرين ويعتمد عليهما, فهذا نقص والنقص ليس من الألوهية, وقانون الإيمان يقول أن كل من الثلاثة منفردا" إله حق ومجموعهم إله حق واحد!!.
4 - صفات الله تعالى أكثر من الحياة والكلام, فبنفس المنطق ( الله رحيم ) ومع ذلك من غير المعقول أن نقول إن رحمة الله هي إقنوم لله مثلها مثل كلام الله حسب المثال السابق.
5 - الصفات مثل صفة الحياة أو صفة الكلام لا ينفصلان فيكونان قائمين بمفردهما فلا نقول أن الكلمة (أو العقل) ذهبت إلى مكان ما وتصرفت بمفردها وخلقت وأحيت لأن الصفات لا تصبح كيانا" مستقلا".
6 - إن كان الكلمة إله حق كما يزعمون, فهل هو كامل بمعنى أن له كلمة أيضا"؟ أي هل للكلمة كلمة؟, والآب بخروج الكلمة منه, هل أصبح بدون كلمة, مع أنه إله حق أيضا" ؟.
ثم إن كان كل واحد منهم إله حق ( الآب إله حق -الكلمة إله حق -الروح القدس إله حق ), هل كل منهما حي أم لا ؟؟.
إن كان كل منهم حي كما هو مفهوم من أن كل منهم إله حق, فهذا يعني أن صفة الحياة غير مرتبطة بالروح القدس, وهذا يعني أن كل منهم لا يحتاج للآخر, فلا نقول أن الروح القدس سبب الحياة أو أن الكلمة هي كلمة الله أو نطقه.( بذلك يكون عندنا ثلاثة آلهة كاملين منفصلين ).
وإن كان كل منهم يحتاج للآخر, لن يصبح كل منهم إله كامل بل كل منهم أصبح جزءا" من الإله
وأصبح الإله له ثلاثة أجزاء وهذا لا يليق ولا يتوافق مع قانون الإيمان.
7- بالنسبة لعمل الثالوث إن كان لكل أقنوم دورا" خاصا" به ومتميزا" عن الأقنومين الآخرين فلا يقومان بعمله فإن هذا نقص ولا يصبح الإقنومان الآخران كل منهما إله كامل.
وعلى أي من هذه الأقوال فالتثليث باطل ولا سبيل لتبريره ولا نصوص له.
هل من المطلوب حتى نفهم وجود الله تعالى نتناسى النصوص الخاصة بالوحدانية, ونلهث وراء ما لا نفهمه, ونحاول أن نشرح مالا نفهم بطريقة فلسفية تخدع العامة, وعندما نشعر بالفشل في الفهم, نقول إن هذا التعليم أكبر من عقولنا !؟
من الذي قال هذا التعليم, من الذي ابتكره ومن الذي أخبركم عنه ؟.
قالت المذيعة ناهد متولي :
أليست تسمية هذا الثالوث غريبة حقاً وما معنى الثالوث ؟ ممكن تبدأ لنا بمعنى الآب .
قال زكريا بطرس :
معنى الآب، كلمة الآب لها معانى كثيرة.
(أ) فمن معانى كلمة الآب معنى مجازى بلاغى وليس فيه تناسل مثل أب المخلوقات او أب الخليقة كلها فليس من المعقول أن الله تزوج وخلف الخليقة ...
(ب) وهناك معنى شرعى مثل التبنى ...
(ج) وهناك المعنى الجوهرى لكلمة الآب : مثل ما نقول النور تولد من النار فكيف ذلك ؟ لا نقول أن النار تزوجت الحطب وخلقت نور بالطبع لا ولكن هناك معنى جوهرى فى جوهر الشئ بمعنى النور من النار ولكن مختلف فى درجة السرعة بمعنى أن النار لها حركة بطيئة أما النور فله سرعة أكبر وهو متولد من النار فهذا هو المعنى الجوهرى لكلمة الآب .
ومن هذا نقول أن النار ولدت نوراً وهذا الفكر مختلف عن الولادة التناسلية العادية .
وهناك أيضاً المعنى الروحى فعندما نقول أن المسيح ابن الله فذلك هو المعنى اللاهوتى الروحى .
وفى ذلك يقول الكتاب المقدس فى ( يوحنا 1 : 13 ) الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله والمسيح مولود من الله قبل كل الدهور ولادة شخصية خاصة مثل النور الخارج من النار .
وهنا نرى أن الله حل فى جسد المسيح فذلك معنى الآب بدون تناسل وبدون جنس.
جاء لفظ الآب في الكتاب المقدس معبرا" عن الله الذي أرسل المسيح:
- ( يوحنا 5 : 30 انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا.كما اسمع ادين ودينونتي عادلة لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي ارسلني ).
- ( يوحنا 8 : 29 والذي ارسلني هو معي ولم يتركني الآب وحدي لاني في كل حين افعل ما يرضيه).
- (يوحنا 12 : 44. فنادى يسوع وقال.الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي ارسلني. ).
وجاء لفظ الآب متميزا" في الإرادة والعلم عن المسيح الذين يقولون انه صفة العلم لله !!؟.
- ( متى 10 : 32 فكل من يعترف بي قدام الناس اعترف انا ايضا به قدام ابي الذي في السموات.).
- ( متى 12 : 50 لان من يصنع مشيئة ابي الذي في السموات هو اخي واختي وامي ).
- ( مرقس 13 : 32 واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن الا الآب. )
( متى 24 : 36 واما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا ملائكة السموات الا ابي وحده. )
وجاء لفظ الآب كأب مجازي لكل المؤمنين يرعاهم .
( متى 6 : 9 فصلّوا انتم هكذا.ابانا الذي في السموات.ليتقدس اسمك. ).
( متى 5 : 48 فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذي في السموات هو كامل ).
بذلك لفظ الاب عندهم متميز عن المسيح, هو آب لكل المؤمنين وليس لشخص و هو أعظم من المسيح, هو الذي أرسل المسيح.
ولم يأت في أي مرة أن الآب هو جزء من الثالوث أو أن هناك ثالوث من الأصل !!؟؟
انتقل زكريا بطرس لشرح لفظ الابن فقال :
وما معنى كلمة ابن ؟ ....
أولاً : فى اللغة نستخدم ابن البلد ، ابن النيل ، ابن البادية ، ابن مصر. فلا نقصد أن هناك تناسل فى البنوة، وفى القرآن أيضاً كلمة إبن لا تفيد التناسل ولا الجسد . سورة البقرة آية 215 تقول " قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل . وعندما يقول إبن السبيل فهل معنى ذلك أن السبيل تزوج الطريق وخلفوا ولداً أسموه السبيل . ليس هذا معقول ولهذا فإن القرآن نفسه شهد للبنوة الغير جسدية، فلماذا لا نستخدم نحن كمسيحيين كلمة إبن ونهاجم عليها .
نحن لا نعترض على استخدامكم للفظ ابناء الله لكل المؤمنين كلفظ مجازي عن الصلاح والتقوى حسب لغة الكتاب المقدس.
فقد جاء تعبير ابن الله وأبناء الله مرات عديدة بالعهد الجديد والعهد القديم مشيرا" إلى القرب من الله أو إلى كل عبد مخلص لله تعالى ولم يكن هذا التعبير مختصا" بأحد فقد أعطي اللقب ليعقوب وسليمان وآدم وأفرايم وعامة الناس الصالحين أيضا" ! والأمثلة:
1- يعقوب ( اسرائيل ) هو ابن الله البكر:( خروج 4: 22 وقُلْ لِفِرعَونَ هذا ما قالَ الرّبُّ: ((إِسرائيلُ اَبْني البِكْرُ)))
2- أفرايم هو ابن الله البكر: (إرميا 31: 9 أنا أبٌ لإسرائيلَ وأفرايمُ بِكْرٌ لي.).
3- آدم هو ابن الله : آدمَ، اَبنِ اللهِ. ( لوقا 3 : 38 بن انوش بن شيت بن آدم ابن الله )
4- بنو إسرائيل آلهة ( لأنهم ينفذون شرع الله ) وأبناؤه لأنهم أحباؤه (مزامير 82: 6 أنا قلتُ أنتُم آلهةٌ وبَنو العليِّ كُلُّكُم.).
5- الصالحين (متى 5: 45 فتكونوا أبناءَ أبيكُمُ الّذي في السَّماواتِ. ).
6- (التثنية 14: 1 أنتُم أبناءُ الرّبِّ إلهِكُم ).
7- (رسالة فيلبي 2: 15 حتّى تكونوا أنقِياءَ لا لَومَ علَيكُم وأبناءَ اللهِ بِلا عَيبٍِ ....).
8- (رسالة يوحنا الأولى 3: 1-2 أنظُروا كم أحَبَّنا الآبُ حتّى نُدعى أبناءَ اللهِ، ونحنُ بِالحقيقَةِ أبناؤُهُ. إذا كانَ العالَمُ لا يَعرِفُنا، فلأنَّهُ لا يَعرِفُ اللهَ. يا أحبّائي، نَحنُ الآنَ أبناءُ اللهِ. ).
كتب شيخ الاسلام ابن تيمية: " ولفظ الابن عندهم في كتبهم يراد به من رباه الله تبارك وتعالى فلا يطلق عندهم في كلام الأنبياء لفظ الابن قط إلا على مخلوق محدث ولايطلق إلا على الناسوت دون اللاهوت فيسمى عندهم إسرائيل ابنا وداود ابنا لله والحواريون كذلك ".[1]
نخرج من هذا أن اللقب ابن الله, وابناء الله, وأبانا في السماء, وغيرها غير مختصة بالسيد المسيح بل جاءت بمعنى العباد الصالحين والمقربين لله تعالى.
ولكن من الذي أخرج ابن الله من المعنى المجازي الذي يعني العباد الصالحون بوجه عام, إلى معنى محدد يختص به السيد المسيح بمفرده "ابن الله الوحيد" ؟؟؟!!
بالطبع لم يكن السيد المسيح بل من أخرج المعنى من المجاز ليكون مقصودا" به كل العباد الصالحين إلى معنى يختص بفرد واحد هو يوحنا بقوله: (يوحنا 3 : 16 لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد ... !).
فلم يقل السيد المسيح " أنا ابن الله الوحيد " أو " أنا ابن الله بالمعنى الحرفي" أو "إن أبي الله وأباكم ليس الله" أو " "أنا مولود من الله " أو أن هناك ثالوث وأنا أقنوم من الثالوث أو أي من هذا !!!.
فالابن لا تعني أكثر من عبد صالح وتم إطلاقه على كل المؤمنين ولم يختص بها أبدا" السيد المسيح, بل نشأت هذه العقيدة بعده بعشرات السنين أنه هو الابن الوحيد وأن إطلاق الابن عليه يختلف عن إطلاق الابن على سائر المؤمنين !.
البنوة بنوة مجازية تعم كل المؤمنين حسب المفهوم المسيحي, ولكن فيما يختص بالسيد المسيح تحولت الأبوة إلى أبوة خاصة بالمسيح فقط وحسب قانون الإيمان فإن الابن مولود قبل كل العصور من الله !!, فكيف يكون مولودا" ولادة مجازية وأين كان الابن قبل أن يولد !!!؟؟
التلاعب هو ذكر المجاز بعيدا" عن قوانين الإيمان,
الرد : إن ذكرتم البنوة المجازية انتفت صفة الابن الوحيد عن السيد المسيح لأن كل المؤمنين يشاركونه نفس الصفة حسب الكتاب المقدس !!.
حسب قانون الإيمان النيقاوي – القسطنطيني
نؤمن بإله واحد، آب ضابط الكل، خالق السماء والأرض، كل ما يرى وما لا يرى. وبرب واحد يسوع المسيح، ابن اللـه الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر، الذي به كان كل شيء
وحسب قانون الإيمان الأثانسي :
- هذا الإيمان الجامع هو أن تعبد إلهاً واحداً في ثالوث .وثالوثاً في توحيد.
- لا نمزج الأقانيم ولا نفصل الجوهر.
- إن للآب أقنوماً .وللابن أقنوماً .وللروح القدس أقنوماً.
- ولكن الآب والابن والروح القدس لاهوت واحد ومجد متساوٍ .وجلال أبدي معاً.
- وهكذا الآب إله .والابن إله .والروح القدس إله.
- ولكن ليسوا ثلاثة آلهة .بل إله واحد.
- وهكذا الآب رب .والابن رب .والروح القدس رب.
- ولكن ليسوا ثلاثة أرباب .بل رب واحد.
- فالآب غير مصنوع من أحد .ولا مخلوق .ولا مولود.
- والابن من الآب وحده .غير مصنوع .ولا مخلوق .بل مولود.
- والروح القدس من الآب والابن .ليس مخلوق ولا مولود بل منبثق.
إن لم يكن موجودا" قبل ولادته حسب قانون الإيمان, إذن فهو ليس إله.
وإن كان موجودا" قبل ولادته فلماذا ولد وأين كان !!؟؟.
أين قال لكم السيد المسيح ما جاء في قانون الإيمان ؟؟؟
باقي ما قاله زكريا بطرس :
وعندنا أيضاً الإمام النسفى علق على هذا الموضوع (إبن السبيل) بقوله : دعى إبن السبيل كونه ملازماً للطريق وهذا تفسير النسفى الجزء الأول صفحة 86 وهناك حديث قدسى يقول : الأغنياء وكلائى والفقراء عيالى بمعنى أولادى فمتى خلف هؤلاء؟!. ولكن المقصود هو معانى أخرى وليس المفهوم الضيق .
لقد تحدثنا أن البنوة مجازية واتفقنا أنها مجازية على كل المؤمنين حسب الكتاب المقدس ولكن تم تخصيص السيد المسيح بمفرده بهذه البنوة بدون دليل من أقواله وحسب قانون الإيمان فإن الابن مولود من الآب قبل كل العصور وهذا ما نعترض عليه ولا تملكون عليه أدلة ولا برهان ولا قاله السيد المسيح .
أما الحديث القدسي الذي ذكره :
الأغنياء وكلائى والفقراء عيالى بمعنى أولادى فمتى خلف هؤلاء؟
فأولا" : الحديث غير موجود في أي من كتب السنة, فهو موجود في بعض كتب الشيعة الذين يقبلون الروايات بدون أسانيد على أساس ان قائليها من الأئمة المعصومين.
ثانيا" : عيالي تعني الذين أعولهم, فلا توجد في اللغة العربية أن عيالي تعني أولادي, بل هذا ما أدخلته العامية الحديثة.
فمن تنفق عليهم وتعولهم وتهتم بأسرهم هم عيالك أي الذين تعولهم وليسوا أبناءك.
قالت المذيعة ناهد متولي :
ويبقى معنى الروح القدس
أجاب زكريا بطرس :
فى سورة يوسف آية 87 " ولا تيئسوا من روح الله فمن ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون "
وفى سورة البقرة آية 87 ، 253 " وأتينا عيسى ابن مريم بالبينات وأيدناه بروح القدس " وكذلك فى سورة المائدة : إذ أيدتك بروح القدس . والشيخ عبد الكريم الجبلى قال : عن الروح القدس أنه غير مخلوق وغير المخلوق أزلى والأزلى هو الله دون سواه .. وهذا فى مجلة كلية الآداب سنة 1934 : وهذا هو الروح القدس .
أولا" : في سورة يوسف لا تيأسوا من رٌوح الله (بفتح الراء ) و رٌوح الله هي رحمة الله وليست الآية لا تيأسوا من رُوح الله ( بالضم ).
ولم يأتِ زكريا بطرس بأي تفسير مخالفـًا عادته, لعلمه بأنه لن يجد ما يخدمه.
جاء فى تفسير الجلالين: « { ولا تيأسوا } تقنطوا { من روح الله } رحمته ».
ثانيا" : بينا أن المقصود بالروح القدس جبريل عليه السلام وسنكمل استدلالنا بعون الله تعالى من القرآن والسنة والكتاب المقدس.
ثالثا" : استدلاله بما كتبه شخص مجهول يسمى عبد الكريم الجبلي في مجلة الحائط لكلية الآداب عام 1934 يدل على أنه لم يجد أي قول من علماء المسلمين يؤيده, فأتى باسم شخص مجهول كتب في مجلة كما يدعي بإحدى الكليات منذ أكثر من سبعين عاما ", وكان من الممكن أن يقول ومن لا يصدقني ربما تكون المجلة لا تزال على حائط كلية الآداب !!.
رابعا" : أراء الأشخاص لا تلزمنا ولا تلزمكم, وكمثال أقول لكم لقد كتب الدكتور يونان لبيب رزق وهو مسيحي أرثوذكس, كتب كتابا" بالأسواق أسمه " الإرهاب ليس صناعة إسلامية ", قال فيه أن الإسلام دين سماوي !!, فهل شهادته هذه تلزمكم أم ستقولون هذا رأيه الشخصي ؟؟
خامسا" : نحن لا نأخذ ديننا إلا من الله تعالى ورسوليه عليه الصلاة والسلام ولكن كتب مجهول عن مجهول لا تعنينا وكل من العلماء يصيبون ويخطئون فلا أحد معصوم إلا النبي عليه الصلاة والسلام ولكن هذا التصرف ليس غريب عليكم فحسب الموسوعة البريطانية ومدخل الكاثوليك إلى الكتاب المقدس ( العهد الجديد ) وحسب الكثير من المراجع العلمية فإن كاتب إنجيل مرقس مجهول وكاتب إنجيل متى مجهول وكاتب إنجيل يوحنا مجهول وكاتب الرسالة إلى العبرانيين (التي يدل من أسمها انه ليس لها كاتب) مجهول ومع ذلك تأخذون تعاليمكم بدون أسانيد من مجهولين ويمكن التأكد من أي مكتبة.
سادسا" : سنبين لكم معنى الروح والروح القدس بالدليل من القرآن والسنة والكتاب المقدس :
ذكرت الروح في العهد القديم والجديد بمفردها أو مضافة إلى الله تعالى ( روح الله ) أو مضافة للقدس (روح القدس), وكلها بمعان واضحة ومقبولة بعيدا" عن ادعاء الألوهية, فقد جاءت الروح حسب العهد القديم والجديد بمعنى:
1- الروح جاءت بمعنى نسمة الحياة:
أ-( الجامعة 12 : 7 فَيَرْجِعُ التُّرَابُ إِلَى الأَرْضِ كَمَا كَانَ وَتَرْجِعُ الرُّوحُ إِلَى اللَّهِ الَّذِي أَعْطَاهَا.)
ب- ( مرقس 15 : 39 ولما رأى قائد المئة الواقف مقابله انه صرخ هكذا واسلم الروح ).
ج- (كورنثوس 6 : 19أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ الْقُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ الَّذِي لَكُمْ مِنَ الله ).
ويماثلها في المعنى ما جاء بالقرآن الكريم:
أ - وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً [الإسراء : 85]
ب - فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ [الحجر : 29]
2- الروح جاءت بمعنى جبريل عليه السلام:
أ- ( زكريا 7 : 12 بل جعلوا قلبهم ماسا لئلا يسمعوا الشريعة والكلام الذي أرسله رب الجنود بروحه عن يد الأنبياء الأولين .).
ب- ( اعمال 10 : 38 يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس والقوة الذي جال يصنع خيرا ويشفي جميع المتسلط عليهم ابليس لان الله كان معه. ).
((هل العبارة السابقة تعني أن يسوع هو الله والروح هو الله !؟)).
ج-( متى 1 : 18 لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس.)
د-( لوقا 2 : 26 وكان قد أوحي اليه بالروح القدس انه لا يرى الموت قبل ان يرىمسيح الرب.)
هـ-( 1 صموئيل 10 : 6 فيحل عليك روح الرب فتتنبأ معهم وتتحول الى رجل آخر.)
ويماثلها في المعنى ما جاء بالقرآن الكريم والأحاديث الشريفة:
أ- (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ [الشعراء : 193]
ب- (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل : 102]
وروح القدس ( جبريل عليه السلام ), هو الذي أيد الله تعالى به عيسى عليه السلام كما جاء في الآية الكريمة: (......وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ..... [البقرة : 87].
ج- دعا النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت فقال: ( اللهم أيده بروح القدس). رواه البخاري ـ كتاب الصلاة ـ 453، و بدء الخلق 3213، ورواه مسلم ـ فضائل الصحابة ، 151ـ153 ، 157
3- الروح جاءت بمعنى الوحي والإلهام والحكمة :
أ- ( لوقا 1 : 67. وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس وتنبأ قائلا)
ب- ( لوقا 4 : 1. أما يسوع فرجع من الاردن ممتلئا من الروح القدس وكان يقتاد بالروح في البرية ).
ج- ( لوقا 1 : 15 .....ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس. ).
د- ( لوقا 1 : 41 ......وامتلأت اليصابات من الروح القدس.)
هـ-( اعمال 21 : 4 ......وكانوا يقولون لبولس بالروح أن لا يصعد إلى اورشليم.). ( هل بولس كان ينقصه الروح !!؟)
و-( متى 12 : 36 لان داود نفسه قال بالروح القدس ).
ز- ( تكوين 41 : 38 فقال فرعون لعبيده هل نجد مثل هذا رجلا فيه روح الله.).
ح-( خروج 35 : 31 وملأه من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة).
ويماثلها في المعنى ما جاء بالقرآن الكريم:
أ- يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ... [النحل : 2]
4- الروح جاءت بمعنى التأييد والثبات والقوة :
أ- ( قضاة 3 : 10 فكان عليه روح الرب وقضى لاسرائيل).
ب-( قضاة 14 : 6 فحلّ عليه روح الرب فشقه كشق الجدي).
ج-( لوقا 11 : 13 ..الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه ).
ويماثلها في المعنى ما جاء بالقرآن الكريم :
أ-قال تعالى عن المؤمنين ( ... أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ..[المجادلة : 22]
5 – الروح جاءت بمعنى الملائكة:
( رؤيا 5 : 6. ورأيت فإذا في وسط العرش والحيوانات الأربعة وفي وسط الشيوخ خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون وسبع أعين هي سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض. ).
(( فهل هناك سبعة أرواح قدس ؟ وهل يكون كل منها روح الله !, التي فُسرت بمعنى حياة الله !؟ سبحان الله وتعالى عما يصفون.)).
6 – الروح جاءت بمعنى شيطان:
( مرقس 1 : 23. وكان في مجمعهم رجل به روح نجس)
الخلاصة:
الروح سواء أكانت مضافة إلى الله، أم إلى القدس، أم بدون إضافة، فإن المعنى أنها صادرة عن الله تعالى, وكل ما سوى الله فهو مخلوق من مخلوقاته. ونسبة الروح لله بالقول (روح الله ) هي نسبة تعظيم وتخصيص، لا تأليه كالقول: جبال الله وارض الرب.
( مزمور 36 : 6 عدلك مثل جبال الله ), ( هوشع 9 : 3 لا يسكنون في ارض الرب ).
ويماثلها في الإضافة ما جاء في قول الله تعالى: ( ..هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَة ... [الأعراف : 73]، وقوله تعالى : (....وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ .. [الحج : 26].
من الواضح أن الروح القدس في الآيات التي استشهد بها القمص زكريا بطرس, المقصود بها جبريل عليه السلام وليس الثالوث الذي لم يجده في الكتاب المقدس وذهب ليبحث عنه في الإسلام الذي بين بكل وضوح كفر من قال بألوهية المسيح وكفر من قال بالثالوث !!.
لقد قضى السيد المسيح ما يقرب من 33 عاما" منهم 3 أعوام عندما ابتدأ يُعلم !!, 33 عاما" قضاها فهل لم يجد الوقت ليقول كلمة واحدة عن الثالوث أو عن الأقانيم أو عن خطيئة أدم ؟ هل لم يكن السيد المسيح كفئا" ليعبر عن الله تعالى فقام بالتعبير عن الله تعالى أنه واحد لا شريك له وأنه أرسله ليبشر المدن الأخرى ولا يعلم موعد الساعة ولا أي ما نسبوه إليه بعد عشرات السنين !!؟.
ما الذي قاله السيد المسيح ؟؟
1 - ( لوقا 18 : 19 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحاً؟ لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحاً إِلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ. )
2- (مرقس 12 : 29 فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.).
3- ( يوحنا 7 : 16 أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «تَعْلِيمِي لَيْسَ لِي بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِي. )
4-( يوحنا 5 : 30 أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي. )
5- ( يوحنا 13 : 16 ...: إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.)
6- ( لوقا 4 : 43 .. «إِنَّهُ يَنْبَغِي لِي أَنْ أُبَشِّرَ الْمُدُنَ الأُخَرَ أَيْضاً بِمَلَكُوتِ اللهِ لأَنِّي لِهَذَا قَدْ أُرْسِلْتُ».)
7- ( يوحنا 14 : 28 ...... قُلْتُ أَمْضِي إِلَى الآبِ لأَنَّ أَبِي أَعْظَمُ مِنِّي. )
8-( يوحنا 8 : 40 وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. )
9- ( مرقس 7 : 7 وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. )
10- ( يوحنا 20 : 17. اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ». )
11-( متى 7 : 21 «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.).
12-( مرقس 13 : 32 وَأَمَّا ذَلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ وَلاَ الاِبْنُ إلاَّ الآبُ. )
قال السيد المسيح كل ما سبق وأكثر ولم يقل ثالوث ولا أقانيم ولا لاهوت ولا ناسوت ولا طبيعتين ولا جوهر واحد ولا أنا تجسدت ولا خطيئة أدم ولا آمنوا بموتي على الصليب ولا أنا الله ولا الثلاثة واحد ولا أي من التعاليم المسيحية التي تم ابتداعها بعد المسيح بعشرات السنين اعتمادا" على أقوال أشخاص آخرين ضاربين بأقوال المسيح الواضحة عرض الحائط !!, وللحصول على أدلة كتابية على معتقد الثالوث نجدهم يبحثون عن الثالوث فيما وراء الكلمات تاركين الكلمات الواضحة الجلية التي تقول لا إله إلا الله, عيسى عليه السلام رسول الله.
اكتمل الرد على الحلقة الثالثة
والحمد لله رب العالمين.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح- الجزء الثاني - فصل في معنى الاب