بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد.........
الرد على الحلقة السادسة.
قالت المذيعة ناهد متولي:
حضرتك شرحت أن المسيح هو الله ظهر فى صورة إنسان وقد ناقشنا ذلك ولكنك قلت أيضاً أن المسيح هو كلمة الله المتجسد فماذا تقصد بكلمة الله المتجسد ؟
قال زكريا بطرس :
هذا سؤال مكمل للأسئلة السابقة والإجابة أنه هناك حقيقة يعلنها الكتاب المقدس فى بشارة معلمنا يوحنا والإصحاح الأول والعدد الأول فى البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله وحتى عدد 14 والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً .
أولا" : القائل أن الكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله هو يوحنا , كاتبي إنجيل يوحنا ولم يأت هذا القول على لسان السيد الكمسيح ولا على لسان اي من الانبياء.
ثانيا" : يوحنا حسب كل المصادر العالمية مثل الموسوعة البريطانية ومعجاجم الكتاب المقدس ومقدمة الكتاب المقدس للكاثوليك , هو مجهول !!!, شخصية مجهولة كتبت كتابا" تم اعتباره إنجيل !!, فكيف يتم اعتبار كتابات شخص مجهول أنها بالوحي الإلهي !!!؟؟؟؟
وكمثال الموسوعة البريطانية -تحت عنوان العهد الجديد- الإنجيل وفقا" ليوحنا.
"بالرغم من أن ظاهر الإنجيل يبين أنه كتب بواسطة " يوحنا " الحواري الحبيب للسيد المسيح, لكن هناك الكثير من الجدل حول شخصية الكاتب ... لغة الإنجيل وصيغته اللاهوتية تبين أن الكاتب ربما عاش في فترة حديثة عن "يوحنا" واعتمدت كتابته على تعاليم وشهادة "يوحنا".....كثير من الفصول عن حياة السيد المسيح تم إعادة سردها بترتيب مختلف عن باقي الأناجيل المتناظرة ( متى- مرقس- لوقا) والفصل الأخير يبدو وكأنه إضافة لاحقة تظهر احتمالية أن يكون النص الخاص بالإنجيل مركب.
مكان كتابة الإنجيل وتاريخ الكتابة كذلك غير معلومان, الكثير من العلماء يعتقدون أنه كتب في "أفسس" في أسيا الصغرى, تقريبا" عام 100 ميلادية ".
الموسوعة البريطانية- الإصدار 15-الجزء 14 – ص 977
كما جاء في الكتاب المقدس للكاثوليك: " وليس لنا أن نستبعد استبعادا" مطلقا" الافتراض القائل بأن يوحنا الرسول هو الذي أنشأه. ولكن معظم النقاد لا يتبنون هذا الاحتمال. فبعضهم يتركون تسمية المؤلف فيصفونه أنه مسيحي كتب باليونانية في أواخر القرن الأول في كنيسة من كنائس آسية حيث كانت تتلاطم التيارات الفكرية بين العالم اليهودي والشرق الذي اعتنق الحضارة اليونانية. وبعضهم
يذكرون يوحنا القديم الذي ذكره بابياس. وبعضهم يضيفون أن المؤلف كان على تصال بتقليد مرتبط بيوحنا الرسول."
الكتاب المقدس للكاثوليك- طبعة دار المشرق – ص 287.
ثالثا" : ما معنى أن الكلمة كان عند الله والكلمة هو الله !!؟؟, فلو كان الكلمة هو الله ووضعنا لفظ الله بدلا" من لفظ الكلمة في الجملة التي قالها يوحنا
في البدء كان الكلمة وكان الكلمة عند الله وكان الكلمة الله.
لكانت كما يلي (( في البدء كان الله وكان الله عند الله وكان الله هو الله !!!).
رابعا" : القول بالتجسد الإلهي ليس له أي دليل من أقوال المسيح بالمرة فكل ما يتم الاستناد عليه أقوال كتبة كتبوا بعد السيد المسيح بعشرات السنين ولم يقابلوا السيد المسيح ولا يوجد أي دليل على كتاباتهم بالوحي الإلهي !!, فلماذا نجد أن العقيدة كلها لا تستند على أقوال السيد المسيح الواضحة بل تستند إلى كتابات مخالفة له من أشخاص لم يقابلهم وتم اعتبارهم يكتبون بالوحي الإلهي حتى مع عدم معرفة شخصياتهم !؟؟.
أكمل زكريا بطرس فقال :
إذاً الكلمة كما تكلمنا سابقاً هو عقل الله الناطق وكما قلنا عن صفات الذاتية سابقاً إن الله له وجود وبنسميه الله الآب وعقل أى كلمة والكلمة بنت العقل وإذن الكلمة الذى هو عقل الله الناطق ليس شئ آخر سوى الله , اله فى وجوده , الله فى علمه , الله فى روحه ومن يقول الكتاب وكان الكلمة الله والكلمة صار جسداً أى حل فى الجسد وبالطبع عقل الله لا ينفصل عن وجود الله ولا ينفصل عن روحه وهذا غير ممكن وفى رسالة معلمنا بولس الرسول إلى تلميذه تيموثاوس الرسالة الأولى الإصحاح الثالث وعدد 16 عظيم وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد فكيف ذلك ؟
أولا" : القول أن الكلمة هو عقل الله الناطق لم يرد على لسان أي من الانبياء ولم يكن من تعليم السيد المسيح أبدا", بل هو قول مقتبس من الفلسفة اليونانية .
ثانيا" : يقول أن الله إله في وجود وإله في علمه وإله في روحه وهذا بالطبع تعليم الثالوث الذي تم وصفه بأنه معقد وفوق العقل ولا توجد له أي نصوص كتابية ( الرد على الحلقة الأولى ).
ثالثا" : القول وكان الكلمة الله هو قول يوحنا كما أشرنا في الفقرة السابقة الذي لا يوجد أي دليل على أنه قال هذا بالوحي الإلهي !!.
رابعا" : الكلمة صار جسدا" قول يوحنا والله ظهر في الجسد نص مضطرب قاله بولس في رسالة أرسلها لصديقه !!, فأين أقوال السيد المسيح الواضحة ؟؟, لماذا لا يتم الرجوع لأقوال المسيح الواضحة التي لا تقول إلا ""لا إله إلا الله وأنا رسول الله أرسلني الله ولا أستطيع أن افعل من نفسي شيئا""" !!( أخر الرد على الحلقة الثالثة).
أكمل زكريا بطرس بالتطرق لمواضيع سبق طرحها والرد عليها وهي :
كلمة الله تجسد فى إنسان وهذا الوضع ممكن يكون مستغرب كيف كلام الله يتجسد ولكن فى الحقيقة هناك أرضية مشتركة بيننا وبين أخوتنا فى الإسلام ... وعندما نرجع للقرآن وللتفسير للعلماء والفقهاء فى الإسلام سيكتشف أنها حقيقة كائنة وليس اختراعاً من عندنا .. فى سورة النساء آية 171 – إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وهنا المسيح كلمة الله.
تم الرد في أول الحلقة الثانية , وتم بيان كامل لمعنى كلمة الله في الحلقة الثالثة .
ويستشهد الإمام أبو السعود بتفسير آخر للسدى فماذا يقول .. لقيت أم يحيى أم عيسى فقال أم يحيى يا مريم أشعرت بحبلى فقالت مريم وأنا أيضاً حبلى فقالت أم يحيى إنى وجدت ما فى بطنى يسجد لما فى بطنك.
تم الرد على على أن يحيي سجد للمسيح عليهما السلام وكلاهما جنين في الرد على الحلقة الثالثة.
فنرجع إلى العلماء والفقهاء والمفكرين والمفسرين المسلمين لكى نستدل على الحقائق :
الشيخ محى الدين العربى فى كتابة فصوص الحكم الجزء الثانى صفحة 35 يقول عن الكلمة : هى الله متجلياً وهى عين الذات الإلهية لا غيرها...
تم الرد على الاستشهاد بقول محي الدين ابن عرب من أن الكلمة هي إله في الرد على الحلقة الثالثة.
وهناك مفسرين آخرين هم المعتزلة وهم فرقة من فرق الإسلام المعروفة وكيف أنهم يشرحون تجلى لله لموسى فى الشجرة...
إن كلام الله تجلى فى الشجرة أو تجسد فيها والكلام ده موجود فى كتاب شيعه المعتزلة فى كتاب الملل والأهواء والمحن باب المعتزلة فإذن كلام الله تجلى وتجسد فى شجرة وبكلام وشهادة المعتزلة .
تم الرد على قوله أن الإسلام يؤمن بالتجسد الإلهي وبيان ضعف استشهاده بالمعتزلة بدون أن يبين من الذي استشهد بأقواله , وإن كان لا يعنينا !!, في نهاية الرد على الحلقة الخامسة.
وسنذكر شاهد ثالث ...... الحائطين وهى فرقة من فرق الإسلام فى نفس الكتاب الملل والأهواء والمحن ... قال الإمام أحمد ابن الحائط إمام فرقة الحائطين عن المسيح فقال : أن المسيح تدرع بالجسد الجسمانى... وهذا الكلام موجود فى كتاب الملل والمحن والأهواء والجزء الأول صفحة 77 وهذا هو المعنى لتجسد الكلمة .
كتاب الملل والنحل للشهرستاني أو كتاب الفصل في الأهواء والملل والنحل لابن حزم, كلاهما يذكر اعتقادات كل الملل واللنحل من البوذية إلى الكونفوشسية إلى الزرداشتية إلى فرق إنشقت عن المسيحية إلى فرق إنشقت عن الإسلام, فما به من اعتقاد لا يمثل الإسلام, بل هو وصف لاعتقادات أغلبها خارج الإسلام 0
فأن يستشهد به ويقول الإمام فلان قال كذا في كتاب الملل والنحل , فهو يخدع المستمعين بلا شك الذين سيظنون ان الإسلام قال هذا أو يقر هذا !!.
قالت المذيعة ناهد متولي :
نحن نقول أن كلمة الله تجسد فى المسيح وقلت سابقاً أن كلمة الله هى عقل الله فكيف يتجسد عقل الله فى إنسان ، وهنا يأتى التساؤل : هل الله سبحانه بدون عقل فى السماء عندما كان عقله متجسداً فى المسيح على الأرض ؟ وهل كان الله بدون عقل فى السماء حتى عندما قُبَّر المسيح ؟ كيف كان حال الدنيا آن ذاك ؟
قال زكريا بطرس :
... هنا ماذا يقول المنطق .. المسيح كلمة الله بمعنى عقله وتقول أن كلمة الله تجسد فى جسد إنسان بمعنى أن عقله فى جسد إنسان فهل الله كان فى السماء بدون عقل فبالطبع التساؤل ناتج عدم وعى بالكامل … فأنا أسأل الآن السائل هل عقلك ممكن أن ينفصل عن وجودك بالطبع لا … فحيثما ما وجدت كلمة الله وجد الله ..
يقول أن التساؤل ناتج عن عدم وعي ولا يجيب بل يقول وأنا اسأل السائل هل عقلك ممكن أن ينفصل عن وجودك !!؟؟ نحن نسألكم كيف فصلتم العقل وجعلتموه يتجسد في مكان أخر ؟؟, وإن كان بالطبع لا يمكن ان ينفصل كما يجيب على نفسه زكريا بطرس فكيف تجسد العقل أو الكلمة في جسد الإنسان ؟, وكيف اجتمعت الثلاثة أقانيم عند معمودية المسيح في (آب في السماء يتكلم قائلا" هذا هو ابني الحبيب ) و( روح قدس متجسد في حمامة) و(عقل الله متجسد في إنسان وخرج بعد التعميد )!!, إن كان الروح القدس هوروح الله فهل كان الله بدون روح وإن كان الكلمة المتجسدة في المسيح هي عقل الله فهل كان الله بدون عقل !!؟؟, هذا هو السؤال والإجابة لا تكون بسؤال السائل .
يكمل زكريا بطرس فيقول :
وهذه آية فى الكتاب المقدس فى سفر الأمثال تقول " حيثما وجد كلمة الله فهناك هو لأن الله غير محدود وعقله غير محدود فحيثما وجد العقل وجد الله لأن الله موجود فى كل مكان ولا يحده مكان ومتجلى فى هذا الجسد .
لماذا لم يذكر زكريا بطرس الآية أو العدد الذي يقول عليه ؟؟ الإجابة ببساطة لأنه لا يوجد ما ذكره, فلا يوجد أي عدد في العهد القديم به لفظ (كلمة الله) أو (حيثما وجد كلمة ) أو لفظ ( فهناك هو) إلا في العدد الآتي : ( أيوب 39 : 30 فراخه تحسو الدم وحيثما تكن القتلى فهناك هو ), وبالطبع زكريا بطرس مطمئن أنه لن يراجع أقواله أي من مستمعيه الذين يسعدون باستشهاده ومعرفته الواسعة بالكتب الإسلامية وبالقرآن وبالكتاب المقدس ولا يعلمون أنه يستغل جهلهم ليقول ما يريد !!.
يكمل زكريا بطرس فيقول :
وكما قلنا مثل سابق من القرآن لما تجلى الله لموسى فى الجبل وفى الشجرة فإذا كان الله متجلى فى الشجرة إذن هو غير موجود فى مكان آخر ؟
وقد بينا أنه في الإسلام لم يتجسد الله تعالى في شجرة (أخر الرد على الحلقة الخامسة)0
يكمل زكريا بطرس فيقول :
وإذا تعمقنا فى كتب الإسلام جيداً نلاحظ فى حديث عن الرسول يقول : إن الله فى الثلث الأخير من الله ينزل إلى السماء الدنيا ... فتأمل معى يا عزيزى ينزل إلى السماء الدنيا وهل ترك السماء العليا ومن فيها عندما نزل ؟
أولا" : المسلم عنده نص صريح من السنة الشريفة أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا, وأنت لا يوجد عندك أي نص من كتابك من أقوال السيد المسيح أن الكلمة أو عقل الله تجسد في إنسان, فالفارق كبير.
ثانيا" : المسلم يقول إن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا وليس ينزل ليتجسد في شجرة أو نار أو حيوان أو إنسان .
ثالثا" : إن كان النزول غير واضح فهو له نص ويقول المسلم إن الله تعالى ليس كمثله شيء, وإن الله تعالى إن أخبرنا على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام أنه ينزل إلى السماء الدنيا فنحن نؤمن بهذا (لوجود النص ) , ونقول ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا نزولا" يليق بعزته وجلاله.
يكمل زكريا بطرس فيقول :
فالكلام لا يؤخذ بهذا المفهوم لأن الله موجود فى كل مكان ولكنه يترآى فى مكان معين ويظهر فى مكان معين آخر ولكنه موجود فى كل مكان .
والملخص أن الله موجود فى كل مكان وعقله يتجلى ويظهر فى موضع معين وفى مكان معين وهذا لا يمنع وجوده فى كل مكان .
قالت المذيعة ناهد متولي :
إذن يا أبونا عندما يسألنا أحباءنا المسلمين هذا السؤال فطريقة إلقاء السؤال أصلاً خطأ وهذا السؤال غير منطقى .
قال زكريا بطرس :
بالطبع هذا سؤال ساذج ...
قالت المذيعة ناهد متولي :
قدسك تكلمت بالدليل من الإنجيل والقرآن لذا نرجو أن تعطينا ملخصاً بسيطاً لما قبل.
أنهى زكريا بطرس الحلقة بأن ذكر ملخصا" لما سبق في الحلقة وتم الرد عليه ثم وجه حديثه للمسلم بأن عليه القراءة !!!!.
انتهى الرد على الحلقة السادسة.
والحمد لله رب العالمين.