البشارة الثامنة النبي الآتي سيزيل الله به الأصنام وأنه سيموت في زمانه انبياء كذبة
يقول الله في سفر زكريا 13 : 2- 3 "ويكون في ذلك اليوم يقول رب الجنود اني اقطع اسماء الاصنام من الارض فلا تذكر بعد وازيل الانبياء ايضا والروح النجس من الارض ويكون إذا تنبأ أحد بعد أن أباه وأمه والديه يقولان له: لا تعيش لأنك تكلمت بالكذب باسم الرب فيطعنه أبوه وأمه والداه عندما يتنبأ"
في ذلك اليوم .. اقطع اسماء الاصنام من الارض فلا تذكر بعد .. بعد أن من الله على رسوله بفتح مكة نُصبت له عليه الصلاة والسلام قبة في الموضع الذي أشار بأن تركز فيه الراية فاستراح في القبة قليلا ثم سار وهو يقرأ سورة الفتح وبجانبه أبو بكر حتى دخل البيت وطاف سبعاً وكان حول الكعبة أصنام كثيرة فكان يشير إليها بعود في يده ويقول: جاء الحق وزهق الباطل .. فكانت تسقط بإذن الله.
و بعد أن أتم رسول الله صلى الله عليه وسلم طوافه أمر بالاصنام فأزيلت من حول الكعبة وطهر الكعبة من هذه المعبودات الباطلة ثم أخذ عليه الصلاة والسلام مفتاح الكعبة من حاجبها عثمان بن طلحة الشيبى ودخلها وكبر في نواحيها.
- قبل بعثة النبي كانت الأصنام التي كانت في قوم نوح قد صارت في العرب. أما ودّ كانت لكلب بدومة الجندل وأما سُواع كانت لهذيل وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف وأما يعوق فكانت لهمْدان وأما نسر فكانت لحمير وكانت العرب تعبد إضافة إلى تلك الأصنام أصنام قريش كاللاَّت والعزَّى ومناة وهبل. فصنم مناة وهو أقدم أصنامهم كان بين مكة والمدينة ولم يكن أحد أشد تعظيماً له من الأوس والخزرج وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً رضي الله عنه فهدمه عام الفتح.
- أما صنم اللات فقد كان في الطائف وهو عبارة عن صخرة مربعة وكان سدنتها ثقيف وكانوا قد بنوا عليها بيتاً وهي في موضع منارة مسجد الطائف. فلما أسلمت ثقيف بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المغيرة بن شعبة فهدمها وحرقها بالنار. أما صنم العزى فإنه أحدث من اللات وكان بوادي نخلة وبنوا عليها بيتاً وكانوا يسمعون منها الصوت فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد فأتاها فعضدها وكانت ثلاث سمرات فلما عضد الثالثة: فإذا هو بحبشية نافشة شعرها واضعة يدها على عاتقها تضرب بأنيابها وخلفها سادنها فقال خالد: يا عز كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك ثم ضربها ففلق رأسها فإذا هي حممة أي رماد ثم قتل السادن.
- أما هبل فقد كان من أعظم أصنام قريش في جوف الكعبة وحولها وكان من عقيق أحمر على صورة الإنسان وكانوا إذا اختصموا أو أرادوا سفراً: أتوه فاستقسموا بالقداح عنده. وهو الذي قال فيه أبو سفيان يوم أحد: "اعل هبل" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا: "الله أعلى وأجل"
- و من الأصنام التي كانت تُعبد: إساف ونائلة قيل أصلهما: أن إسافاً رجل من جرهم ونائلة امرأة منهم دخلا البيت ففجر بها فيه. فمسخهما الله فيه حجرين فأخرجوهما فوضعوهما ليتعظ بهما الناس فلما طال الأمد عبدا من دون الله.