البشارة التاسعة
طريق يقال لها الطريق المقدسة لا يعبر فيها نجس
انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا
لا شك اننا كلنا قد سمعنا أن حلم الكثير من اليهود و النصارى هو هدم بيت الله الحرام . وإقامة كنيسة في بلد الله الحرام "مكة" ولكي نعلم لماذا يؤزهم الشيطان على ذلك أزا .. فكان لابد لنا أن نخوض في أعماق الكتاب المقدس وبالأخص في سفر اشعياء .. لنجد نبؤة لاتنطبق بحال من الأحوال إلا على بلد الله الحرام وبيته العتيق في مكة .. فلنقرأ معا النبؤة التي تقض مضاجع اليهود و النصارى لنجد فيها اشعياء يتكلم عن فتح مكة وعن الحج وأن مكة لايدخلها إلا مسلم "وتكون هناك سكة وطريق يقال لها الطريق المقدسة. لا يعبر فيها نجس بل هي لهم. من سلك في الطريق حتى الجهال لا يضل" اشعياء 35 : 8
لنقرأ النبؤة .. بتأني "شددوا الأيادى المسترخية والركب المرتعشة ثبتوها وقولوا لخائفى القلوب تشددوا لا تخافوا هوذا إلهكم الانتقام يأتى جزاء الله هو يأتى ويخلصكم حينئذ تنفقح عيون العمى وآذان الصم تنفتح حينئذ يقفز الأعرج كالأيل ويترنم لسان الأخرس لأنه قد انفجرت فى البرية مياه وأنهار فى القفر ويصير السراب أجما والمعطشة ينابيع ماء فى مسكن الذئاب فى مربضها دار للقصب والبردى وتكون هناك سكة وطريق يقال لها الطريق المقدسة. لا يعبر فيها نجس بل هى لهم. من سلك فى الطريق حتى الجهال لا يضل لا يكون هناك أسد وحش مفترس لا يصعد إليها. لا يوجد هناك. بل يسلك المفديون (المغفور لهم) فيها ومفديو الرب يرجعون ويأتون إلى صهيون بترنم وفرح أبدى على رءوسهم ابتهاج وفرح يدركانهم ويهرب الحزن والتنهد" إشعياء 35 : 3-10
من هؤلاء المغلوب على أمرهم أصحاب الركب المرتعشة والقلوب الخائفة الوجلة الذين لا يملكون من أمرهم شيئا؟ لا شك أنهم الرقيق العبيد والموالى الذين اتبعوا النبى بلال و عامر بن فهيرة و صهيب و عمار و ياسر و سمية و خباب. علينا أن نأتى بمسالك المسلمين وطرقهم فى الصحراء العربية "برية فاران" فى ذهابهم وإيابهم لحج بيت الله الحرام الطرق المقدسة التى لايعبر فيها نجس مشرك. إن أتباع النبي محمد عليه الصلاة والسلام لم يتقاعسوا عنه لم يطلبوا الموت فقط بل كانوا يتسابقون إليه ويتنافسون فى الفوز به "فوالذى بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد" لقد خلدت التوراة اسم الصحابى الأعرج الجليل عمرو بن الجموح لا يتقهقر عند الموت "ويقول والله إني لأرجو أن اطأ بعرجتي هذه أبواب الجنة" و كما يسارع المؤمن للشهادة فى سبيل الله يسارع أيضاً فى الطاعات والعبادات وأداء الفرائض والمناسك وعمل الصالحات.
يروى البيهقي صاحب السنن قال: "أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بصبي لها صغير لم يتكلم "ولد أبكم أخرس لا ينطق كلمة" قال لها صلى الله عليه وسلم: ما بال ابنك هذا؟ قالت: يا رسول الله ابني هذا أبكم فالتفت إليه صلى الله عليه وسلم وهو طفل قال: من أنا؟ قال: أنت رسول الله ثم نطق بعدها وكان خطيباً من خطباء العرب"
نحن إذن مع البيت الحرام فى البرية القاحلة الأرض القفر المعطشة الصحراء التى تفجر فيها ينبوع الماء وفيها الطرق الطاهرة الآمنة التى ليس فيها أسد ولا حيوان مفترس التى يقال لها الطرق المقدسة وعودة الحجيج المفديين (أى المغفور لهم) إلى الديار بفرح وابتهاج عظيم.
إن هناك نبوءة ثانية عن مكة .. حرفها اليهود وجعلوها عن اورشليم وهي "استيقظي استيقظي البسي عزك يا (صهيون) البسي ثياب جمالك يا اورشليم المدينة المقدسة لانه لا يعود يدخلك فيما بعد اغلف ولا نجس ...... ما اجمل على الجبال قدمي المبشر المخبر بالسلام المبشر بالخير المخبر بالخلاص ..... هوذا عبدي يعقل يتعالى و يرتقي ويتسامى جدا" اشعياء 52
هل هذا الكلام ينطبق على القدس "صهيون" التي يختلط بها الحابل بالنابل .. ومن هو المبشر بالسلام "الإسلام" و من هو عبد الله ذاك الذي يتعالى ويقول له الله تعالى "و رفعنا لك ذكرك" .. و هل يسوع تعالى؟ .. لم نرى إلا أنه أصبح ملعونا من أجل بولس و تحمل خزي الصليب .. هل عرفتم الآن لماذا يحلم اليهود و النصارى بتدمير بيت الله الحرام .. وبناء كنيسة في مكة .. لأن عبادتهم هي الصد عن سبيل الله وابتغائها عوجا؟!