الرد على الحلقة التاسعة.
بعد مقدمة طويلة من المذيعة ناهد متولي قالت :
..هل يمكن أن توضح لنا ذلك ماذا تقصد بأن التجسد هو من أجل تحقيق الفداء ؟
قال زكريا بطرس :
الواقع أن فكرة التجسد هدفها فداء الإنسان وهذا سينقلنا للحديث عن الحكاية من البداية
.. الكتاب المقدس فى سفر التكوين يكلمنا الله عن الإنسان أنه خلقه على أروع صورة وأبرع مثال .. فيقول الله أنه خلق الإنسان على صورته على صورة الله خلقه وليس صورة جسدية من عينين وخلافه ولكن صورة البهاء والعظمة والعقل والخلود فالإنسان مخلوق عاقل مثل الله وهو خالق مثل الله فإذن الله خلق الإنسان على أسمى صورة وهذا من الحب الذى عبر عنه الله ....
فنلاحظ محبة ربنا منذ الأزل وتعبير الكتاب المقدس عن إجابة من هو الله ؟ قال الله محبة لأنه قلبه فائض من الحب نحو خلقة يديه وبالأخص نحو الإنسان المخلوق على صورته ومثاله .
فخلق الإنسان ووضعه فى جنة عدن ووفر له كل وسائل الراحة والمعيشة فى جنة كاملة فى فرح وسرور وليبتهج به الله . الإنسان عايش فى سعادة مع أبوه كطفل يعيش فى سعادة فى منزل أبيه ، فلك أن تتخيل السعادة التى يعيش الطفل فى منزل أبيه فى أيام طفولته فى تدليل بدون هموم ومتاعب وهذه هى البداية لخلقه البشرية ، حتى جاءت نقطة الخطر وهى الشيطان حسد الإنسان لأنه وجده فى حالة أحسن منه وأكثر حالاً فى راحته وسعادته لأن الشيطان كان رئيس ملائكة وسقط لأجل كبرياءه ، فأبتـدأ يدبر له المكيدة.
أولا" : لا توجد له أي نصوص لموضوع الفداء كما سيتم توضيح ذلك بالتفصيل فلم يقل السيد المسيح فداء ولا خطيئة ولا أموت على الصليب ولم يذكر اسم آدم أو حواء بالمرة !.
ثانيا" : قصة الخلق حسب سفر التكوين تبين أن الله تعالى خلق الإنسان ليعمر الأرض وليس ليربيه في الجنة كالأطفال عند أبيهم كما يقول القمص زكريا بطرس.
( تكوين 1 : 26 وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ الارْضِ وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الارْضِ». 27 فَخَلَقَ اللهُ الانْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرا وَانْثَى خَلَقَهُمْ. 28 بَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «اثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلاوا الارْضَ وَاخْضِعُوهَا وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الارْضِ».
لذلك ما ذكره القس لا يوجد عليه أي دليل.
أكمل زكريا بطرس فقال:
سندخل إلى النقطة الثانية : فلقد أوصى الرب الإله آدم من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً ما عدا شجرة معرفة الخير والشر لا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت وهذا هو محك بداية المشكلة .....ونفس هذا الكلام موجود فى القرآن فى سورة طه ...
ومن هنا بدأت المشكلة وهى مشكلة السقوط وهنا نلقى فكرة تسلسل الموضوع لنفهم سوياً تكلمنا عن خلقة الإنسان على أحسن صورة ومثال ، وتكلمنا عن سعادة الإنسان وسروره وهو فى الجنة وأبتدأ الشيطان يغويه بالأكل من شجرة معرفة الخير والشر .
لا تعليق ... ننتظر نصوص الفداء والخطيئة الكبرى.
وهناك سؤال يطرح نفسه لماذا ربنا أوجد الشجرة من أساسها ؟ وسؤال آخر لماذا خلق الله الشيطان ؟ ...وسؤال القارئ لماذا خلق الشجرة والشيطان أساس الغواية والشر أليس كذلك ؟
فى البداية نجاوب على خلق الشيطان : فى الحقيقة الله لم يخلق الشيطان . الشيطان من أين جاء أخلق نفسه ؟ بالطبع لا ....الله خلق ملائكة والشيطان كان رئيس ملائكة .... فهذه خلقة الملاك فى صورة بهية ولكن دخله الكبرياء .
حتى الآن لم يذكر زكريا بطرس موضوع الفداء ولكنه يقص قصة الخلق ونحن لا نريد أن نتعرض لها والنصوص الخاصة بالخلق لا تعنينا إن لم تكن هناك نقطة خلاف في العقيدة.
قالت المذيعة ناهد متولي :
من أين جاءت تسمية شيطان ؟؟.
لا تعنينا الإجابة على هذا السؤال لذلك تم تجاهل الرد.
أكمل زكريا بطرس القصة فقال :
ولما سقط الشيطان وترك مجده السابق رأى آدم فى نفس المجد فكيف يتركه وعزم على إيقاعه وذهب إليه .
.. الشيطان ذهب إلى حواء لأن حواء تحب الاستطلاع وتحب المعرفة فذهب إليها بسؤال ماكر أصحيح أن الله قال لكم لا تأكلوا من جميع شجر الجنة ؟ فردت عليه من قال هذا ؟ الله قال من جميع شجر الجنة نأكل ما عدا شجرة واحدة لا نأكل منها وهى شجرة الخير والشر فسأل الشيطان لماذا هذه الشجرة بالذات ؟ قالت حواء الله قال هكذا يوم تأكلا منها موتاً تموتا .. فابتدأ الشيطان يكذب الله وقال لها لن تموتا ! فاستغربت حواء لماذا قال الله هكذا ؟ فرد الشيطان بالطبع ربنا لا يريدكما أن تأكلا من هذه الشجرة لأن الله ماكر جداً وأنا أعرفه جيداً لأنه لا يريد أن تصبحا مثله عندما تأكلون . فنصيحتى لكما أن تأكلا من الشجرة وتستقلا عن الله .وفى الحقيقة هى تنفصل عن الله فأكلت حواء وأعطت زوجها وشارك آدم حواء المسؤولية .
لا تعنينا القصة حتى الآن فقد بينها القرآن أن الشيطان وسوس لهما فأكلا من الشجرة المحرمة ثم استغفرا الله فغفر الله لهما وتاب عليهما, أما في العهد القديم كما سيتم بيان ذلك لاحقا" فقد أوقع الله تعالى العقاب بحواء بأوجاع الحمل والولادة وأن الرجل يتسلط عليها ولم يذكر لهما أي شيء عن خطيئة وتلوث وجرثومة وفداء وخلاص .
يكمل زكريا بطرس بعيدا" عن موضوع الفداء لأنه ليس له أي نصوص فقال :
وبقى سؤال لماذا الله خلق الشجرة ؟ .....
ربنا خلق الحيوانات والنباتات والجماد فهل هناك عقل لهذه المخلوقات ؟ فالإنسان الوحيد بين هذه المخلوقات الذى يتميز بالعقل وهناك مثل يقول اللى عنده عقل يميز فإعطاء العقل للإنسان يقتضى أن يكون له حرية إرادة وهنا احتياج العقل لحرية الإرادة ضرورة حتمية لأن الإرادة يحكمها العقل .. وكما أن الله خلق حرية الإرادة فى الإنسان فلابد أن يكون هناك حرية اختيار . مثال أذهب يميناً أم شمالاً ، إذ أُريد هذا الشئ أم شئ آخر .
فالذى عنده إرادة حرة لابد وأن يكون له عقل حُر يختار وإلا سيعبد ربنا مرغم وليس عنده حرية اختيار أى بالريموت كنترول . فالله خلق له محك اختيار أن يختار بين أن يحيا مع الله فى سعادة أو يأكل من الشجرة وينفصل .
حتى الآن لم يذكر أي دليل على الخطيئة والفداء وحتمية الفداء!!.
ثم قال زكريا بطرس قصة ليبتعد بها عن موضوع الفداء الذي لا يوجد له نص واضح فقال :
أذكر قصة فى بداية خدمتى كنت فى زيارة إحدى الأسر فكانت أسرة ممتازة ورب الأسرة رجل موظف كبير وبيت سعيد ولكنهم عندهم نقطة حزن وهى ولد شاب يبدوا عليه الاحترام فقال لى هذه هى نقطة الحزن هو هذا الشاب . وهو لا يتحرك من مكانه إلا لو حركناه ولا يأكل إلا لو أكلناه وهكذا التواليت والنوم والقيام والجلوس فسألت لماذا هكذا فردوا عليه أنه لا يوجد عقل ولكن لا يمثل خطورة ولا يؤذى أحداً ولكن يجلس مثل الكرسى وكانوا فى منتهى الحزن وكان الرجل مفتش فى مصلحة الرى وهذا الكلام منذ 45 عاماً وكان حزين على أبنه ومتألم من ربنا جداً متفكراً فى قلبه لماذا يجربه الله هذه التجربة . وفى يوم حلم هذا الرجل أنه ذهب إلى قرية فأرد أهل القرية أن يقتلوه لأنهم غاضبين بسبب قطع المياه عنهم وجهزوا على قتله ولكنهم نظروا فرأوا العمدة آتى محذراً إياهم بتركه بسبب أبنه الذى يعوله هذا وعندما أستيقظ من نومه قبل أبنه شاكراً ربه لإنقاذ حياته بسبب أبنه .
بالطبع لا علاقة للقصة التي في بداية خدمته بالفداء !!؟؟....أكمل زكريا بطرس فقال :
وما رأيك لو ربنا خلق آدم وحواء بدون عقل هل الله يقول لذاتى مع بنى آدم وعلى ذلك الله خلق الإنسان بعقل يفكر بيه علشان لو أراد المعيشة مع الله تصبح بإرادته وهذه هى الميزة ووضع له شجرة معرفة الخير والشر محك اختبار....
قصة أخرى : ...مرة واحد ملحد تقابل مع قسيس ......!!!!.
لا مشكلة بالنسبة لنا أن الجنة كانت موضع اختبار أو أن الشجرة كانت محل اختبار, والقصص لا تعنينا, فما يعنينا هو أين كُتب عندكم أن أكل آدم وحواء من الشجرة تسببا في الخطيئة الكبرى وأصبح النسل كله ملوثا" والله لم يستطع أن يغفر فتجسد ومات على الصليب لكي يوقع العقاب بأحد !!؟
أكمل زكريا بطرس فقال:
وكما أن قصة سقوط الإنسان فى الإصحاح الثالث . قالت الحية للمرأة أ حقاً قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة ، فقالت المرأة للحية من ثمر شجر الجنة نأكل ، وأما ثمر الشجرة التى فى وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا فقالت الحية للمرأة لن تموتا ، بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر ، فرأت المرأة أن الشجرة جيدة فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضاً فأكل فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان فأخذا أوراق تين وصنع لأنفسهما مآزر ونفس القصد فى القرآن فى سورة طه آية 117 ، 123 فوسوس إليه الشيطان وقال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فأكلا منها وبدت لهما " سوآتهما " أى عوراتهما . فعصى آدم ربه فغوى .
في القرآن الكريم : فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة : 37]
و حسب التفسير الميسر : فتلقى آدمُ بالقبول كلماتٍ, ألهمه الله إياها توبة واستغفارًا, وهي قوله تعالى: (ربَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِن الخَاسِرِينَ) فتاب الله عليه, وغفر له ذنبه إنه تعالى هو التواب لمن تاب مِن عباده, الرحيم بهم.
وهذه هي نهاية القصة في القرآن الكريم ومن المؤكد أنها نهايتها في الكتاب المقدس حيث لا يجدون فيه دليلا" على عكسها مؤيدا" لموضوع الخطيئة الكبرى والفداء والتجسد وحتمية الموت على الصليب في العهد القديم أو من أقوال السيد المسيح.
أكمل زكريا بطرس فقال:
وهذه هى بداية الحكاية خلق الله الإنسان بالحب ثم مارس الإنسان حرية إرادته بعقله وأكل من الشجرة وخالف العصية فسقط من المركز الرائع السابق وجوده وهذا السقوط يستلزم الفداء لأن أجرة الخطية موت والله فى محبته لابد وأن يغفر ولهذا لابد وأن تكون هناك خطة للفداء وسنتكلم عليها لاحقاً .
لا يوجد أي دليل على أن هذا السقوط يستلزم الفداء ولا يستلزم مغفرة فقط من الله تعالى, فقد عاقب الله تعالى آدم وحواء حسب الكتاب المقدس ولم يقل أبدا" أنه يلزم فداء وهذا العقاب غير كاف.
ونقدم 10 اعتراضات على مبدأ الخطيئة الأصلية وتوارثها :
1- خير تمثيل لمبدأ الفداء هو " أن الخادم أخطأ فعاقبه سيده, ونتيجة لخطأ الخادم أصبح أبناء الخادم ملوثين بخطئه, ولمحبة السيد لأسرة الخادم ورحمته بهم (وعدله في أن يوقع العقاب ), قام السيد بعقاب ابنه (وليس ابن الخادم ), وذلك لكي يخلص أبناء الخادم من الذنب !".
وفي المثال السابق لا نجد عدل ولا رحمة!, فلا ذنب لأبناء الخادم ولا ذنب لابن السيد ولا داعي للفداء. فقد تم عقاب الفاعل أو العفو عنه وانتهى الأمر !.
وبالمثل الاعتقاد بالخطيئة والفداء, فالقول بأن عدل الله كان يتطلب أن ينزل العقاب على أحد, نقول العدل أن ينزل العقاب على الفاعل وليس على غيره.
بالإضافة إلى أن رحمة الله وقدرته على غفران الذنب تقتضي عدم عقاب البريء.
2- من الغريب أن يكون الحل الوحيد لكي تغفر خطيئة آدم ( حسب عقيدة النصارى)، عندما أكل من الشجرة هي أن يتم تعليق الإله على الصليب ليذوق الآلام, أليس الأعقل والأعدل أن يقول الله للمذنبين: تطهروا من أخطائكم وتوبوا إلي أقبلكم ؟ فلا يكون هناك قتل ولا صلب ولا فداء ؟, أم لا يستطيع الرب خالق الأرض والسماوات حسب اعتقادهم أن يغفر الأكل من الشجرة, ويغفر الزنى والقتل والاغتصاب والسرقة وغيرها فيما بعد !؟.
إن الحل الذي قدمه الإسلام لهذه القضية هو حل بسيط لا يتعارض مع قدرة وحكمة الله تعالى فقد قال الله تعالى في سورة طه: (.. وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122).
في التفسير الميسر: ثم اصطفى الله آدم, وقرَّبه, وقَبِل توبته, وهداه رشده.
وقال تعالى: فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [البقرة : 37]
في التفسير الميسر: فتلقى آدمُ بالقبول كلماتٍ, ألهمه الله إياها توبة واستغفارًا, وهي قوله تعالى: (ربَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِن الخَاسِرِينَ) فتاب الله عليه, وغفر له ذنبه إنه تعالى هو التواب لمن تاب مِن عباده, الرحيم بهم.
3- ذكر العهد القديم أن الله تعالى عاقب الله آدم وحواء نتيجة مخالفتهم أمره, فكان عقاب آدم, المشقة التي يعانيها في الدنيا, وعقاب حواء آلام الوضع واشتياقها لزوجها وتسلط الزوج عليها ولم يذكر أبدا" أن هذه الخطيئة ستتوارث.
(تكوين 3 : 16وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ». 17وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 18وَشَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. 19بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ».).
4- بينت نصوص العهد القديم أن كل إنسان يتحمل ذنبه وإثمه ولا يتحمل وزر غيره.
أ-(حزقيال 18 : 20 - 21 " النفس التي تخطيء هي تموت، الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن، بر البار عليه يكون وشر الشرير عليه يكون ").
ب-( تثنية 24: 16 " لا يقتل الآباء عن الأولاد، ولا يقتل الأولاد عن الآباء، كل إنسان بخطيئته يقتل").
ج- (إرمياء 31: 30 " بل كل واحد يموت بذنبه، كل إنسان يأكل الحصرم تضرس أسنانه ").
د-(2 أيام25: 4 لا تموت الآباء لأجل البنين، ولا البنون يموتون لأجل الآباء، بل كل واحد يموت لأجل خطيته ).
5- بين الكتاب المقدس أنه كان هناك الكثير من الأبرار من ذرية آدم عليه السلام وأنهم في ملكوت الله بدون فداء ولا صلب!!:
أ- نوح عليه السلام, (تكوين 6 . 9 ..... وَسَارَ نُوحٌ مَعَ اللهِ.)
ب- أخنوخ الذي رفعه الله إليه,( تكوين 5 : . 24 وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ. ).
ج- إبراهيم عليه السلام الذي باركه الله ,( تكوين 12 : 1وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. 2فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ وَتَكُونَ بَرَكَةً. 3وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ».)
د- يوحنا المعمدان الذي قال عنه السيد المسيح حسب العهد الجديد ( متى 11 : 11 اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ ) .
6- لم تأت أقوال السيد المسيح تتحدث عن الخطيئة والكفارة والخلاص فإن كان الفداء هو سبب نزوله وتجسده كما يدعون, فمن غير المعقول أن يخفى السيد المسيح هذا الأمر ولا يذكر أي شيء خاص بالفداء, ولا يعقل أن يأتي المسيح ليفتدي البشرية من خطيئة آدم ولا يذكر أسم "آدم" ولو مرة واحدة في الأناجيل ؟!.
7- أول من ذكر قصة الفداء والخلاص هو "بولس": (رومية 15 : 5-6 " ولكن الله بين محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا، فبالأولى كثيراً، ونحن متبررون الآن بدمه نخلص به من الغضب).
وكانت كتابة الأناجيل متأخرة عن رسائل بولس, وذكر كتبة الأناجيل أفكارهم وكلماتهم المستمدة من رسائل بولس, كما تم اختيار الأناجيل فيما بعد في القرن الرابع الميلادي التي لا تتعارض مع المعتقدات المسيحية التي تم استحداثها.
8- تعبير الخلاص والفداء, لم يكن يعني عند اليهود مفهوم التخلص من الخطيئة الأصلية التي لم تخطر عليهم ولم يذكرها أي من الرسل من قبل, فموسى عليه السلام كان فاديا" للشعب: ( أعمال 7 : 35 «هَذَا مُوسَى الَّذِي أَنْكَرُوهُ قَائِلِينَ: مَنْ أَقَامَكَ رَئِيساً وَقَاضِياً؟ هَذَا أَرْسَلَهُ اللهُ رَئِيساً وَفَادِياً بِيَدِ الْمَلاَكِ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ فِي الْعُلَّيْقَةِ. ).
9- بين العهد القديم والعهد الجديد أن مغفرة الذنوب بالتوبة وليست بالتضحية والفداء.
أ- (حزقيال 18: 21-23" فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها، وحفظ كل فرائضي وفعل حقاً وعدلاً، فحياة يحيا، لا يموت، كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه، بره الذي عمل يحيا، ")
ب- (متى 3 : 1 وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ .. قَائِلاً: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ..حِينَئِذٍ خَرَجَ إِلَيْهِ أُورُشَلِيمُ وَكُلُّ الْيَهُودِيَّةِ وَجَمِيعُ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنّ َاعْتَمَدُوا مِنْهُ فِي الأُرْدُنِّ مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ.). معترفين بخطاياهم وليس معترفين بالخطيئة الأصلية.
ج- ( مرقس 1 : 4 كان يوحنا يعمد في البرية ويكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا. )
د- بين السيد المسيح أن التوبة هي الوسيلة المقبولة لغفران الذنوب فقال حسب العهد الجديد:
( لوقا 15: 7 أقول لكم: إنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب... " ).
فكيف يتم تجاهل أقوال الله حسب الكتاب المقدس وأقوال السيد المسيح ويتم فقط استخراج العقيدة من أقوال بولس الذي لم يقابل السيد المسيح !!؟, بولس الذي أسس المسيحية بمفهومها الحالي البعيد عن تعاليم السيد المسيح قائلا" تصالحنا مع الله بموت ابن الله على الصليب.( رومية5 : 10 " لأنه وإن كنا ونحن أعداء فقد صولحنا مع الله بموت ابنه).
من الذي فرض على الله تعالى قانون "أن الله لا يستطيع غفران الذنوب بدون دم" ؟
متى قال الله لهم إنكم أعدائي وسأصالحكم بدم المسيح ؟؟
لقد كشف المسيح عن رسالته بأنه جاء يدعو الخطاة إلى التوبة وهذا هو نهج الأنبياء على مر العصور ولم يقل لقد جئت تكفيرا" عن الخطيئة !!.
( متى 4 : 17 من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز ويقول توبوا لانه قد اقترب ملكوت السموات).
10- لم يذكر السيد المسيح أنه أتى ليقوم بعمل جديد خلافا" للرسل السابقين فقد أصر على الحفاظ على الوصايا والقوانين فقال: (متى 5 : 17 لا تظنوا أني جئت لانقض الناموس او الأنبياء.ما جئت لانقض بل لأكمل.(
وقال السيد المسيح للشاب الذي سأله كيف يدخل لملكوت الله: ( متى 19 : 17 فقال له لماذا تدعوني صالحا.ليس احد صالحا إلا واحد وهو الله.ولكن إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا. )
فلم يقل له آمن بالصلب والفداء وإنني هنا من أجل خطيئتكم, لم يقل له السيد المسيح اترك الوصايا وآمن فقط بالخلاص !!.
ولكن هذا ما قاله مؤسسي المسيحية ومنهم "أثناسيوس" الذي وضع قانونا" للإيمان يسير عليه النصارى ولا يتبعون تعاليم السيد المسيح.
فقرة من قانون الإيمان الأثناسي "القرن الرابع":
«(1) كل منْ ابتغى الخلاص وجب عليه قبل كل شيء أن يتمسك بالإيمان الكاثوليكي (أي الإيمان الجامع العام للكنيسة المسيحية). (2) وكل من لا يحفظ هذا الإيمان دون إفساد يهلك بدون شك هلاكاً أبدياً. ..... وأيضاً يلزم له للخلاص الأبدي أن يؤمن بتجسد ربنا يسوع المسيح. (30) لأن الإيمان المستقيم هو أن نؤمن ونقرَّ بأن ربنا يسوع المسيح ابن الله هو إله وإنسان. (31) هو إله من جوهر الآب، مولود قبل الدهور. وإنسان من جوهر أمه، مولود في هذا الدهر. (32) إلهٌ تام وإنسان تام، كائنٌ بنفس ناطقة وجسدٌ بشري. (33) مساوٍ للآب بحسب لاهوته، ودون الآب بحسب ناسوته. (34) وهو وإن يكن إلهاً وإنساناً، إنما هو مسيح واحد لا اثنان. (35) ولكن واحد، ليس باستحالة لاهوته إلى جسدٍ، بل باتخاذ الناسوت إلى اللاهوت. (36) واحد في الجملة، ليس باختلاط الجوهر، بل بوحدانية الأقنوم. (37) لأنه كما أن النفس الناطقة والجسد إنسان واحد، كذلك الإله والإنسان مسيح واحد. (38) هو الذي تألم لأجل خلاصنا ونزل إلى الجحيم (الهاوية أو عالم الأرواح). وقام أيضاً في اليوم الثالث من بين الأموات، (39) وصعد إلى السماء، وهو جالس عن يمين الله الآب الضابط الكل. .....(44) هذا هو الإيمان الكاثوليكي الذي لا يقدر الإنسان أن يخلُص بدون أن يؤمن به بأمانة ويقيناً»..
جاء في تعريف قانون الإيمان الأثناسي "يُنسب إلى أثناسيوس الذي كان أسقف الإسكندرية من نحو سنة 328-373م ورئيس الحزب الأرثوذكسي المضاد لزعيم الهراطقة أريوس، ولكن العلماء المتأخرين أجمعوا على نسبته إلى أصل آخر ونسبوه إلى شمال أفريقيا إلى تابعي أغسطينوس. قال »شاف« إن صورته الكاملة لم تظهر قبل نهاية القرن الثامن."[1]
فلم تكن الخطيئة والفداء والخلاص من تعاليم السيد المسيح, ولم تكن قوانين الإيمان بالوحي الإلهي بل وضعها قساوسة في القرن الرابع الميلادي واستندوا على أهم ما فيها من تعاليم على رسائل بولس ورسائل آخرين بعيدا" عن تعاليم السيد المسيح.
انتهى الرد على الحلقة التاسعة .
والحمد لله رب العالمين.