هذا الكتاب الذي نعرضه لأحد الذين أسلم : كان رجل له مكانة في النصارنية وبعد راسة عميفة وبحث بقلب سليم
كشف الله عنه الغشاوة التي عند كثير من المضللين من فِبل الكهنة والقساوسة الذي ملئ الحقد والكراهية لهذا النبي الخاتم صلي الله عليه وسلم।
الذين ينكرون بشارات العهد القديم (التوراة) والجديد (الإنجيل) ولا نطيل عليكم ونتكر الكلام للأخ الحبيب يروي لنا ماذا حدث :
بسم الله الرحمن الرحيم
صدق الله القائل
"وَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ"
مقدمة
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: }إني عند الله لخاتم النبيين و إن آدم لمنجدل في طينته و سأخبركم بتأويل ذلك: أنا دعوة أبي إبراهيم "ربنا و ابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك" و بشارة أخي عيسى "و مبشراً برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد" و رؤيا أمي التي رأت حين وضعتني قد خرج منها نور ساطع أضاءت منه قصور الشام{
لعل من القراء من سيسأل سؤالا .. فيقول "إذا كانت أوصاف النبي محمد بن عبد الله عليه الصلاة و السلام موجودة إلى اليوم في الكتاب المقدس عند اليهود و النصارى .. فلماذا لم يؤمن معظم الأحبار و القسيسين و الرهبان به و هم أعلم الناس بما في كتابهم؟" .. و أنا أرد عليه بإذن الله قائلا .. لقد أسلم الكثير الكثير من القسيسين في زماننا هذا ومنهم إبراهيم خليل فلوبوس .. والقس عزت معوض .. و إسحاق مسيحة .. و فوزي سمعان .. و عبد الأحد داود .. و محمد مجدي مرجان وغيرهم .. و للتوضيح أكثر أقول أن موسى عليه السلام قد أخبر بني اسرائيل بقدوم المسيح بن مريم رسول الله عليه السلام حين قال الكتاب المقدس "هَذِهِ هِيَ الْبَرَكَةُ الَّتِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَبْلَ مَوْتِهِ أَقْبَلَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ سَاعِيرَ وَتَأَلَّقَ فِي جَبَلِ فَارَانَ جَاءَ مُحَاطاً بِعَشَرة آلاف من الرجال القديسين" سفر التثنية 33 : 2 الترجمة العربية المشتركة و الكاثوليكية .. و ساعير هي جبال الزيتون بفلسطين و التي أتى منها المسيح بن مريم عليه السلام .. و مشهورة هي كلمة المسيح على جبل الزيتون! .. و قد صنع المسيح بن مريم عليه السلام ايضا من المعجزات ما يؤكد صدق رسالته .. فكذبه أكثر الكهنة ولم يؤمنوا به بل و كان منهم رئيس الكهنة الذي كان يسمى قيافا .. و لم يكتفي قيافا بنفسه فمكر و تآمر مع الكثير من اليهود و الرومان ليقتلوا نبي الله المسيح بن مريم عليه السلام .. و كان هو على رأس الكهنة و الكتبة و جموع الشعب الذين ذهبوا إلى عظيم الرومان بيلاطس كما يقول الكتاب المقدس و قالوا له "اصلبه .. اصلبه" لوقا 23 : 1 .. يريدون قتله و التخلص منه لأنه أتى ليكشف نفاقهم و رياءهم و عمالتهم .. فكذلك مع وجود الكثير من البشارات بالنبي محمد عليه الصلاة و السلام و معجزاته التي تؤكد صدقه إلا أن الكثير من يهود و نصارى اليوم أنكروا نبوته و حاربوه و هذا ليس بغريب أبدا فهي سُنة من سنن الله تسير إلى يوم القيامة و هي تكذيب الأنبياء و الصد عن سبيل الله و ابتغائها عوجا و اتباع ما وجد عليه الآباء و الأجداد حتى و إن كان هو الضلال المبين.
ذلك جيدا و من أول لحظة .. فمعظم البشارات الموجودة هي صفات يمكن التأكد بها على صدق النبي صلى الله عليه و سلم. و سنوضح بالتفصيل انها لا تنطبق على أحد غير ه و الذي هو من نسل اسماعيل ابن ابراهيم عليهما السلام.
نستكمل الحديث عن موضوع كتابنا هذا .. فنقول إنه بعد فساد و ضلال بني اسرائيل و بُعدهم عن طريق الله و تركهم لشريعته أخبر الله انبياء بني اسرائيل أنه سيستبدل أمة بني اسرائيل غلاظ الرقاب غلف القلوب الذين أغاظوا الله بتركهم الشريعة و السعي وراء آلهة أخرى بأمة أخرى كانت ضالة جاهلة ليغيظهم بتلك الأمة التي يجعلها الله خير أمة أخرجت للناس فهي أمة اختارها الله و سيرسل الله رسوله .. قدوس القديسين و خاتم النبيين إلي العالم كله قبل نهاية الزمان و سيكون حينها بنو اسرائيل مستضعفين مستعبدين و ارشليم "القدس - إيلياء" محتلة و بيت المقدس متهدم محترق فعليهم أن يطيعوا هذا النبي لأن الله ناصره على اعدائه جميعا نصرا مؤزرا .. هذا النبي الآتي إلى العالم سيكون من وسط الديار التي سكنها قيدار بن اسماعيل وهي مكة بجزيرة العرب و لقد أعطاهم الله علامات هذا النبي حتى علامة خاتم النبوة التي على كتفه و كيف أن الله سينصره على أعدائه وحتى اسمه سيكون عجيبا "لم يتسمى به أحد من قبله" .. و تحدث الله تعالى على لسان انبيائه عن دخوله مكة فاتحا بعشرة آلاف من الصحابة و معهم نار و شريعة .. و قد بشر بهذا النبي الأنبياء جميعا .. منهم اخنوخ "إدريس" و موسى و داود و سليمان و اشعياء و يحيى بن زكريا عليهم السلام. وكان آخرهم المسيح بن مريم عليه السلام حينما كلم تلاميذه عن هذا النبي كثيرا فقال للمؤمنين برسالته قبل أن يرفعه الله "واما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لانه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بامور آتية" يوحنا 16 : 13 .. و لكن القوم من بني إسرائيل استكبروا وأخذتهم العزة بالإثم كما أخذت الذين من قبلهم من آبائهم و أجدادهم قتلة الأنبياء و مضطهديهم .. وبعد أن تكلم الكتاب المقدس عنه ليعرفوه أكثر من معرفتهم بأبنائهم .. إذا بهم يقولون كما قال من كان قبلهم "بل نتبع ما وجدنا عليه آباءنا" .. وليكرر اليهود والنصارى قصة قيافا رئيس الكهنة و الذي قال لبيلاطس عن المسيح بن مريم عليه السلام "اصلبه .. اصلبه" .. فها هم أحبار اليهود وقسيسي النصارى اليوم يكررون نفس الموقف و يحاربون نبي الله ودين الله و لو آمنوا بالله و رسوله لكان خيرا لهم.
ملحوظة هامة: كلمة المسيح لم يختص بها المسيح بن مريم وحده و لم تطلق عليه وحده و انما أُطلقت هذه الكلمة على الكثير من الأنبياء مثل داود و هارون و شاول و إشعياء بل و على الوثني قورش .. و كلمة مسيح أصلها عبري هو "مشيح - مشيحا" ومعناها من مسحه الله أي جعله مسيحا أي رسولا نبيا وكلفه بإبلاغ رسالة إلى الناس. أي أن معنى كلمة المسيح العبرية = الرسول العربية.
و كما نرى في المزمور 89 :21 يقول الله "وجدت داود عبدي بدهن قدسي مسحته" أي أن داود مسيح .. مسحه الله!
و في سفر اللاويين 6:20 هارون مسيح "هذا قربان هارون وبنيه الذي يقرّبونه للرب يوم مسحته"
و في سفر صموئيل الأول الاصحاح 24 .. ها هو داود يصف شاول بأنه مسيح الرب "فقال لرجاله حاشا لي من قبل الرب ان اعمل هذا الامر بسيدي بمسيح الرب فامدّ يدي اليه لانه مسيح الرب هو"
وفي سفر اعمال الرسل 10:38 عيسى بن مريم عليه السلام مسيح ايضا "يسوع الذي من الناصرة .. كيف مسحه الله"
يستند على علي بن أبي طالب و العباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما ليعلمهم بموته ويقول لهم "إن عبدا خيره الله بين الدنيا والآخرة فاختار لقاء الله" فبكى الصحابة لما علموا بفراقه لهم ولكنه يطمأنهم ويقول لهم "إن موعدكم الحوض" أي يوم القيامة على نهر الكوثر .. ثم تصعد روحه الطاهرة .. و هو يرفع سبابته للسماء معلنا ومعترفا بوحدانية الخالق سبحانه و تعالى و يقول "مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء و الصالحين".
و قبل أن ابدأ كتابة هذا الكتاب فإني أقدم له و أورد سبع قصص كنت أسمعها واقرأها منذ طفولتي .. هذه القصص بعد فضل الله هي من الأساسيات التي دفعتني لكتابة هذا الكتاب .. ليعرف كل باحث عن الحق من هو النبي محمد بن عبد الله عليه الصلاة و السلام و ليزداد الذين آمنوا ايمانا.
القصة الأولى: تنزل الملاك جبريل عليه السلام بالوحي و موقف السيدة خديجة رضي الله عنها
هل هو يعلم الغيب؟! .. إلى أن قرأت الكتاب المقدس بنفسي ودرسته لسنوات طويلة .. حينئذ عرفت لماذا نطق ورقة بهذه الكلمات الراسخات .. فالرجل لم يتكلم بكلمة من عنده.
القصة الثانية: إسلام ابي بكر الصديق
ها هو عبد الله بن أبي قحافة "أبو بكر الصديق" رضي الله عنه يغادر إلى بلاد اليمن قبل النبوة في تجارة له فيقابل هناك راهبا من أرض اليمن .. فيسأله الراهب من أي البلاد الرجل؟ .. فيجيب أبو بكر رضي الله عنه "من مكة" .. فيسأله الراهب ثانية "هل خرج النبي؟" .. فيقول أبو بكر .. أي نبي؟ .. فيقول الراهب .. "النبي الذي يخرج من مكة من ديار قيدار ابن اسماعيل؟ .. إنه مكتوب في كتبنا أن نبي آخر الزمان يرسله الله من مكة؟" .. فيقول أبو بكر "لا لم يخرج نبي من مكة" .. ثم يعود أبو بكر إلى داره بمكة .. وبعد فترة لما أرسل الله عبده و نبيه محمدا .. دعا النبي أبا بكر إلى الإسلام قائلا "إن الله قد أرسلني نبيا" .. فلم يتردد أبو بكر للحظة و قال "اشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله" .. إن الراهب اليمني لم يتكلم بكلام من عنده .. فلقد ذكر الكتاب المقدس مكان رسالة النبي الخاتم من ديار قيدار بن اسماعيل بجزيرة العرب .. بل و ذكر زمان خروجه في كتب الأنبياء و منهم كتاب اخنوخ "إدريس" عليه السلام الذي لا تعترف اليوم به إلا الكنيسة الاثيوبية الحبشية و تعتبره من أسفار الكتاب المقدس.
القصة الثالثة: إسلام سعيد بن العاص
يخرج سعيد بن العاص "شقيق عمرو بن العاص" في قافلة تجارة بعد النبوة إلى بلاد العراق "الموصل" و كان كافرا لم يسلم بعد .. و بينما هو في العراق قابل راهبا متعبدا قد خرج لتوه من صومعته و لم يكن يخرج من صومعته إلا نادرا .. ووجد سعيد الناس قد اجتمعوا حوله يسلمون عليه و يتحدثون معه .. فأخذ الفضول سعيدا لإستطلاع الأمر .. فذهب فسلم على الراهب .. فسأله الراهب .. من أي البلاد أنت .. فقال من مكة بجزيرة العرب .. فسأله الراهب .. هل ظهر نبي في مكة .. فقال له سعيد نعم .. فقال له الراهب "وهل آمنت به؟" .. قال سعيد "لا" .. فضربه الراهب بيده على صدره .. فسأله سعيد "هل هو نبي صادق؟" .. قال الراهب "نعم .. أبلغه السلام" .. ثم دخل الراهب صومعته فما كان من سعيد إلا أن أعلن إسلامه بعد أن عاد إلى مكة مباشرة.
القصة الرابعة: معرفة حيي بن أخطب لصفات النبي
عندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلي المدينة خرج حيي ابن اخطب اليهودي ملك قبيلته ليتأكد من انه هو النبي المنتظر المذكور في التوراة .. فقدم إليه وسأله أسئلة فأجابه صلى الله عليه وسلم عليها ثم أخذ حيي ينظر إلى كتف النبي صلى الله عليه وسلم محاولا رؤية خاتم النبوة على كتفه فعرف النبي صلى الله عليه وسلم ما يريد الرجل فأمال نفسه وكشف له كتفه حتى رأى خاتم النبوة المذكور في كتاب النبي إشعياء و الذي هو من أحد أسباط بني اسرائيل .. وتأكد حيي انه هو النبي الموصوف عندهم في التوراة و ان الدلائل قطعية لا مرية فيها .. ثم ولى مدبرا إلي قومه فلقى أخاه ياسر فسأله ياسر قائلا: "أهو نبي آخر الزمان؟" فقال حيي "نعم هو" .. فأعادها ثانية "أهو .. هو؟". قال نعم "هو .. هو!" .. قال: "و ما أنت فاعل؟" .. قال "إنها العداوة ما دمت حيا". وصدق قول الله فيه وفي أمثاله "وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ. بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ. وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ"
القصة الخامسة: إسلام عبد الله بن سلام
قال عبد اللـه بن سلام الحبر اليهودي: لمّا سمعت برسـول اللـه صلى اللـه عليه وسلم عرفت صفتَهُ واسمَهُ وزمانه وهيئته والذي كنّا نتوقع له فكنت مُسِرّاً صامتاً عليه حتى قدم رسـول اللـه صلى اللـه عليه وسلم المدينة فلمّا قَدِمَ نزل بقباء في بني عمرو بن عوف فأقبل رجل حتى أخبر بقدومه وأنا في رأس نخلة لي أعمل فيها وعمّتي خالدة بنت الحارث تحتي جالسة فلمّا سمعتُ الخبر بقدوم رسـول اللـه صلى اللـه عليه وسلم كبّرت فقالت لي عمّتي حين سمعت تكبيري: "لو كنتَ سمعت بموسى بن عمران قادماً ما زدت!" .. قُلتُ لها: "أيْ عمّة هو واللـه أخـو موسـى بن عمران وعلى دينـه بُعِـثَ بما بُعِثَ به" فقالت لي: أيْ ابن أخ "أهو النبي الذي كُنّا نُخبَرُ به أنه يبُعث مع السّاعة؟" فقلت "نعم". فأسلم عبد الله بن سلام بعد أن ذهب و سأل النبي أسئلة لا يستطيع أن يجيب عليها إلا من عنده وحي من الله و منها متى يكون الجنين ذكرا و متى يكون أنثى في بداية التقاء مني الرجل و بويضة المرأة .. و كذلك أسلمت عمته خالدة بنت الحارث. إن يهود ونصارى اليوم يعرفون النبي محمدا صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبناءهم و إن كثيرا منهم ليكتمون الحق و هم يعلمون كما كتمه رئيس الكهنة قيافا حينما علم بالمسيح بن مريم عليه السلام و لكنه أصر على عناده و الكفر به و الاستكبار عن اتباع الحق .. بل إني أكرر قول عبد الله بن سلام لعمر بن الخطاب حينما سأله عمر رضي الله عنه "كيف تعرفون النبي محمدا كما تعرفون ابناءكم؟" .. فإذا بعبد الله بن سلام يرد ردا قويا لا مرية فيه قائلا "بل والله إنا لنعرفه أكثر مما نعرف ابنائنا .. فمحمد قد أخبرنا الله عنه وإخبار الله ليس فيه شك .. أما ابنائنا فلا نعلم من أين أتت بهم أمهاتهم"
القصة السادسة: إسلام سلمان الفارسي
عجيب أمر هذا الرجل الذي لم يكل و لم يمل في طلب الحق فقطع الفيافي و القفار و الصحارى .. فها هو سلمان الفارسي ابن كاهن النار يترك خدمة و عبادة النار في اصبهان ببلاد فارس لينتقل للنصرانية في بلاد الشام ثم الموصل بالعراق ثم نصيبين بالعراق ثم أخيرا عمورية ليوصيه الراهب الذي كان يصاحبه حينما حل به الموت .. قائلا له "يا بني ما أعلم أن هناك أحدا من الناس بقي على ظهر الأرض مستمسكا بما كنا عليه ولكنه قد أظل زمان يخرج فيه بأرض العرب نبي يبعث بدين إبراهيم ثم يهاجر من أرضه إلى أرض ذات نخل بين حرتين و له علامات لا تخفى فهو يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة وبين كتفيه خاتم النبوة فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل". فجهز سلمان أغراضه و شد رحاله إلى أرض العرب مع قافلة من قبيلة كلب وذلك مقابل بقر وغنم ولكن من كان بالقافلة غدروا به وباعوه لرجل من اليهود ليصير عبدا عنده يخدمه .. ثم ما لبث أن زار هذا اليهودي ابن عم له من يهود بني قريظة بالمدينة .. فاشتراه منه ونقله معه إلى المدينة فرأى سلمان النخل الذي ذكره له صاحبه بعمورية وعرف المدينة. وكان النبي وقتها يدعو قومه في مكة و لكن سلمان لم يسمع به. و بعد أن هاجر الرسول إلى يثرب و ذات مرة و بينما سلمان الفارسي على النخلة سمع ابن عم سيده اليهودي يخاطب سيده و قال له إن القوم مجتمعين بقباء على رجل قدم عليهم اليوم من مكة يزعم أنه نبي. فما إن سمع سلمان مقالته حتى مسه ما يشبه الحمى و اضطرب اضطرابا شديدا حتى خشي أن يسقط على سيده اليهودي و بادر إلى النزول عن النخلة و جعل يقول للرجل: ماذا تقول أعد علي الخبر .. فغضب سيده ولكمه لكمة شديدة و قال له: مالك و لهذا .. عد إلى ما كنت فيه من عملك ولما كان المساء أخذ سلمان شيئا من تمر كان جمعه و توجه به إلى حيث ينزل الرسول فدخل عليه وقال: إنه بلغني أنك رجل صالح ومعك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة و هذا شيء كان عندي للصدقة فرأيتكم أحق به من غيركم ثم قربه إليه "فأمسك النبي يده فلم يأكل" يقول سلمان فقلت في نفسي: هذه واحدة. ثم انصرفت وأخذت أجمع بعض التمر فلما تحول الرسول من قباء إلى المدينة جئته فقلت له : إني رأيتك لا تأكل الصدقة و هذه هدية أكرمتك بها فأكل منها النبي و أمر أصحابه فأكلوا معه. فقلت في نفسي: هذه الثانية ثم جئت رسول الله و هو ببقيع الغرقد حيث كان يواري أحد أصحابه فرأيته جالسا وعليه شملتان فسلمت عليه ثم استدرت انظر إلى ظهره لعلي أرى الخاتم الذي وصفه لي صاحبي في عمورية. فلما رآني النبي أنظر إلى ظهره عرف غرضي فألقى رداءه عن ظهره فنظرت فرأيت الخاتم فعرفته فانكببت عليه اقبله وأبكي. و أسلم سلمان رضي الله عنه .. حقيقة كنت أتعجب كيف عرف الراهب الذي دل سلمان على صفات النبي و منها خاتم النبوة و مسار هجرة النبي صلى الله عليه و سلم .. إلى أن قرأت الكتاب المقدس فعرفت أن الراهب الذي أوصى سلمان رضي الله عنه لم يأتي بشيئ من عنده و أن كل تلكم الصفات ماتزال واضحة صريحة في كتب أهل الكتاب و إلى يومنا هذا.
القصة السابعة: حديث ورد في البخاري به موقف رائع يعترف فيه هرقل ملك الروم بنبوة خاتم المرسلين و بأنه سيرث موضع قدميه في ايلياء "القدس"
اترككم مع الحديث الرائع الذي لم أتوصل لمعناه إلا بعدما قرأت الكتاب المقدس .. يقول الحديث حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع: أخبرنا شعيب عن الزهري قال : أخبرني عُبيد الله بن عبد الله بن عُتيبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس أخبره أن أبا سفيان بن حرب أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجاراً بالشام في المدة التي كان رسول الله ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش "صلح الحديبية" فأتوه وهم بإيلياء (القدس) فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال : أيكم أقرب نسباً بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان: فقلت أنا أقربهم نسباً. فقال: أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره. ثم قال لترجمانه: قل لهم إني سائل هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه. فو الله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذباً لكذبت عنه. ثم كان أول ما سألني عنه أن قال: كيف نسبه فيكم؟ قلت: هو فينا ذو نسب. قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قلت: لا. قال: فهل كان من آبائه من ملك؟ قلت: لا. قال: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ فقلت: بل ضعفاؤهم. قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون. قال: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت: لا. قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا. قال: فهل يغدر؟ قلت: لا ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها. قال أبو سفيان: ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئاً غير هذه الكلمة. قال: فهل قاتلتموه؟ قلت: نعم. قال: فكيف كان قتالكم إياه؟ قلت: الحرب بيننا وبينه سجال ينال منا وننال منه. قال: بماذا يأمركم؟ قلت: يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً واتركوا ما يقول آباؤكم. ويأمرنا بالصلاة و الصدق و العفاف و الصلة. فقال للترجمان: قل ما سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها. وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول؟ فذكرت أن لا فقلت: لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتسي بقولٍ قيل قبله. وسألتك هل كان من آبائه من ملك؟ فذكرت أن لا قلت فلو كان من آبائه ملك قلت رجل يطلب ملك أبيه. وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرت أن لا فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله. وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ فذكرت أن ضعفاؤهم اتبعوه و هم اتباع الرسل وسألتك أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرت أنهم يزيدون وكذلك أمر الإيمان حتى يتم. وسألتك أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فذكرت أن لا و كذلك الإيمان حين يخالط بشاشته القلوب. وسألتك هل يغدر؟ فذكرت أن لا و كذلك الرسل لا تغدر. وسألتك بما يأمركم؟ فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وينهاكم عن عبادة الأوثان ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف "فإن كان ما تقول حقاً فسيملك موضع قدمي هاتين . وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظن أنه منكم فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه". حقيقة كنت اتساءل لماذا قال هرقل هذه الكلمات و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم في بداية الدعوة و لم تكن الفتوحات الإسلامية قد بدأت بعد .. و لماذا يجزم هرقل بأن النبي سيمتلك موضع قدميه إلى أن قرأت الكتاب المقدس و عرفت أن الله وعد نبيه بالنصر و بأنه سيخرج الرومان الوثنيين من ايلياء (القدس) و يحررها منهم.
نبذة عن صفات الرسول صلى الله عليه وسلم
* سنبدأ برأي شخص غير مسلم و هو ويل ديورانت صاحب الكتاب المشهور "تاريخ الحضارة" و الذي يقول "إذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس قلنا إن محمدًا كان من أعظم عظماء التاريخ فلقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحي والأخلاقي لشعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحًا لم يدانه فيه أي مصلح آخر في التاريخ كله وقلّ أن نجد إنسانًا غيره حقق ما كان يحلم به .. ولم يكن ذلك لأنه هو نفسه كان شديد التمسك بالدين وكفى بل لأنه لم يكن ثمة قوة غير قوة الدين تدفع العرب في أيامه إلى سلوك ذلك الطريق الذي سلكوه .. وكانت بلاد العرب لما بدأ الدعوة صحراء جدباء تسكنها قبائل من عبدة الأوثان قليل عددها متفرقة كلمتها وكانت عند وفاته أمة موحدة متماسكة. وقد كبح جماح التعصب والخرافات وأقام فوق اليهودية والمسيحية ودين بلاده القديم دينًا سهلاً واضحًا قويًا وصرحًا خلقيًا وقوامه البسالة والعزة القومية. واستطاع في جيل واحد أن ينتصر في مائة معركة وفي قرن واحد أن ينشئ دولة عظيمة وأن يبقى إلى يومنا هذا قوة ذات خطر عظيم في نصف العالم".
* و هذا توماس كارليل صاحب كتاب الأبطال يقول " إني لأحب محمدًا لبراءة طبعه من الرأي والتصنع. ولقد كان ابن القفار هذا رجلاً مستقل الرأي لا يعول إلا على نفسه ولا يدعي ما ليس فيه ولم يكن متكبرًا ولكنه لم يكن ذليلاً فهو قائم في ثوبه المرقع كما أوجده الله وكما أراده، يخاطب بقوله الحر المبين قياصرة الروم وأكاسرة العجم يرشدهم إلى ما يجب عليهم لهذه الحياة وللحياة الآخرة. وكان يعرف لنفسه قدرها.. وكان رجلاً ماضي العزم لا يؤخر عمل اليوم إلى غد"
* ايضا هنري دي فاستري في كتابه الإسلام خواطر وسوانح يقول عن النبي "ما كان يميل إلى الزخارف ولم يكن شحيحًا.. وكان قنوعًا خرج من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير مرة في حياته .. تجرد من الطمع وتمكن من نوال المقام الأعلى في بلاد العرب ولكنه لم يجنح إلى الاستبداد فيها فلم يكن له حاشية ولم يتخذ وزيرًا ولا حشمًا وقد احتقر المال"
* و قد أضاف لايتنر Lightner الباحث الإنجليزي في كتابه: دين الإسلام "لما بلغ السنة الخامسة والعشرين من العمر تزوج امرأة عمرها أربعون عامًا وهذه تشابه امرأة عمرها خمسون عامًا في أوربا وهي أول من آمن برسالته المقدسة .. وبقيت خديجة معه عشرين عامًا لم يتزوج عليها قط حتى ماتت ولما بلغ من العمر خمسًا وخمسين سنة صار يتزوج الواحدة بعد الأخرى. لكن ليس من الاستقامة والصدق أن ننسب ما لا يليق لرجل عظيم صرف كل ذاك العمر بالطهارة والعفاف فلا ريب أن لزواجه بسن الكبر أسبابًا حقيقية غير التي يتشدق بها كُتاب النصارى بهذا الخصوص وما هي تلك الأسباب يا ترى؟ و لا ريب هي شفقته على نساء أصحابه الذين قتلوا" و يقول ايضا "مرة أوحى الله تعالى إلى النبي وحيًا شديد المؤاخذة لأنه أدار وجهه عن رجل فقير أعمى ليخاطب رجلاً غنيًّا من ذوي النفوذ، وقد نشر ذاك الوحي، فلو كان كما يقول أغبياء النصارى بحقه لما كان لذاك الوحي من وجود"
* كان رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض الوجه مشرباً بالحمرة أزهر اللون ظاهر الوضاءة واسع الجبين كث اللحية أبيض الأسنان إذا تكلم كأن النور ينهمر من فمه ويكفي في وصفه قول أبي هريرة رضي الله عنه: ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه.
* وصفه بعض أصحابه فقال: كان رسول الله فخماً مفهماً يتلألأ وجهه تلؤلؤ القمر ليلة البدر. كأنه البدر بل هو أجمل كما قال صحابته رضي الله عليهم. من رآه هابه ومن خالطه معرفة أحبه وكان شعره لا رجل سبط و لا جعد قطط و كان في لحيته بعض شعيرات بيض.
* يقول أنس بن مالك رضي الله عنه "ما شممت عنبرا قط و لا مسكا و لا شيئا أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم"
* من صفاته صلى الله عليه وسلم الأمانه وصدق اللهجة فكان يسمى قبل النبوه بالصادق الأمين و عندما شفع اسامة بن زيد في اقامة حد السرقة على فاطمة المخزومية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أتشفع في حد من حدود الله يا أسامة و الله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها"
* وقال متواضعا "إنما أنا عبد آكل كما يآكل العبد و أجلس كما يجلس العبد"
* وقال "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم .. ولكن قولوا عبد الله ورسوله"
* دخل عليه رجل فأصابته هيبته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له "هون عليك إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد"
* كان كثير السكوت لا يتكلم في غير حاجة يعرض عمن تكلم بغير جميل كان ضحكه تبسما وكلامه فصلا إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير.
* قالت السيده عائشة: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحدث حديثا لو عده العاد لأحصاه.
* ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام تباعا من خبز حتى مضى.
* لم يكن رسول الله فاحشاً و لا متفحشاً ولا يجزي السيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح ما انتقم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله تعالى.
* عن عبد الله بن عمر أنه قال: اضطجع النبي صلى الله عليه وسلم على حصير فأثر الحصير بجلده فجعلت أمسحه و أقول: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ألا أذنتنا فنبسط لك شيئاً يقيك منه تنام عليه فقال عليه الصلاة والسلام: "مالي و للدنيا و ما أنا و الدنيا إنما أنا و الدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها".
* من اطلع على فراشه و ملبسه ومطعمه ادرك حقيقة زهده في الدنيا.
* كان كثير القيام لله والبكاء بين يديه فقالت له السيده عائشة :لقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال: "أفلا أكون عبدا شكورا"
* ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما.
* آذاه أهل مكه فقال "اللهم اهدي قومي فانهم لا يعلمون".
* وفي حيائه يقول أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه.
* كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزيده جهل الجاهل إلا عفوا وصفحا فقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم وعليه برد غليظ الحاشية فجذبه أعرابي بردائه جذبة شديدة حتى أثرت حاشية البرد في صفحة عنقه ثم قال: يا محمد إحمل لي على بعيري هذين من مال الله الذي عندك فإنك لا تحمل لي من مالك ولا من مال أبيك!" فقال النبي صلى الله عليه وسلم "المال مال الله وأنا عبده".
* كان أجود الناس و كان أجود ما يكون في شهر رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام فيعرض عليه الرسول القرآن و ما سئل عن شيء قط فقال لا.. و يقول ما أحب أن لي ذهبا تمضي علي ثلاث أيام وعندي منه دينار إلا شىء أرصده لديني.
* قال ابن عمر رضي الله عنهما ما رأيت أشجع و لا أنجد و لا أجود من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفال علي رضي الله عنه إنا كنا إذا اشتد البأس واحمرت الحدق اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه ولقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو.
* لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا بالأسواق واذا عرف من أفعال شخص ما يكره وقف و قال: ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا وآذاه أصحابه بطول مكثهم في منزله فأنزل الله تعالى "إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق"
* من سأله حاجه لم يرده الا بها أو بقول حسن وكان دائم البشر لين الجانب وكان أوسع الناس صدرا وأصدقهم لهجه وأكرمهم عشرة.
* كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيب من دعاه ويقبل الهدية ولا يقبل الصدقة ويكافئ عليها ويمازح أصحابه ويحادثهم ويلاعب صبيانهم ويبدأ أصحابه بالمصافحة ويكرم من يدخل عليه وكان أكثر الناس تبسما.
* روى البخاري: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يمر في طريق فيتبعه أحد إلا عرف أنه سلكه من طيبه صلى الله عليه وسلم.
* من بركاته أن سعيد بن النعمان أصيبت عينه فوقعت على وجنته فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت أحسن عينيه وروي أن بعض الصحابة ابيضت عيناه فكان لايبصر بهما شيئاً فنفث رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه فأبصر وصار يدخل الخيط في الإبرة وهو ابن ثمانين وروي أن قدراً انكفأت على ذارع محمد بن حاطب وهو طفل فمسح عليها ودعا له فبرأ لحينه.
* عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: "أبيض يستسقي الغمام بوجهه ربيع اليتامى عصمة للأرامل"
* ملك رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقصى اليمن إلى صحراء عمان إلى أقصى الحجاز ثم توفي عليه الصلاة والسلام وعليه دين و درعه مرهونة في طعام لأهله ولم يترك دينارا ولا درهما ولا شيد قصرا ولا غرس لنفسه نخلا .. وكان يأكل على الأرض ويجلس على الأرض ويلبس العباءة ويجالس المساكين ويمشي في الأسواق ويتوسد يده ويلعق أصابعه ويرقع ثوبه ويخصف نعله ويصلح خصه ويمهن لأهله ولا يأكل متكئا ويقول: أنا عبد آكل كما يأكل العبد .. ويقتص من نفسه ولا يرى ضاحكا ملء فيه.. لا يأكل وحده و لا يضرب عبده و لا يمنع رفده ولا ضرب قط بيده إلا في سبيل الله وقام لله حتى ورمت قدماه فقيل له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فقال: أفلا أكون عبدا شكورا؟ .. وكان يسمع لجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء إذا قام يصلي صلاة الليل.
* قال الله تعالى عنه "وما أرسلناك الا رحمة للعالمين" وقال في وصفه "بالمؤمنين رؤف رحيم".. صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأتباعه صلاة دائمة إلى يوم القيامة
بعد قراءتي للكتاب المقدس الذي في يد النصارى اليوم مرات ومرات و معرفتي بوجود دلائل النبوة و صفات القرآن و رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام فيه واضحة جلية "اكثر من 50 صفة" لم يسعني الا ان ابكي شكرا لله على نعمة الاسلام التي ورثناها والتي لم نقدرها نحن المسلمون حق قدرها. و لم نعمل جهدنا للتعرف عليها و ايصالها لكل من يبحث عن الحق .. إننا جميعا مكلفون بإبلاغ الرسالة بالحسنى والموعظة الحسنة "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" .. ثم بعد ذلك "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" .. فعكفت اكتب هذا العمل المتواضع سائلا الله عز و جل ان يتقبل مني.
ولله الحمد من قبل ومن بعد .. اللهم تقبل مني وتقبلني .. فإنك تعلم ماأريد.