حول رسائل بولس
بالنعمة أم بالعمل ؟
يقول بولس: "وأن يصنعوا صلاحاً وأن يكونوا أغنياء في أعمال صالحة… مدخرين لأنفسهم أساساً حسناً للمستقبل لكي يمسكوا بالحياة الأبدية…" (تيموثاوس (1) 6-18-19).
نلاحظ هنا أن بولس يرى أن الأعمال الصالحة هي طريق الخلاص وطريقة الجنة. ولكن هذا يناقض قول بولس: "البار بالإيمان يحيا". (غلاطية 3/11). ويناقض قوله: "الذي خلصنا… لا بمقتضى أعمالنا، بل بالقصد والنعمة". (تيموثاوس (2) 1/9).
بولس (في النص الأول) يرى ضرورة الأعمال الصالحة للخلاص. وفي النص الثاني يقول إن الحياة الأبدية بالإيمان. وفي النص الثالث ينفي أن الأعمال تخلص، ويقول إن الخلاص ليس بالإيمان، بل بالنعمة. ثلاثة نصوص متناقضة يقولها بولس نفسه!!! هذا هو بولس أبو النصرانية الحالية!!! كيف يهتدي الناس في ظل النصوص المتناقضة ؟!!! أعانهم الله.
عن رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس:
الخـلاص:
يقول بولس: "بحسب قوة الله الذي خلَّصنا". (تثموثاوس (2) 1/9). ولكن هذا يناقض قوله: "بظهور مخلصنا يسوع المسيح". (تيموثاوس (2) 1/10). هناك المخلص هو الله وهنا المخلص هو عيسى!!!
ويقول بولس "يسوع المسيح الذي أبطل الموت". (تيموثاوس (2) 1/10). قوله غير صحيح. لأن عيسى لم يبطل الموت. والدليل على ذلك أن عيسى نفسه قد مات (ولو لمدة ثلاثة أيام كما يعتقدون)، كما أن الناس كلهم سيموتون. عيسى لم يبطل الموت وكما يذكر بولس!! وإذا كان يقصد الخطايا والمعاصي، فالمعاصي لم تتوقف منذ خلق الله آدم واستمرت معاصي البشر قبل عيسى وأثناء حياته وبعده ولن تتوقف حتى قيام الساعة.
الابن الحبيب:
يقول بولس: "إلى تيموثاوس الابن الحبيب". (تيموثاوس (2) 1/2). إن تيموثاوس ليس ابناً لبولس. لأن بولس لم يتزوج. إنه ابنه، أي تلميذه. إن استعمال (ابن) للتحبب شائع في كل اللغات وكل الشعوب منذ القديم. فالمعلم يقول لتلميذه (ابني). والكبير يعتبر الصغير (ابنه). والطبيب يعتبر الصبي المريض (ابنه). والحاكم يعتبر الشعب (أبناءَه). والواعظ يعتبر الموعظين (أبناءَه). ولكن الكنيسة لا تريد إلاّ أن تصر وتجعل عيسى ابناً حقيقياً لله، أي إلهاً، لأن ابن الله سيكون مثله إلهاً!!! وهنا تحولت الوحدانية إلى شرك، وصار الله اثنين، ثم جعلوه ثلاثة!!! والله يقول إنه واحد أحد حتى في أناجيلهم. ومع ذلك استحدثوا له مساعداً (إلهاً آخر هو ابنه)!! ثم استحدثوا لله مساعداً ثانياً (إلهاً آخر هو الروح القدس)!!! ومرة يدعون الله، ومرة يدعون عيسى، ومرة يدعون الروح القدس، ومرة يقولون الآب والابن. ومرة يقولون عن الله (الرب) ثم يقولون عن عيسى هو (الرب). ومرة الله هو المخلِّص، ومرة عيسى هو المخلص. ومرة الله هو المجازي، ومرة عيسى هو المجازي. ومرة يقولون إن الله لا يموت، ثم نفاجأ بأنه مات لمدة ثلاثة أيام!!! ومرة يقولون الله لا يُرى، ثم نفاجأ بأنه يُرى على شكل عيسى!! ومرة يقولون العاصي له موت أبدي، ثم نفاجأ بأن الحياة الأبدية للأبرار فقط، ثم نجد الأشرار أحياء أيضاً (في النار)!!
ومرة يقولون الخلاص بالإيمان فقط، ومرة بالأعمال فقط، ومرة بالإيمان والمحبة فقطن ومرة بالنعمة فقط!!
ومرة يقولون صلب عيسى كان عن ضعف منه، ومرة هو سلَّم نفسه، ومرة قدَّمه الله!! ومرة يقولون صلْب عيسى خلَّص البشر وافتداهم، ومرة يقولون صلبه خلَّص الخطايا السالفة فقط، ومرة يقولون صلبه يخلص من يؤمن به فقط.
لا تكاد تجد جملة واحدة تتفق عليها الأناجيل الأربعة. ثم جاء بولس وزاد الطين بلة فازداد التناقض!! وكان الله في عون من يريد الهداية.
الارتداد:
يقول بولس: "جميع الذين في آسيا ارتدوا عني". (تيموثاوس (2) 1/15).
نلاحظ هنا ما يلي:
1- إذا كان بولس يُوحى إليه (حسب زعمه)، فلماذا ارتد عنه جميع من في آسيا؟!! لأنه دمَّر تعاليم المسيح تماماً وخاصة عقيدة التوحيد. جعل بولس الله ثلاثة خلافاً لتعاليم جميع الأنبياء. ومع ذلك رحبت الكنيسة (بالثلاثة) ورفضت (الواحد)!!!
2- يقول بولس: "في احتجاجي الأول لم يحضر أحد معي بل الجميع تركوني". (تيموثاوس 4/15). لماذا تركه الجميع ؟ لأنه يزعم أنه يتلقى الوحي من عيسى. عيسى نفسه كان بحاجة إلى وحي فكيف يرسل هو وحياً؟!! كان بولس يدمر النصرانية بقسوة بالغة باسم المسيح زاعماً أنه يتلقى الوحي منه. ولقد انطلى زعمه على البعض، وخاصة في أوروبا، وخاصة بعد أن يتلقى الوحي منه. ولقد انطلى زعمه على البعض، وخاصة في أوروبا، وخاصة بعد أن عَدَّل لهم، تعاليم المسيح وقدَّم لهم ديناً يمكن أن نسميه "دين بولس". إن نصرانية الغرب الحالية ضئيلة الصلة بنصرانية عيسى. إنها الديانة البوليسية (نسبة إلى بولس)، إذ جاز هذا اللفظ.
3- لم ير بولس عيسى قط. ومع ذلك يقول "بحسب إنجيلي".(تيموثاوس (2) 2/8). أيُّ إنجيل ذاك؟! وأين هو إنجيل بولس؟!! وكيف قبلت الكنيسة رسائله ولم تقبل إنجيله؟!! ألغاز في ألغاز. أسئلة لا تجد لها جواباً!!
عن رسالة بولس إلى تيطس:
يلاحظ في رسالة بولس إلى تيطس عدة ملاحظات منها:
1- يقول بولس: "بولس عبدالله…" (تيطس 1/1). وهذا صحيح. ولكنه يناقض قوله: "بولس عبد ليسوع المسيح.." (رومية 1/1). هناك بولس عبدالله وهنا بولس عبد للمسيح!!
2- يقول بولس: "بحسب أمر مخلِّصاً الله" (تيطس 1/3). وهذا يناقض قوله نفسه "يسوع المسيح مخلصنا" (تيطس 1/4). هناك المخلص هو الله وهنا المخلص هو يسوع!!!
3- يقول بولس: "الكريتيون (أي أهل كريت) دائماً كذابون وحوش ردية بطون بطالة. لهذا السبب وبخْهم بصرامة.." (تيطس 1/12-13). هل يجوز شتم سكان جزيرة كاملة على هذا النحو؟! كما أنه ليس من المعقول أن يكونوا دائماً كذابين كما يقول عنهم. ولو قرأ أهل كريت ما قال عنهم بولس لما تنصروا!! كما أن قوله بتوبيخ أهل كريت بصرامة وذمه لهم يناقض قوله هو نفسه "لا يطعنوا في أحد ويكونوا غير مخامصين حلماء مظهرين كل وداعة لجميع الناس". (تيطس 3/2). الذم والتوبيخ يتناقض مع عدم الطعن والوداعة!!
4- ويقول بولس: "كل شيء طاهر للطاهرين وأما النجسين وغير المؤمنين فليس شيء طاهراً". (تيطس 1/15). قوله هذا يناقض التوراة ويناقض ما أقره عيسى وينقض أعمال 15/20 حيث تحريم المخنوق والدم وما ذبح للأصنام. كما أن قوله جعل الشيء طاهراً أو نجساً حسب الآكل لا حسب المأكول. وبهذه الطريقة أباح بولس كل الأطعمة والأشربة!!
5- ويقول بولس: "ذكِّرْهم أن يخضعوا للرياسات والسلاطين.." (تيطس 3/1). هذا يناقض قوله "مصارعتنا ليست مع لحم ودم بل مع الرؤساء مع السلاطين." (أفسس 6/12). هناك اخضعوا للسلاطين وهنا صارعوهم!!!
6- ويقول بولس: "مخلصنا الله وإحسانه لا بالأعمال في بر علمناه نحن بل بمقتضى رحمته خلَّصنا.." (تيطس 3/4-5). يقول إن الله هو المخلص، وهذا يناقض قوله إن يسوع هو المخلص (تيطس 2/13). ويقول إن الخلاص ليس بالأعمال بل برحمة الله، وهذا يناقض قوله نفسه "الخلاص بالإيمان الذي في المسيح" (تيموثاوس (2) 3/15). هناك الخلاص برحمة الله وهنا بالإيمان!! وإذا كان الخلاص برحمة الله فلماذا الصلب إذاً؟!!
عن رسالة بولس إلى فيلمون:
يلاحظ في هذه الرسالة ما يلي:
1- يقول بولس: "سلام الله والرب يسوع". (فيلمون 1/3). لماذا لم يذكر ثالث الثالوث "الروح القدس"؟!! إذا كان الروح ثالث الثالوث فلماذا لا ذكر له؟!!
2- يقول بولس مرسلاً سلاماً ومحبة إلى امرأة "وإلى أبفية المحبوبة". (فيلمون 1/2). ولماذا السلام والأشواق إلى امرأة؟! هذا يناقض قول بولس: "ملازمات بيوتهن". (تيطس 2/5) آمراً النساء بملازمة بيوتهن!!
3- يقول بولس "نعمة ربنا يسوع" (فيلمون 1/35). هذا يناقض قوله نفسه "نعمة وسلام من الله والرب يسوع" (فيلمون 1/3). هناك النعمة من الله وعيسى وهنا من عيسى وحده!!! والصحيح أن النعمة من الله وحده، فهو الخالق وهو المنعم.
عن رسالة بولس إلى العبرانيين:
يلاحظ في هذه الرسالة ما يلي:
1- يقول بولس: "أنا اليوم ولدتُك". (عبرانيين 1/5)، من قول الله لعيسى. إن عيسى مولود، وهذا صواب. ولكن هذا يناقض قول بولس "ربنا يسوع". (فيلمون 1/25). إذ كيف يكون عيسى مولوداً وربَّاً في الوقت ذاته؟!!
2- يقول بولس: "أخضع (أي الله) الكل له (أي لعيسى)." (عبرانيين 2/8). وهذا يناقض قول بولس "لسنا نرى الكل بعد مخضعاً له" (عبرانيين 2/8). تناقض في الجملة الواحدة!!
3- يقول بولس على لسان عيسى: "في وسط الكنيسة أسبحك". (عبرانيين 2/12). عيسى يسبح الله. هذا هو النص هنا. إذا كان عيسى نفسه يسبح الله، فكل شيء خاضع لله وليس لعيسى. وإذا كان عيسى يسبح الله فكيف يكون عيسى رباً؟!! تسبيح عيسى لله يتناقض مع الزعم بربوبية عيسى.
4- ويقول بولس: "استراح الله في اليوم السابع من جميع أعمال". (عبرانيين 4/4). قوله يناقض كمال الله وقدرته. فليس الله إنساناص ليعيا ثم يستريح.
5- يقول بولس: "وإذ كمل صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدي". (عبرانيين 5/9). الطاعة تعني الأعمال الصالحة. وهذا يناقض قول بولس: "لطف مخلصنا الله لا بأعمال بر عملناها بل بمقتضى رحمته". (تيطس 3/5). مرة يقول الخلاص بالطاعة ومرة بالرحمة!!
6- ويقول بولس: "فإنه يصير إبطال الوصية السابقة من أجل ضعفها وعدم نفعها…. قد صار يسوع ضامناً لعهد أفضل". (عبرانيين 7/18-22). هنا ألغى بولس الوصية السابقة، أي شريعة موسى، واكتفى بتعاليم عيسى وعهدها الأفضل (حسب قوله). إلغاء بولس لتلك الشريعة يناقض قول عيسى نفسه "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل". (متى 5/17). ولكن بولس لم يحفظ عهد عيسى فألغى معظم ما جاء به عيسى، ووضع بولس عهد بولس مكان عهد عيسى.
7- يقول بولس: "لأجل هذا هو (أي عيسى) وسيط عهد جديد". (عبرانيين 9/15). مرة يجعله وسيطاً ومرة يجعله رباً!! الرب لا يكون وسيطاً، بل صاحب الكلمة العليا.
8- يقول بولس: "لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا". (عبرانيين 10/4). ويقول: "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة". (عبرانيين 9/22). فإذا كان الدم شرطاً للمغفرة وإذا كان دم التيوس لا ينفع للمغفرة، فهذا يعني (حسب بولس) أنه لم يبق لحصول المغفرة إلاّ سفك دم البشر!!!! وعلى هذا فصلب عيسى كان دون فائدة لأن دمه لم يُسْفك!!
9- يقول بولس: "حتى يوضع أعداؤه (أي أعداء عيسى) موطئاً لقدميه". (عبرانيين 10/13). هذا يتناقض مع قول عيسى نفسه: "أحبوا أعداءَكم باركوا لاعنيكم". (متى 5/44). كيف يحب أعداءَه ويدوسهم بقدميه؟!!
10- يقول بولس: "قَدَّم إبراهيمُ إسحاقَ… وحيده". (عبرانيين 11/17). وهذا خطأ لأن إسحاق لم يكن قط وحيد إبراهيم، حيث إن إسماعيل كان الابن الوحيد لإبراهيم لمدة أربع عشرة سنة قبل ميلاد إسحاق. فالوحيد هو إسماعيل وليس إسحاق.
11- يقول بولس: "إسحاق بارك يعقوب وعيسو". (عبرانيين 11/20). هذا يناقض قول بولس "عيسو… لما أراد أن يرث البركة رُفض…" (عبرانيين 12/17). هناك عيسو لم يبارك!! كما أن مباركة عيسو تناقض نصوص التوراة في (تكوين 27).
12- يقول بولس: "ليكن الزواج مكرَّماً عند كل واحد". (عبرانيين 13/4). أمره بتكريم الزواج يتناقض مع حثه على عدم الزواج وقوله "من لا يزوج يفعل أحسن". (كورنثوس (1) 7/38).
13- يقول بولس: "لنخرج إذاً إليه خارج المحلة حاملين عاره (أي عار عيسى)." (عبرانيين 13/13). وكيف يكون للمسيح عار؟ وماهو عار المسيح ؟ وكيف يكون رَبَّاً وذا عار أيضاً؟!!