وكيف إبن ألله أو ألله يُسلم نفسه لحُثاله شريره لِتضربه على قفاه وتبصق بوجهه وتضع إكليل من ألشوك على راسه ، وتثبيته على خَشبه بدق يديه ورجليه بالمسامير وترفعه في ألهواء وعلى مرأى من ألناس ومع من ، مع إثنان من أللصوص بما أنه إستغاث بقوله إلاهي إذاً هو يعترف بإنه له إلاه وأنه ليس ألله ، وإذا كان ألله هو إلاهه ، أو كما تدعون اباه أو والده ، والله معروفٌ بأنه الرؤوف ألرحمان ألرحيم...إلخ ذلك من صفات فإين ذّهبت هذه ألصفات وأين ذهبت رحمة وغيرة ألله على إبنه هل خذله وحاشى لله ذلك ، ثُم يقول للص ألذي بجانبه وآمن به ستكون معي في ألفردوس ، ولم يقل في جنة ألله ، كيف قرر ذلك ، وأين قرار ألله ، ومن سيغفر لهذا أللص غيرُ الله ، وهو لا يعرف خلفية هذا أللص وعن ألذنوب التي إرتكبها ، وهو سيتركه ويقوم في أليوم ألثالث ، وهذا لم يحدث أيضا .ً
وملكوت الله لله وحده لا يشاركه أحد فيها ، ثُم إشارة تعريف يهوذا لمن معه والذين جاؤوا ليأخذوه بإن يُقبِل ألمسيح ليعرفوا أنه هو ، وهل ألمسيح غير معروف لهم ، أو غاب عنهم ، حتى أنهم لا يعرفونه ، وهو نارٌ على عَلم وعَلمُ ونبي زمانه وكل يوم معهم في ألهيكل وفي مجامعهم واجتماعاتهم ينشرُ تعاليمه وما جاء به كُل يوم ، ثُُم يقول ليهوذا أهكذا تُسلم إبن ألإنسان إذاً فهو يعترف أنه إبن ألإنسان وليس إبن ُألله أو ألله أو ألرب .
ثُم كيف يقول ألمسيح عيسى إبنُ مريم وهو على الصليب (ربي إغفر لهم فإنهم لا يعلمون ما يفعلون ) ، كيف يطلب عيسى من ألله أن يَغفِرَ لِمثل هؤلاء وكيف لا يعلمون ما يفعلون وعندهم ناموسُ موسى وهل هم أطفال أو مُختلون عقلياً ، إذاً من سَيُحاسب ألله ، إذا لم يُحاسب هؤلاء ، وإذا حدثَ هذا للمسيح فعلاً كما تدعون فلم تحدث جريمه على وجه ألأرض افظع من هذه الجريمه لإنسان بريء لم يرتكب خطيئةً في يومٍ من ألأيام ، وإذا أستجاب الله له وغفر لهم وكيف لا يستجيب ألله لنبيه أو لإبنه لاندري ماذا نقول حتى نُرضيكم لنقل ألرب يسوع ، فلا داعي لوجود ألنار ، هذا إذا كان عيسى هو ألذي على ألصليب وطلب من ألله هذا ألطلب واستجاب له ، والصحيح انه لم يكن هناك ولم يقُل هذا الكلام ، وهذا ألكلام لم يقله إلا مُحترفوا ألتحريف والتاليف الذين قال عنهم انهم من ثمارهم تعرفونهم ، أبناءُ ألافاعي ، وأنهم ألشعب الشرير ومن هُم على شاكلتهم .
ثُم من قال لكم أن سيدنا ألمسيح عليه ألسلام يحمل طبيعتين لاهوتيه وناسوتيه ، حبل الغسيل هذا الذي لا حد لهُ من طوله تُعلقون عليه أي تبرير لأي سؤال ، حتى قُلتُم صُلب الناسوت ورُفع اللاهوت ، هل قال ذلك المسيح أو تلاميذه ، أم ان أول من قال كلمة لاهوت هو بولص في أعمال الرُسل{17 :30 } " فإذا نحنُ ذُرية الله لا ينبغي أن نظُن أن اللاهوت شبيه بذهبٍ أو فضةٍ أو حجرِ نقش صناعه واختراع إنسان " ، هل قال ذلك هو ، هل ورد ذلك في ألإنجيل ، أو ورد ذلك في ألعهد ألقديم ، وهو لم يختلف عمن حولهُ من ألبشر إلا أنه نبي مُرسل أُنزل عليه ألإنجيل ومصدق للتوراه التي بين يديه وعلمه ألله ألحكمه ، فهو لم يختلف عن تلاميذه في كُل ما يُثبت أنهُ بشر، وعمن حوله من ألناس ، وما أعطاهُ الله من مُعجزات ما كانت تتم له لولا إرادة ألله وتأييدهُ لهُ ليُثبت لقومً أذاقوا موسى وغيرهُ من ألأنبياء ألجفاء وعدم ألتصديق نبوته ولا بُد له من مُعجزات خارقه ، وهذا ما كان يعترف به مراراً ، ولم يُطلق ألله يده في هذه ألمُعجزات ، بل جعل له محدوديه في ذلك ، فإحياء ألأموات لم يعطه ألله قُدره إلا إحياء ألأموات حديثي ألموت ، ولعدد محدود وكل ذلك بإذن ومشيئه من ألله لقوله ( أنا لا أعمل بمشيئتي ولكن بمشيئة ألذي أرسلني ) ، وأعطى هذه المُعجزه لغيره من أنبياء بني إسرائيل ، حتى قُلتم صُلب ألناسوت ورُفع أللاهوت ، ومتى رُفع اللاهوت وهو يقول إلهي إلهي لم تركتني ، وقوله بيدك أسلمتُ روحي ، وهذا جيد بإعترافكم بإن هُناك شيءٌ رُفع ، علماً أنكم قُلتم أن الناسوت لم يُفارق اللاهوت لحظه واحده .
سؤال نوجهه لكم هل دُفن ألله مع ألمسيح ، وإذا دُفن الله فلمن ترك أو وَكل تدبير مُلكه كُل هذه ألفتره ، لقد أصبحتم أُضحوكه للأُمم ، ألم تقولوا بأنه صُلب إبن ألله ألذي هو ألله في يوم ألجُمعه ألساعه ألتاسعه صباحاً ، والله يقول لكم ثُم نحنُ نقول لكم صُلب ألخائن ألواشي ألذي هو يهوذا ألأستخروطي في يوم ألجُمعه ألساعه ألتاسعه صباحاً ، وإن كفار قُريش وألذين هم من أهل ألنار وجهنم أقل إستهانةً بالله منكم عندما عبدوا ألأصنام لتُقربهم إلى ألله زُلفى .
وكأن برنابا وألسابق ذكرهم على موعد بما وعد به عيسى عليه السلام عندما قال لأُمه وتلاميذه ستبقون على ما انتم عليه (يقصد من إتباع للظن وبالتالي ألضلال ) حتى ياتي نبي آخر ألزمان مُحمد ويكشف ألحقيقه وما أنتم عليه ، وعندما أخبر أنه إذا جاء المُعزي ، روح الحق سيشهد له ، ولم يشهد نبي وبالقُرآن الذي أُنزل عليه لنبي كالشهادة للمسيح وأُمه وحوارييه ، ولم يشد مخلوق للمسيح كشهادة مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم ، وكأنه على موعد مع ألقرآن إلذي أُنزل على محمد بعد 600عام من إتباع ألظن من هوألمسيح وهل صُلب ألمسيح ، ليؤكد ما جاؤا به ، سورة آل عمران آيه 55 .
في قوله تعالى - إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿55﴾ سورة آل عمران ) .
ثُم قولهُ تعالى ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ﴿157﴾ بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿158﴾
{مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }المائدة117 .
أما دين ألإسلام فلهُ كلمةُ ألفصلِ في ذلك ، وكما وعد نبيُ ألله عيسى أبنُ مريم ، بأنهُ إذا جاء مُحمد سيكشف حقيقته وهذا العار الذي وُصم به ، وبأنه كلمةُ من ألله وكلمته ألقاها إلى مريم ، ولم يقُل كلمته ككلمه مُحدده ووحيده القاها إلى مريم ، وتُعني كلمة منه ، أي نُبوته وبشارتهُ لِمريم ، وروحٌ منه ولم يقُل روحه ، أي نفخةٌ من روح إلله ، ولا يُعني ذلك أن لله روح بل ألروحُ من أمر ألله لم يُعطي سِرها لأحد ، ونفخها ألله قبل عيسى في آدم لتدبَ بِه ألحياه ، وهي سرُ ألحياه في كل ذي حياةٍ في هذا ألكون ، إذاً فعيسى عليه ألسلام نبي من ألبشر خلقُهُ تم بمعجزةٍ من ألله ، لِغايةٍ أرادها ألله وقد وجهنا سؤالاً بهذا ألخصوص ، ولم يَقُل يوماً أنه إبن ألله ، او أنه ألله ، او أن ألله أباه ، أو أبانا ألذي في ألسماء ، او أنه رب من دون ألله....إلخ ذلك ، بل قال عن نفسه أنه إبن ألإنسان ، وقال عن ألله أنه إلاهه ، بَلغ رسالة وتعاليم ربه على اكمل وجه ، وانه لم يُصلب ولم يُهان ،بل أكرمه ألله ورفعه إليه إلى ألسماء ، وإذا كانت هُناك أقوال بهذا ألخصوص بغير ذالك فهي ألتحريف والتأليف بعينه عليه وعلى تلاميذه .
وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿116﴾ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿117﴾ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿118﴾ سورة ألمائده .
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿55﴾ سورة آل عمران ) هل يستحق من يقول لربه { إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }﴿118﴾ سورة ألمائده ، كُل ما لُفق له ، ولإمه .
وقد فسر عُلماء ألمُسلمون كلمة إني متوفيك ، فلما توفيتني ، على ثلاثة وجوه ، أولها متوفيك أي رافعُك إلي إلى ألسماء وافياً كاملاً وعندما نقول أن ألشيء وافيا (وفي ذلك كلام ألعرب كفيت ووفيت ) ، أي أن ألمسيح رُفع وافياً كاملاً غيرَ منقوص لا دماً ولا لحماً ولا ماءً أي كامل ألجسد والروح (حفظه ألله وافياً ، ثُم رفعه وطهره منهم ) ، وبالتالي فإن ألذي صُلب وجُلد وتمزق جلده ونزف دمه من ذلك ، ونُتفت لحيته ، ونزف دمه من ألمسامير على ألصليب ، وطُعنه أحد ألجنود في خاصرته ونزل منه دم وماء ليس ألمسيح ، لانه منقوص ، ولذلك قال المسيح لربه مُفتخراً شاكراً مُمتناً لله فلما توفيتني أي رفعتني وافياً غير منقوص ، والوجه ألثاني أن ألله رفعه وهو في حالة نوم وبإرادة ألله ، لأن ألنوم وفاه أو موت ، وهذا وارد في ألقُرآن – والله يتوفى ألأنفس حين نومها {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الزمر42 .
والوجه ألثالث هو ألموت وهذا ألوجه غير وارد للمسيح في مرحلته ألاولى في ألدنيا لان له عوده لتكملة رسالته وهي رسالة ألإسلام ( رسالة كُل ألأنبياء والرُسل) ، لأن ألمسيح حي شأنه شأن ألأنبياء والرُسل والشُهداء فهم أحياء ، حتى لو كانت لهم قُبور في ألأرض ، وبالتالي رفعه ألله حيا وافياًً ، وهكذا عاد حياً ، ورجع حياً ، وسيعودُ حياً مرةً أُخرى وإذا كان له موت في ألأرض شانه شان غيره من ألأنبياء والبشر فسيكون لنهاية مرحلته ألثانيه ، لانه لا يجوز أن يموت مرتين ، وكما وعد أنه لا يموت إلا بإنقضاء العالم ، {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً }مريم33 ، ولذلك هُنا قال يوم أموت ولم يقل أُتوفى ، وهي موتته ألنهائيه ويكون فيها كهلاً عندما يبلُغ أل 73 عاماً من عُمره وكُل ذلك علمه عند ألله ، هل سيوقف الله عمره وحاله واين سيعود وكيف سيعود وعلى أي شكل سيعود ومتى سيعود كُل هذا علمهُ عند الله .