حول إنجيل لوقا
من هو لوقا ؟ لوقا هو تلميذ بولس. لوقا لم ير المسيح وليس هو من تلاميذه. لوقا تلميذ بولس الذي هو أيضاً ليس من تلاميذ المسيح. إذاً لوقا تلميذ التلميذ. ومع ذلك كتب لوقا إنجيله دون أن يذكر مصدر رواياته.
وقد كتب لوقا إنجيله سنة 63م، أي بعد رفع المسيح بثلاثين سنة. كتبه باللغة اليونانية. والأصل الذي كتبه لوقا غير موجود.
وهكذا نلاحظ هنا ما يلي:
1- لوقا ليس تلميذ عيسى، ولا حتى تلميذاً لتلاميذه. إنه تلميذ لبولس الذي لم ير المسيح ولم يصاحبه.
2- كتب لوقا إنجيله بعد المسيح بثلاثين سنة.
3- الأصل الذي كتبه لوقا غير موجود.
4- لم يبين لوقا سند رواياته.
وسنرى كيف تختلف روايات لوقا عن سواه من الأناجيل وكيف يتناقض مع نفسه ومع التوراة.
تأليف قصة:
لقد بدأ لوقا إنجيله هكذا: "إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا... رأيت أنا أيضاً... أن أكتب على التوالي لتعرف صحة الكلام" (لوقا 1/1-4).
لوقا صريح واضح. يقول بدأ الآخرون بكتابة قصة (عن حياة عيسى). سمَّى ذلك كتابة "قصة". ويقول "أخذوا" ولم يقل نزل عليهم الوحي. وقال كتابة "قصة" ولم يقل "الوحي". وقال "تأليف قصة" ولم يقل تبليغ الوحي. ويقول "رأيتُ أنا أن أكتب"، ولم يقل نزل عليّ الوحي. إذاً المسألة تأليف قصة وليست وحياً!!! يدعي الزاعمون أن الأنجيل الحالي هو وحي من الله. ولكن لوقا كاتب أحد الأناجيل يقول إنها "تأليف قصة"، ويقول إنه أيضاً قرر أن يكتب ويؤلف كما ألف الآخرون!!! كُتَّاب الأناجيل أنفسهم يقرون أن ما يكتبون هو بقرارهم هم وأن عملهم هو تأليف قصة، أي – على أحسن تفسير- كتابة قصة حياة المسيح، إن لم نقل اختراع حياة له!!! ويقر لوقا أنه غير متأكد مما يكتب وأنه يستشير صديقه ثاوفيلس فيما يكتب!!
زكريـا:
في الأصحاح الأول من إنجيل لوقا، يقص لوقا علينا قصة زكريا وزوجته إليصابات (التي هي أخت مريم أم عيسى) وكيف جاء الملاك وبشره بأن زوجته ستحمل وتلد يوحنا (أي يحيى) (لوقا 1/5-25).
هذه القصة لم توردها الأناجيل الثلاثة الأخرى رغم أنها قصة هامة. لماذا ؟! هذا مثال من آلاف الاختلافات بين الأناجيل.
خمراً لا يشرب:
"لأنه (أي يحيى) يكون عظيماً أمام الرب وخمراً أو مسكراً لا يشرب" (لوقا 1/15). هذا ما بشر به الملاك زكريا حين "ظهر له ملاك الرب" (لوقا 1/11).
نلاحظ هنا ما يلي:
1- "ظهر له ملاك الرب" (لوقا 1/11). الرب هنا هو الله، لأن ملاك الرب ظهر لزكريا قبل ميلاد عيسى، فليس من المعقول أن تشير كلمة "الرب" هنا إلى عيسى. كلمة الرب هنا هي "الله". ولكن انظر إلى هذا النص "إن الرب بعد أن كلمهم ارتفع إلى السماء" (مرقس 16/19). المقصود بالرب هنا هو عيسى. كيف تشير كلمة واحدة إلى الله وإلى عيسى ؟! كلمة (الرب) مرة يستخدمها الإنجيل لتعني (الله) ومرة يستخدمها لتعني (عيسى)؟!! أية لغة هذه ؟! وأي كلام هذا ؟! وكيف يجوز هذا ؟! وأي خلط هذا ؟! وأي عبث باللغة هذا ؟! وأين احترام عقول الناس ؟!
2- يحيى النبي المبارك لا يشرب خمراً. عال. إذاً الخمر نجسة لا يشربها الصالحون. إذاً كيف حَوَّل عيسى الماء إلى خمر وكانت تلك أولى معجزاته (يوحنا 2/6-10) ؟! وكيف أمر بولس بشربها وفضلها على الماء ؟! يحيى نبي الله لا يشرب الخمر وعيسى نبي الله يشربها ويحث الناس على شربها ؟!! لماذا لا يسير الإنجيل في خط ثابت واحد ؟! لماذا تتناقض التعليمات في الأناجيل ؟!!
الملاك ومريم:
يبشر الملاك مريم: "ها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيماً وابن العلي يُدْعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية" (لوقا 1/31-33).
نلاحظ هنا ما يلي:
1- النص يقول عيسى سيدعى "ابن العلي". وهذا مخالف للواقع لأن النصارى يدعونه "ابن الله"، كما أنه مخلف للحقيقة لأن الله لم يلد ولم يولد.
2- النص يذكر أن عيسى "ابن العلي" وفي نفس الوقت يذكر أنه "ابن داود". فكيف في النص الواحد يكون عيسى ابن العلي وابن داود ؟!!
3- "الرب" في النص معناها الله كما يدل النص صراحة "الرب الإله". ولكن الأناجيل تستخدم الرب لتعني (عيسى) أيضاً بقصد الإيحاء بأن (الله)
و(عيسى) و (الرب) كلمات مترادفة. الخلط مقصود لغاية في نفوسهم. وهم مسرورون بالتلاعب بالكلمات لتحقيق التلاعب بالمعتقدات!!!
و(عيسى) و (الرب) كلمات مترادفة. الخلط مقصود لغاية في نفوسهم. وهم مسرورون بالتلاعب بالكلمات لتحقيق التلاعب بالمعتقدات!!!
4- كما ذكرنا سابقاً، عيسى ليس من نسل داود لأن عيسى لا والد له باعتراف الإنجيل نفسه: "الروح القدس يحل علينا" (لوقا 1/35). فكيف لا والد لعيسى ويكون داود أبا عيسى في الوقت ذاته ؟!! وبالطبع نفهم أن الأبوة هنا تسليَّة. ولكن حتى الأبوة النسلية (أي من أجداده) لا تنطبق على داود وعيسى لأن عيسى لا والد له وبالتالي فلا أجداد له، وبالتالي لا يتصل بداود بنسب ولا حتى من جهة أمة مريم.
5- هل مَلكَ عيسى على بيت يعقوب (إسرائيل) إلى الأبد كما يزعم النص ؟ الجواب بالطبع لا . لم يملك عيسى ولا يوماً واحداً. وكانت تهمة اليهود ضده أنه ملك اليهود، وهي بالطبع تهمة مزورة. إذاً النص غير صحيح هنا لأنه مخالف للواقع. فلم يملك عيسى لا إلى الأبد ولا إلى أسبوع !!
6- يقول النص "ولا يكون لملكه نهاية". هل هذا صحيح ؟ لم يكن لعيسى مُلْك. فالنص غير صحيح.
7- بشارة الملاك لمريم لم ترد في الأناجيل الثلاثة الأخرى. لماذا ؟! ليخفوا أن مريم ولدت عيسى ميلاداً عذراوياً. لم يعجبهم هذا، وخاصة أن اليهود كانوا يرددون كلمة (الزنى) هنا، ولهذا حذف تبشير الملاك لمريم من الأناجيل الأخرى. وهل هناك ماهو أهم من طريقة ميلاد عيسى ؟! ولكن بشارة الملاك لم تعجب كتاب الأناجيل فحذفوها لأنها تبرئ مريم من ناحية ولأنها تنفي ألوهية عيسى من ناحية ثانية. لذلك لم يوردها الأناجيليون وانفرد بذكرها لوقا. وظنوا أنهم بعدم إيرادها يطمسون الحق والحقيقة!!! ولكن لوقا نفسه كشفهم!! ولو علموا لكتبوا إنجيلاً واحداً، ولكنهم أخطأوا أكبر الخطأ عندما كتبوا أربعة أناجيل كل إنجيل منها يكذِّب الآخر فانفضح الأمر الذي يخفون وسقط القناع وظهرت الحقيقة.
8- يملك على "بيت يعقوب" تدل على أن عيسى مرسل إلى بني إسرائيل فقط لأنه سيأخذ كرسي داود كما يقول النص أيضاً.
9- اسمه "يسوع"، كما بشَّر الملك. فكيف يعطيه اسماً آخر وهو "ابن العلي" ؟!!