قضية التجسيم في الميزان
و نعني به تجسيم أفعال الله و صفاته . إن ما يُرتكب في حق الله من قبل اليهود
و النصارى لَيَنأى بهم عن الطريق المستقيم و يَحيد بهم عن الحق إذ جسموا أيضا أفعال الذات الإلهية فجعلوه نائما .. و متعبا .. و نادما .. و له عمق .. و يدخل .. و يخرج .. و يقوم .. و يقعد .. و يحل ..و يرتحل ، و بهذا تسقط من كتبهم كل قدسية للإله .
*في سفر (حبقوق 1 :2) "حتى متى يا رب أدعو و أنت لا تسمع؟ أصرخ إليك من الظلم و أنت لا تُخلِّص؟ لم تُبصر إثما و تُريني جورا؟" .
*في سفر (صمويل الأول 15 :33) "و الرب ندم لأنه ملّك شاول على إسرائيل" .
*في رسالة (بولس الأولى إلى أهل كورنثوس 1 :5) "لأن جهالة الله أحكم من الناس و ضعف الله أقوى من الناس" و أيضا في (2 :10) "لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله". هل يليق أن يُطلق ذلك على أحد آبائهم ..فضلا عن الله.
*(الملوك الأول 17 :20) يقولون عن إيلياء النبي "و صرخ إلى الرب و قال أأيضا إلى الأرملة التي أنا نازل عندها قد أسأت بإماتتك ابنها" . أين قدسية الإله في هذا الخطاب؟؟ .
*في سفر (الخروج 7 :1) فقال الرب لموسى أنا جعلتك إلهاً لفرعون و هارون
أخوك نبيّك" ... و إني أتساءل كيف يكون موسى إلها و هارون نبيا له إن لم يكن الأمر محمولا على المجاز و الرمز ، و هكذا كل ما جاء في هذه الكتب و يؤيده هذا الدليل من سفر (صموئيل الأول 15 : 28 : 30) "فقال له صموئيل (لشاول)
يمزق الرب مملكة إسرائيل عنك اليوم و يعطيها لصاحبك الذي هو خير منك و
أيضا نصيح إسرائيل لا يكذب و لا يندم لأنه ليس إنسانا ليندم (يقصد داود)" ... و هم بذلك في الحقيقة كذبة لأنهم ذكروا كثيرا أن الله يندم على أفعاله . ألم نقل من قبل و نؤكد على أنهم تأثروا تأثرا ًبالغا ًبفلسفات و عقائد الإغريق والرومان القديمة في تصويرهم للآلهة تصويراً مادياً محسوساً وأنها آلهةُُ تسرق وتزني وتشرب الخمر ....
لقد علمنا الله في قرآنه أن "لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان رب العرش عما يصفون" الأنبياء .أي لو كان مع الله إله آخر أو اثنين أو ثلاثة لأفسد بعضهم عمل بعض ، فتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
و يقول سبحانه "و قال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي
فارهبون" النحل .
و قال سبحانه في آية دامغة "ما اتخذ الله من ولد و ما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق و لعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون" المؤمنون .
أي أن الله تعالى لم يتخذ ولدا و ليس معه شركاء في الألوهية ، فضلا عن آلهة أخرى غيره ، ولو كان ذلك كذلك لاستأثر كل إله بما صنعه و عمله و ترفع و تكبر بعضهم على بعض ، سبحانه و تعالى ، و تعالى شأنه عن هذا الوصف .
أنظر صديقي هداك الله إلى هذا الوصف في جنب الله و أنا أستحي و أنا أكتبه و لكن أعمل بمبدأ : إلا ما اضطررتم إليه ؛ في سفر (الرؤيا 17 : 12) رؤيا يوحنا اللاهوتي في وصفه و تجسيمه و تجسيده للإله "و العشرة قرون التي رأيت هي عشرة ملوك لم يأخذوا ملكا بعد لكنهم يأخذون سلطانهم كملوك ساعة واحدة مع الوحش هؤلاء لهم رأي واحد و يعطون الوحش قدرتهم و سلطانهم هؤلاء سيحاربون الخروف و الخروف يغلبهم لأنه رب الأرباب و ملك الملوك" . أرأيتم الرب بل رب الأرباب وملك الملوك هو الخروف ، أياً كان ما يرمز إليه الخروف فلا يجوز أن يطلق ذلك على الذات العليا .
ثم انظر على النقيض ما جاء في سفر (التثنية) ما يناقض هذا الكلام الذي يعدونه وحيا من السماء و كلاما مقدسا .
(التثنية 10 :17) "لأن الرب إلهكم هو إله الآلهة و رب الأرباب الإله العظيم الجبار المهيب ، و بالمناسبة فإن آباء الكنائس يعلمون أتباعهم من السذج بعد أن ألغوا عقولهم أن إله المسلمين جبار و متكبر و ينسون ما وصفوا الله سبحانه به في كتبهم . و في الباب الأخير من هذا الكتاب مقتطفات في هذا الموضوع .
إن الكلام عن التجسد و التجسيم سبق المسيحية بأكثر من ستمائة عام ، و معروف في العالم أن هذه كلها عقائد وثنية كعقيدة الإغريق و قدماء المصريين و عقيدة الهند الوثنية و العقيدة البوذية ، و من الواضح أن المسيحية نقلت عن هذه العقائد و الثقافات حرفا بحرف و كلمة بكلمة و سوف نُورد ذلك في شيء من التفصيل في الجزء الخاص ب(يسوع في الميزان)