عائلة يسوع في الميزان
أم المسيح
نسبها : صالحة من ذرية صالحة من سلالة الأنبياء رُبيت بعناية من الله جل و علا استجابة لدعوة أمها . .صانها الله و حفظها من الشيطان الرجيم...و تعالوا بنا نقرأ من سيرتها ما هو أبلغ و أنفع.
"إن الله اصطفى آدم و نوحا و آل إبراهيم و آل عمران على العالمين".... أي أن الله اختار و رفع شأن هذه الصفوة من خلقه .على كل الناس .و منهم آل عمران الذي يمتد نسب مريم إليهم و هي من سلالتهم...
"إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم"
و امرأة عمران هي أم مريم و كان اسمها (حنة بنت فاقود) نذرت و هي حامل أن يكون ما في بطنها خالصا لله خادما لبيت المقدس..
"فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت و ليس الذكر كالأنثى و إني سميتها مريم و إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ".... أى أنها عندما وضعتها وجدتها أنثى و ليس الذكر كالأنثى في رعاية و خدمة بيت الرب . و قد أطلقت عليها اسم مريم .إلا أنها طلبت من الله سبحانه أن يكون معيذها ليس هي فقط بل و ذريتها من الشيطان الرجيم . عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه و سلم "ما من مولود يولد إلا مسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من مسه إياه إلا مريم و ابنها" ، ثم يقول أبو هريرة اقرءوا إن شئتم (و إني أعيذها بك و ذريتها من الشيطان الرجيم) ..(1)
...أيهما أفضل أن يعيذها الله من الشيطان و المسيح ابنها .أم يريدوننا أن نصدق أن الشيطان أخذ المسيح في البرية يجربه أربعين يوما(2) ....هذا مستحيل لأن الله جل و علا لكرمه .يستجيب دعاء من لجأ إليه . و أم مريم قد أعاذتها بالله هي و ذريتها من الشيطان الرجيم .
"فتقبلها ربها بقبول حسن و أنبتها نباتا حسنا و كفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب و جد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب".(2)..أي أن الله تقبل من أم مريم نذرها و استجاب لدعائها . فتقبلها بحَسن و أنبتها في حُسن و سخر لها زوج خالتها (زكريا) و كان نبيا تقيا يقوم على رعايتها إلا أنه لاحظ آيات الله عندها . إذ كان يجد عندها الطعام في الوقت الذي لا يأتيها أحد بطعام...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تفسير ابن كثير
(2)هنا يتضح استجابة الله لدعوة (حنه) وأنه سبحانه أعاذها وذريتها من الشيطان الرجيم .وهذا يتفق مع منطق حديث أبو هريرة والنصارة يؤمنون ان الشيطان أخذ يسوع الى البرية يجربة اربعون يوماً
( متى 4: 1)
و قد أثنى عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ قال "كمل من الرجال كثير و لم يكمل من النساء إلا أربع .آسيه امرأة فرعون .و مريم ابنة عمران .و خديجة بنت خويلد .و فاطمة بنت محمد".
و من معنى أنه سبحانه أنبتها نباتاً حسناً ، أي جعلها شكلاً مليحاً و منظراً بهيجاً . و يسر لها أسباب القبول و قرنها بالصالحين من عباده تتعلم منهم العلم و الخير و الدين . و بالطبع و بحسب الوراثة يكون المسيح فيه منها كما رُوي عن رسول الله –صلى الله عليه و سلم- و كما سنبين فيما بعد أنه
كان مليحاً أبيض الوجه مشرباً بحمرة يتصبب عليه الماء كأنما خرج من ديماس (أي حمام) ، و ليس كما يدعي عليه النصارى . من أنه كان لا صورة له و لا جمال و لا منظر محتقر و مخذول من الناس كما جاء في النبوءة من سفر (أشعياء 53 :2)
أقوال النصارى عن مريم في الكفة الأخرى :
(متى 1 : 20) "و كلم ملاك الرب يوسف "يا يوسف بن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك"!!... إن المرأة لا تنسب إلى الرجل كامرأة إلا إذا كانت زوجته التي دخل بها ، و هي لم تكن كذلك بل كانت عذراء .
*(متى 1 :24) "ففعل كما أمره ملاك الرب و أخذ امرأته حتى ولدت ابنها البكر و دعا اسمه يسوع" !!.(1).. إنها كانت مختارة من قبل الله مؤيدة بالحق . ولدت في بيت طهر و طاعة و قنوت لله رب العالمين ، لم تكن بغي و لا منحرفة و لا مزدراه كما يزدريها النصارى في أناجيلهم فيقدمون مريم المجدلية عليها في الذكر .
*(متى 27 :55) "و كانت هناك نساء كثيرات ينظرن من بعيد و هن قد تبعن يسوع من الجليل يخدمنه و بينهن مريم المجدلية و مريم أم يعقوب و يوسي و أم ابني زبدي. [أنظر . مريم أم يعقوب و يوسي هي نفسها أم المسيح حتى لم ينسبوها إليه أو ينسبوه لها ، و إني لأستغرب كيف يقال عنها أم يعقوب و يوسي و يهوذا و سمعان و هي بكر و لم تلد إلا المسيح البكر] ..
(متى 12 :46) "و فيما هو يكلم الجموع إذا أمه و إخوته قد وقفوا
خارجاً طالبين أن يكلموه ، فقال لهم واحد هو ذا أمك و إخوتك واقفون خارجا طالبين أن يكلموك فأجاب و قال للقائل له : (من هي أمي و من هم إخوتي) ثم مد يده نحو تلاميذه و قال : ها أمي و إخوتي ، لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي و أختي و أمي" ... و السؤال هل يليق بخلق المسيح أن تكون
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) إذا كان يسوع هو الإبن البكر لمريم ونعلم أنها لم تلد بعده فلماذا تدعى فى الأناجيل (أم يعقوب )ويدعى للمسيح أربعة إخوه ؟؟..
صلة الرحم عنده هكذا؟؟؟ هذا ما يقولونه عن خلق المسيح و ليس هذا فقط - ففي حفل العرس (عرس قانا الجليل ) الذي حضره المسيح و أمه و إخوته عندما نفد الخمر و ذهبت إليه أمه تشكو له نفاد الخمر قال لها "إليك عني يا امرأة" .. أما القرآن فإنه يتحدث في فضل عيسى نحو أمه فيقول "وبرا بوالدتي و لم يجعلني جبارا شقيا" .
و سؤال أيضا . كيف و متى كانوا إخوته؟؟ و إذا كانوا أبناء يوسف لامرأة أخرى فما صلة المسيح بهم و مستحيل أيضا أن يكونوا أبناء مريم من يوسف .
و سؤال آخر ،هل كانت أمه و إخوته عصاة لا يفعلون مشيئة الرب؟؟
.... و هنا يفجر يوحنا كاتب الإنجيل مفاجأة في (يوحنا 7 :2) "و كان عيد اليهود عيد المظال قريبا فقال له إخوته انتقل من هنا و اذهب إلى اليهودية لكي يرى تلاميذك أيضا أعمالك التي تعمل لأنه ليس أحد يعمل في الخفاء و هو يريد أن يكون علانية . إن كنت تعمل فأظهر نفسك للعالم . لأن إخوته أيضا لم يكونوا يؤمنون به!!!"
و تعليقنا هنا على هذا الكلام بهذه الآية الكريمة "و مريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا و صدقت بكلمات ربها و كتبه و كانت من القانتين" ... كيف لأمه و إخوته عدم الإيمان به؟ ألم يتنزل عليها ملاك الرب يبشرها و ينبؤها بولادة المسيح؟؟ ألم تلده بمعجزة؟؟ ألم يتكلم أمامها في المهد؟؟. كيف إذاً صدقت بكلمات ربها وكتبة .
*(متى 13 :54) "و لما جاء إلى وطنه كان يعلمهم في مجمعهم حتى بهتوا و قالوا من أين لهذا هذه الحكمة و القوات أليس هذا ابن النجار؟؟ أليست أمه تدعى مريم و إخوته يعقوب و يوسي و سمعان و يهوذا؟؟ أوليست إخواته جميعهن من عندنا؟ فمن أين لهذا هذه كلها؟
إن فيما ورد سابقا ما يغني عن الكلام هنا و لكني أقول إن عيسى المسيح ابن مريم العذراء البتول الطاهرة الذي نؤمن به و نوقره غير يسوع هذا الذي يشكله النصارى فيضعون له نسبا و أسرة و عائلة ما أنزل الله بها من سلطان ... كيف يدعى المسيح عيسى ابن النجار و لا أب له أصلا؟؟ و كيف يدعى له أربعة إخوة و أمه لم تلد غيره؟؟ و إن كانت ولدتهم فمن من؟؟ و إن كانوا أبناء يوسف النجار من نساء أخريات فكيف يدعون إخوته و كيف تدعى مريم أمهم؟؟ و تدعى أم يعقوب و يوسي و سمعان و يهوذا و لا تدعى أم عيسى؟؟
*(يوحنا 1 :12) "و بعد هذا انحدر إلى كفر ناحوم هو و أمه و إخوته و تلاميذه"... من هم إخوة الابن الإله؟؟؟
تعليـــق :
دعوني أعلق قليلا على الموقف من مريم المجدلية و التي يقدمون ذكرها على أم المسيح رفيعة المكانة و كريمة النسب . *(مرقس 16 :9) و بعدما قام باكراً في أول الأسبوع ظهر أولاً لمريم المجدلية التي كان أخرج منها سبعة شياطين" ..ظهر للمجدلية و لم يظهر لأمه .!!
هل كانت المجدلية هي الوحيدة التي فعل معها يسوع معجزة؟؟
مئات من الناس حسب الإنجيل صنع معهم يسوع معجزات فلم يحظوا بما حظيت به المجدلية .
*(لوقا 24 :10) و كانت مريم المجدلية و يونا و مريم أم يعقوب [أم يسوع] و الباقيات معهن"... لاحظ هنا ذكر المجدلية أولاً ثم أم المسيح آخراً ... و لكي تعلم لماذا حظيت مريم المجدلية بكل هذا التقديم و الذكر اقرأ هذه الرواية الدرامية و أنت تعلم لماذا؟
(يوحنا 11 :1) "و كان إنسان مريضا هو ليعازر من بيت عنيا من قرية مريم و مرثا أختها . و كانت مريم التي كان ليعازر أخوها هي التي دهنت الرب بطيب و مسحت رجليه بشعرها فأرسلت إليه الأختان قائلتين يا سيد هو ذا الذي تحبه مريض فلما سمع يسوع قال : هذا المريض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد ابن الله به . و كان يسوع يحب مرثا و أختها و ليعازر" ..في (14) "فقال لهم يسوع حينئذ علانية "ليعازر مات" .
*(يوحنا 11:27) قالت مرثا "نعم يا سيد أنا قد آمنت أنك أنت المسيح ابن الله الآتي إلى العالم" و لما قالت هذا مضت و دعت أختها سراً قائلة "المعلم قد حضر و هو يدعوك" أما تلك فلما سمعت قامت سريعا و جاءت إليه و لم يكن يسوع قد جاء إلى القرية بل كان في المكان الذي لاقته فيه مرثا . ثم إن اليهود الذين كانوا معها في البيت يعزونها لما رأوا مريم قامت عاجلا و خرجت تبعوها قائلين "إنها تذهب إلى القبر لتبكي هناك!! فمريم لما أتت إلى حيث كان يسوع و رأته خرت عند رجليه قائلة له يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخي!! " فلما رآها يسوع تبكي و اليهود الذين جاءوا معها يبكون انزعج بالروح و اضطرب و بكى يسوع أيضا!!! .. و ذهب إلى القبر و أتم المعجزة بإخراجه حيا" أ.ه .
أرأيتم لماذا حظيت المجدلية بعناية يسوع حتى أنه قال عنها :
(متى 26 :13) "الحق أقول لكم حينما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يخبر أيضا بما فعلته هذه تذكارا لها" ..هذا قيل عندما أفرغت قارورة الطيب عليه ومسحت رجليه بشعرها .
و إني أسأل النصارى أين هذا الإنجيل الذي أشار إليه يسوع؟؟ إنه لا يشير لا إلى إنجيل متى و لا لوقا و لا مرقس و لا يوحنا .. إنه يشير إلى إنجبل عيسى الذي وعظ به و علم و ليس فيه مثل هذا الهراء و هذا ما نؤمن به.
سؤال آخر هل كانت المجدلية و أختها حالة خاصة؟؟ إذ ورد في الإنجيل أن يسوع كان يستحي و كان ورعا من أن يكلم النساء أو يختلط بهن .
*يوحنا 4 :27) "و عند ذلك جاء تلاميذه و كانوا يتعجبون أنه يتكلم مع امرأة [المرأة السامرية التي طلب منها ماءاً ليشرب] . و لكن لم يقل أحد" ماذا تطلب" أو "لماذا تتكلم معها" فتركت المرأة جرتها و مضت إلى المدينة...
فإذا كان يسوع ورعا إلى هذا الحد فلماذا استثنى مريم و أختها و أخريات؟؟ و ناقض نفسه. بل لماذا سمح لها أن تفرغ الطيب على رجليه. ليس هذا فقط بل و أيضاً تمسحه بشعرها .. أم الذين كتبوا هذه الأناجيل قد كذبوا عليه؟..*و إذاكان هذا الكلام عندهم فلماذا يقذفون نبي الإسلام بالتهم .و يلقون بالشبهات حول رسول الإسلام في زواجه الطاهر من نساء شريفات عفيفات !!