طلاسـم:
يقول بولس: "الجسد ليس للزنى، بل للرب، والرب للجسد. والله قد أقام الرب… ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح" (كورنثوس (1) 13-15). ويقول "مجدوا الله في أجسادكم". (كورنثوس (1) 6/20). نلاحظ هنا ما يلي:
1- كيف يكون الرب للجسد ؟! ما المعنى ؟! وما هذه اللغة ؟! الجسد للرب لها تفسير، أي أخضع جسدك لطاعة الله. ولكن كيف يمكن تفسير "الرب للجسد"؟! هذه من ألغازهم!!
2- الله أقام الرب. يقصد (الله أحيى عيسى). ولكن ماهو ذاك الرب الذي يموت ويحيى؟! وكيف يصح أن يطلق عليه لفظ (الرب) إذا كان الله أماته وأحياه؟!! من صفات (الرب) أنه حي لا يموت. فإذا مات أثبت أنه ليس (الرب).
3- "أجسادكم أعضاء المسيح". من يستطيع أن يشرح لنا هذا اللغز ؟! كيف هذا؟! الناس بالملايين والبلايين، فهل كل أعضائهم هي أعضاء المسيح؟!! وهل للمسيح بليون يد وبليون رجل وبليون عين؟!! إن هذه الجملة لا يمكن قبولها ولا فهمها ولا تفسيرها ولا تبريرها بأية لغة من لغات البشر!!
الأفضل عدم الزواج:
يقول بولس: "أقول لغير المتزوجين وللأرامل إنه حسن لهم إذا لبثوا كما أنا". (كورنثوس (1) 7/8).
يحث بولس هنا العزاب والأرامل ألاّ يتزوجوا وأن يبقوا دون زواج مثله. ويقول "لأني أريد أن يكون جميع الناس كما أنا". (كورنثوس (1) 7/7). نلاحظ هنا ما يلي:
1- إذا أردنا تطبيق نصيحة بولس بعدم زواج من لم يتزوج وأن يكون الناس مثله غير متزوجين، فإن البشرية ستنقرض خلال مئة عام. فهل هذا وحي الرب إلى بولس أم من عنده ؟!!
2- يناقض بولس نفسه ويقول في نص آخر "التزوج أفضل من التحرق". (كورنثوس (1) 7/9). إذاً لماذا نصح بعدم الزواج وهو يعرف طبيعة البشر؟!!
3- يبدأ بولس النص بقوله "أقول". إذاً هذا قوله وليس وحياً من الرب، كما يزعم ويزعمون.
ويقول بولس: "أنت مرتبط بامرأة فلا تطلب الانفصال. أنت منفصل عن امرأة فلا تطلب امرأة". (كورنثوس (1) 7/27). نلاحظ هنا ما يلي:
1- لا تنفصل عن زوجتك، أي تمسك بالزواج. جميل. ولكن إذا انفصلت فلا تتزوج. لماذا ؟! حثه على عدم الانفصال يشير إلى بركة الزواج. ولكنه يناقض نفسه فيحثه على عدم الزواج إذا وقع الانفصال. تعليمات عجيبة. تمسكوا بالزواج ولكن لا تعودوا إليه!! إما أن الزواج خير فيحث عليه وإما أنه شر فينهي عنه. ولكن بولس يحث عليه وينهى عنه معاص. فما هذه الطلاسم؟!!
2- إن تنفير بولس الشباب من الزواج أو من العودة إليه تعني أمراً واحداً هو انتشار الزنى. المسألة بسيطة واضحة لكل ذي عقل. إما الزواج وإما الزنى. فهل أوحى الرب إلى بولس أن ينهى الناس عن الزواج ليشيع الزنى بينهم؟!!!
ويقول بولس: "غير المتزوج يهتم في ما للرب كيف يرضي الرب. وأما المتزوج فيهتم في ما للعالم كيف يرضي امرأته". (كورنثوس (1) 7/32). ويقول الشيء نفسه من غير المتزوجة والمتزوجة، فالعذراء تهتم في ما للرب والمتزوجة تهتم في ما للعالم كيف ترضي رجلها (كورنثوس (1) 7/34). ونلاحظ هنا ما يلي:
1- يفضل بولس العزوبية على الزواج، سواء للرجال أم للنساء. هذا شرع بولس، وليس شرع الله ولا شرع الأنبياء. فلم نسمع نبياً أو رسولاً (حتى ولا عيسى) قد حثَّ الناس على عدم الزواج. هذه من اختراعات بولس التي لا يُقِرُّه عليها عقل ولا دين ولا توراة ولا إنجيل.
2- يقول بولس إن المتزوج يهتم في ما للعالم كيف يرضي امرأته وغير المتزوج هو الذي يهتم بإرضاء الله. وهذا خطأ وقد يكون العكس هو الصحيح. فموسى كان متزوجاً وأرضى الله. وإبراهيم كان متزوجاً وأرضى الله. ويعقوب كان متزوجاً وأرضى الله. وإسماعيل كان متزوجاً وأرضى الله. إن المتزوج أقدر على إرضاء الله من الأعزاب لن زواجه يصونه من المعاصي والفواحش.
3- يرى بولس أن الأفضل للأرملة التي يموت عنها زوجها أن تبقى أرملة، ويقول "بحسب رأيي" (كورنثوس (1) 7/40). الأفضل عنده عدم زواج الأرملة!! لماذا ؟! الزواج أفضل للأرملة إذا أردت هي ذلك وأصْوَن للمجتمع وأطهر. ويقول بولس (هذا رأيه). إذاً ليس وحياً كما يزعمون!!! ولماذا رأيه ؟! أين الوحي ؟!! الناس بحاجة إلى وحي الله، وليس إلى رأي بولس.
4- يقول بولس: "من زوَّج فحسناً يفعل ومن لا يزوِّج يفعل أحسن". (كورنثوس (1) 7/38). عدم التزويج عنده أفضل من التزويج. لماذا ؟! هل لأن بولس لم يتزوج لسبب ما فلا يريد أن يتزوج كل الرجال ؟! هل هذا وحي الله ؟! لم ينه عيسى عن الزواج ولم يفضل العزوبية عليه، فكيف جاوز بولس عيسى؟!! إن بولس نفسه يقول: "خلقت المرأة للرجل". فكيف خلقت له والأفضل عدم زواجه منها؟!! كما أن قوله يناقض قولاً آخر له "التزوج أفضل من التحرق" (كورنثوس (1) 7/9).
عبد للمسيح أم لله ؟
يقول بولس: "الحر المدعو هو عبد للمسيح". (كورنثوس (1) 7/22). وهذا خطأ، لأن الإنسان عبد لله. خالقه، وليس للمخلوق مثله. عيسى مولود مخلوق. والله هو الخالق. الإنسان عبد للخالق. بولس نفسه يقول: "أرواحكم التي هي لله" (كورنثوس (1) 6/20). إذاً كانت أرواحنا لله، فنحن إذاً عبيد لله، وليس للمسيح.
كما أن قوله هذا يعارض قولاً آخر له: "أن ليس إله آخر إلاّ واحداً". (كورنثوس (1) 8/3). فإذا كان الله واحداً فنحن عبيد لله الواحد. ولسنا عبيداً إلاّ لله وحده. لسنا عبيداً للمسيح ولا لسواه من البشر أو الرسل أو الملائكة. العبودية لله ولله فقط.