يعيشون من الإنجيل:
يقول بولس: "الذين ينادون بالإنجيل من الإنجيل يعيشون". (كورنثوس (1) 9/14).
بولس يريد الثمن له ولرجال الدين: من يدعو للإنجيل يعيش منه. ولذلك عندما اعترف أحد رجال الدين المسيحي بأنه غير مقتنع بما يدعو له وأنه يعتقد بصحة الإسلام، أردف يقول:"ولكن أعيش منه وآخر راتباً". باع نفسه للراتب ولم يرد أن ينقذ نفسه بالإيمان الحقيقي الكامل. رضي براتبه والمزايا التي تغدقها عليه الكنيسة. ربح راتبه وخسر نفسه!!!
الإنجيل نفسه يبشر بمحمد (صلي الله عليه وسلم). ولكنهم يغلقون أعينهم وأسماعهم عندما لا تعجبهم جملة في الإنجيل، لأنهم يعيشون منه. الإنجيل والمنصب عندهم مصدران للرزق. المهم عندهم المنصب الديني والرواتب والمزايا. أما الحق والحقيقة فلا تهمهم كثيراً!!!
وبالفعل، إن رجال الكنيسة يملكون بلايين الدولارات تحت أيديهم. حققوا قول بولس؛ ينادون بالإنجيل ويعيشون منه ويجمعون الأموال باسمه. رغم قول عيسى "لا يدخل ملكوت الله غني"، فإن رجال الكنيسة أغنى الأغنياء!!!
التلـوُّن:
يقول بولس: "صرت لليهود كيهودي… وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس… وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس… صرت للكل كل شيء… وها انا أفعله لأجل الإنجيل لأكون شريكاً فيه". (كورنثوس (1) 9-20-22).
نلاحظ هنا ما يلي:
1- بولس يداهن الجميع باعترافه هو. فهو يهودي مع اليهود ونصراني مع النصارى وكافر مع الكافرين. هذا قوله هو. يتلون ليرضي الجميع ويكسب الجميع. وليس هذه صفات مَنْ (روح الله فيه) كما يزعم بولس عن نفسه. المؤمن لا يتلوَّن هكذا، بل يثبت على إيمانه، ولا يتنازل عنه إرضاءً لأحد.
2- يدل هذا القول على انتهازية شخصية بولس، فهو يتلون مع الموقف حسب اعترافه. ولذلك كانت النتيجة أنه ألغى الختان ليرضي الرومان وجعل الله ثلاثة ليرضي اليونان. وجعل المسيح إلهاً ليرضي الذين كانوا يؤمنون بتعداد الآلهة. وجعل الصلب للتكفير ليرضي الناس بزعم أن خطاياهم قد غفرت لهم. إذاً لماذا نزل الوحي من الله إذا كان المراد إرضاء الناس وإقرارهم على معتقداتهم؟!!
3- ويبين بولس دافعه إلى التلون إذ يقول "لأجل الإنجيل لأكون شريكاً فيه". يريد أن يكون شريكاً ما شرعه عيسى أو أقره وتبعوا شرع بولس!!! لم يقل بولس شيئاً إلا آمن به النصارى. نسوا ما قال الله وما قال عيسى واتبعوا أقوال بولس!!! وهذا لغز آخر من ألغاز العالم: قوم نسوا ما قال الله وما قال رسول الله وتبعوا أقوال شخص زعم أنه في المنام تلقى الوحي من عيسى وهو ميت!!!! هل هناك لغز بعد هذا اللغز؟!!!
صخرة قوم موسى:
يقول بولس عن موسى وقومه: "لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح". (كورنثوس (1) 10/3).
كيف كان موسى وقومه يشربون من المسيح وصخرته؟!! لقد كان موسى قبل المسيح بنحو ألف ومئتي سنة. وإذا كان الكلام مجازاً، فالأولى أن يقول إن موسى والمسيح شربا من منبع واحد هو الوحي السماوي. موسى لم يأخذ من المسيح لأنه كان قبله. بل المسيح ليكمل شرع موسى. فقول بولس خطأ واضح.