اللوجوس
وفي الفصل الثالث من هذا الكتاب ..وتحت هذا العنوان ..ادعى كاتب هذا " المنشور التنصيري " أن " كلمة الله ..التي هي المسيح ، تعني " عقل الله " وقدرته على إعلان ذاته وتنفيذ إرادته " ..فالكلمة هي العقل – اللوجوس.
وفي الحوار مع هذه الدعوة نقول :
* إذا كان المسيح هو كلمة الله ..وإذا كانت الكلمة – المسيح – " تعني العقل الإلهي وقدرته على إعلان ذاته وتنفيذ إرادته".
* وإذا كان المسيح – الكلمة ..العقل – قد ولد من مريم .. فهل قبل المسيح كان الله بلا عقل وبلا قدرة على إعلان ذاته وتنفذ إرادته ؟!
وإذا قيل : إن عقل الله اتحد بالمسيح – أي بالناسوت – في رحم مريم ..فهل دخل الله بعقله في رحم مريم ؟! ..أم دخل عقله وحده رحم مريم ، وبقى بلا عقل ؟! ..وإذا كان الله قد اتحد بالمسيح في رحم مريم – اتحاد اللاهوت والناسوت – فهل كان الله يدبر الكون ، ويعلن ذاته وينفذ إرادته من داخل رحم مريم ؟!
* وذا كان الثلاثة – الآب ..والابن ..والروح القدس- هم واحد – لا ثلاثة – مثل حرارة الشمس ..وضوئها ، المتحدان بها – كما يحلو لهم التمثيل بذلك في تفسير " وحدة الثالوث" ..فإن الضوء وحده لا يقوم بوظيفة الشمس ..وكذلك الحرارة وحدها لا تقوم بوظيفة الشمس ..وإنما لابد من كل مكونات الشمس : الضوء ..والحرارة وغيرها للقيام بوظائف الشمس.
لكن المسيحيين يجعلون المسيح إلها كاملا يقوم بكل وظائف الإله ، حتى لقد جعلوه بديلا للآب ..فهو – عندهم – خالق كل شئ ..وبه كان كل شئ ..وبدونه لم يكن شئ ..وهو الألف والياء ..وبذلك سقط " تسويق " وحدة الثالوث ، بالقياس على مكونات الشمس.
لقد تجاوزوا التثليث وتعدد الآلهة إلى الشرك ، الذي حل فيه المسيح محل الله – الآب.
ولقد سبق للإمام الفخر الرازي أن سد الطريق على النصارى في هذا التخريج الذي حاولوا به جمع المتناقضات – التثليث والتوحيد – وذلك عندما عرض مذهبهم هذا فقال :" إنهم يقولون :إن أقنوم لكلمة اتحد بعيسى – عليه السلام - ، فأقنوم الكلمة إما أن يكون ذاتا أو صفة ، فإن كان ذاتا فذات الله قد حلت في عيسى واتحدت بعيسى ،فيكون عيسى هو الإله على هذا القول .
وإن قلنا : إن الأقنوم عبارة عن الصفة ، فانتقال الصفة من ذات إلى ذات أخرى غير معقول .
ثم ، بتقدير انتقال أقنوم العلم عن ذات الله تعالى إلى عيسى يلزم خلو ذات الله عن العلم ، ومن لم يكن عالما لم يكن إلها.."
* أما كون المسيح – في القرآن الكريم – " كلمة الله " (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ) " النساء 171".
فمعناها : خلق الله ..فكلمات الله لا نهائية ..أي خلقة ومخلوقاته .
{ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27) مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28) } " لقمان "
{ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109 ) }" الكهف"
فكلمات الله هي خلقه ..ووحيه ..وقضاؤه.
* أما كون المسيح - في القرآن – هو روح من الله .
{ وَرُوحٌ مِنْهُ } "النساء: 171"
فإنها لا تعني ألوهيته ..فلقد نفخ الله – سبحانه وتعالى – في آدم من روحه ..ولم يقل أحد إن آدم قد صار إلها بسبب احتوائه على روح من الله .
{ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ} " السجدة :9"
{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) }" الحجر"
ثم إن هذا القرآن الكريم – الذي يستشهد به هذا الكتاب ، في هذه المواطن ، وبهذه الآيات ، ليوهم قراءه انحياز القرآن لعقائد النصرانية في ألوهية المسيح ..إن هذا القرآن هو ذاته الذي نفى نفيا قاطعا ألوهية المسيح وبنوته لله، وحكم على من قال ذلك بالكفر والشرك .
{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76)
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) } "المائدة"
هذا هو القرآن الكريم ، الذي يحاول كاتب هذا المنشور التنصيري أن يستشهد به ..يعلن أن المسيح : كلمة اله ..أي خلقه ..نفخ فيه من روحه ..كما نفخ في آدم من روحه ..وأنه – المسيح- عبد الله ورسوله ، كالخالين من الرسل ..وأن الذين ألهوه ، وقالوا بالتثليث قد كفروا بالوحدانية ..وسقطوا في مستنقع الإشراك بالله الواحد الأحد.
* وأما تفويض القرآن الكريم للمسيح – عليه السلام – معجزات الخلق.
{أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ} " آل عمران :49".
فهو معجزة بإذن الله ، وليست خلقا ابتدائيا كخلق الله ، وكذلك شفاؤه للمرضى ..وإحياؤه للموتى ..هو إعجاز بإذن الله {وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ} "آل عمران:49"
فهو إعجاز يظهره الله على يديه ، وليس ثمرة لألوهيته ..وإلا كان شريكا لله في الخلق والإحياء والإماتة ..والشراكة تعني الشرك لا التوحيد ..ثم إنه هو – المسيح – مخلوق لله بإعجاز دون إعجاز خلق آدم – عليهم السلام -.
* واستدلال الكتاب بآية سورة الزخرف :
{وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61)} " الزخرف".
استدلال بجعل القرآن المسيح من علامات الساعة ..يتجاهل أن هذه الآية مسبوقة بالآية 59 التي تقول :
{إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (59)} " الزخرف".
فهو عبد الله ورسوله ..جعله آخر أنبياء بني إسرائيل وعلامات الساعة – كل علاماتها – مخلوقة لله الواحد الأحد ..وليس من بينها علامة تشارك الله في الألوهية والخلق ..ولم يقل عاقل إن علامات الساعة – وهي كثيرة – هي آلهة مع الله !.
* وميلاد المسيح بلا اب بشري ، لا يعني ألوهيته ..وإلا لكان آدم – عليه السلام – أولى بذلك ..فلقد خلق دون أب ولا أم ..إنهم خلق الله ..وكلمات الله ..خلقوا بقدرة الله الواحد الأحد:
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) } " آل عمران "
فهو معجزة ، خلقه الله دون أب ..والإعجاز في خلقه أقل من الإعجاز في خلق آدم ..ولذلك عبر القرآن الكريم بلفظ: " كمثل آدم " ..والمشبّه " خلق المسيح" لم يبلغ – في الإعجاز مبلغ المشبه به " خلق آدم"..!
وفي الحوار مع هذه الدعوة نقول :
* إذا كان المسيح هو كلمة الله ..وإذا كانت الكلمة – المسيح – " تعني العقل الإلهي وقدرته على إعلان ذاته وتنفيذ إرادته".
* وإذا كان المسيح – الكلمة ..العقل – قد ولد من مريم .. فهل قبل المسيح كان الله بلا عقل وبلا قدرة على إعلان ذاته وتنفذ إرادته ؟!
وإذا قيل : إن عقل الله اتحد بالمسيح – أي بالناسوت – في رحم مريم ..فهل دخل الله بعقله في رحم مريم ؟! ..أم دخل عقله وحده رحم مريم ، وبقى بلا عقل ؟! ..وإذا كان الله قد اتحد بالمسيح في رحم مريم – اتحاد اللاهوت والناسوت – فهل كان الله يدبر الكون ، ويعلن ذاته وينفذ إرادته من داخل رحم مريم ؟!
* وذا كان الثلاثة – الآب ..والابن ..والروح القدس- هم واحد – لا ثلاثة – مثل حرارة الشمس ..وضوئها ، المتحدان بها – كما يحلو لهم التمثيل بذلك في تفسير " وحدة الثالوث" ..فإن الضوء وحده لا يقوم بوظيفة الشمس ..وكذلك الحرارة وحدها لا تقوم بوظيفة الشمس ..وإنما لابد من كل مكونات الشمس : الضوء ..والحرارة وغيرها للقيام بوظائف الشمس.
لكن المسيحيين يجعلون المسيح إلها كاملا يقوم بكل وظائف الإله ، حتى لقد جعلوه بديلا للآب ..فهو – عندهم – خالق كل شئ ..وبه كان كل شئ ..وبدونه لم يكن شئ ..وهو الألف والياء ..وبذلك سقط " تسويق " وحدة الثالوث ، بالقياس على مكونات الشمس.
لقد تجاوزوا التثليث وتعدد الآلهة إلى الشرك ، الذي حل فيه المسيح محل الله – الآب.
ولقد سبق للإمام الفخر الرازي أن سد الطريق على النصارى في هذا التخريج الذي حاولوا به جمع المتناقضات – التثليث والتوحيد – وذلك عندما عرض مذهبهم هذا فقال :" إنهم يقولون :إن أقنوم لكلمة اتحد بعيسى – عليه السلام - ، فأقنوم الكلمة إما أن يكون ذاتا أو صفة ، فإن كان ذاتا فذات الله قد حلت في عيسى واتحدت بعيسى ،فيكون عيسى هو الإله على هذا القول .
وإن قلنا : إن الأقنوم عبارة عن الصفة ، فانتقال الصفة من ذات إلى ذات أخرى غير معقول .
ثم ، بتقدير انتقال أقنوم العلم عن ذات الله تعالى إلى عيسى يلزم خلو ذات الله عن العلم ، ومن لم يكن عالما لم يكن إلها.."
* أما كون المسيح – في القرآن الكريم – " كلمة الله " (إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ) " النساء 171".
فمعناها : خلق الله ..فكلمات الله لا نهائية ..أي خلقة ومخلوقاته .
{ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27) مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28) } " لقمان "
{ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109 ) }" الكهف"
فكلمات الله هي خلقه ..ووحيه ..وقضاؤه.
* أما كون المسيح - في القرآن – هو روح من الله .
{ وَرُوحٌ مِنْهُ } "النساء: 171"
فإنها لا تعني ألوهيته ..فلقد نفخ الله – سبحانه وتعالى – في آدم من روحه ..ولم يقل أحد إن آدم قد صار إلها بسبب احتوائه على روح من الله .
{ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ} " السجدة :9"
{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) }" الحجر"
ثم إن هذا القرآن الكريم – الذي يستشهد به هذا الكتاب ، في هذه المواطن ، وبهذه الآيات ، ليوهم قراءه انحياز القرآن لعقائد النصرانية في ألوهية المسيح ..إن هذا القرآن هو ذاته الذي نفى نفيا قاطعا ألوهية المسيح وبنوته لله، وحكم على من قال ذلك بالكفر والشرك .
{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76)
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) } "المائدة"
هذا هو القرآن الكريم ، الذي يحاول كاتب هذا المنشور التنصيري أن يستشهد به ..يعلن أن المسيح : كلمة اله ..أي خلقه ..نفخ فيه من روحه ..كما نفخ في آدم من روحه ..وأنه – المسيح- عبد الله ورسوله ، كالخالين من الرسل ..وأن الذين ألهوه ، وقالوا بالتثليث قد كفروا بالوحدانية ..وسقطوا في مستنقع الإشراك بالله الواحد الأحد.
* وأما تفويض القرآن الكريم للمسيح – عليه السلام – معجزات الخلق.
{أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ} " آل عمران :49".
فهو معجزة بإذن الله ، وليست خلقا ابتدائيا كخلق الله ، وكذلك شفاؤه للمرضى ..وإحياؤه للموتى ..هو إعجاز بإذن الله {وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ} "آل عمران:49"
فهو إعجاز يظهره الله على يديه ، وليس ثمرة لألوهيته ..وإلا كان شريكا لله في الخلق والإحياء والإماتة ..والشراكة تعني الشرك لا التوحيد ..ثم إنه هو – المسيح – مخلوق لله بإعجاز دون إعجاز خلق آدم – عليهم السلام -.
* واستدلال الكتاب بآية سورة الزخرف :
{وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61)} " الزخرف".
استدلال بجعل القرآن المسيح من علامات الساعة ..يتجاهل أن هذه الآية مسبوقة بالآية 59 التي تقول :
{إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (59)} " الزخرف".
فهو عبد الله ورسوله ..جعله آخر أنبياء بني إسرائيل وعلامات الساعة – كل علاماتها – مخلوقة لله الواحد الأحد ..وليس من بينها علامة تشارك الله في الألوهية والخلق ..ولم يقل عاقل إن علامات الساعة – وهي كثيرة – هي آلهة مع الله !.
* وميلاد المسيح بلا اب بشري ، لا يعني ألوهيته ..وإلا لكان آدم – عليه السلام – أولى بذلك ..فلقد خلق دون أب ولا أم ..إنهم خلق الله ..وكلمات الله ..خلقوا بقدرة الله الواحد الأحد:
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) } " آل عمران "
فهو معجزة ، خلقه الله دون أب ..والإعجاز في خلقه أقل من الإعجاز في خلق آدم ..ولذلك عبر القرآن الكريم بلفظ: " كمثل آدم " ..والمشبّه " خلق المسيح" لم يبلغ – في الإعجاز مبلغ المشبه به " خلق آدم"..!