ولا بد للجنود من اخذه والقبض عليه ، فلما راى الله الخطر على عبده ، فلم يقل بَرنَابا الرب عيسى او ابنه عيسى بل قال عبده .
وفي الإصحاح 217 يروي برنابا ما حصل ليهوذا مع ظن الجميع أن هذا هو يسوع المسيح ، بعد القبض عليه عندما سبقهم للبيت ، وحدوث الشبه وتقييده وأخذه على أنه هو المسيح شكلاً وصوتاً ولو صرخ مهما صرخ وصاح فلن يُصدفه أحد أنه ليس المسيح ، بل سيعتبر الجنود ومن معهم أن هذه خدعه من المسيح لينجوا ، وفوق ذلك أن إرادة الله ومشيئته أن يُعاقبَ هذا اللص الخائن ، والمسيح رُفع ولم يُشاهد رفعه سوى برنابا ، واللحظه بعده لحظة رُعب وخوف للتلاميذ ما بعده خوفٌ ورُعب ، حتى أن يوحنا فر عارياً كما خلقه ربه ، بعد أن حاول الجُنودُ القبض عليه وهو مُتلحف بملحفه خرجت بأيديهم ، والنشيط من يهرب بنفسه من المكان لينجوا ، ولكن الله كان معهم وحماهم ، وبالكاد ذهب الخوف عن بُطرس ويوحنا ليلحقوا بهم ويُراقبوا ما سيحدث ليهوذا تلك الليله ظانين أنه هو المسيح ، ليُخبروا برنابا عنه فيما بعد كما أخبر يسوع .
إنجيل برنابا الفصل { 217 : 1-88 } اخذ الجنود يهوذا وأوثقوه 1 ساخرين منه 2 لأنه أنكر وهو صادق انه هو يسوع 3 فقال الجنود مستهزئين به : يا سيدي لا تخف لأننا قد أتينا لنجعلك ملكا على إسرائيل 4 وإنما اوثقناك لأننا نعلم انك ترفض المملكة 5 أجاب يهوذا : لعلكم جننتم 6 أنكم أتيتم بسلاح ومصابيح لتأخذوا يسوع الناصري كأنه لص أفتوثقونني أنا الذي أرشدتكم لتجعلونني ملكا ؛7 حينئذ خان الجنود صبرهم وشرعوا يمتهنون يهوذا بضربات ورفسات وقادوه بحمق الى أورشليم 8 وتبع يوحنا وبطرس الجنود عن بعد وأكدا للذي يكتب إنهما شاهدا كل التحري الذي تحراه بشأن يهوذا رئيس الكهنة ومجلس الفريسيين الذين اجتمعوا لكي يقتلوا يسوع 9 فتكلم من ثم يهوذا كلمات جنون كثيرة 10 حتى أن كل واحد اغرق في الضحك معتقدا انه في الحقيقة يسوع وانه يتظاهر بالجنون خوفا من الموت 11 لذلك عصب الكتبة عينيه بعصابة 12 وقالوا له مستهزئين : يا يسوع نبي الناصريين ( فأنهم هكذا كان يدعون المؤمنين بيسوع ) قل لنا من ضربك 13 ولطموه و بصقوا في وجهه 14 ولما أصبح الصباح التأم المجلس الكبير للكتبة وشيوخ الشعب 15 وطلب رئيس الكهنة مع الفريسيين شاهد زور على يهوذا معتقدين انه يسوع فلم يجدوا مطلبهم 16 ولماذا أقول أن رؤساء الكهنة أن اعتقدوا أن يهوذا يسوع ؟ 17 بل أن التلاميذ كلهم مع الذي يكتب اعتقدوا ذلك 18 بل أكثر من ذلك أن أم يسوع العذراء المسكينة مع أقاربه وأصدقائه اعتقدوا ذلك 19 حتى أن حزن كل واحد كان يفوق التصديق20 لعمر الله أن الذي يكتب نسي كل ما قاله يسوع : من انه يرفع من العالم وان شخص آخر سيُعذب باسمه وانه لا يموت إلا وشك نهاية العالم 21 لذلك ذهب (الذي يكتُب) مع أم يسوع ومع يوحنا الى الصليب 22 فأمر رئيس الكهنة أن يؤتى بيسوع موثقا أمامه 23 وسأله عن تلاميذه وعن تعليمه 24 فلم يجب يهوذا بشيء في الموضوع وكأنه جن 25 حينئذ استحلفه رئيس الكهنة باله إسرائيل الحي أن يقول له الحق 26 أجاب يهوذا : لقد قلت لكم أني يهوذا الاستخريوطي الذي وعد أن يسلم لكم يسوع الناصري 27 أما انتم فلا أدري بأي حيله جننتم 28 لأنكم بأي وسيلة تريدون أن أكون أنا يسوع 29 أجاب رئيس الكهنة : أيها الضال المضل لقد ضللت كل إسرائيل بتعليمك وآياتك الكاذبة مبتدئا من الجليل حتى أورشليم هنا 30 أفيخيل لك الآن أن تنجوا من العقاب الذي تستحقه والذي أنت أهل له بالتظاهر بالجنون ؟ 31 لعمر الله انك لن تنجوا منه 32 وبعد أن قال هذا أمر خدمه أن يوسعوه لطما ورفسا لكي يعود عقله الى رأسه 33 ولقد أصابه الاستهزاء على يد خدم رئيس الكهنة ما يفوق التصديق 34 لأنهم اخترعوا أساليب جديدة بغيرة ليفكهوا المجلس 35 فألبسوه لباس مشعوذ وأوسعوه ضربا بأيديهم وأرجلهم حتى أن الكنعانيين أنفسهم لو رأوا ذلك المنظر لتحننوا عليه 36 ولكن قست قلوب الكهنة والفريسيين وشيوخ الشعب على يسوع الى حد سروا معه أن يروه معاملا هذه المعاملة مُعتقدين أن يهوذا هو بالحقيقة يسوع 37 ثم قادوه بعد ذالك موثقا الى الوالي الذي كان يحب يسوع سرا 38 ولما كان يظن أن يهوذا هو يسوع أدخله غرفته وكلمه سائلا إياه لأي سبب قد سلمه رؤساء الكهنة والشعب الى يديه 39 أجاب يهوذا : لو قلت لك الحق لما صدقتني لأنك قد تكون مخدوعا كما خدع الكهنة والفريسيين 40 أجاب الوالي ( ظانا انه أراد أن يتكلم عن الشريعة ) : ألا تعلم أني لست يهوديا ؟ 41 ولكن الكهنة وشيوخ الشعب قد سلموك ليدي 42 فقل لنا الحق لكي افعل ما هو عدل 43 لأن لي سلطانا أن أطلقك وأن آمر بقتلك 44 أجاب يهوذا : صدقني يا سيدي انك أذا أمرت بقتلي ترتكب ظلما كبيرا لأنك تقتل بريئا 45 لأني أنا يهوذا الاسخريوطي لا يسوع الذي هو ساحر فحولني هكذا بسحره 46 فلما سمع الوالي هذا تعجب . كثيرا حتى انه طلب أن يطلق سراحه 47 لذلك خرج الوالي وقال مبتسما : من جهة واحدة على الأقل لا يستحق هذا الإنسان الموت بل الشفقة 48 ثم قال الوالي : أن هذا الإنسان يقول انه ليس يسوع بل يهوذا الذي قاد اليهود ليأخذوا يسوع 49 ويقول أن يسوع الجليلي قد حوله هكذا بسحره 50 فإذا كان هذا صدقا يكون قتله ظلما كبيرا لأنه يكون بريئا 51 ولكن أذا كان هو يسوع وينكر انه هو فمن المؤكد انه فقد عقلة ويكون من الظلم قتل مجنون 52 حينئذ صرخ رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب مع الكتبة والفريسيين بصخب قائلين : انه يسوع الناصري فأننا نعرفه 53 لأنه لو لم يكن هو المجرم لما أسلمناه ليديك 54 وليس هو بمجنون بل بالحري خبيث لأنه بحيلته هذا يطلب أن ينجو من أيدينا 55 وإذا نجا تكون الفتنة التي يثيرها شراً من الأولى 56 أما بيلاطس ( وهو اسم الوالي ) فلكي يتخلص من هذه الدعوى قال : انه جليلي وهيرودس هو ملك الجليل 57 فليس من حقي الحكم في الدعوى 58 فخذوه الى هيرودس 59 فقادوا يهوذا الى هيرودس الذي طالما تمنى أن يذهب يسوع لبيته 60 ولكن يسوع لم يرد قط أن يذهب لبيته 61 لأن هيرودس كان من الأمم وعبد الآلهة الباطلة الكاذبة عائشا بحسب عوائد الأمم النجسة 62 فلما قيد يهوذا الى هناك سأله هيرودس عن أشياء كثيرة لم يحسن يهوذا الإجابة عنها منكرا انه هو يسوع 63 حينئذ سخر به هيرودس مع بلاطه كله وأمر أن يلبس ثوبا ابيض كما يلبس الحمقى 64 ورده الى بيلاطس قائلا : لا تقصر في أعطاء العدل بيت إسرائيل 65 وكتب هيرودس هذا لأن رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين أعطوه مبلغا كبيرا من النقود 66 فلما علم الوالي من أحد خدم هيرودس أن الأمر هكذا تظاهر بأنه يريد أطلاق سراح يهوذا طمعاً في نيل شيء من النقود 67 فأمر عبيده الذين دفع لهم الكتبة ( نقودا ) ليقتلوه أن يجلدوه ولكن الله الذي قدر العواقب أبقى يهوذا للصليب ليكابد ذلك الموت الهائل الذي كان اسلم إليه آخر 68 فلم يسمح بموت يهوذا تحت الجلد مع أن الجنود جلدوه بشده سال معها جسمه دما 69 ولذلك البسوه ثوبا قديما من الأرجوان تهكماً قائلين : يليق بملكنا الجديد أن يلبس حلةً ويتوج 70 فجمعوا شوكاً وصنعوا إكليلاً شبيهاً بأكاليل الذهب والحجارة الكريمة التي يضعها الملوك على رؤوسهم 71 ووضعوا إكليل الشوك على رأس يهوذا 72 ووضعوا في يده قصبة كصولجان وأجلسوه في مكان عالي 73 ومر من أمامه الجنود حانين رؤوسهم تهكما مؤدين له السلام كأنه ملك اليهود 74 وبسطو أيديهم لينالوا الهبات التي اعتاد إعطاءها الملوك الجدد 75 فلما لم ينالوا شيئا ضربوا يهوذا قائلين : كيف تكون أذا متوجاً أيها الملك أذا كنت لا تهب الجنود والخدم ؟ 76 فلما رأى رؤساء الكهنة مع الكتبة والفريسيين أن يهوذا لم يمت من الجلد ولما كانوا يخافون أن يطلق بيلاطس سراحه أعطوه هبة من النقود للوالي فتناولها وأسلم يهوذا للكتبة والفريسيين كأنه مجرم يستحق الموت 77 وحكموا بالصلب على لصين معه 78 فقادوه الى جبل الجمجمة حيث اعتادوا على شنق المجرمين وهنالك صلبوه عريانا مبالغة في تحقيره 79 ولم يفعل يهوذا سوى الصراخ : يا الله لماذا تركتني فان المجرم قد نجا أما أنا فأموت ظلما 80 الحق أقول أن صوت يهوذا ووجهة وشخصه بلغت من الشبه بيسوع أن اعتقد تلاميذه والمؤمنين به كافة انه هو يسوع 81 لذلك خرج بعضهم من تعليم يسوع معتقدين أن يسوع كان نبيا كاذبا وانه أنما فعل الآيات التي فعلها بصناعة السحر 82 لأن يسوع قال انه لا يموت الى وشك انقضاء العالم 83 لأنه سيؤخذ في ذالك الوقت من العالم 84 فالذين ثبتوا راسخين في تعليم يسوع حاق بهم الحزن إذ رأوا من يموت شبيها بيسوع كل الشبه حتى أنهم لم يذكروا ما قاله يسوع 85 وهكذا ذهبوا في صحبة أم يسوع الى جبل الجمجمة 86 ولم يقتصروا على حضور موت يهوذا باكين على الدوام بل حصلوا بواسطة نيقوديموس ويوسف الابار يماثيائي من الوالي على جسد يهوذا ليدفنوه 87 فأنزلوه من ثم عن الصليب ببكاء لا يصدقه أحد 88 ودفنوه في القبر الجديد ليوسف بعد أن ضمخوه بمئة رطل من الطيوب " .
ومما ذكره برنابا سابقاً فالله ألقادر على كُل شيء ، والذي لا راد لإرادته ، فهو قادرٌ على ألطمس على عقول وعيون ألبشر ، وعلى ألسنتهم بما فيهم يهوذا حتى تتم إرادته ، وحتى قادر على أن يُنطق يهوذا بغير إرادته لِتتم مشيئته والتي لا راد لها على من جعلوا نبيهم إبنُ الله وتمادوا أن جعلوه ألله ، بأن لا يكون عندهم شك بأن ألذي صُلب ليس ألمسيح عقاباً من ألله لهم وليهوذا .
وفي برنابا {218 :1 -9 } 1 ورجع كل الى بيته 2 ومضى الذي يكتب ويوحنا ويعقوب أخوه مع أم يسوع الى الناصرة 3 أما التلاميذ الذين لم يخافوا الله فذهبوا ليلا وسرقوا جسد يهوذا وخبأووه وأشاعوا أن يسوع قام 4 فحدث بسبب هذا إضطراب 5 فأمر رئيس الكهنة أن لا يتكلم أحد عن يسوع الناصري وإلا كان تحت عقوبة الحرم 6 فحصل اضطهاد عظيم فرجم وضرب ونفي من البلاد كثيرون لأنهم لم يلازموا الصمت في هذا الأمر 7 وبلغ الخبر الناصرة كيف أن يسوع أحد أهالي مدينتهم قام بعد أن مات على الصليب 8 فضرع الذي يكتب الى أم يسوع أن ترضى فتكف عن البكاء لأن ابنها قام فلما سمعت العذراء مريم هذا قالت باكية : لنذهب الى أورشليم لننشد ابني 9 فاني إذا رأيته مت قريرة العين .
في ما أورده برنابا في الآيه3 مما ورد سابقاً أما التلاميذ الذين لم يخافوا الله فذهبوا ليلا وسرقوا جسد يهوذا وخبأووه وأشاعوا أن يسوع قام( فإن مُجريات الأحداث تدُل على أن هؤلاء التلاميذ إذا كانوا هُم الذين سرقوا الجسد لم يقوموا بذلك لوحدهم ، لأن ذلك صعب عليهم بوجود الحراسه ، فإنهم إشتركوا في مؤامرة سرقة الجسد مع غيرهم ممن كانوا في حراسة القبر من الجنود والكهنه والفريسيين ، بعد إزاحة الحجر وفك الختم الروماني ، وترتيب الكفن ، وأخذ جُثة يهوذا وشنقه وهو ميت ودحرجته وخروج أمعاءه كاملةً من بطنه ، لوجود شق في خاصرته نتيجة طعنة الجُندي له ، للتغطيه على إختفاء يهوذا ، ولترسيخ أن المسيح قام من بين الاموات( وسرقة الجُثه للمصلوب مؤكده ولا مجال للشك فيها ) .