كاتب
إنجيل يوحنا هو يوحنا أحد الحواريين الاثنى عشر، حسب اعتقاد بعضهم. ولكن الأرجح لدى البعض أن كاتب إنجيل يوحنا ليس يوحنا، بل أحد تلاميذه. كتبه ونسبه إلى معلِّمه يوحنا ليكسب ثقة الناس في إنجيله. ولماذا هذا التزوير ؟ السبب هو أن إنجيل يوحنا كتب بطلب خاص من أساقفة آسيا الذين أرادوا التأكيد على ألوهية عيسى. وليكسبوا ثقة القارئ في ذلك الإنجيل جعلوه باسم يوحنا أحد الحواريين.
ومما يعزز الاعتقاد بأن الكاتب ليس يوحنا الحواري أن الإنجيل كتب سنة 98م، أي بعد رفع عيسى بنحو خمس وستين سنة. فإذا افترضنا أن عمر يوحنا في حياة المسيح كان عشرين سنة فقط على الأقل، فإن عمره سنة 98م سيكون خمساً وسبعين سنة. ولماذا تأخر يوحنا خمساً وخمسين سنة حتى كتب ؟ ولماذا انتظر حتى صار عمره خمساً وسبعين سنة وهو سن لا يكتب الناس فيه عادة وليس هو أفضل سن للكتابة ؟
كما أن النسخة الأصلية (أي المخطوطة) مفقودة. والإصحاح رقم 21 أضيف إلى الإنجيل فيما بعد.
في البدء كان:
يبدأ إنجيل يوحنا بقوله "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله" (يوحنا 1/1).
نلاحظ هنا ما يلي:
1- حسب النص، الكلمة هي الله. بالتعويض، يصبح النص هكذا: "في البدء كان الله والله كان عند الله". ما معنى هذا ؟! وكيف يكون الله عند الله ؟! كلام يصعب فهمه، بل يصعب إيجاد معنى له.
2- وعندما يقول النص بعد التعويض "في البدء كان الله"، فهل لله بداية ؟! البداية والنهاية للمخلوقات، أما الله فليس له بداية ولا نهاية لأنه إزلي سرمدي.
كون العالم به:
"كان في العالم وكون العالم به ولم يعرفه العالم. إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله". (يوحنا 1/10-11).
الكلام هنا عن عيسى. كيف كان عيسى في العالم قبل أن يولد ؟! كيف يكون أحد قبل أن يكون ؟! عيسى ولد حين ولد فكيف تكوَّن العالم به والعالم مخلوق قبل عيسى بملايين السنين ؟!! وما علاقة عيسى بتكوين العالم ؟!! إن هذا يناقض التوراة التي تقول: "في البدء خلق الله السماوات والأرض" (تكوين 1/1). هذا يعني أن الله خلق السماوات والأرض (أي العالم) أول ما خلق، أي أن الله خلق العالم قبل خلق عيسى. ولم يكن لعيسى دخل في خلق العالم. ثم ما معنى "كوِّن العالم به" (يوحنا 1/10) ؟ هل عيسى هو خالق العالم ؟! وأين الله إذاً ؟!
ثم إن النص يقول إن عيسى جاء إلى خاصته، أي إلى قومه فقط وهم بنو إسرائيل فقط. وهذا يدحض النصوص الإنجيلية التي تزعم أنه جاء إلى الناس أجمعين.
معنى أولاد الله:
يشرح يوحنا أولاد الله فيقول "أولاد الله أي المؤمنين باسمه". (يوحنا 1/12).
وهذا ما قلته من قبل عن الاستعمال المجازي لعبارة (أولاد الله) أو (أبناء الله). هم المؤمنون أو عباد الله أو أحباء الله. ولكن الزاعمون جعلوا (ابن الله) تعني المعنى الحرفي، خلافاً للمعقول والمقبول، فدخلوا في متاهات الشرك، لأن الابن من جنس أبيه، فابن الأسد أسد وابن النمر نمر. فإذا فهموا (ابن الله) بالمعنى الحرفي فإن ابن الله هو إله أيضاً. ولذا جرتهم مسألة بنوة عيسى لله إلى جعل عيسى إلهاً. وهذا هو الشرك بعينه!!!