بالحقيقة نبي:
مرقس يقول "لأن يوحنا (أي المعمدان أي يحيى) كان عند الجميع أنه بالحقيقة نبي" (مرقس 11/33).
متّى يقول في نفس الموقف "لأن يوحنا عند الجميع مثل نبي" (متى 21/26).
مرقس يقول "بالحقيقة نبي"، ومتّى يقول "مثل نبي" أي كأنه نبي. هناك فرق بين "نبي" و "كأنه نبي"!!! مرقس يناقض متّى.
التوحيـد:
قال عيسى: "إن أول كل الوصايا هي اسمع يا إسرائيل. الرب إلهنا ربِّ واحد... فقال له الكاتب... بالحق قلت لأنه الله واحد وليس آخر سواه" (مرقس 12/29-32).
يدل هذا النص على ما يلي:
1- وصايا عيسى موجهة إلى بني إسرائيل، أي أن عيسى رسول إلى نبي إسرائيل فقط. ولو كان لسواهم لقال: اسمعوا أيها الناس. ولكنه خصص وما عَمَّم.
2- قال عيسى "إلهنا" أي شمل نفسه. فالرب رب عيسى أيضاً. وإذا كان عيسى إلهاً حسب زعم الكنيسة فكيف يكون للإله رب؟!
3- النص يوضح بشكل قاطع أن الرب واحد وأن عيسى ليس هو الرب لأنه قال "إلهنا". الرب واحد وليس ثلاثة وليس آخر سوى الله رباً. الرب واحد وهو ذاته الله وهو ذاته الإله. وليس كما يزعمون إذ جعلوا الله ثلاثة، ثم جعلوا الثلاثة واحداً، ثم بحثوا عن الثلاثة فتوصلوا إلى الله وعيسى والروح القدس. عيسى المولود المخلوق الذي حزن وبكى وصلى ونام وجاع وعطش وخاف وهرب، عيسى هذا جعلوه إلهاً، ساووه بالله بل جعلوه هو الذي يحاسب الناس يوم القيامة!!! عيسى يقول الرب واحد وهم جعلوا ثلاثة!!! هل بعد هذا الشرك شرك؟!! نسأل الله لهم الهداية.
الوصية العظمى:
عندما سأل أحد الكتبة عيسى عن الوصية العظمى والأهم قال: "الرب إلهنا رب واحد. وتحب الرب إلهك... وثانية مثلها هي تحب قريبك كنفسك" (مرقس 12/29-31).
ولكن هذا يختلف عن رواية متّى، إذ لم يذكر متّى عبارة "الرب إلهنا رب واحد" واكتفى متّى بمحبة الرب ومحبة القريب (متى 22/36-39) دون ذكر التوحيد.
على اليمين:
قال عيسى: "سوف تبصرون ابن الإنسان جالساً عن يمين القوة" (مرقس14/62).
المقصود بابن الإنسان – كما يشيع في الأناجيل – هو عيسى. والقوة هنا هي "الله". إذاًٍ عيسى سيجلس (حسب النص) عن يمين الله. إذاً الله وعيسى اثنان، حيث إن عيسى سيكون على يمين الله. هذا يثبت بطلان التثليث والتجسيد، حيث يزعمون أن الثلاثة واحد. ولقد ظهر الآن أنهم ليسوا واحداً، بل اثنين على الأقل. ولم يذكر النص أين سيجلس الروح القدس!!! على كل حال، الثلاثة ثلاثة، كل ذو طبيعة مختلفة، فالله هو الله وعيسى هو عيسى والروح القدس هو الروح القدس. هذا هو المنطق السليم الذي يقبله العقل. أما القول بأن الثلاثة واحد والواحد ثلاثة وكل واحد من الثلاثة هو الله وكلهم معاً هم الله، فهذا لغز لا يقبله ولا يفهمه عقل بشري!!! وماهو الإنجيل ذاته يبين أن الله ذات وعيسى ذات أخرى مستقلة.