أيتها النفس المشتاقة إلى الحق ، الباحثة عن الحقيقة ، المعتمدة على الموضوعية ، المتجردة من جواذب وغوغائية القبالية ، المتطلعة إلى التحرر من الموروثات البالية .
لقد نطق الحق ، وظهرت الحقيقة ، فاجمعي أمر نفسك ، وقرري مصيرك ، وأسرعى إلى هداية ربك ، واطلبي العون من إلهك ، فاعتصمي بحبل ربك ، فقفي وفكري وحدك ، فلن ينفعك إلا نفسك ، وسوف ينفض عنك كل حبيب وعزيز ، وسوف تُسألين وحدك وتحاسبين وحدك ، وتتحملين مصيرك وحدك .
فقد شاهدتِ تقاتل النصوص بلا رحمة أو هوادة ، ورأيتِ خنق النصوص بعضها بعضًا , وتعجبت من اختلاف النسخ والترجمات ، وأشفقت على المتحاربين فى المجامع الكهنوتية ، ونهنهت من قذف الاتهامات بين التلاميذ والرسل ، وحزنتِ من تفرق المذاهب واختلافها ، وذهلت من أقوال بولس ، وحِرت من تصارع الأساقفة والفلاسفة ، وبكيت من اختلاف الناس وتشتتهم ، فجففي الدمع واهدئي وارجعي - أيتها النفس – إلى ما ارتضيته دينًا وعقلاً ، (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا) .
ففي مجال الكتب المقدسة يكفي اختلاف واحد أو نص متناقض لكي يُلقى الكتاب كله ، ولكنك لست أمام نص واحد ، ولكنك أمام مئات النصوص الصرعى والكلمات الميتة ، فما كان مختلفًا ما استحق أن يؤتلف ، أو يُتبَّع ، وما كان متناقضًا لا يجب أن ينعقد أو يرتفع ، فادعي ربك وناجِي إلهك .
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناته
الاختلافات
في الكتاب المُقدّس
سمير سامى شحات
اللهم اهدنا ، اللهم اهدنا ، اللهم اهدنا
آمين
- تم بعون الله وحمده