الفصل الأول
تمهيد
لقد أنزل الله الإنجيل على عيسى عليه السلام. ولكن ذاك الإنجيل لا وجود له حالياً في أية لغة من اللغات ولا بأي شكل من الأشكال. الموجود حالياً هو ما يسمى العهد الجديد. وهو يتكون من أربعة أناجيل: مَتَّى ومرقس ولوقا ويوحنا. كما يحتوي على رسائل لتلاميذ عيسى وتلاميذ تلاميذه. بالإضافة إلى أعمال الرسل، هناك أربع عشرة رسالة لبولس وثمانية رسائل لتلاميذ عيسى أو تلاميذ التلاميذ.
ولقد كتبت الأناجيل بين سنة 60م-98م على الأرجح، أي بعد رفع المسيح بفترة تتراوح بين ثلاثين وخمس وخمسين سنة. كما أن أصول الأناجيل الأربعة مفقودة. لا يوجد أي إنجيل بخط كاتبه الأصلي. كما أن إنجيل متى الذي كتب بالآرامية أساساً لا توجد أية نسخة منه بتلك اللغة، إذ توجد فقط الترجمة اليونانية لمترجم مجهول ومن أصل مفقود.
ولم تكن الأناجيل في البداية أربعة فقط، بل زادت عن المئة، ولكن معظمها قد حظر تداوله من قبل الكنيسة أو أحرق لأنه يخالف ما تريده الكنيسة. والأناجيل الأربعة لم تُفضَّل عن سواها من قبل الكنيسة لأنها الأكثر موثوقية، بل لأنها الأكثر تماشياً مع متطلبات الكنيسة. ولم ترض الكنيسة عن كاتبي الأناجيل لأنهم الحواريون الملتصقون بعيسى، حيث إن متى ويوحنا فقط من الحواريين. لوقا ليس تلميذاً لعيسى، بل ولا تلميذ تلميذه. ولوقا، وهو كاتب إنجيل، هو تلميذ لبولس الذي هو تلميذ لبرنابا الذي هو تلميذ لعيسى. ومرقس، كاتب إنجيل، ليس تلميذاً لعيسى، بل تلميذ الحواريّ بطرس. ويوحنا، كاتب إنجيل، يجزم المحققون أنه ليس يوحنا الحواري، بل اسم أراد به كاتبه الحصول على ثقة لانجيله. وهكذا فإن إنجيلاً واحداً من الأربعة هو كتابة حواريّ، والثلاثة الباقية كتابة تلاميذ التلاميذ أو تلاميذ تلاميذ التلاميذ أو رجل مجهول.
وعندما جاء عيسى برسالته لم يقصد تقديم دين جديد، بل جاء لتعزيز شريعة موسى وحث الناس على المحبة والزهد والتسامح وفعل الخير، كما جاء ليؤكد التبشير بقدوم الرسول محمد (e). وهذا هو معنى إنجيل: إنجيل تعني (بشارة). كما أن عيسى جاء لبني إسرائيل فقط، كما تدل الأناجيل ذاتها.
ولكن تعاليم عيسى لم تبق كما هي ولم يبق الإنجيل المصدر الأساسي الذي لا يُمسّ عند أتباع المسيح. فقد حدثت أحداث كثيرة غيرت تعاليم المسيح عيسى بن مريم نذكر أهمها:
1- ضاع إنجيل عيسى، الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى.
2- ظهرت عشرات الأناجيل المتعارضة. وكل كاتب إنجيل يصر على أن روايته هي الصحيحة.
3- ضاعت مخطوطات الأناجيل الأصلية.
4- ظهرت أناجيل مترجمة من أصول مفقودة، كما حدث في حالة إنجيل متى الذي كتبه متى بالآرامية، ثم فقد الأصل الآرامي وظهرت الترجمة اليونانية.
5- حظرت الكنيسة تداول الأناجيل التي لا ترضى عنها، وبذلك اختفت حقائق كثيرة.
6- انعقدت مجامع كنيسة أعطت نفسها حق إلغاء شريعة موسى وإلغاء ما أقره عيسى. وكانت هذه الضربة هي القاضية على تعاليم عيسى.
7- انعقد مجمع أورشليم سنة 55م بحضور بطرس كبير الحواريين فألغى الختان وقصر المحرمات على الدم والمنحنقة وما ذبح للأوثان والزنى.
8- منعت الكنيسة تداول إنجيل برنابا (من تلاميذ عيسى) لأنه يقرر أن عيسى بشر وأنه لم يصلب وأن الرسول محمد هو المنتظر.
9- جاء أناس مثل بولس أعطوا أنفسهم أهمية فوق أهمية عيسى وأباحوا لأنفسهم حق نقض تعاليم موسى وعيسى على السواء. ولقد رحَّبت الكنيسة بهم وتبنت قراراتهم. وصار قول بولس مقدماً على قول عيسى إذا حدث تعارض. رسائل بولس لم يكن معترفاً بها قبل 364م. ولكن في تلك السنة أقرتها الكنيسة وصارت جزءاً من الكتاب المقدس لديهم.
10- لم تكن النصرانية ديناً ثابت التعاليم، بل كانت تتغير حسب القرارات الكنسية والبابوية. وعلى سبيل المثال الزواج والطلاق والرهبنة. ماهو مباح اليوم قد يصبح محرماً غداً. وماهو محرم اليوم قد يصبح مباحاً غداً.
11- تعتقد الكنيسة أن كل ما في العهد الجديد وحي من الله، رغم وجود مئات الأخطاء ووجود آلاف حالات التناقض داخله.
12- ترى الكنيسة، وليس عيسى، أن العهد الجديد ألغى القديم، أي أن الإنجيل (وأسفار النصرانية) تلغي التوراة (وأسفار اليهود). وهذا مخالف لقول عيسى ذاته.
13- لقد قام بولس بتغيير أبرز خصائص نصرانية عيسى. جعل النصرانية عالمية في حين أن عيسى جاء لبني إسرائيل فقط. وجعل بولس عيسى إلهاً في حين أن عيسى قال إنه رسولٌ بشرٌ. وجعل بولس الله ثلاثة في حين أن عيسى قال إنه واحد. وألغى بولس الختان وقد أقره عيسى. وأباح بولس لحم الخنزير وقد حرَّمه موسى وعيسى. وأدخل نظرية الصلب للفداء ولم تكن قبله. ولهذا فإن النصرانية الحالية هي نصرانية بولس في أغلب معتقداتها، وليست نصرانية عيسى.
14- جاء مجمع نيقية سنة 325م وبحث المجتمعون طبيعة الله برئاسة الإمبراطور قسطنطين. ولق صوت معظم الأعضاء إلى جانب أن عيسى رسول الله فقط. فغضب الإمبراطور وحَلَّ المجمع، وقتل بعض معارضيه، وعقد مجمعاً آخر من مؤيديه. وتمَّ بالتصويت (بعد الإرهاب) الاتفاق على أن عيسى إله وأن الله ثلاثة في واحد (مبدأ التثليث). صار عيسى إلهاً عندهم بالتصويت وبقرار إمبراطوري!
15- بعد قرار نيقية (325م)، بدأ حظر تداول الأناجيل التي تخالف قرارات المجمع المذكور أو إتلافها أو حرقها.
16- وفي سنة 381م عقد مجمع آخر هو مجمع القسطنيطينية برئاسة الإمبراطور تاوديوس لبحث طبيعة الروح القدس. وبالتصويت قررت الأكثرية أن الروح القدس إله أيضاً حتى يكمل ثالوث التثليث.
أركان النصرانية:
تقوم النصرانية الحديثة على سبعة معتقدات رئيسية هي:
1- التعميد: وهو تغطيس المولود حديثاً في الماء لمحو آثار الخطيئة الموروثة. وهذا الاعتقاد خاطئ لأن الخطيئة لا تورث، كما تذكر التوراة وكما يقرر العقل والنقل. كما أن يحيى ألغى التعميد حيث قال مبشراً بمحمد إن التطهير سيكون في المستقبل بالروح القدس، أي بكلام الله ووحيه.
2- العشاء الرباني: وهو أكل الخبز على أنه جسد المسيح وشرب الخمر على أنه دم المسيح. هذا العشاء لم تذكره جميع الأناجيل، إضافة إلى ضعف العلاقة بين الرمز والمدلول إضافة إلى نجاسة الخمر (كما تبين ذلك نصوص التوراة والإنجيل).
3- الاعتراف: وهو اعتراف المذنب بذنبه إلى الراهب كرمز للتوبة. فيقوم الراهب بدور الوسيط بين المرء والله. وهذه الوساطة تقطع الاتصال الروحي المباشر مع الله. ولا لزوم لها والمقصود منها زيادة سلطان الكنيسة. من أراد التوبة فلا حاجة لوسيط بينه وبين خالفه. ومن يكون الوسيط بين البابا والله ؟!!
4- الخلاص: ترى الكنيسة أن الخلاص يتحقق بالاعتراف بأن المسيح ابن الله وأنه صلب للفداء. وهكذا جعلت الكنيسة شرط الخلاص هو الإيمان فقط. وهذا ينافي الإنجيل ذاته الذي يحث الناس على البر والتقيد بالوصايا كطريق وحيد للخلاص.
5- التثليث: ترى الكنيسة أن الله ثلاثة في واحد. وهذا مخالف لما جاء به جميع الأنبياء ومخالف لما ورد عن عيسى نفسه في أناجيلهم. فالله واحد وليس ثلاثة في واحد.
6- ألوهية المسيح: ترى الكنيسة أن المسيح عيسى هو ابن الله وإله أيضاً. وهذا مخالف لنصوص الإنجيل ذاته، التي تروي قول عيسى نفسه عن نفسه مئات المرات بأنه نبي أو رسول أو بشر أو إنسان أو ابن إنسان.
7- الصلب: ترى الكنيسة أن عيسى صُلب من أجل التكفير عن الخطايا. ومن المعروف أنه لا علاقة بين الصلب والتكفير. فالتكفير عن الخطايا يكون بتوبة المرء وتقواه وليس بصلب شخص آخر. كما أن حادثة الصلب كما تدل عليها روايات الأناجيل مبهمة متناقضة. فصلب عيسى لم يقع أساساً.
وهكذا نرى أن النصرانية الحديثة تعتمد على سبعة أركان يمكن بيان بطلانها بسهولة. فبعضها مثل التعميد ألغاه الإنجيل ذاته. والعشاء الرباني أنكره يوحنا أحد الحواريين. والاعتراف للراهب لم يقل به عيسى في أي إنجيل. والخلاص تختلف فيه الأناجيل (كما يتبين في الفصول الآتية) اختلافاً واضحاً. والتثليث لم يقل به عيسى ولا أي نبي قبله ولا بعده. وألوهية المسيح لا يقبلها العقل الموضوعي ولا فطرة الإنسان ولا نصوص الأديان السماوية ولا روحها. وصلب عيسى لم يحدث ولا علاقة بين صلب شخص وغفران ذنوب شخص آخر.
المشكلـة:
جاء رسول من الله اسمه عيسى. أنزل الله عليه كتاباً سماوياً أسمه الإنجيل. فُقدَ إنجيل عيسى. ظهرت عشرات الأناجيل المتعارضة. جاء أناس أضافوا إلى الأناجيل رسائل زعموا أنها موحاة.
حدث اضطراب فكري وعقائدي شديد. تدخل الإمرراطور الروماني وأجبر رجال الدين على اتخاذ قرارات تتماشى مع ما يريد هو. وبعد ذلك تمَّ إتلاف الأناجيل التي لا تساير آراء الإمبراطور.
ثم جاءت الكنيسة وأعطت نفسها حق إصدار القرارات وتعديل ما أقره عيسى نفسه. وأعطت الكنيسة البابا العصمة وحق اتخاذ القرارات. وصار البابا له سلطة تعديل ما قال عيسى.
كلام عيسى نفسه لم يعد معروفاً تماماً بسبب ضياع إنجيله، ثم بسبب ظهور عشرات الأناجيل المتناقضة، ثم بسبب ضياع أصول تلك الأناجيل. ثم جاء بولس والمجامع والأباطرة والكنيسة والبابوات، وقام كل منهم بتعديل وتغيير تعاليم عيسى حسبما يروق له. بعد هذا كله، لم يبق من تعاليم المسيح إلاَّ النزر اليسير. وحتى ذلك النزر اليسير لم تعد الكنيسة تلتفت إليه، لأنها صممت ديناً خاصاً يختلف تماماً عن تعاليم عيسى. الكنيسة أدخلت اسم عيسى في دينها فقط، ولكنها لم تدخل تعاليمه.
من الممكن أن تدعو النصرانية الحديثة بأسماء مختلفة، مثل نصرانية بولس أو نصرانية الكنيسة أو النصرانية الحديثة. يمكنك أن تدعوها هذا أو ذاك، ولكن يصعب جداً أن تدعوها نصرانية عيسى.
والمشكلة لها جانب آخر هو أن نصوص العهد الجديد ليست شاملة لجوانب الحياة الرئيسية. العهد الجديد خال من تنظيم الأسرة والميراث والاقتصاد والسياسة والحرب والسلام. إن أقوال عيسى ليست شريعة جديدة ولا تصلح لذلك. إنها وصايا سلوكية عامة تركز على المحبة والتسامح والزهد، وهي ثلاث صفات كانت تنقص المجتمع اليهودي. فاليهود اشتهروا بالحقد وحب المال. ولذلك جاءت رسالة عيسى تركز على المحبة والتسامح والزهد. كما أن جزءاً كبيراً من العهد الجديد حشر فيه ما ليس بوحي إلهي، ألا وهو أعمال الرسل والرسائل الأربع عشرة والرسائل الثماني.
هذه رسائل وليست وحياً بأي حال من الأحوال.
ومن المعروف أن شريعة موسى جاءت لبني إسرائيل فقط. وعيسى لم يأت بشريعة جديدة. كما أن عيسى جاء لبني إسرائيل فقط كما تدل العديد من نصوص الأناجيل. هذا يعني أن العالم (أي كافة الناس) لم تكن لديهم شريعة سماوية حتى نهاية حياة عيسى. كما أن عيسى نفسه – حسب نصوص الأناجيل – قد بشَّر يقادم بعده يحمل كلمة الله الشاملة. ولم يأت بعد عيسى رسول من الله سوى محمد (e) . وليس من المعقول أن يترك الله الناس دون هداية شاملة. ولهذا فإن جميع الدلائل العقلية والنقلية تشير إلى وجوب نزول رسالة سماوية شاملة بعد عيسى. وقد نزلت رسالة محمد فعلاً.
النهــج:
لقد أخذتُ أجزاء العهد الجديد بأناجيله الأربعة وأعمال الرسل ورسائل بولس الأربع عشرة والرسائل الثماني. وبعد دراسة كل جزء منها، تمت مقارنته بالأجزاء الأخرى. ومما كان يلفت النظر ما يلي:
1- نصوص في الإنجيل الواحد تتناقض مع نصوص أخرى في الإنجيل ذاته.
2- نصوص في إنجيل معين تتناقض مع نصوص في إنجيل آخر.
3- نصوص في إنجيل معين تتناقض مع نصوص في التوراة وسائر أسفار العهد القديم.
4- نصوص في رسالة تتناقض مع نصوص أخرى في الرسالة ذاتها أو في رسالة أخرى للكاتب نفسه أو تتناقض مع إنجيل ما أو العهد القديم أو رسالة أخرى لكاتب آخر.
إذا تناقض نصان فهذا يعني أن أحدهما خطأ أو أن كليهما خطأ. التناقض يشير إلى وجود خطأ أو تحريف. وكانت هناك مواقع أخرى تلفت النظر في دراسة العهد الجديد. منها ما يلي:
1- نصوص لا يقبلها العقل أو المنطق.
2- نصوص تبين بصراحة ووضوح أنها ليست وحياً وبالتالي تبين أن نسبة الوحي الإلهي للعهد الجديد غير صحيحة.
3- نصوص ترد على الكنيسة ومعتقداتها.
4- نصوص تثبت بشرية عيسى.
5- نصوص تثبت أن عيسى رسول الله فقط.
6- نصوص تثبت وحدانية الله.
7- نصوص تثبت عدم وقوع صلب المسيح.
8- نصوص تدحض الصلب للفداء.
9- نصص تدحض مقولة الخطيئة الموروثة.
10- نصوص تدحض التثليث.
11- نصوص تثبت أن عيسى أرسل لبني إسرائيل فقط.
وهكذا فإن نهج هذه الدراسة أعتمد أسلوبين. الأسلوب الأول بيان النصوص المتناقضة. والأسلوب الثاني بيان النصوص ذات الدلالة الخاصة. ولقد وضع مصدر كل نص بجانبه مشيراً إلى الإنجيل أو الرسالة متبوعاً برقم الباب ثم رقم الجملة، مثلاً هكذا (متى 1/3)، أي إنجيل متى، الباب الأول، الجملة رقم3، حسب الترجمة العربية لما يسمونه "الكتاب المقدس" (إصدار دار الكتاب المقدس في العالم العربي – المطبوع في كوريا سنة 1976م).
الاختصارات:
لقد استخدمت في الاقتباسات الاختصارات الآتية:
- متى = إنجيل متى.
- مرقس = إنجيل مرقس.
- يوحنا = إنجيل يوحنا.
- لوقا = إنجيل لوقا.
- أعمال = أعمال الرسل.
- رومية = رسالة بولس إلى أهل رومية.
- كورنثوس (1) = رسالة بولس.
- رومية = رسالة بولس إلى أهل رومية.
- كورنثوس (1) = رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس.
- كورنثوس (2) = رسالة بولس الثانية إلى أهل كورنثوس.
- غلاطية = رسالة بولس إلى أهل غلاطية.
- أفسس = رسالة بولس إلى أهل أفسس.
- فيلبي = ريالة بولس إلى أهل فيلبي.
- كولوسي = رسالة بولس إلى أهل كولوسي.
- تسالونيكي (1) = رسالة بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي.
- تسالونيكي (2) = رسالة بولس الثانية إلى أهل تسالونيكي.
- تيموثاوس (1) = رسالة بولس الأولى إلى أهل تيموثاوس.
- تيموثاوس (2) = رسالة بولس الثانية إلى أهل تيموثاوس.
- تيطس = رسالة بولس إلى تيطس.
- فليمون = رسالة بولس إلى فليمون.
- العبرانيين = رسالة بولس إلى العبرانيين.
- يعقوب = رسالة يعقوب.
- بطرس (1) = رسالة بطرس الأولى.
- بطرس (2) = رسالة بطرس الثانية.
- يوحنا (1) = رسالة يوحنا الأولى.
- يوحنا (2) = رسالة يوحنا الثانية.
- يوحنا (3) = رسالة يوحنا الثالثة.
- يهوذا = رسالة يهوذا.
- رؤيا = رؤيا يوحنا اللاهوتي.
- تكوين = سفر التكوين (في التوراة).
- تثنية = سفر التثنية (في التوراة).
أهمية هذه الدراسة:
يزيد عدد النصارى في العالم عن ألف مليون نسمة فهم يشكلون نسبة 25% من سكان العالم تقريباً. وأنا أرى جزءاً كبيراً منهم يعشقون الحق والحقيقة ولديهم استعداد لفتح عقولهم وقلوبهم وتقبل الحقائق عندما تبين لهم.
أنا مسلم وأشكر الله على ذلك. ولكني لو ولدتُ من أبوين غير مسلمين، لكنتُ على الأرجح على ديانة والديّ. إن معظم سكان العالم يتبعون أديان آبائهم. فالبوذي مثلاً بوذي بالوراثة إذا شئت والنصراني نصراني بالوراثة، واليهودي يهودي بالوراثة وهكذا. ولكن كيف إذاً نهتدي إلى الحقيقة إذا بقي كل واحد تابعاً لوالديه ؟ أليس من المحتمل أن يكون الوالدان في الاتجاه الخاطئ ؟ كيف يهتدي المرء إلى طريق الصواب إذا بقي مغمض العينين يسير خلف والديه ؟
إذا بقي كل فرد يسير خلف والديه فمعنى هذا أن البشر جميعاً سيكونون في خط واحد خلف الأجداد حتى لو ساروا إلى الهاوية. لابد أن يتوقف المرء وخاصة إذا كان متعلماً. نعم، يتوقف قليلاً ليسأل نفسه: هل والديّ فعلاً على طريق الصواب ؟ هل هناك حقائق لم تصلني ؟
لابد أن يعيد المرء النظر في مسألة الدين بالوراثة. إن الدين مسألة جوهرية في حياة المرء. إن الدين يرسم للإنسان حياته في الدنيا ومصيره في الآخرة. لابد أن يكون الدين بالعقل، لا بالوراثة.
النقطة الأخرى الهامة هي أن العالم النصراني للأسف الشديد يحمل كثيراً من الحقد للعالم الإسلامي وللإسلام دون وجه حق، حقد يظهر على شكل حروب ظاهرة أحياناً، على شكل استعمار أحياناً، على شكل ضغوط اقتصادية، على شكل حروب ثقافية، على شكل ضغوط إعلامية أو نفسية، على شكل مؤامرات وحروب خفية. يظنون أن المسلمين أعداؤهم. والغريب حقاً أن النصارى يحالفون اليهود الذين (صلبوا) مسيحهم ويحاربون المسلمين الذين يعترفون بعيسى رسولاً من الله ويحترمونه أيَّما احترام. الوحيدون خارج العالم النصراني الذين يعترفون بعيسى رسولاً هم المسلمون. ومع ذلك ينصبُّ عليهم عداء العالم النصراني دون وجه حق.
ولذلك إنني أدعو كل نصراني إلى أن يسأل نفسه ما يلي:
1- لماذا تتناقض الأناجيل مع بعضها البعض ؟
2- هل عيسى إله كما تقول الكنيسة أم رسول من الله وبشر ؟
3- هل الله ثلاثة كما تقول الكنيسة أم واحد كما قال جميع الأنبياء ؟
4- هل الغفران بالصلب كما تقول الكنيسة أم بالتوبة والأعمال الصالحة ؟
5- هل عيسى للناس أجمعين كما تقول الكنيسة أم لبني إسرائيل فقط كما قال عيسى نفسه ؟
6- هل يحق لبولس أن يلغي تعاليم المسيح ؟
7- هل بشرَّ عيسى برسالة محمد (e) ؟ هل هناك نصوص في الأناجيل تشير إلى ذلك ؟
8- أين الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى ؟ أين إنجيل عيسى ؟
9- كيف كان الله واحداً في التوراة وصار ثلاثة في العهد الجديد ؟
10- من هم الذين يؤمنون بجميع رسل الله وأنبيائه ؟
11- من هم الذين يؤمنون بجميع الكتب السماوية ؟
12- من هم الذين يحترمون جميع الأنبياء والرسل ؟
13- ماهو الكتاب السماوي الوحيد الذي بقي كما أنزله الله دون زيادة أو نقصان أو تحريف ؟
14- هل هناك حقائق لا أعرفها ؟ ماهي ؟
15- هل يعيبني أن اكتشف الحق فأسير نحوه ؟
16- هل من الصواب أن أقفل عينيّ وأذنيّ وقلبي وأكتفي بتقليد آبائي وأجدادي ؟
17- هل يجوز لي أن أفكر تفكيراًٍ مستقلاً أم لا ؟
18- هل الأناجيل الأربعة المعروفة تحتوي كلام عيسى دون زيادة أو نقصان أو تحريف ؟
19- لماذا لا أقرأ القرآن الذي يقول عنه المسلمون إنه كتاب الله الوحيد الذي لم يتعرض للتحريف ؟
20- هل أنا عبد مسلوب الإرادة أم إنسان حر الإرادة والعقل ؟