فقال داود لله: لقد أخطأت جداً حيث عملت هذا الأمر، والآن أزل إثم عبدك، لأني سفهت جداً. فكلم الرب جاد رائي داود، وقال: اذهب، وكلم داود قائلاً: هكذا قال الرب: ثلاثة أنا عارض عليك، فاختر لنفسك واحداً منها فأفعله بك ... إما ثلاث سنين جوع، أو ثلاثة أشهر هلاك أمام مضايقيك، وسيف أعدائك يدركك، أو ثلاثة أيام يكون فيها سيف الرب ووبأ في الأرض .. فانظر الآن ماذا أرد جواباً لمرسلي" (الأيام (1) 21/1 - 12).
فقد تناقض النصان في أمور :
1) من الذي أمر بإحصاء بني إسرائيل الرب أم الشيطان ؟ وكما يقول العلامة ديدات: " فإن الشيطان والرب ليسا مصطلحين مترادفين في أي الديانات ". (1)
2 ) أعداد بني إسرائيل، ففي سفر صموئيل كان رجال إسرائيل 800000 ، وفي الأيام أضحوا 1.100000، وفي سفر صموئيل كان رجال يهوذا 500000 رجل، فجعلهم سفر الأيام 470000 رجل، فأي السفرين أرقامه صحيحة؟ ومن المخطئ، هل هو الروح القدس أم الكتبة الملهمون؟
3) وهل كانت العقوبة التي خير داود ثلاث سنين جوع أم سبع سنين.
وتعلق نسخة الرهبانية اليسوعية على أرقام القتلى المهولة بقولها: "من الواضح أن الأرقام مبالغ فيها كما في كثير من الأرقام المماثلة في العهد القديم، وقد زيد عليها أيضاً في سفري الأخبار".
- وتتحدث الأسفار عن مكان موت ودفن نبي الله هارون، فتقول: "وبنو إسرائيل ارتحلوا من آبار بني يعقان إلى موسير، هناك مات هارون، وهناك دفن" (التثنية 10/6).
وفي موضع آخر تذكر مكاناً آخر تزعم أن هارون مات فيه، فتقول: "كما مات هارون أخوك في جبل هور " (التثنية 32/50).
وتحاول دائرة المعارف الكتابية الجمع بين المكانين وإزالة التناقض بين النصين ، فتقول عن مسيروت : " ويسمى أيضاً موسير، وهناك مات هارون وهناك دفن ... فلابد أنها كانت قريبة من جبل هور، حيث إن هارون مات في جبل هور ".
بنو آطير………98……98
بيت ايل وعاي……223……123
رجال مخماس……122……122
بنو نبو الأخرى……52……52
بنو سناءة……3630……3930
بنو عيلام……1254……1254
بنو جبّار (جبعون)… 95……95
بنو لود…بنو حاديد
واونو ……… 725 ……721
بنو يشوع وقدميئيل… 74……74
المغنون بنو آساف… 128 ……148
بنو مغبيش… … 156……لم يذكروا
بنو حاريم (الكهنة)… 1017……1017
بنو قرية عاريم
كفيرة وبئيروت … 743 ……743
المجموع………29818…31089
وكما يلحظ القارئ الكريم فإن هذه الأرقام متباينة اختلف فيها السفران اختلافاً بيناً، فأحد الملهمين أو كلاهما أخطأ ولا محالة، والذي يخطئ في مثل هذه المسائل البسيطة لا يؤمَن عليه الخطأ في المسائل اللاهوتية والأمور الهامة الأخرى.
لكن الأعجب أن الكاتبين ورغم اختلافهما الكبير في أعداد عدد من القبائل العائدة مع زربابل فإنهما يتفقان في المجموع الكلي للعائدين، هو (42360)، فيقول عزرا: "كل الجمهور معاً اثنان وأربعون ألفاً وثلاث مئة وستون " (عزرا 2/64)، ويوافقه نحميا فيقول: "كل الجمهور معاً أربع ربوات وألفان وثلاث مئة وستون" (نحميا 7/ 66).
وكلاهما خطأ ولا ريب، إذ العائدون حسب عزرا (29818)، فيما عددهم حسب نحميا (31089)، فمن الذي أخطأ في جمع أعداد العائدين من السبي، هل هم الكتبة ، أم الروح القدس الذي زعموا أنه ألهمهم، أم أولئك الذين أعطوا لكلام البشر وتخليطهم صفة القداسة والإلهام، وزعموا أن تخليطهم وأخطاءهم هي وحي الله وكلمته! تعالى الله عن خطئهم وزللهم علواً كبيراً.
ومن الأخبار التوراتية المتناقضة:
- أنه جاء في سفر الملوك " كان أخزيا ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك، وملك سنة واحدة" ( الملوك (2) 8/26 ).
وفي سفر الأيام ما يناقضه: "كان أخزيا ابن اثنتين وأربعين سنة حين ملك، وملك سنة واحدة" ( الأيام (2) 22/2 ).
ويتحدث سفر الملوك عن الهدايا التي أرسلها الملك حيرام لسليمان، فيذكر أنها 420 وزنة ذهب، فيقول: "فأرسل حيرام في السفن عبيده النواتي العارفين بالبحر مع عبيد سليمان، فأتوا إلى أوفير، وأخذوا من هناك ذهباً أربع مائة وزنة وعشرين وزنة، وأتوا بها إلى الملك سليمان" (الملوك (1) 9/28).
لكن سفر أخبار الأيام الثاني جعلها 450 وزنة ذهب، حيث يقول: "وأرسل له حورام بيد عبيده سفناً وعبيداً يعرفون البحر، فأتوا مع عبيد سليمان إلى أوفير، وأخذوا من هناك أربع مائة وخمسين وزنة ذهب، وأتوا بها إلى الملك سليمان" (الأيام (2) 8/ 18 )، فالفرق 30 وزنة ذهب، فهل أخطأ الروح القدس أم الكتبة الذين لم يعصموا من الخطأ والنسيان؟
إن الكتبة الذين يخطئون في مثل هذه المسائل البسيطة لا يؤمن من أن يقع منهم الخطأ في القضايا العظيمة المتعلقة باللاهوت وسواه، فمن فقد شرط العصمة والإلهام جاز عليه الخطأ في كل كلامه بلا تفريق.
- ويذكر سفر صموئيل أنه " ولد لأبشالوم ثلاثة بنين وبنت واحدة اسمها ثامار، وكانت امرأة جميلة المنظر " ( صموئيل (2) 14/27 ).
وفي سفر الملوك يذكر ابنة أخرى غير ثامار الوحيدة، فيقول : " معكة ابنة أبشالوم" ( الملوك (1) 15/2 ) فكيف زعم سفر صموئيل أنها وحيدة؟
- يذكر سفر الأيام أن رحبعام أحب معكة ابنة ابشالوم، وأنها ولدت له أبيا " وأقام رحبعام أبيا ابن معكة رأساً وقائداً " ( الأيام (2) 11/22 )، فمعكة بنت أبشالوم هي أم أبيا.
لكنه في السفر نفسه يقول: " ملك أبيا على يهوذا، ملك ثلاث سنين في أورشليم، واسم أمه ميخا بنت أوريئيل من جبعة " ( الأيام (2) 13/1 - 2)، فقد تغير اسم أمه من معكة بنت أبشالوم إلى ميخا بنت أوريئيل؟ ولا يمكن أن تكون كلتاهما أمه!!ثم يعود سفر الملوك فيأتي بالعجب وهو يتحدث عن آسا بن أبيام (أبيا) الذي ملك بعد أبيه أبيام (انظر الملوك (1) 15/8 )، فيقول السفر عن آسا: " ملك آسا على يهوذا، ملك إحدى وأربعين سنة في أورشليم، واسم أمه معكة ابنة أبشالوم " ( الملوك (1) 15/9 - 10 ).
فأصبحت معكة زوجة لأبيام حسب سفر الملوك، وأماً لابنه آسا، بينما رأيناها في سفر الأيام أماً لأبيام، لا زوجة له "أبيا ابن معكة " ( الأيام (2) 11/22 )، فهل هي زوجة أبيا وأم أبنائه كما في سفر الملوك أم هي أمه كما في الأيام؟ ولا يمكن أن تكون الاثنين معاً.
- ويتحدث سفر صموئيل عن ميكال بنت شاول فيقول: "ولم يكن لميكال بنت شاول ولد إلى يوم موتها" ( صموئيل (2) 6/23 )، ولكنه في السفر نفسه يذكر أن لها ذرية، وأن لهم خمسة من الأبناء من زوجها عدرئيل المحولي، فيقول: " بني ميكال ابنة شاول الخمسة الذين ولدتهم لعدرئيل ابن برزلاي المحولي" (صموئيل (2) 21/8 ).
والحق أن ليس ثمة تناقض هنا ، بل خطأ وقع فيه كاتب صموئيل الذي لم يميز بين ميكال وأختها ميرب التي تزوجت عدرئيل المحولي، فقد جاء في سفر صموئيل " وكان في وقت إعطاء ميرب ابنة شاول لدواد أنها أعطيت لعدرئيل المحولي امرأة " ( صموئيل (1) 18/17)، ثم حكى السفر قصة زواج داود من أختها ميكال.
وقد اعترف محررو قاموس الكتاب المقدس بهذا الخطأ ، وردوه إلى خطأ بعض المخطوطات القديمة، وقد أبدلت نسخة الكتاب المقدس المسماة "الكتاب المقدس الأمريكي الجديد" الصادرة عام 1973م، أبدلت ميكال بميراب، لتصحح هذا الخطأ الكبير الذي مازال شامخاً في جميع الترجمات العالمية، ليدلل على أن هذا الكتاب ليس كلمة الله .وأما ثالثها فهو تحديد اليوم الذي قدم فيه رئيس الشرطة إلى أورشليم، هل كان في سابع الشهر الخامس أم في عاشره، فكاتب سفر الملوك يرى أن قدوم "في الشهر الخامس، في سابع الشهر، وهي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذ ناصّر ملك بابل، جاء نبوزرادان رئيس الشرط عبد ملك بابل إلى أورشليم" (الملوك (2) 25/8)، فقدوم رئيس الشرطة في اليوم السابع، وهو مكذِّب لما جاء في سفر إرمياء، فقد صرح بأن مقدم رئيس الشرطة كان في اليوم العاشر، وليس السابع، يقول كاتب سفر إرمياء: "في الشهر الخامس، في عاشر الشهر، وهي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذ راصر ملك بابل جاء نبوزرادان رئيس الشرط الذي كان يقف أمام ملك بابل إلى أورشليم" (إرميا 52/12)، فأي السفرين هو كلمة الله؟
ولما أراد داود أن يبني مذبحاً للرب اشترى مكان المذبح من أرنان الذي عرض التبرع بمكان المذبح، لكن داود رفض وأصر على دفع الثمن، فكم الثمن الذي دفعه داود لأرنان؟
ويجيب سفر صموئيل أنه خمسون شاقلاً من الفضة، فيقول: "فقال الملك لأرونة: لا بل اشتري منك بثمن، ولا أصعد للرب إلهي محرقات مجانية، فاشترى داود البيدر والبقر بخمسين شاقلاً من الفضة، وبنى داود هناك مذبحاً للرب، وأصعد محرقات وذبائح سلامة " (صموئيل (2) 24/24-25)، وهذا السعر أقل بكثير مما ذكره سفر الأيام الذي جعل الثمن ستمائة شاقل من الذهب، فقال: "ودفع داود لأرنان عن المكان ذهباً وزنه ستمائة شاقل، وبنى داود هناك مذبحاً للرب، وأصعد محرقات وذبائح سلامة" (الأيام (1) 21/25-26)، وبين الثمنين فرق كبير، فأيهما دفعه داود لأرنان؟
- ويحدثنا الكاتب المجهول لسفر الملوك عن الملك السامري ياهو، فيذكر أنه ملك على السامرة مدة ثمان وعشرين سنة، يقول سفر الملوك "وكانت الأيام التي ملك فيها ياهو على إسرائيل في السامرة ثماني وعشرين سنة" (الملوك (2) 10/36).ولو سألتُ القارئ الكريم في أي سني الملك يهوآش مات ياهو، فلن يجد كبير عناء في القول بأن ذلك كان في السنة الحادية والعشرين من حكم يهوآش، لأنه "في السنة السابعة لياهو، ملك يهوآش، ملك أربعين سنة في أورشليم " (الملوك (2) 12/1)، فقد تمم ياهو سنوات حكمه الثماني والعشرين، فمات بعد واحد وعشرين سنة من تولي يهوآش الملك على مملكة يهوذا، فببساطة لا يختلف عليها العقلاء 28 - 7 = 21، لقد مات ياهو في السنة الحادية والعشرين للملك يهوآش.
وهذا الذي توصل إليه القارئ الكريم يناقضه الإصحاح الذي يليه من إصحاحات سفر الملوك، حيث أفاد بموت ياهو وتولي ابنه يهوآحاز الملك في السنة الثالثة والعشرين من حكم الملك يهوآش، وليست الحادية والعشرين، فيقول: " في السنة الثالثة والعشرين ليوآش بن أخزيا ملِك يهوذا، ملَك يهوآحاز بن ياهو على إسرائيل في السامرة " (الملوك (2) 13/1)، فهل كانت وفاة الملِك ياهو وتولية ابنه في السنة الحادية والعشرين من حكم يهوآش أم في السنة الثالثة والعشرين منه؟
- ومن عجيب تناقضات الكتاب وقوعها في صفحة واحدة، يكذب آخرُها أولَها، ليترك القارئ في دهشة وحيرة مما يقرأ، إذ يخبرنا سفر الملوك عن مدة حكم الملك السامري يهوآحاز بن ياهو، وأنه قد ملك مدة سبع عشرة سنة، بدأت في السنة الثالثة والعشرين من حكم الملك اليهوذي يوآش "في السنة الثالثة والعشرين ليوآش بن أخزيا ملَك يهوذا ملٍك يهوآحاز بن ياهو على إسرائيل في السامرة سبع عشرة سنة" (الملوك (2) 13/1)، ولو سألتُ القارئ في أي سنة من سني الملك يوآش مات يهوآحاز؟ فإنه سيجيب بأنها السنة الأربعين من حكم يوآش.
ولن أسهب في شكره على توصله إلى الجواب بسرعة، إذ لا صعوبة البتة في أن ندرك مهما اختلفت ثقافاتنا وقدراتنا الرياضية أن 23 + 40=17 لكن هذه النتيجة على بساطتها لم يتوصل إليها الكاتب المجهول لسفر الملوك، إذ يقول في نفس الإصحاح وهو يحدثنا عن موت يهوآحاز وتولي ابنه يهوآش: "وفي السنة السابعة والثلاثين ليوآش ملك يهوذا، ملك يهوآش بن يهوآحاز على إسرائيل في السامرة " (الملوك (2) 13/10)، فهل كان موت يهوآحاز في السنة الأربعين من حكم يهوآش - كما توصل القارئ الكريم - أم في السنة السابعة والثلاثين منه؟ إني أختبئ الكثير من الشكر والتقدير لذلك العبقري الذي سيخبرني أي القولين كان الحق الذي أوحى به الله العليم؟
- ولن يكون وقوع التناقض في صفحة واحدة بأعجب من وقوعه في فقرة واحدة ، ومثاله تناقض كاتب سفر الأيام في حديثه عن شيشان بن يشعي، فقد قال: "وابن شيشان أحلاي" (الأيام (1) 2/31)، ثم قال بعدها بسطرين: "ولم يكن لشيشان بنون، بل بنات" (الأيام (1) 2/34)، وحتى لا يطول عجب القارئ الكريم فإني أنقل له ما كتبه محققو الرهبانية اليسوعية في تفسير وقوع التناقض خلال سطرين فقط: "تقليد يختلف عن التقليد الذي في الآية 31"، أي أنها من مصدر آخر، وكاتب آخر، لأنه لا يعقل أن يقع كاتب بمثل هذا.
لكن دعونا نعترف بأن كاتبي دائرة المعارف الكتابية نجحوا في إزالة التناقض حين ذكروا أن أحلاي "اسم ابن شيشان أو بالحري اسم ابنته، بناء على ما جاء بعدد 34 ؛ من أنه لم يكن لشيشان بنون". نعم لقد نجحوا هذه المرة ، فأحلاي ابنة شيشان، وليست ابنه، وقد أخطأ الكاتب الملهم حين قال: "وابن شيشان أحلاي"، وكان ينبغي أن يقول: "وابنة شيشان أحلاي"، وهكذا فبإمكان قارئنا الكريم نقل هذا الشاهد من باب التناقضات إلى موضعه في الباب القادم "أغلاط العهد القديم".
فقد تناقض النصان في أمور :
1) من الذي أمر بإحصاء بني إسرائيل الرب أم الشيطان ؟ وكما يقول العلامة ديدات: " فإن الشيطان والرب ليسا مصطلحين مترادفين في أي الديانات ". (1)
2 ) أعداد بني إسرائيل، ففي سفر صموئيل كان رجال إسرائيل 800000 ، وفي الأيام أضحوا 1.100000، وفي سفر صموئيل كان رجال يهوذا 500000 رجل، فجعلهم سفر الأيام 470000 رجل، فأي السفرين أرقامه صحيحة؟ ومن المخطئ، هل هو الروح القدس أم الكتبة الملهمون؟
3) وهل كانت العقوبة التي خير داود ثلاث سنين جوع أم سبع سنين.
وتعلق نسخة الرهبانية اليسوعية على أرقام القتلى المهولة بقولها: "من الواضح أن الأرقام مبالغ فيها كما في كثير من الأرقام المماثلة في العهد القديم، وقد زيد عليها أيضاً في سفري الأخبار".
- وتتحدث الأسفار عن مكان موت ودفن نبي الله هارون، فتقول: "وبنو إسرائيل ارتحلوا من آبار بني يعقان إلى موسير، هناك مات هارون، وهناك دفن" (التثنية 10/6).
وفي موضع آخر تذكر مكاناً آخر تزعم أن هارون مات فيه، فتقول: "كما مات هارون أخوك في جبل هور " (التثنية 32/50).
وتحاول دائرة المعارف الكتابية الجمع بين المكانين وإزالة التناقض بين النصين ، فتقول عن مسيروت : " ويسمى أيضاً موسير، وهناك مات هارون وهناك دفن ... فلابد أنها كانت قريبة من جبل هور، حيث إن هارون مات في جبل هور ".
بنو آطير………98……98
بيت ايل وعاي……223……123
رجال مخماس……122……122
بنو نبو الأخرى……52……52
بنو سناءة……3630……3930
بنو عيلام……1254……1254
بنو جبّار (جبعون)… 95……95
بنو لود…بنو حاديد
واونو ……… 725 ……721
بنو يشوع وقدميئيل… 74……74
المغنون بنو آساف… 128 ……148
بنو مغبيش… … 156……لم يذكروا
بنو حاريم (الكهنة)… 1017……1017
بنو قرية عاريم
كفيرة وبئيروت … 743 ……743
المجموع………29818…31089
وكما يلحظ القارئ الكريم فإن هذه الأرقام متباينة اختلف فيها السفران اختلافاً بيناً، فأحد الملهمين أو كلاهما أخطأ ولا محالة، والذي يخطئ في مثل هذه المسائل البسيطة لا يؤمَن عليه الخطأ في المسائل اللاهوتية والأمور الهامة الأخرى.
لكن الأعجب أن الكاتبين ورغم اختلافهما الكبير في أعداد عدد من القبائل العائدة مع زربابل فإنهما يتفقان في المجموع الكلي للعائدين، هو (42360)، فيقول عزرا: "كل الجمهور معاً اثنان وأربعون ألفاً وثلاث مئة وستون " (عزرا 2/64)، ويوافقه نحميا فيقول: "كل الجمهور معاً أربع ربوات وألفان وثلاث مئة وستون" (نحميا 7/ 66).
وكلاهما خطأ ولا ريب، إذ العائدون حسب عزرا (29818)، فيما عددهم حسب نحميا (31089)، فمن الذي أخطأ في جمع أعداد العائدين من السبي، هل هم الكتبة ، أم الروح القدس الذي زعموا أنه ألهمهم، أم أولئك الذين أعطوا لكلام البشر وتخليطهم صفة القداسة والإلهام، وزعموا أن تخليطهم وأخطاءهم هي وحي الله وكلمته! تعالى الله عن خطئهم وزللهم علواً كبيراً.
ومن الأخبار التوراتية المتناقضة:
- أنه جاء في سفر الملوك " كان أخزيا ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك، وملك سنة واحدة" ( الملوك (2) 8/26 ).
وفي سفر الأيام ما يناقضه: "كان أخزيا ابن اثنتين وأربعين سنة حين ملك، وملك سنة واحدة" ( الأيام (2) 22/2 ).
ويتحدث سفر الملوك عن الهدايا التي أرسلها الملك حيرام لسليمان، فيذكر أنها 420 وزنة ذهب، فيقول: "فأرسل حيرام في السفن عبيده النواتي العارفين بالبحر مع عبيد سليمان، فأتوا إلى أوفير، وأخذوا من هناك ذهباً أربع مائة وزنة وعشرين وزنة، وأتوا بها إلى الملك سليمان" (الملوك (1) 9/28).
لكن سفر أخبار الأيام الثاني جعلها 450 وزنة ذهب، حيث يقول: "وأرسل له حورام بيد عبيده سفناً وعبيداً يعرفون البحر، فأتوا مع عبيد سليمان إلى أوفير، وأخذوا من هناك أربع مائة وخمسين وزنة ذهب، وأتوا بها إلى الملك سليمان" (الأيام (2) 8/ 18 )، فالفرق 30 وزنة ذهب، فهل أخطأ الروح القدس أم الكتبة الذين لم يعصموا من الخطأ والنسيان؟
إن الكتبة الذين يخطئون في مثل هذه المسائل البسيطة لا يؤمن من أن يقع منهم الخطأ في القضايا العظيمة المتعلقة باللاهوت وسواه، فمن فقد شرط العصمة والإلهام جاز عليه الخطأ في كل كلامه بلا تفريق.
- ويذكر سفر صموئيل أنه " ولد لأبشالوم ثلاثة بنين وبنت واحدة اسمها ثامار، وكانت امرأة جميلة المنظر " ( صموئيل (2) 14/27 ).
وفي سفر الملوك يذكر ابنة أخرى غير ثامار الوحيدة، فيقول : " معكة ابنة أبشالوم" ( الملوك (1) 15/2 ) فكيف زعم سفر صموئيل أنها وحيدة؟
- يذكر سفر الأيام أن رحبعام أحب معكة ابنة ابشالوم، وأنها ولدت له أبيا " وأقام رحبعام أبيا ابن معكة رأساً وقائداً " ( الأيام (2) 11/22 )، فمعكة بنت أبشالوم هي أم أبيا.
لكنه في السفر نفسه يقول: " ملك أبيا على يهوذا، ملك ثلاث سنين في أورشليم، واسم أمه ميخا بنت أوريئيل من جبعة " ( الأيام (2) 13/1 - 2)، فقد تغير اسم أمه من معكة بنت أبشالوم إلى ميخا بنت أوريئيل؟ ولا يمكن أن تكون كلتاهما أمه!!ثم يعود سفر الملوك فيأتي بالعجب وهو يتحدث عن آسا بن أبيام (أبيا) الذي ملك بعد أبيه أبيام (انظر الملوك (1) 15/8 )، فيقول السفر عن آسا: " ملك آسا على يهوذا، ملك إحدى وأربعين سنة في أورشليم، واسم أمه معكة ابنة أبشالوم " ( الملوك (1) 15/9 - 10 ).
فأصبحت معكة زوجة لأبيام حسب سفر الملوك، وأماً لابنه آسا، بينما رأيناها في سفر الأيام أماً لأبيام، لا زوجة له "أبيا ابن معكة " ( الأيام (2) 11/22 )، فهل هي زوجة أبيا وأم أبنائه كما في سفر الملوك أم هي أمه كما في الأيام؟ ولا يمكن أن تكون الاثنين معاً.
- ويتحدث سفر صموئيل عن ميكال بنت شاول فيقول: "ولم يكن لميكال بنت شاول ولد إلى يوم موتها" ( صموئيل (2) 6/23 )، ولكنه في السفر نفسه يذكر أن لها ذرية، وأن لهم خمسة من الأبناء من زوجها عدرئيل المحولي، فيقول: " بني ميكال ابنة شاول الخمسة الذين ولدتهم لعدرئيل ابن برزلاي المحولي" (صموئيل (2) 21/8 ).
والحق أن ليس ثمة تناقض هنا ، بل خطأ وقع فيه كاتب صموئيل الذي لم يميز بين ميكال وأختها ميرب التي تزوجت عدرئيل المحولي، فقد جاء في سفر صموئيل " وكان في وقت إعطاء ميرب ابنة شاول لدواد أنها أعطيت لعدرئيل المحولي امرأة " ( صموئيل (1) 18/17)، ثم حكى السفر قصة زواج داود من أختها ميكال.
وقد اعترف محررو قاموس الكتاب المقدس بهذا الخطأ ، وردوه إلى خطأ بعض المخطوطات القديمة، وقد أبدلت نسخة الكتاب المقدس المسماة "الكتاب المقدس الأمريكي الجديد" الصادرة عام 1973م، أبدلت ميكال بميراب، لتصحح هذا الخطأ الكبير الذي مازال شامخاً في جميع الترجمات العالمية، ليدلل على أن هذا الكتاب ليس كلمة الله .وأما ثالثها فهو تحديد اليوم الذي قدم فيه رئيس الشرطة إلى أورشليم، هل كان في سابع الشهر الخامس أم في عاشره، فكاتب سفر الملوك يرى أن قدوم "في الشهر الخامس، في سابع الشهر، وهي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذ ناصّر ملك بابل، جاء نبوزرادان رئيس الشرط عبد ملك بابل إلى أورشليم" (الملوك (2) 25/8)، فقدوم رئيس الشرطة في اليوم السابع، وهو مكذِّب لما جاء في سفر إرمياء، فقد صرح بأن مقدم رئيس الشرطة كان في اليوم العاشر، وليس السابع، يقول كاتب سفر إرمياء: "في الشهر الخامس، في عاشر الشهر، وهي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذ راصر ملك بابل جاء نبوزرادان رئيس الشرط الذي كان يقف أمام ملك بابل إلى أورشليم" (إرميا 52/12)، فأي السفرين هو كلمة الله؟
ولما أراد داود أن يبني مذبحاً للرب اشترى مكان المذبح من أرنان الذي عرض التبرع بمكان المذبح، لكن داود رفض وأصر على دفع الثمن، فكم الثمن الذي دفعه داود لأرنان؟
ويجيب سفر صموئيل أنه خمسون شاقلاً من الفضة، فيقول: "فقال الملك لأرونة: لا بل اشتري منك بثمن، ولا أصعد للرب إلهي محرقات مجانية، فاشترى داود البيدر والبقر بخمسين شاقلاً من الفضة، وبنى داود هناك مذبحاً للرب، وأصعد محرقات وذبائح سلامة " (صموئيل (2) 24/24-25)، وهذا السعر أقل بكثير مما ذكره سفر الأيام الذي جعل الثمن ستمائة شاقل من الذهب، فقال: "ودفع داود لأرنان عن المكان ذهباً وزنه ستمائة شاقل، وبنى داود هناك مذبحاً للرب، وأصعد محرقات وذبائح سلامة" (الأيام (1) 21/25-26)، وبين الثمنين فرق كبير، فأيهما دفعه داود لأرنان؟
- ويحدثنا الكاتب المجهول لسفر الملوك عن الملك السامري ياهو، فيذكر أنه ملك على السامرة مدة ثمان وعشرين سنة، يقول سفر الملوك "وكانت الأيام التي ملك فيها ياهو على إسرائيل في السامرة ثماني وعشرين سنة" (الملوك (2) 10/36).ولو سألتُ القارئ الكريم في أي سني الملك يهوآش مات ياهو، فلن يجد كبير عناء في القول بأن ذلك كان في السنة الحادية والعشرين من حكم يهوآش، لأنه "في السنة السابعة لياهو، ملك يهوآش، ملك أربعين سنة في أورشليم " (الملوك (2) 12/1)، فقد تمم ياهو سنوات حكمه الثماني والعشرين، فمات بعد واحد وعشرين سنة من تولي يهوآش الملك على مملكة يهوذا، فببساطة لا يختلف عليها العقلاء 28 - 7 = 21، لقد مات ياهو في السنة الحادية والعشرين للملك يهوآش.
وهذا الذي توصل إليه القارئ الكريم يناقضه الإصحاح الذي يليه من إصحاحات سفر الملوك، حيث أفاد بموت ياهو وتولي ابنه يهوآحاز الملك في السنة الثالثة والعشرين من حكم الملك يهوآش، وليست الحادية والعشرين، فيقول: " في السنة الثالثة والعشرين ليوآش بن أخزيا ملِك يهوذا، ملَك يهوآحاز بن ياهو على إسرائيل في السامرة " (الملوك (2) 13/1)، فهل كانت وفاة الملِك ياهو وتولية ابنه في السنة الحادية والعشرين من حكم يهوآش أم في السنة الثالثة والعشرين منه؟
- ومن عجيب تناقضات الكتاب وقوعها في صفحة واحدة، يكذب آخرُها أولَها، ليترك القارئ في دهشة وحيرة مما يقرأ، إذ يخبرنا سفر الملوك عن مدة حكم الملك السامري يهوآحاز بن ياهو، وأنه قد ملك مدة سبع عشرة سنة، بدأت في السنة الثالثة والعشرين من حكم الملك اليهوذي يوآش "في السنة الثالثة والعشرين ليوآش بن أخزيا ملَك يهوذا ملٍك يهوآحاز بن ياهو على إسرائيل في السامرة سبع عشرة سنة" (الملوك (2) 13/1)، ولو سألتُ القارئ في أي سنة من سني الملك يوآش مات يهوآحاز؟ فإنه سيجيب بأنها السنة الأربعين من حكم يوآش.
ولن أسهب في شكره على توصله إلى الجواب بسرعة، إذ لا صعوبة البتة في أن ندرك مهما اختلفت ثقافاتنا وقدراتنا الرياضية أن 23 + 40=17 لكن هذه النتيجة على بساطتها لم يتوصل إليها الكاتب المجهول لسفر الملوك، إذ يقول في نفس الإصحاح وهو يحدثنا عن موت يهوآحاز وتولي ابنه يهوآش: "وفي السنة السابعة والثلاثين ليوآش ملك يهوذا، ملك يهوآش بن يهوآحاز على إسرائيل في السامرة " (الملوك (2) 13/10)، فهل كان موت يهوآحاز في السنة الأربعين من حكم يهوآش - كما توصل القارئ الكريم - أم في السنة السابعة والثلاثين منه؟ إني أختبئ الكثير من الشكر والتقدير لذلك العبقري الذي سيخبرني أي القولين كان الحق الذي أوحى به الله العليم؟
- ولن يكون وقوع التناقض في صفحة واحدة بأعجب من وقوعه في فقرة واحدة ، ومثاله تناقض كاتب سفر الأيام في حديثه عن شيشان بن يشعي، فقد قال: "وابن شيشان أحلاي" (الأيام (1) 2/31)، ثم قال بعدها بسطرين: "ولم يكن لشيشان بنون، بل بنات" (الأيام (1) 2/34)، وحتى لا يطول عجب القارئ الكريم فإني أنقل له ما كتبه محققو الرهبانية اليسوعية في تفسير وقوع التناقض خلال سطرين فقط: "تقليد يختلف عن التقليد الذي في الآية 31"، أي أنها من مصدر آخر، وكاتب آخر، لأنه لا يعقل أن يقع كاتب بمثل هذا.
لكن دعونا نعترف بأن كاتبي دائرة المعارف الكتابية نجحوا في إزالة التناقض حين ذكروا أن أحلاي "اسم ابن شيشان أو بالحري اسم ابنته، بناء على ما جاء بعدد 34 ؛ من أنه لم يكن لشيشان بنون". نعم لقد نجحوا هذه المرة ، فأحلاي ابنة شيشان، وليست ابنه، وقد أخطأ الكاتب الملهم حين قال: "وابن شيشان أحلاي"، وكان ينبغي أن يقول: "وابنة شيشان أحلاي"، وهكذا فبإمكان قارئنا الكريم نقل هذا الشاهد من باب التناقضات إلى موضعه في الباب القادم "أغلاط العهد القديم".