وتقول التوراة واصفة الله أنه "المزعزع الأرض من مقرها، فتتزلزل أعمدتها" (أيوب 9/6)، فالأرض لها أعمدة، قد ثبتت الأرض فوقها ، وهذا الفهم الخاطئ يؤكده كاتبو الأسفار، فيزعمون أن الله قال لأيوب: " أين كنت حين أسست الأرض؟ أخبر إن كان عندك فهم: من وضع قياسها، لأنك تعلم؟ أو من مدّ عليها مطماراً؟ (في توراة الكاثوليك: مد عليها الخيط). على أي شيء قرّت قواعدها؟ أو من وضع حجر زاويتها؟" (أيوب 38/4-6)، وفي سفر صموئيل " لأن للرب أعمدة الأرض، وقد وضع عليها المسكونة" (صموئيل (1) 2/2).
وقد أكد العهد الجديد هذا التصور الساذج والخاطئ للأرض المسطحة ذات الأطراف أو الزوايا الأربعة في مواضع منه، نرجئ ذكرها إلى موضعها من هذه السلسلة.
ويتحدث سفر الجامعة عن دورة المياه على الأرض وعن سبب عدم امتلاء البحر رغم كثرة ما يصب فيه من ماء الأنهار، فيذكر أن ماء البحر يعود مرة أخرى إلى ينابيع الأنهار، فلا يمتلئ بسببه البحر، يقول: "كل الأنهار تجري إلى البحر، والبحر ليس بملآن، إلى المكان الذي جرت منه الأنهار، إلى هناك تذهب راجعة " (الجامعة 1/7).
وأخيراً، فإن التوراة تصادق على قدرة الإنسان على تحضير أرواح الأموات، وأن ذلك تم بالفعل، حين قدرت العرافة على إحضار روح النبي صموئيل إلى الملك شاول، وشرحت ما دار من حديث بينهما (انظر صموئيل (1) 28/3-20)، وهو خبر إلى الشعبذة والخرافة أقرب منه إلى أي شيء آخر.
فهذه الأخطاء وغيرها تشهد أن هذا الكتاب ليس كلمة الله، ولو كان من عند الله لتنزه عن تلكم الأخطاء التي يدركها اليوم صغار طلاب العلم فضلاً عن العلماء، فكلمة الله لا تخطئ، ولا تعلم الناس الكذب أو الخطأ.
موقف النصارى من أخطاء الكتاب المقدس
وقد أكد العهد الجديد هذا التصور الساذج والخاطئ للأرض المسطحة ذات الأطراف أو الزوايا الأربعة في مواضع منه، نرجئ ذكرها إلى موضعها من هذه السلسلة.
ويتحدث سفر الجامعة عن دورة المياه على الأرض وعن سبب عدم امتلاء البحر رغم كثرة ما يصب فيه من ماء الأنهار، فيذكر أن ماء البحر يعود مرة أخرى إلى ينابيع الأنهار، فلا يمتلئ بسببه البحر، يقول: "كل الأنهار تجري إلى البحر، والبحر ليس بملآن، إلى المكان الذي جرت منه الأنهار، إلى هناك تذهب راجعة " (الجامعة 1/7).
وأخيراً، فإن التوراة تصادق على قدرة الإنسان على تحضير أرواح الأموات، وأن ذلك تم بالفعل، حين قدرت العرافة على إحضار روح النبي صموئيل إلى الملك شاول، وشرحت ما دار من حديث بينهما (انظر صموئيل (1) 28/3-20)، وهو خبر إلى الشعبذة والخرافة أقرب منه إلى أي شيء آخر.
فهذه الأخطاء وغيرها تشهد أن هذا الكتاب ليس كلمة الله، ولو كان من عند الله لتنزه عن تلكم الأخطاء التي يدركها اليوم صغار طلاب العلم فضلاً عن العلماء، فكلمة الله لا تخطئ، ولا تعلم الناس الكذب أو الخطأ.
موقف النصارى من أخطاء الكتاب المقدس
ونتساءل بعد هذا كله : ما هو موقف الكنيسة من الأخطاء التوراتية ؟
قد بقيت الكنيسة قروناً طويلة وهي تكابر في الاعتراف بأخطاء الكتاب المقدس، فيقول القديس جيروم : " الله لا يمكن أن يعلم ما لا يتفق والحقيقة ".
ثم كان لابد من الاعتراف بهذه الأخطاء وغيرها والبحث عن سبل لتخرجها، وكان بداية الإقرار بالهزيمة تبرير أخطاء التوراة بأنها تعود للنسخ والنساخ، فالوحي لا يخطئ.
وفي مجمع الفاتيكان (1869 - 1870م ) أعلن المجمع أن الأسفار المقدسة في العهدين "كتبت بإلهام من الروح القدس مؤلفها الله، وأعطيت هكذا للكنيسة ".
وفي هذا الصدد نشرت مجلة لوك في سنة 1952م مقالاً بعنوان " الحقيقة عن الكتاب المقدس " ذكرت فيه أنه في عام 1720م قامت هيئة من الخبراء الإنجليز بتقدير عدد الأخطاء في الكتاب المقدس بحوالي عشرين ألف خطأ على الأقل.
فيما رفعت الدراسات الحديثة الرقم إلى خمسين ألفاً كما جاء في مجلة " استيقظوا " التي أصدرتها جماعة شهود يهوه في عددها الصادر في سبتمبر 1957م، حيث تقول: " هناك ما يقارب خمسين ألف خطأ.... وهي أخطاء تسللت في نص الكتاب المقدس ".
يقول د. صبري جوهرة وهو يلخص رأي الكنيسة :" إن الله يسمح للإنسان (كاتب السفر) بأن يضع كل إحساساته وخبراته وحساسياته وميوله في النصوص مادام ذلك لا يغير ما قصده الله من معاني السفر الأخلاقية والدينية، وبالتالي تعترف الكنيسة بعدم دقة الكتاب في معلوماته الفلكية والجغرافية والتاريخية والجيولوجية..الخ، فالمقصود بالكتاب هو أن يعلم الدين والأخلاق، ويساعد على الوصول إلى طريق الصلاح والسعادة ".
وفي مجمع الفاتيكان 1962 - 1965م بُحِث موضوع المشكلات الصعبة للكتاب المقدس، وصدرت وثيقة صوت لها 2344 من الحاضرين مقابل 6 فقط رفضوها.
وتقول الوثيقة في فصلها الرابع: " تسمح أسفار العهد القديم للكل بمعرفة من هو الله، ومن هو الإنسان بما لا يقل عن معرفة الطريقة التي يتصرف بها الله في عدله ورحمته مع الإنسان، غير أن هذه الكتب تحتوي على شوائب وشيء من البطلان. ومع ذلك ففيها شهادة عن تعليم إلهي". (1)
قد بقيت الكنيسة قروناً طويلة وهي تكابر في الاعتراف بأخطاء الكتاب المقدس، فيقول القديس جيروم : " الله لا يمكن أن يعلم ما لا يتفق والحقيقة ".
ثم كان لابد من الاعتراف بهذه الأخطاء وغيرها والبحث عن سبل لتخرجها، وكان بداية الإقرار بالهزيمة تبرير أخطاء التوراة بأنها تعود للنسخ والنساخ، فالوحي لا يخطئ.
وفي مجمع الفاتيكان (1869 - 1870م ) أعلن المجمع أن الأسفار المقدسة في العهدين "كتبت بإلهام من الروح القدس مؤلفها الله، وأعطيت هكذا للكنيسة ".
وفي هذا الصدد نشرت مجلة لوك في سنة 1952م مقالاً بعنوان " الحقيقة عن الكتاب المقدس " ذكرت فيه أنه في عام 1720م قامت هيئة من الخبراء الإنجليز بتقدير عدد الأخطاء في الكتاب المقدس بحوالي عشرين ألف خطأ على الأقل.
فيما رفعت الدراسات الحديثة الرقم إلى خمسين ألفاً كما جاء في مجلة " استيقظوا " التي أصدرتها جماعة شهود يهوه في عددها الصادر في سبتمبر 1957م، حيث تقول: " هناك ما يقارب خمسين ألف خطأ.... وهي أخطاء تسللت في نص الكتاب المقدس ".
يقول د. صبري جوهرة وهو يلخص رأي الكنيسة :" إن الله يسمح للإنسان (كاتب السفر) بأن يضع كل إحساساته وخبراته وحساسياته وميوله في النصوص مادام ذلك لا يغير ما قصده الله من معاني السفر الأخلاقية والدينية، وبالتالي تعترف الكنيسة بعدم دقة الكتاب في معلوماته الفلكية والجغرافية والتاريخية والجيولوجية..الخ، فالمقصود بالكتاب هو أن يعلم الدين والأخلاق، ويساعد على الوصول إلى طريق الصلاح والسعادة ".
وفي مجمع الفاتيكان 1962 - 1965م بُحِث موضوع المشكلات الصعبة للكتاب المقدس، وصدرت وثيقة صوت لها 2344 من الحاضرين مقابل 6 فقط رفضوها.
وتقول الوثيقة في فصلها الرابع: " تسمح أسفار العهد القديم للكل بمعرفة من هو الله، ومن هو الإنسان بما لا يقل عن معرفة الطريقة التي يتصرف بها الله في عدله ورحمته مع الإنسان، غير أن هذه الكتب تحتوي على شوائب وشيء من البطلان. ومع ذلك ففيها شهادة عن تعليم إلهي". (1)