(الله وصفاته في العهد القديم)
ويكتب الكاهن هذه اللعنات في الكتاب ثم يمحوها في الماء المرّ، ويسقي المرأة ماء اللعنة المرّ ، فيدخل فيها ماء اللعنة للمرارة .. ومتى سقاها الماء فإن كانت قد تنجست وخانت رجلها يدخل فيها ماء اللعنة للمرارة، فيرم بطنها وتسقط فخذها، فتصير المرأة لعنة في وسط شعبها، وإن لم تكن المرأة قد تنجست، بل كانت طاهرة تتبرأ وتحبل بزرع، هذه شريعة الغيرة، إذا زاغت امرأة من تحت رجلها وتنجست" (العدد 5/16-29)، فهل يأمر الرب العليم بمثل هذا؟ وهل هذه طريقة منصفة أو كافية في إثبات طهارة أو تلاعب النساء؟ وماذا لو مرضت المرأة وانتفخت بطنها بسبب هذا الماء الغريب وما ألقي فيه، لا بسبب لعناته، هل نعتبرها آثمة مذنبة، فتخرج للحرق أو الجلد أو الرجم؟
ومن غرائب العهد القديم - ولا تنقضي غرائبه - شريعة رجم الثور القاتل ، بل ورجم صاحبه إن كان يعلم أن ثوره نطاح، يقول سفر الخروج: "وإذا نطح ثور رجلاً أو امرأة فمات، يرجم الثور، ولا يؤكل لحمه، وأما صاحب الثور فيكون بريئاً، ولكن إن كان ثوراً نطّاحاً من قبل، وقد أُشهد على صاحبه، ولم يضبطه، فقتل رجلاً أو امرأة، فالثور يرجم، وصاحبه أيضاً يقتل" (الخروج 21/28-29)، فما ذنب صاحب الثور ليؤخذ بجريرة ثوره، سواء بسواء، قد قصر - ولا ريب - لكن ذلك لا يستحق قتله بحال من الأحوال.
ويتحدث سفر اللاويين عن أحكام مريض البرص وكيفية التطهر منه، ثم ينتقل للحديث عن البرص الذي يصيب الثياب والجدران، ويفصّل في ذكر طريقة التخلص من البرص بمساعدة الكاهن خشية انتقال عدوى المرض إلى ثياب أخرى وجدران أخر، يقول السفر: "يأتي الذي له البيت ويخبر الكاهن قائلاً: قد ظهر لي شبه ضربة في البيت، فيأمر الكاهن أن يفرغوا البيت قبل دخول الكاهن.. وإذا الضربة في حيطان البيت نقر ضاربة إلى الخضرة أو إلى الحمرة ومنظرها أعمق من الحائط، يخرج الكاهن من البيت إلى باب البيت ويغلق البيت سبعة أيام.
فإذا رجع الكاهن في اليوم السابع ورأى وإذا الضربة قد امتدّت في حيطان البيت يأمر الكاهن أن يقلعوا الحجارة التي فيها الضربة ويطرحوها خارج المدينة في مكان نجس، ويقشر البيت من داخل حواليه، ويطرحون التراب الذي يقشرونه خارج المدينة في مكان نجس، ويأخذون حجارة أخرى ويدخلونها في مكان الحجارة ويأخذ تراباً آخر ويطيّن البيت، فإن رجعت الضربة وأفرخت في البيت بعد قلع الحجارة وقشر البيت وتطيينه، وأتى الكاهن ورأى وإذا الضربة قد امتدّت في البيت فهي برص مفسد (أي: معدٍ كما في تراجم أخرى) في البيت، إنه نجس، فيهدم البيت، حجارته وأخشابه وكل تراب البيت ويخرجها إلى خارج المدينة، إلى مكان نجس، ومن دخل إلى البيت في كل أيام انغلاقه يكون نجساً إلى المساء، ومن نام في البيت يغسل ثيابه، ومن أكل في البيت يغسل ثيابه " (اللاويين 14/35 -47)، ونعجب ونسأل كيف يمكن تطبيق هذا التشريع لو ظهر البرص المعدي في ناطحة سحاب، هل ستهدم ويحمل حديدها وحجارتها إلى خارج المدينة!
ومثل هذا الهراء ورد حين الحديث عن برص الثياب، يقول السفر: "وأما الثوب فإذا كان فيه ضربة برص ثوب صوف أو ثوب كتان، في السدى أو اللحمة من الصوف أو الكتان أو في جلد أو في كل مصنوع من جلد، وكانت الضربة ضاربة إلى الخضرة أو إلى الحمرة في الثوب أو في الجلد في السدى أو اللحمة أو في متاع ما من جلد فإنها ضربة برص، فتعرض على الكاهن، فيرى الكاهن الضربة ويحجز المضروب سبعة أيام، فمتى رأى الضربة في اليوم السابع، إذا كانت الضربة قد امتدّت في الثوب في السدى أو اللحمة أو في الجلد من كل ما يصنع من جلد للعمل، فالضربة برص مفسد (أي: معدٍ كما في ترجمة أخرى)، إنها نجسة فيحرق الثوب أو السدى أو اللحمة من الصوف أو الكتان أو متاع الجلد الذي كانت فيه الضربة لأنها برص مفسد، بالنار يحرق" (اللاويين 13/ 47-51). فأين سمعت الدنيا عن مثل هذه الأمراض وعن مثل هذه الطريقة في علاج الجدران والثياب، تعالى الله عما يقوله الظالمون علواً كبيراً.
ويأمر سفر التثنية الأخ أن يتزوج بأرملة أخيه في بعض الأحوال الاجتماعية ، فإن أبى تحيق به العقوبة التي يقررها السفر، وهي أن تسلبه حذاءه، وتبصق في وجهه، يقول السفر: "وإن لم يرض الرجل أن يأخذ امرأة أخيه تصعد امرأة أخيه إلى الباب إلى الشيوخ، وتقول: قد أبى أخو زوجي أن يقيم لأخيه اسماً في إسرائيل، لم يشأ أن يقوم لي بواجب أخي الزوج، فيدعوه شيوخ مدينته ويتكلمون معه، فإن أصر وقال: لا أرضى أن أتخذها، تتقدم امرأة أخيه إليه أمام أعين الشيوخ، وتخلع نعله من رجله، وتبصق في وجهه، وتصرخ، وتقول: هكذا يفعل بالرجل الذي لا يبني بيت أخيه، فيدعى اسمه في إسرائيل بيت مخلوع النعل" (التكوين 25/7-10)، ومثل هذا التشريع يتضمن الإكراه على الزواج، والبيوت لا تقوم على مثل هذا، وهنا نتساءل كيف لمثل هذا الزواج أن يتم لو كانت أرملة الأخ كبيرة تكبر زوجها الجديد بأربعين سنة مثلاً؟!
ثم تزعم الأسفار أن الله بعث نبيه صموئيل إلى الملك شاول يخبره باصطفاء الله له للملك ، ويقول: " هكذا يقول رب الجنود: ... فالآن اذهب، واضرب عماليق، وحرّموا كل ما له، ولا تعف عنهم، بل اقتل رجلاً وامرأة، طفلاً ورضيعاً، بقراً وغنماً، جملاً وحماراً" (صموئيل (1) 15/2-3)، لقد أمره بقتل وسحق كل أحد من أهل مدينة عماليق، وحتى لا يستثني منهم أحداً أمره بقتل الرضع والأطفال والنساء، بل وحتى الحيوان.
لكن شاول لم يلتزم أمر الرب بدقة "وأمسك أجاج ملك عماليق حيّاً، وحرّم جميع الشعب بحد السيف، وعفا شاول والشعب عن أجاج، وعن خيار الغنم والبقر والثنيان والخراف، وعن كل الجيد، ولم يرضوا أن يحرّموها. وكل الأملاك المحتقرة والمهزولة حرّموها" (صموئيل (1) 15/8-9)، لقد قتلوا البشر والحيوانات الهزيلة، وعفوا عن الحيوانات القوية، فماذا كان؟ لقد سخط الله على شاول "وكان كلام الرب إلى صموئيل قائلاً : ندمت على أني قد جعلتُ شاول ملكاً، لأنه رجع من ورائي، ولم يقم كلامي" (صموئيل (1) 15/10-11).
وفسرته روح النبي صموئيل حين استحضرتها العرافة لشاول، فقالت روحه: " لأنك لم تسمع لصوت الرب، ولم تفعل حمو غضبه في عماليق، لذلك قد فعل الرب بك هذا الأمر اليوم" (صموئيل (1) 28/18)، لقد باء بغضب الرب وندمه، لأنه لم يكمل المجزرة إلى آخر فصولها، فهل يأمر الله بمثل هذا؟! سبحانك هذا بهتان عظيم.
ومرة أخرى تتكرر الوصاة - المنسوبة زوراً إلى الرب - بقتل الأطفال ، لكنها هذه المرة مع التأكيد على قتل الأجنة في بطون الأمهات، حتى لا ينجو أولئك الذين لم يروا الدنيا بعد " تجازى السامرة، لأنها قد تمردت على إلهها، بالسيف يسقطون، تحطَّم أطفالهم، والحوامل تشقّ" (هوشع 13/16)، لقد عوقبوا بجريرة آبائهم، فهل يأمر الله بمثل هذا الظلم؟!
كما رأينا فإن للاطفال نصيباً مستحقاً من القتل والتدمير، وهو حق ما فتئت النصوص تذكر به، ومنه ما ينتظر أطفال بابل فطوبى لمن يقتلهم " يا بنت بابل المخربة، طوبى لمن يجازيكِ جزاءك الذي جازيتنا، طوبى لمن يمسك أطفالك، ويضرب بهم الصخرة" (المزمور 137/8-9).
وأما يوم الرب الذي سيصيب بابل، ففي ذلك اليوم " كل من وجد يُطعن، وكل من انحاش يسقط بالسيف، وتحطَّم أطفالهم أمام عيونهم، وتنهب بيوتهم، وتُفضح نسائهم، ها أنذا أهيج عليهم الماديين الذين لا يعتدون بالفضة، ولا يسرون بالذهب، فتحطِّم القسيُّ الفتيان، ولا يرحمون ثمرة البطن، لا تشفق عيونهم على الأولاد، وتصير بابل بهاء الممالك وزينة فخر الكلدانيين؛ كتقليب الله سدوم وعمورة، لا تعمر إلى الأبد" (إشعيا 13/15-20).
وللاطلاع على المزيد من المجازر التي تنسبها أسفار العهد القديم إلى أمر الرب. انظر (حزقيال 9/6-7)، و (العدد 31/14 - 18) و (إرمياء 51/ 20-23)، ويغنيك عن ذلك كله أن تقرأ سفر المجازر المنسوب إلى النبي يشوع، أو أن تقرأ سيرة هتلر والنازيين وما صنعوه من جرائم يندى لها جبين الإنسان ).
ويتكرر الإفساد في الأرض، وينسب الأمر فيه إلى الله: "قال الرب:.. فتضربون كل مدينة محصّنة، وكل مدينة مختارة، وتقطعون كل شجرة طيبة، وتطمّون جميع عيون الماء، وتفسدون كل حقلة جيدة بالحجارة .. وهدموا المدن وكان كل واحد يلقي حجره في كل حقلة جيدة حتى ملأوها، وطمّوا جميع عيون الماء، وقطعوا كل شجرة طيّبة" (الملوك (2) 3/19-25).
ومن الظلم الذي تنسبه التوراة إلى الله حرمان أصحاب العاهات من شرف الدخول في جماعة الرب، وقد كان الأولى تكريمهم لما أصابهم من بلاء، فتنسب التوراة لله أنه أمر " لا يدخل مخصيّ بالرضّ أو مجبوب في جماعة الرب" (التثنية 23/1).
ويطال الحرمان آخرين من أصحاب العاهات، فلا تقبل ذبائحهم، بل ولا يقتربون من مذبح العبادة لأنهم نجس بسبب عيبهم الذي ابتلاهم الله به، فتقول الأسفار: "كلم هارون قائلاً: إذا كان رجل من نسلك في أجيالهم فيه عيب، فلا يتقدم ليقرّب خبز إلهه، لأن كل رجل فيه عيب لا يتقدم، لا رجل أعمى، ولا أعرج، ولا أفطس، ولا زوائدي، ولا رجل فيه كسر رجل أو كسر يد ولا أحدب، ولا أكشم، ولا من في عينه بياض، ولا أجرب، ولا أكلف، ولا مرضوض الخصى، كل رجل فيه عيب من نسل هارون الكاهن لا يتقدم .. وإلى المذبح لا يقترب لأن فيه عيباً، لئلا يدنّس مقدسي، لأني أنا الرب مقدّسهم" (اللاويين 21/ 17-23).
وتستمر الأسفار في طرد الأبرياء من جماعة الرب، ومنهم ابن الزنا، وأبناء العمويين والمؤابيين، حتى الجيل العاشر، وذلك جزاء لهم لتقصير أجدادهم في استقبال بني إسرائيل، فتنسب الأسفار إلى الله قولها: "لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب، حتى الجيل العاشر لا يدخل منه أحد في جماعة الرب، لا يدخل عموني ولا موآبي في جماعة الرب، حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحد في جماعة الرب إلى الأبد، من أجل أنهم لم يلاقوكم بالخبز والماء في الطريق عند خروجكم من مصر، ولأنهم استأجروا عليك بلعام بن بعور لكي يلعنك" (التثنية 23/1-3).
ومن الشرائع الغريبة لأسفار العهد القديم شريعة كسر عنق الحمار البكر الذي لم يفدَ، فيؤاخذ بجريرة صاحبه وتقصيره في فدائه، يقول سفر الخروج: "لي كل فاتح رحم، وكل ما يولد ذكراً من مواشيك، بكراً من ثور وشاة، وأما بكر الحمار فتفديه بشاة، وإن لم تفده تكسر عنقه، كل بكر من بنيك تفديه" (الخروج 34/19-20)، فهل يأمر الرب بمثل هذا الظلم ومثل هذه القسوة؟
لقد كان هذا الذي ذكرناه بعضاً من أحكام تصفها التوراة نفسها بالفساد، ففي سفر حزقيال: "وأعطيتهم أيضاً فرائض غير صالحة وأحكاماً لا يحيون بها" (حزقيال 20/25)، ويصفها الإنجيل بالعتق والشيخوخة، إذ يقول الكاتب المجهول لرسالة العبرانيين: " فإنه يصير إبطال الوصية السابقة من أجل ضعفها وعدم نفعها، إذ الناموس لم يكمل شيئاً، ولكن يصير إدخال رجاء أفضل به نقترب إلى الله " ( عبرانيين 7/18 - 19)، ومقصوده التوراة وشرائعها المختصة بالكهنوت اللاوي.
ويقول مبرراً إلغاء نظام الكهنوت التوراتي: " فإنه لو كان ذلك الأول بلا عيب لما طُلب موضع لثانٍ " ( عبرانيين 8/7 )، وعيبه هو شيخوخته " وأما ما عتق وشاخ فهو قريب من الاضمحلال " ( عبرانيين 8/13).
تشبيهات ممجوجة لله في العهد القديم
وجاء في أسفار العهد القديم أن الله يشبه نفسه تشبيهات غريبة ممجوجة، فيشبه نفسه بالحيوان تارة وبالمخمور تارة، ومثل هذه الطريقة لا يرتضيها العقلاء في التعبير عن ذواتهم، فالقارئ الكريم لن يقبل لو شُبه بالحمار بجامع الصبر والجَلد في كليهما، أو بالقطة لما عندها من حنو على أبنائها، أو بالكلب لبالغ وفائه ...
ولكن الكثير من ذلك تنسبه التوراة إلى الله، من ذلك قوله: " فأكون لهم كأسد، أرصد على الطريق كنمر، أصدمهم كدُبّة مثكل، وأشق شغاف قلوبهم، وآكلهم هناك كلبوة، يمزقهم وحش البرية " ( هوشع 13/7 - 8 ).
ومثله التشبيه المنكر لله والذي جاء في سفر هوشع: "فأنا لأفرايم كالعث (الدودة)، ولبيت يهوذا كالسوس" ( هوشع 5/12).
ويشبه سفر ميخا حزن الرب على ما أصاب بني إسرائيل بنواح النعام ونحيب إناث الثعالب، فيقول: " قول الرب الذي صار إلى ميخا ... من أجل ذلك أنوح وأولول، أمشي حافياً وعرياناً، أصنع نحيباً كبنات آوى، ونَوحاً كرعال النعام" (ميخا 1/1-8).
وفي نص آخر تذكر التوراة حزنه على شعبه وعذرائها أورشليم، فيقول للنبي إرميا: وتقول لهم هذه الْكلمة: "لتذرف عيناي دموعاً ليلاً ونهاراً، ولا تكفّا أبداً، لأنّ العذراء بنت شعبي سحقتْ سحقاً عظيماً" (إرميا 14/ 17).
ويستبد به الحزن إلى حد أن يدعو على نفسه بالويل والثبور " لأنه هكذا قال الرب ... ويل لي من أجل سحقي" (إرميا 10/17).
وفي صورة أخرى مشينة تصور الأسفار التوراتية سخط الله على أعداء بني إسرائيل من المؤابيين والأدوميين بصورة يترفع عن استعمالها كرام الناس وذوو الوقار فيهم، فيقول: "الله قد تكلم بقدسه ... وأفرايم خوذة رأسي، يهوذا صولجاني، موآب مرْحضتي، وعلى أدوم ألْقي حذائي" (المزمور60/6-8)، فجعل - على سبيل الاستعارة والتشبيه - المؤابيين مكاناً لتنظفه من الأقذار للدلالة على سخطه، كما عبر عن سخطه على الأدوميين بإلقاء الحذاء عليهم!
وتستمر المخازي في التشبيهات التوراتية، فتشبه الله عز وجل بالمرأة تارة، وبالزوج تارة، فقد جاء فيها: "لأن بعلك هو صانعك، رب الجنود اسمه .. لأنه كامرأة مهجورة ومحزونة الروح، دعاك ربك" (إشعيا 54/1-6).
وفي موضع آخر أنه قال: "من أجل ذنوبكم طلَّقتُ أمكم" (إشعيا 50/1).
ومثله أن الله خاطب أورشليم " وكفرح العريس بالعروس يفرح بك إلهك " ( إشعيا 62/5).
ومن سيئ التشبيهات التوراتية تشبيه الله العظيم بالسكران يفيق من سكره، فتقول: " استيقظ الرب كنائم، كجبار معّيط من الخمر، فضرب أعداءه إلى الوراء، جعلهم عاراً أبدياً" (المزمور 78/65).
ومثله في السوء التعبير عن انتقام الله من بني إسرائيل بتسليط ملك أشور عليهم، إذ يشبهه سفر إشعيا تشبيهاً منكراً، فيقول: " في ذلك اليوم يحلق السيد بموسى مستأجرة في عبر النهر، بملك أشور الرأسَ وشعر الرجلين، وتنزع اللحية أيضاً " ( إشعيا 7/20 ).
فمثل هذه التشبيهات السمجة والتعبيرات السخيفة لا يمكن أن تصدر عن الله العظيم، ولا يليق أن يوصف بها، أوليس من طريقة أفضل يعبر بها الإله عن غضبه أو حبه!!
وكيف لهذه التشبيهات أن تنسب إلى الله، وقد قال منكراً تشبيهه بغيره: "فبمن تشبهون الله، وأي شبه تعادلون به .. فبمن تشبهونني، فأساويه، يقول القدوس" (إشعيا 44/18-25).
ويكتب الكاهن هذه اللعنات في الكتاب ثم يمحوها في الماء المرّ، ويسقي المرأة ماء اللعنة المرّ ، فيدخل فيها ماء اللعنة للمرارة .. ومتى سقاها الماء فإن كانت قد تنجست وخانت رجلها يدخل فيها ماء اللعنة للمرارة، فيرم بطنها وتسقط فخذها، فتصير المرأة لعنة في وسط شعبها، وإن لم تكن المرأة قد تنجست، بل كانت طاهرة تتبرأ وتحبل بزرع، هذه شريعة الغيرة، إذا زاغت امرأة من تحت رجلها وتنجست" (العدد 5/16-29)، فهل يأمر الرب العليم بمثل هذا؟ وهل هذه طريقة منصفة أو كافية في إثبات طهارة أو تلاعب النساء؟ وماذا لو مرضت المرأة وانتفخت بطنها بسبب هذا الماء الغريب وما ألقي فيه، لا بسبب لعناته، هل نعتبرها آثمة مذنبة، فتخرج للحرق أو الجلد أو الرجم؟
ومن غرائب العهد القديم - ولا تنقضي غرائبه - شريعة رجم الثور القاتل ، بل ورجم صاحبه إن كان يعلم أن ثوره نطاح، يقول سفر الخروج: "وإذا نطح ثور رجلاً أو امرأة فمات، يرجم الثور، ولا يؤكل لحمه، وأما صاحب الثور فيكون بريئاً، ولكن إن كان ثوراً نطّاحاً من قبل، وقد أُشهد على صاحبه، ولم يضبطه، فقتل رجلاً أو امرأة، فالثور يرجم، وصاحبه أيضاً يقتل" (الخروج 21/28-29)، فما ذنب صاحب الثور ليؤخذ بجريرة ثوره، سواء بسواء، قد قصر - ولا ريب - لكن ذلك لا يستحق قتله بحال من الأحوال.
ويتحدث سفر اللاويين عن أحكام مريض البرص وكيفية التطهر منه، ثم ينتقل للحديث عن البرص الذي يصيب الثياب والجدران، ويفصّل في ذكر طريقة التخلص من البرص بمساعدة الكاهن خشية انتقال عدوى المرض إلى ثياب أخرى وجدران أخر، يقول السفر: "يأتي الذي له البيت ويخبر الكاهن قائلاً: قد ظهر لي شبه ضربة في البيت، فيأمر الكاهن أن يفرغوا البيت قبل دخول الكاهن.. وإذا الضربة في حيطان البيت نقر ضاربة إلى الخضرة أو إلى الحمرة ومنظرها أعمق من الحائط، يخرج الكاهن من البيت إلى باب البيت ويغلق البيت سبعة أيام.
فإذا رجع الكاهن في اليوم السابع ورأى وإذا الضربة قد امتدّت في حيطان البيت يأمر الكاهن أن يقلعوا الحجارة التي فيها الضربة ويطرحوها خارج المدينة في مكان نجس، ويقشر البيت من داخل حواليه، ويطرحون التراب الذي يقشرونه خارج المدينة في مكان نجس، ويأخذون حجارة أخرى ويدخلونها في مكان الحجارة ويأخذ تراباً آخر ويطيّن البيت، فإن رجعت الضربة وأفرخت في البيت بعد قلع الحجارة وقشر البيت وتطيينه، وأتى الكاهن ورأى وإذا الضربة قد امتدّت في البيت فهي برص مفسد (أي: معدٍ كما في تراجم أخرى) في البيت، إنه نجس، فيهدم البيت، حجارته وأخشابه وكل تراب البيت ويخرجها إلى خارج المدينة، إلى مكان نجس، ومن دخل إلى البيت في كل أيام انغلاقه يكون نجساً إلى المساء، ومن نام في البيت يغسل ثيابه، ومن أكل في البيت يغسل ثيابه " (اللاويين 14/35 -47)، ونعجب ونسأل كيف يمكن تطبيق هذا التشريع لو ظهر البرص المعدي في ناطحة سحاب، هل ستهدم ويحمل حديدها وحجارتها إلى خارج المدينة!
ومثل هذا الهراء ورد حين الحديث عن برص الثياب، يقول السفر: "وأما الثوب فإذا كان فيه ضربة برص ثوب صوف أو ثوب كتان، في السدى أو اللحمة من الصوف أو الكتان أو في جلد أو في كل مصنوع من جلد، وكانت الضربة ضاربة إلى الخضرة أو إلى الحمرة في الثوب أو في الجلد في السدى أو اللحمة أو في متاع ما من جلد فإنها ضربة برص، فتعرض على الكاهن، فيرى الكاهن الضربة ويحجز المضروب سبعة أيام، فمتى رأى الضربة في اليوم السابع، إذا كانت الضربة قد امتدّت في الثوب في السدى أو اللحمة أو في الجلد من كل ما يصنع من جلد للعمل، فالضربة برص مفسد (أي: معدٍ كما في ترجمة أخرى)، إنها نجسة فيحرق الثوب أو السدى أو اللحمة من الصوف أو الكتان أو متاع الجلد الذي كانت فيه الضربة لأنها برص مفسد، بالنار يحرق" (اللاويين 13/ 47-51). فأين سمعت الدنيا عن مثل هذه الأمراض وعن مثل هذه الطريقة في علاج الجدران والثياب، تعالى الله عما يقوله الظالمون علواً كبيراً.
ويأمر سفر التثنية الأخ أن يتزوج بأرملة أخيه في بعض الأحوال الاجتماعية ، فإن أبى تحيق به العقوبة التي يقررها السفر، وهي أن تسلبه حذاءه، وتبصق في وجهه، يقول السفر: "وإن لم يرض الرجل أن يأخذ امرأة أخيه تصعد امرأة أخيه إلى الباب إلى الشيوخ، وتقول: قد أبى أخو زوجي أن يقيم لأخيه اسماً في إسرائيل، لم يشأ أن يقوم لي بواجب أخي الزوج، فيدعوه شيوخ مدينته ويتكلمون معه، فإن أصر وقال: لا أرضى أن أتخذها، تتقدم امرأة أخيه إليه أمام أعين الشيوخ، وتخلع نعله من رجله، وتبصق في وجهه، وتصرخ، وتقول: هكذا يفعل بالرجل الذي لا يبني بيت أخيه، فيدعى اسمه في إسرائيل بيت مخلوع النعل" (التكوين 25/7-10)، ومثل هذا التشريع يتضمن الإكراه على الزواج، والبيوت لا تقوم على مثل هذا، وهنا نتساءل كيف لمثل هذا الزواج أن يتم لو كانت أرملة الأخ كبيرة تكبر زوجها الجديد بأربعين سنة مثلاً؟!
ثم تزعم الأسفار أن الله بعث نبيه صموئيل إلى الملك شاول يخبره باصطفاء الله له للملك ، ويقول: " هكذا يقول رب الجنود: ... فالآن اذهب، واضرب عماليق، وحرّموا كل ما له، ولا تعف عنهم، بل اقتل رجلاً وامرأة، طفلاً ورضيعاً، بقراً وغنماً، جملاً وحماراً" (صموئيل (1) 15/2-3)، لقد أمره بقتل وسحق كل أحد من أهل مدينة عماليق، وحتى لا يستثني منهم أحداً أمره بقتل الرضع والأطفال والنساء، بل وحتى الحيوان.
لكن شاول لم يلتزم أمر الرب بدقة "وأمسك أجاج ملك عماليق حيّاً، وحرّم جميع الشعب بحد السيف، وعفا شاول والشعب عن أجاج، وعن خيار الغنم والبقر والثنيان والخراف، وعن كل الجيد، ولم يرضوا أن يحرّموها. وكل الأملاك المحتقرة والمهزولة حرّموها" (صموئيل (1) 15/8-9)، لقد قتلوا البشر والحيوانات الهزيلة، وعفوا عن الحيوانات القوية، فماذا كان؟ لقد سخط الله على شاول "وكان كلام الرب إلى صموئيل قائلاً : ندمت على أني قد جعلتُ شاول ملكاً، لأنه رجع من ورائي، ولم يقم كلامي" (صموئيل (1) 15/10-11).
وفسرته روح النبي صموئيل حين استحضرتها العرافة لشاول، فقالت روحه: " لأنك لم تسمع لصوت الرب، ولم تفعل حمو غضبه في عماليق، لذلك قد فعل الرب بك هذا الأمر اليوم" (صموئيل (1) 28/18)، لقد باء بغضب الرب وندمه، لأنه لم يكمل المجزرة إلى آخر فصولها، فهل يأمر الله بمثل هذا؟! سبحانك هذا بهتان عظيم.
ومرة أخرى تتكرر الوصاة - المنسوبة زوراً إلى الرب - بقتل الأطفال ، لكنها هذه المرة مع التأكيد على قتل الأجنة في بطون الأمهات، حتى لا ينجو أولئك الذين لم يروا الدنيا بعد " تجازى السامرة، لأنها قد تمردت على إلهها، بالسيف يسقطون، تحطَّم أطفالهم، والحوامل تشقّ" (هوشع 13/16)، لقد عوقبوا بجريرة آبائهم، فهل يأمر الله بمثل هذا الظلم؟!
كما رأينا فإن للاطفال نصيباً مستحقاً من القتل والتدمير، وهو حق ما فتئت النصوص تذكر به، ومنه ما ينتظر أطفال بابل فطوبى لمن يقتلهم " يا بنت بابل المخربة، طوبى لمن يجازيكِ جزاءك الذي جازيتنا، طوبى لمن يمسك أطفالك، ويضرب بهم الصخرة" (المزمور 137/8-9).
وأما يوم الرب الذي سيصيب بابل، ففي ذلك اليوم " كل من وجد يُطعن، وكل من انحاش يسقط بالسيف، وتحطَّم أطفالهم أمام عيونهم، وتنهب بيوتهم، وتُفضح نسائهم، ها أنذا أهيج عليهم الماديين الذين لا يعتدون بالفضة، ولا يسرون بالذهب، فتحطِّم القسيُّ الفتيان، ولا يرحمون ثمرة البطن، لا تشفق عيونهم على الأولاد، وتصير بابل بهاء الممالك وزينة فخر الكلدانيين؛ كتقليب الله سدوم وعمورة، لا تعمر إلى الأبد" (إشعيا 13/15-20).
وللاطلاع على المزيد من المجازر التي تنسبها أسفار العهد القديم إلى أمر الرب. انظر (حزقيال 9/6-7)، و (العدد 31/14 - 18) و (إرمياء 51/ 20-23)، ويغنيك عن ذلك كله أن تقرأ سفر المجازر المنسوب إلى النبي يشوع، أو أن تقرأ سيرة هتلر والنازيين وما صنعوه من جرائم يندى لها جبين الإنسان ).
ويتكرر الإفساد في الأرض، وينسب الأمر فيه إلى الله: "قال الرب:.. فتضربون كل مدينة محصّنة، وكل مدينة مختارة، وتقطعون كل شجرة طيبة، وتطمّون جميع عيون الماء، وتفسدون كل حقلة جيدة بالحجارة .. وهدموا المدن وكان كل واحد يلقي حجره في كل حقلة جيدة حتى ملأوها، وطمّوا جميع عيون الماء، وقطعوا كل شجرة طيّبة" (الملوك (2) 3/19-25).
ومن الظلم الذي تنسبه التوراة إلى الله حرمان أصحاب العاهات من شرف الدخول في جماعة الرب، وقد كان الأولى تكريمهم لما أصابهم من بلاء، فتنسب التوراة لله أنه أمر " لا يدخل مخصيّ بالرضّ أو مجبوب في جماعة الرب" (التثنية 23/1).
ويطال الحرمان آخرين من أصحاب العاهات، فلا تقبل ذبائحهم، بل ولا يقتربون من مذبح العبادة لأنهم نجس بسبب عيبهم الذي ابتلاهم الله به، فتقول الأسفار: "كلم هارون قائلاً: إذا كان رجل من نسلك في أجيالهم فيه عيب، فلا يتقدم ليقرّب خبز إلهه، لأن كل رجل فيه عيب لا يتقدم، لا رجل أعمى، ولا أعرج، ولا أفطس، ولا زوائدي، ولا رجل فيه كسر رجل أو كسر يد ولا أحدب، ولا أكشم، ولا من في عينه بياض، ولا أجرب، ولا أكلف، ولا مرضوض الخصى، كل رجل فيه عيب من نسل هارون الكاهن لا يتقدم .. وإلى المذبح لا يقترب لأن فيه عيباً، لئلا يدنّس مقدسي، لأني أنا الرب مقدّسهم" (اللاويين 21/ 17-23).
وتستمر الأسفار في طرد الأبرياء من جماعة الرب، ومنهم ابن الزنا، وأبناء العمويين والمؤابيين، حتى الجيل العاشر، وذلك جزاء لهم لتقصير أجدادهم في استقبال بني إسرائيل، فتنسب الأسفار إلى الله قولها: "لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب، حتى الجيل العاشر لا يدخل منه أحد في جماعة الرب، لا يدخل عموني ولا موآبي في جماعة الرب، حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحد في جماعة الرب إلى الأبد، من أجل أنهم لم يلاقوكم بالخبز والماء في الطريق عند خروجكم من مصر، ولأنهم استأجروا عليك بلعام بن بعور لكي يلعنك" (التثنية 23/1-3).
ومن الشرائع الغريبة لأسفار العهد القديم شريعة كسر عنق الحمار البكر الذي لم يفدَ، فيؤاخذ بجريرة صاحبه وتقصيره في فدائه، يقول سفر الخروج: "لي كل فاتح رحم، وكل ما يولد ذكراً من مواشيك، بكراً من ثور وشاة، وأما بكر الحمار فتفديه بشاة، وإن لم تفده تكسر عنقه، كل بكر من بنيك تفديه" (الخروج 34/19-20)، فهل يأمر الرب بمثل هذا الظلم ومثل هذه القسوة؟
لقد كان هذا الذي ذكرناه بعضاً من أحكام تصفها التوراة نفسها بالفساد، ففي سفر حزقيال: "وأعطيتهم أيضاً فرائض غير صالحة وأحكاماً لا يحيون بها" (حزقيال 20/25)، ويصفها الإنجيل بالعتق والشيخوخة، إذ يقول الكاتب المجهول لرسالة العبرانيين: " فإنه يصير إبطال الوصية السابقة من أجل ضعفها وعدم نفعها، إذ الناموس لم يكمل شيئاً، ولكن يصير إدخال رجاء أفضل به نقترب إلى الله " ( عبرانيين 7/18 - 19)، ومقصوده التوراة وشرائعها المختصة بالكهنوت اللاوي.
ويقول مبرراً إلغاء نظام الكهنوت التوراتي: " فإنه لو كان ذلك الأول بلا عيب لما طُلب موضع لثانٍ " ( عبرانيين 8/7 )، وعيبه هو شيخوخته " وأما ما عتق وشاخ فهو قريب من الاضمحلال " ( عبرانيين 8/13).
تشبيهات ممجوجة لله في العهد القديم
وجاء في أسفار العهد القديم أن الله يشبه نفسه تشبيهات غريبة ممجوجة، فيشبه نفسه بالحيوان تارة وبالمخمور تارة، ومثل هذه الطريقة لا يرتضيها العقلاء في التعبير عن ذواتهم، فالقارئ الكريم لن يقبل لو شُبه بالحمار بجامع الصبر والجَلد في كليهما، أو بالقطة لما عندها من حنو على أبنائها، أو بالكلب لبالغ وفائه ...
ولكن الكثير من ذلك تنسبه التوراة إلى الله، من ذلك قوله: " فأكون لهم كأسد، أرصد على الطريق كنمر، أصدمهم كدُبّة مثكل، وأشق شغاف قلوبهم، وآكلهم هناك كلبوة، يمزقهم وحش البرية " ( هوشع 13/7 - 8 ).
ومثله التشبيه المنكر لله والذي جاء في سفر هوشع: "فأنا لأفرايم كالعث (الدودة)، ولبيت يهوذا كالسوس" ( هوشع 5/12).
ويشبه سفر ميخا حزن الرب على ما أصاب بني إسرائيل بنواح النعام ونحيب إناث الثعالب، فيقول: " قول الرب الذي صار إلى ميخا ... من أجل ذلك أنوح وأولول، أمشي حافياً وعرياناً، أصنع نحيباً كبنات آوى، ونَوحاً كرعال النعام" (ميخا 1/1-8).
وفي نص آخر تذكر التوراة حزنه على شعبه وعذرائها أورشليم، فيقول للنبي إرميا: وتقول لهم هذه الْكلمة: "لتذرف عيناي دموعاً ليلاً ونهاراً، ولا تكفّا أبداً، لأنّ العذراء بنت شعبي سحقتْ سحقاً عظيماً" (إرميا 14/ 17).
ويستبد به الحزن إلى حد أن يدعو على نفسه بالويل والثبور " لأنه هكذا قال الرب ... ويل لي من أجل سحقي" (إرميا 10/17).
وفي صورة أخرى مشينة تصور الأسفار التوراتية سخط الله على أعداء بني إسرائيل من المؤابيين والأدوميين بصورة يترفع عن استعمالها كرام الناس وذوو الوقار فيهم، فيقول: "الله قد تكلم بقدسه ... وأفرايم خوذة رأسي، يهوذا صولجاني، موآب مرْحضتي، وعلى أدوم ألْقي حذائي" (المزمور60/6-8)، فجعل - على سبيل الاستعارة والتشبيه - المؤابيين مكاناً لتنظفه من الأقذار للدلالة على سخطه، كما عبر عن سخطه على الأدوميين بإلقاء الحذاء عليهم!
وتستمر المخازي في التشبيهات التوراتية، فتشبه الله عز وجل بالمرأة تارة، وبالزوج تارة، فقد جاء فيها: "لأن بعلك هو صانعك، رب الجنود اسمه .. لأنه كامرأة مهجورة ومحزونة الروح، دعاك ربك" (إشعيا 54/1-6).
وفي موضع آخر أنه قال: "من أجل ذنوبكم طلَّقتُ أمكم" (إشعيا 50/1).
ومثله أن الله خاطب أورشليم " وكفرح العريس بالعروس يفرح بك إلهك " ( إشعيا 62/5).
ومن سيئ التشبيهات التوراتية تشبيه الله العظيم بالسكران يفيق من سكره، فتقول: " استيقظ الرب كنائم، كجبار معّيط من الخمر، فضرب أعداءه إلى الوراء، جعلهم عاراً أبدياً" (المزمور 78/65).
ومثله في السوء التعبير عن انتقام الله من بني إسرائيل بتسليط ملك أشور عليهم، إذ يشبهه سفر إشعيا تشبيهاً منكراً، فيقول: " في ذلك اليوم يحلق السيد بموسى مستأجرة في عبر النهر، بملك أشور الرأسَ وشعر الرجلين، وتنزع اللحية أيضاً " ( إشعيا 7/20 ).
فمثل هذه التشبيهات السمجة والتعبيرات السخيفة لا يمكن أن تصدر عن الله العظيم، ولا يليق أن يوصف بها، أوليس من طريقة أفضل يعبر بها الإله عن غضبه أو حبه!!
وكيف لهذه التشبيهات أن تنسب إلى الله، وقد قال منكراً تشبيهه بغيره: "فبمن تشبهون الله، وأي شبه تعادلون به .. فبمن تشبهونني، فأساويه، يقول القدوس" (إشعيا 44/18-25).