البشارة الرابعة و الأربعون
المسيح بن مريم عليه السلام يشهد للإسلام و نبي الإسلام
من المعروف أن كل الأنبياء بشروا بنبي يأتي إلى العالم و يخرج بديار قيدار ابن اسماعيل بجزيرة العرب من الظلمات إلى النور .. و من عبادة الأوثان إلى عبادة الله وحده .. هذا النبي تصلى عليه وتباركه جميع أمم الأرض .. و من المعروف أن يسوع لم يكن هو ذلك النبي الرسول الآتي إلى العالم و يتضح ذلك في العديد من المواقف منها:
1- حينما قال لتلاميذه .. "الى طريق امم لا تمضوا والى مدينة للسامريين لا تدخلوا. بل اذهبوا بالحري الى خراف بيت اسرائيل الضالة" متى 10 : 5 – 6
2- و حين قال "فاجاب وقال لم أرسل الا الى خراف بيت اسرائيل الضالة" متى 24:15
3 - من المعروف أن بني اسرائيل .. كانوا ينتظرون رسولا مسيحا .. هذا المسيح الملك الرسول .. سوف يهدم امبراطورية الرومان رجسة الخراب الوثنية القائمة في الأرض المقدسة .. ولذلك يخبرنا الكتاب المقدس: أنه لما ولد يسوع الناصري خاف هيرودس الوالي الروماني بعد سماع خبر الولادة" اين هو المولود ملك اليهود .. فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع اورشليم معه" متى 2: 3 .. وايضا "لان هيرودس مزمع ان يطلب الصبي ليهلكه" متى 2: 13
- بل ها هو هيرودس يقتل كل الأطفال دون السنتين .. كما كان يفعل فرعون مع أطفال بني اسرائيل .. "فارسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس" بعد الشكوى من رؤساء الشعب .. واتهامهم ليسوع بادعائه أنه هو المسيح الملك .. اوثقوه وقدموه لبيلاطس الذي أرسله بدوره لهيرودس "واما هيرودس فلما رأى يسوع فرح جدا لانه كان يريد من زمان طويل ان يراه لسماعه عنه اشياء كثيرة وترجى ان يرى آية تصنع منه. وسأله بكلام كثير فلم يجبه بشيء" لوقا 23: 8 .. إلا أن بيلاطس اكتشف أن يسوع الناصري ليس هو المسيح الملك .. "فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزأ به والبسه لباسا لامعا ورده الى بيلاطس" لوقا 23: 11
- ثم يخبرنا انجيل لوقا أن بيلاطس وهيرودس لايجدون في يسوع علة لقتله .. لأنهم عرفوا أنه ليس هو المسيح الملك .. "فدعا بيلاطس رؤساء الكهنة والعظماء والشعب وقال لهم .. ها انا قد فحصت قدامكم ولم اجد في هذا الانسان علّة مما تشتكون به عليه ولا هيرودس ايضا لاني ارسلتكم اليه وها لا شيء يستحق الموت صنع منه" لوقا 23: 15
- لقد كانت التهمة الثانية التي وجهها كهنة اليهود ليسوع الناصري ليقتلوه بعد تهمة التجديف هي انه ادعى انه هو المسيح النبي الرسول الملك المجاهد الآتي إلى العالم .. وهذا يهدد كهنوتهم .. ويهدد مُلك الرومان ايضا .. ولذلك يقول الكتاب المقدس أنهم أمسكوه واوثقوه وذهبوا به إلى بيلاطس .. يتهموه بأنه ادعى أنه المسيح الملك .. وانه يحرض الشعب على الرومان .. والآن اترككم مع هذا الحوار الشيق بين بيلاطس البنطي "الوالي الروماني" .. ويسوع الناصري وذلك من صفحات انجيل يوحنا الاصحاح 18 العدد 33- 37 والاصحاح 19
- بيلاطس : انت ملك اليهود المسيح؟.
- يسوع: امن ذاتك تقول هذا ام آخرون قالوا لك عني
- بيلاطس: ألعلي انا يهودي. امّتك ورؤساء الكهنة اسلموك اليّ ماذا فعلت؟
- يسوع: مملكتي ليست من هذا العالم. لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أسلّم الى اليهود. ولكن الآن ليست مملكتي من هنا.
- بيلاطس: أفانت اذا ملك.
- يسوع: انت تقول اني ملك. لهذا قد ولدت انا ولهذا قد أتيت الى العالم لاشهد للحق. كل من هو من الحق يسمع صوتي.
- بيلاطس: ما هو الحق ولما قال هذا خرج ايضا الى اليهود وقال لهم انا لست اجد فيه علة واحدة.
- فخرج بيلاطس ايضا خارجا وقال لهم ها انا اخرجه اليكم لتعلموا اني لست اجد فيه علة واحدة.
- بيلاطس: خذوه انتم واصلبوه لاني لست اجد فيه علّة.
- بيلاطس: أما تكلمني؟ .ألست تعلم ان لي سلطانا ان اصلبك وسلطانا ان اطلقك.
- يسوع: لم يكن لك عليّ سلطان البتة لو لم تكن قد أعطيت من فوق. لذلك الذي اسلمني اليك له خطية اعظم. من هذا الوقت كان بيلاطس يطلب ان يطلقه.
- رؤساء كهنة اليهود لبيلاطس: لا تكتب ملك اليهود بل ان ذاك قال انا ملك اليهود.
- والآن .. هل رأيتم مدى استسلام يسوع وضعفه .. أين يسوع الناصري من هذا النبي عبد الله الذي يقول الله عنه "يدين بين الامم. ملأ جثثا ارضا واسعة سحق رؤوسها" .. "و يرد الفجور عن يعقوب" واين "تقلد سيفك على فخذك ايها الجبار جلالك وبهاءك. وبجلالك اقتحم” .. واين "الرب كالجبار يخرج كرجل حروب ينهض غيرته يهتف ويصرخ ويقوى على اعدائه" واين "نبلك المسنونة في قلب اعداء الملك. شعوب تحتك يسقطون" إن المسيح النبي الآتي إلى العالم سينصره الله ويفتح كل جزيرة العرب "كل غنم قيدار تجتمع اليك. كباش نبايوت تخدمك. تصعد مقبولة على مذبحي وأزيّن بيت جمالي" و من المعروف أن قيدار هو ابن اسماعيل و كانوا يقطنون مكة.
لقد كان بيلاطس يريد أن يطلقه .. لأنه ليس هو المسيح النبي الرسول الآتي إلى العالم .. وهذه كانت تهمة كهنة اليهود ليسوع الناصري .. والتي كانوا يطمعون بها أن يقتله بيلاطس .. لأن المسيح الحقيقي يهدد دولة الرومان ويزيل سلطتها بالسيف من اسرائيل! و أخيرا إذا كانت تهمة يسوع هي ادعاؤه تقليب الشعب على الرومان و ادعاؤه أنه المسيح الملك فقد برأه بيلاطس و هيرودس و هم عظماء الروم .. فلماذا يصلب إذن .. أليس هذا ادعاء لا تؤيده الحقائق؟
و الذي يهمنا هنا في النقطة السابقة هو أنه حينما وقف يسوع أمام بيلاطس قبل المحاكمة المشهورة .. قال له كلمات و هي "قد أتيت الى العالم لاشهد للحق" .. و يسوع ليس هو الحق لأنه يقول "ان كنت اشهد لنفسي فشهادتي ليست حقا". إذن فيسوع المسيح يتحدث عن شيئ قادم .. يبشر به و هو الحق .. و ها هو يقول لتلاميذه بعد ذلك "و اما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لانه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بامور آتية" إنه يبشر بالإسلام والقرآن و النبي محمد صلى الله عليه و سلم.