البشارة الرابعة و العشرون ملاخي النبي يتنبأ بسيد الأنبياء و بالإسراء
في هذه النبوءة القادمة يتكلم ملاخي النبي مخبراً عن الله أنه قال "هانذا ارسل ملاكي فيهيء الطريق امامي ويأتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرّون به هوذا يأتي قال رب الجنود" ملاخي 3 : 1
و ملاخي النبي هو من أواخر أنبياء بني اسرائيل .. جاء قبل المسيح عليه السلام بوقت قليل 450 سنة .. تعالوا لنرى ماتقوله النبوءة بالتفصيل:
- هانذا ارسل ملاكي: المقصود هو النبي محمد الذي يرسله الله بالوحي قبل قيام الساعة .. إلا أن المسيحيون يقولون أنه يوحنا المعمدان الذي جاء ليهيئ شعبا مستعدا لصلب الرب يسوع؟
- فيهيء الطريق امامي: فرسالته إلى كل الناس في العالم يدعو إلى إلغاء الوسطاء بين الله وعباده فلا قديس ولا قسيس ولا راهب و لا سر مقدس. وهذا لم يتحقق إلا على يد الرسول "إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليؤمنوا بي و ليستجيبوا لي لعلهم يرشدون" .. و هذا النبي من علامات الساعة و يوم الدينونة التي يحاسب فيها الله كل إنسان على ماكسبته يداه. و المسيحيون ايضا يقولون أنه يوحنا المعمدان الذي جاء ليهيئ شعبا مستعدا لصلب الرب يسوع و يطالب بيلاطس بذلك؟
- يأتي بغتة الى هيكله :نعم سيكون اسراؤه إلى بيت المقدس فجأة .. فهو لم يكن يجهز لذلك و لم يكن أحد ايضا يتوقع ذلك و هذا ما حدث للنبي محمد و ما أكده القرآن في بداية سورة الإسراء .. حيث أسرى الله ليلا بعبده محمد .. و هذه الحادثة المشهورة التي دار بها أبو جهل ليقول لأبي بكر الصديق صاحبك يقول إنه قد أسري به إلى بيت المقدس ثم أصبح بين ظهرانيننا فقال له أبو بكر إن كان قال ذلك فقد صدق .. أما بالنسبة للمسيح بن مريم عليه السلام الذي يقول المسيحيون أن هذه البشارة عنه .. فلم يثبت أنه أتى للهيكل بغتة بل كان قاطنا بجوار الهيكل منذ طفولته يتعلم من رؤساء الكهنة .. أما إذا أصر المسيحيون على أن كلمة بغتة أي لم يكن كاهنا من نسل لاوي كهنة الهيكل و لذلك فلم يكن داخلا في العهد الأبدي الذي أعطاه الله للاويين و إنما أتى بغتة ككاهن و كاستثناء من الله فإني أقول لهم بل السيدة مريم كانت من نسل لاوي بن هارون كقريبتها اليصابات و زوجها زكريا و هذا ما تقوله الأناجيل و لذلك فالمسيح بن مريم ينتسب لأمه مريم التي هي من اللاويين ايضا .. و لكن كتبة الأناجيل حاولوا أن ينسبوه ليوسف النجار الذي هو من نسل يهوذا فوقعوا في الكثير الكثير من التناقضات و منها اختلاف النسب فلوقا جعل يوسف النجار ابن يعقوب و متى جعل يوسف النجار ابن هالي وايضا جعلوا يسوع من نسل الياقيم الملك (يهوياقيم) المغضوب عليه من الله والذي لايجلس من نسله أحد على كرسي الملك داود في بني اسرائيل فكلامكم كله مغلوط يعتمد على الافتراء و عدم الصدق.
السيد الذي تطلبونه: نعم سيد النبيين و قدوس القديسين الذي تحدث عنه دانيال فلقد قال داود أنه سيده و تنبأ به كل من اخنوخ و داود و اشعياء و دانيال و ملاخي و كل الأنبياء فكل بني اسرائيل ينتظرونه و لكنهم كانوا يتوقعون أن يكون منهم .. من بني اسرائيل و ليس من بني اسماعيل و لكن الله يختص برحمته و برسالته من يشاء.
وملاك العهد الذي تسرّون به: نعم ملاك العهد الأبدي للختان فلقد كانت تلكم العبارة في الترجمات القديمة "رسول الختان" الذي يدعو لتوحيد الله و طاعته .. فها هو عهد الله مع أبي الأنبياء ابراهيم في سفر التكوين "واقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك في اجيالهم عهدا ابديا. لاكون الها لك ولنسلك من بعدك و اعطي لك ولنسلك من بعدك ارض غربتك كل ارض كنعان ملكا ابديا. واكون الههم و قال الله لابراهيم و اما انت فتحفظ عهدي. انت ونسلك من بعدك في اجيالهم هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك.يختن منكم كل ذكر فتختنون في لحم غرلتكم.فيكون علامة عهد بيني وبينكم" .. و لذلك قال هرقل ملك الروم العالم مؤكدا على ما جاء في الكتاب المقدس و ذلك في الحديث الذي رواه عبد الله بن عباس عن أبي سفيان "قد ظهر ملك أمة الختان" بعد أن قال " سيملك موضع قدميَّ هاتين"
من العجيب أن عباد المسيح يقولون أن العبارة "السيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرّون به" تشير إلى الله المتجسد المولود من العذراء الذي هو المسيح بن مريم مع أنه من الواضح جدا أن العبارة تشير إلى نفس الشخص السابق و هو الملاك الرسول نبي الختان ايليا الذي يرسله الله و يأتي به إلى الهيكل بغتة في حادثة الإسراء العظيمة المشهورة.
هوذا يأتي: تأكيد من الله و من أصدق من الله حديثا .. فاستعدوا يا من تريدوا أن تؤمنوا و أبلغوا بذلك أبناءكم و كل من تعرفون.
قال رب الجنود .. و إذا قال الله فلابد أن يتحقق وعد الله و من أصدق من الله قيلا.